لا يستوون عند الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة مقالات بين الشعائر والمشاعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          فضائل عشر ذي الحجة (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          5 أطعمة تساعد على زيادة الوزن بشكل آمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 99 )           »          طريقة عمل القرنبيط المشوي بالجبن.. لذيذ والأطفال هتحبه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 116 )           »          4 لمسات تضفي طابع الديكور البوهيمي لغرفة نوم ابنتك المراهقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 109 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من قشرة الرأس.. من زيت جوز الهند للزيوت العطرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 121 )           »          5 عناصر يمكن تخزينها أسفل حوض الحمام للتحكم فى الفوضى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          طريقة عمل شوربة الخضار بالفراخ.. صحية ومناسبة للدايت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 128 )           »          وصفات طبيعية لتقشير الشفاه.. تخلصى من خلايا الجلد الميتة بخطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 111 )           »          اليوم العالمي للحليب.. اعرفى استخداماته لجمال بشرتك ونضارتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 110 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-03-2024, 02:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,332
الدولة : Egypt
افتراضي لا يستوون عند الله

لا يستوون عند الله (1)



كتبه/ أحمد مسعود الفقي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن من تمام عدل الله وحكمته أن فرَّق بين كل نقيضين كالكفر نقيض الإيمان، والطاعة نقيض العصيان، والخير نقيض الشر، والحق نقيض الباطل، وهذا من البديهيات المسلم بها والتي لا مجال فيها للشك، وبين الله ذلك في القرآن أحسن بيان، فقال -تعالى-: (‌أَفَنَجْعَلُ ‌الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) (القلم: 35).
قال الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم -حفظه الله- في تفسيره: "يعني: في الكرامة والمثوبة الحسنة، والعاقبة الحميدة، ثم وبخهم الله فقال: (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) يعني كيف تحكمون بما ينبو عنه العقل السليم؛ فإنهما لا يستويان في قضيته؟ العقل السليم يحكم بأن المسلمين ليسوا كالمجرمين ولا يمكن أن يستويا، فكيف تحكمون هذا الحكم الأعوج، وكأن أمر الجزاء مفوض إليكم، حتى تحكموا فيه أن لكم من الخير ما للمسلمين" (انتهى).
والهمزة في (‌أَفَنَجْعَلُ) للاستفهام الإِنكاري من الله -تعالى- على من سوى بينهما؛ لأن التسوية لا تليق بحكمته ولا بعدله سبحانه؛ فلا يجعل أولئك كهؤلاء ففرَّق بينهم في الدنيا، وفرق بينهم في الآخرة.
فالمسلمون هم من أسلموا لله -عز وجل- وانقادوا لشرعه، وامتثلوا أمره، وانتهوا عما نهى عنه؛ آمنوا به ربًّا خالقًا رازقًا محييًا مميتًا، واحدًا معبودًا بحق لا إله غيره، ولا رب سواه، تنزه عن الشريك والصاحبة والولد؛ فهل يستوون مع مَن قالوا: عزير ابن الله؟! ومع من قالوا: المسيح ابن الله، ومع من قالوا: الملائكة بنات الله، ومع من عبدوا الأصنام والأحجار؟!
هل يستوون مع مَن تمثلوا الله في كل موجود، ونادوا بالحلول والاتحادية، حيث جعلوا وجود الخالق هو وجود المخلوق، وجعلوا كل وصف ممدوح ومذموم نعتًا للخالق والمخلوق، وهذا من أقبح وأشد صور الإلحاد؛ لأنه مخالف للحس والعقل والشرع، حتى قال قائلهم:
الـعــبـد رب والــرب عـبـد يا ليت شعري من المكلف
إن قـلـت: عـبـد فـذاك رب أو قـلـت: رب أنى يكـلـف
تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا؛ فلا يستوي مَن عمل صالحًا ومن أساء، فمطلق عدل الله -عز وجل- يقتضي التمييز بينهما في الحياة الدنيا وفي الآخرة، بل والعقل السليم يوقن أنه لا بد من معاد وجزاء يثيب الله فيه المؤمنين الأتقياء، ويعاقب المفسدين الأشقياء.
وقد نفى الله المساواة بين حال الذين آمنوا به وبرسوله -صلى الله عليه وسلم- وبما جاء في كتابه، وعملوا صالحًا في الحياة الدنيا، وحال الذين أفسدوا في الأرض بمعتقداتهم وأفعالهم، كما نفى المساواة بين حال من كان شعارهم التقوى في طاعته والإيمان به، وحال من كان شعارهم الفجور في معصيته والكفر به، فقال تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ ‌كَالْفُجَّارِ) (ص: 28)، وقال -تعالى-: (‌أَمْ ‌حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (الجاثية: 21).
ويرى الطاهر ابن عاشور أن ظاهر تركيب الآية في قوله: (سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ) داخل في الحسبان المنكور، فيكون المعنى: إنكار أن يستوي المشركون مع المؤمنين لا في الحياة ولا بعد الممات، فكما خالف الله بين حالَيْهم في الحياة الدنيا فجعل فريقًا كفرة مسيئين وفريقًا مؤمنين محسنين؛ فكذلك سيخالف بين حاليهم في الممات فيموت المشركون على اليأس من رحمة الله إذ لا يوقنون بالبعث، ويلاقون بعد الممات هول ما توعدهم الله به، ويموت المؤمنون رجاء رحمة الله والبشرى بما وُعدوا به ويلاقون بعد الممات ثواب الله ورضوانه، وقد طابق في الآية بين محياهم ومماتهم، والسيئات والصالحات؛ ولذلك لا تجد شيئا جعل فارقًا بين شيئين أوضح وأظهر بيانًا من التفرقة بين الإيمان والكفر، وبين المؤمنين والكافرين، فتبًّا لمن أراد التسوية بين ما فرق الله بينه!
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.60 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]