الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ماذا يأكل المسلمون حول العالم؟ استكشف سفرة عيد الأضحى من مصر إلى كينيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 121 )           »          طريقة عمل الفتة بخطوات سريعة.. الطبق الرسمى على سفرة عيد الأضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          مقاصد الحج (ليشهدوا منافع لهم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          آللَّهِ ما أَجْلَسَكُمْ إلَّا ذَاكَ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          أحكام وفضائل يوم النحر وأيام التشريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 107 )           »          أحكام الأضحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 121 )           »          الحوار آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          خطبة الأضحى 1445 هـ: الكلمة مغنم أو مغرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 99 )           »          خطبة عيد الأضحى: { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 129 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #12  
قديم 11-05-2024, 12:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها

الشرق والغرب
منطلقات العلاقات ومحدداتها
أ. د. علي بن إبراهيم النملة



(التنصير - المفهوم)




من محددات العلاقة بين الشرق والغرب: التنصير، الذي كان - وما يزال - موجهًا إلى المسلمين وغير المسلمين بصور مختلفة تتقلب بحسب الحال وبحسب البيئة، بل وبحسب الزمان والمكان؛فالحملة التنصيرية الموجهة إلى مجتمع مسلم تختلف عن الحملة إلى مجتمع غير مسلم بعيدٍ عن الإسلام في عقيدته، وتختلف عن الحملة التنصيرية الموجهة إلى مجتمع مسلم قوي في عقيدته بوضوح أكثر،ومع عدم الادعاء التام بالبعد عن العقيدة وقوتها في نفوس المسلمين، نجد أن الحملات التنصيرية الموجهة إلى المسلمين جنوب الصحراء الكبرى تختلف عن الحملات التنصيرية الموجهة إلى منطقة الخليج العربية.
وسواء أكان الدافع الأول للحملات الصليبية هو الدين أم أن هناك دوافعَ أخرى احتلالية واقتصادية وسياسية[1]، إلا أنه يمكن أن يقال: إن الحملات الصليبية كانت في ظاهرها على الأقل حملاتٍ تنصيريةً أخذت صورة التنصير القسري بالغزو المسلح واحتلال الأرض وإخراج المسلمين منها[2].
وحيث لم تنجح هذه الصورة عَمَد التنصير إلى الدراسة والتحليل للمجتمعات المسلمة، فواجهها بما تحتاجه من تعليم وتدريب أو علاج أو هبات مالية على شكل مشروعات تنموية،هذا في الوقت الذي استعان فيه المنصرون بالمستشرقين في الدخول في عمق المعتقد الإسلامي، وامتهان مهمة الاستشراق القديم في التشكيك في هذا الدين بجميع مقوماته ورموزه.
وحيث لم تنجح هذه الصورة أيضًا بالشكل الذي يوازي الجهود البشرية والمالية المبذولة، عَمد التنصير إلى اتباع الصور الأخرى التي اتُّفِقَ على تسميتها بالوسائل الخفية للتنصير، التي تُظهر شيئًا غيرَ التنصير، فجاء التنصير مع العاملين النصارى في المجتمعات المسلمة، سواء أكان هؤلاء العاملون مِهنيين فنيين خبراء أم كانوا عمالًا غير مؤهلين مهنيًّا.
وتَبِع هذا وجودُ مؤسسات تُظهر أنها تقوم بمهمات رسمية وأعمالٍ خدمية مدنية، ولكنها تخدم التنصير مباشرة، كبعض البعثات الدبلوماسية والملحقيات الثقافية والتجارية والإعلامية والشركات وغيرها،ومن المهم التوكيد أن هذا الاتهام لا ينسحب على الجميع، ولكن التنصير ظهر في بعض هذه المؤسسات[3].
ومع هذا كله ومع هذه الجهود كلها، فشل التنصير في تحقيق هدفه الظاهر والقريب، وهو أول ما يتبادر إلى الذهن من مصطلح التنصير الذي يوحي بإدخال غير النصارى في النصرانية، فقد تنازل التنصير عن هذا الهدف مرحليًّا، لا سيما في المجتمعات المسلمة، وأضحت مهمة التنصير العمل على إخراج المسلمين من الإسلام.
ولم يتحقق هذا الهدف أو هذه المهمة بالسهولة المتوخاة؛ إذ إن الإسلام يقوم على عقيدة التوحيد التي تتماشى مع فطرة الإنسان،هذا بالإضافة إلى أن الإسلام بقي نقيًّا محفوظًا من كل محاولات التغلغل فيه لتقويض دعائمه؛ ذلك أن الله تعالى قد تكفل بحفظه، ما دام على هذه الدنيا نفسٌ تتعطش للأمان الروحي، وتسعى إلى توطيد علاقة المخلوق مع الخالق؛قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].
وهنا عاد المنصرون إلى المستشرقين في مسألة التشويه، والدخول في عمق العقل البشري المسلم، وتشكيكه في عقيدته من خلال استخدام الأسلوب الاستشراقي في التشويه من لدن بعض قدامى المستشرقين، الذي لم يعُدْ بحق مقبولًا حتى من مستشرقي اليوم أنفسهم.
ولما لم تُجْدِ هذه الوسيلة، عَمد التنصير الموجَّه للمجتمع المسلم إلى إدخال أفكار غريبة على المفهومات الإسلامية في الممارسات وفي الأفكار، مما نسميه اليوم بالدعوة إلى التغريب، الأمر الذي دعا المسلمين إلى التحذير من هذه الحملة التنصيرية، والتصدي لها بالتأصيل، أو الأصالة، وأسلمة العلوم وتوجيهها الوجهة الإسلامية.
وهذه وقفة أخرى من الوقفات التي تحد من هذا التيار الذي أسهم في تحديد العلاقة بين الشرق والغرب،على أن موضوع التنصير موضوع طويل، لا يزال الفكر العربي والإسلامي يكتب عنه الكتب والمقالات، وتدرسه الجامعات ومراكز البحوث[4]، مما يستدعي إطالة الوقوف معه في الوقفات القادمة.





[1] انظر: أيوب أبو دية،حروب الفرنج حروب لا صليبية - مرجع سابق - ص 182.
[2] انظر: علي بن إبراهيم النملة،التنصير القسري وأثره في التعدي على الحريات الدينية - الرياض: هيئة حقوق الإنسان، 1430هـ/ 2009م - ص47.
[3] انظر: علي بن إبراهيم الحمد النملة،التنصير: المفهوم - الوسائل - المواجهة - مرجع سابق - ص 295.
[4] انظر: علي بن إبراهيم الحمد النملة،التنصير في المراجع العربية: دراسة ورصد وراقي للمطبوع - ط 2 - الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1424هـ/ 2003م - ص 419.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 385.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 383.63 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.45%)]