سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4596 - عددالزوار : 1305623 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4142 - عددالزوار : 831843 )           »          سفينة الحياة.. والصبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 261 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 81 - عددالزوار : 23106 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13219 - عددالزوار : 350887 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 257 - عددالزوار : 47627 )           »          قيمة إسلامية حثَّ عليها القرآن الكريم والسُنَّة النبوية – الجودة الشاملة في مؤسساتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 173 )           »          التداوي من السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 185 )           »          حكم المرابحة للآمر بالشراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 181 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 429 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #23  
قديم 13-05-2024, 11:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,403
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين


سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل


12: سيرة أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (ت: 57هـ)

اسمها ونسبها وكنيتها
هي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشية التيمية رضي الله عنها وأرضاها.
وقد تقدّم الكلام على نسب أبيها رضي الله عنهما.
وأمّا كنية عائشة فهي أمّ عبد الله، كما كناها النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال معمر بن راشد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (كل نسائك لها كنية غيري!
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اكتني بأم عبد الله)).
فكان يقال لها "أم عبد الله" حتى ماتت ولم تلد قط). رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة.
- وقال أبو معاوية الضرير، عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة عن عائشة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقلت: (يا رسول الله! كنيت نساءك فاكنني).
قال: (( اكتني بابن أختك عبد الله )). رواه ابن سعد.
- وقال أنس بن عياض الليثي، عن هشام بن عروة، عن عبّاد بن حمزة أنَّ عائشة قالت: يا نبي الله ألا تكنيني؟!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اكتني بابنك عبد الله بن الزبير)). فكانت تكنى بأم عبد الله. رواه ابن سعد.




أسرتها أبوها أفضل الأمّة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقدّ تقدّمت سيرته ولله الحمد.
وأمّها أمّ رَوْمان الكنانية، واختلف في اسمها؛ فقيل: زينب، وقيل: دعد.
- قال مصعب بن عبد الله الزبيري في "نسب قريش": (أمّ رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة).
والخلاف في تسمية آبائها كثير، وقول مصعب الزبيري فيه نظر لأنه ثبت في الصحيحين في خبر أضياف أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعنها أنه قال لها: (يا أخت بني فراس ما هذا؟).
وفراس أخو الحارث وهما ابنا غنم بن مالك بن كنانة؛ فإما أن تكون من بني فراس بن غنم، وإما أن يكون أبو بكر نسبها إلى أشهر الأخوين.
- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: (تقدَّم أنَّ أمَّ رَومان من ذرية الحارث بن غنم وهو أخو فراس بن غنم فلعلَّ أبا بكر نسبها إلى بني فراس لكونهم أشهر من بني الحارث، ويقع في النسب كثير من ذلك، وينسبون أحياناً إلى أخي جدّهم أو المعنى يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فراس، ولا شك أنَّ الحارث أخو فراس؛ فأولاد كلّ منهما إخوة للآخرين لكونهم في درجتهم، وحكى عياض أنَّه قيل في أمّ رومان: إنها من بني فراس بن غنم لا من بني الحارث، وعلى هذا فلا حاجة إلى هذا التأويل).
- وقال أبو عمر ابن عبد البر: (والخلاف من أبيها إلى كنانة كثير جداً، وأجمعوا أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة).
- وقال الواقديّ: (كانت أمّ رومان الكنانية تحت عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة الأزديّ، وكان قد قدم مكة فحالف أبا بكر قبل الإسلام، وتوفي عن أمّ رومان بعد أن ولدت له الطّفيل، ثم خلف عليها أبو بكر).
وقد اختلف في وفاة أمّ رومان على أقوال أقربهما قولان:
أحدهما: أنها ماتت سنة تسع للهجرة، ويُروى حديث فيه مقال في شهود النبي صلى الله عليه وسلم دفنها.
- قال حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن القاسم بن محمد، قال: لما دُلّيَت أم رَومان في قبرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سرَّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أمّ رومان)). رواه ابن سعد في الطبقات، وأبو نعيم في معرفة الصحابة.
وهذا حديث مرسل، وعليّ بن زيد بن جدعان ضعيف الحديث.
والآخر: أنها ماتت في خلافة عثمان.
وقد رجّح البخاري بقاءها بعد النبي صلى الله عليه وسلم بزمن، واحتجّ برواية مسروق عنها، ومسروق إنما قدم المدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- قال أبو وائل شقيق بن سلمة: حدثني مسروق بن الأجدع قال: حدّثتني أمّ رومان وهي أمّ عائشة رضي الله عنهما قالت: بينا أنا قاعدة أنا وعائشة إذ ولجت امرأة من الأنصار فقالت: فعل الله بفلان وفعل...) فذكرت حديث الإفك. وهو في صحيح البخاري وغيره.
ولعائشة من الإخوة:
1: عبد الرحمن، وهو شقيقها وأكبر أولاد أبي بكر، أسلم بعد الهجرة.
2: وعبد الله، وأمّه قُتيلة بنت عبد العزى ، أصيب بسهم يوم الطائف فمرض منه حتى مات بالمدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له ولد ثم انقرض عقبه.
3: ومحمد، وأمّه أسماء بنت عميس، ولدت به في حجّة الوداع، ونشأ في حجر عليّ بن أبي طالب، وفي خلافة عليّ
ولها من الأخوات:
1: أسماء، وهي أكبر بنات أبي بكر، وأمّها قُتيلة، وهي شقيقة عبد الله، وقد تزوجها الزبير بن العوام وأنجبت له: عبد الله، والمنذر، وعروة.
2: وأمّ كلثوم، وأمّها حبيبة بنت خارجة بن زيد الخزرجية، وُلدت بعد موت أبيها، وتزوّجها طلحة بن عبيد الله، وأنجبت له: زكريا وعائشة.
ثم خلف عليها عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، فولدت له: عثمان، وإبراهيم، وموسى.
ولعائشة أخ من أمّها أسنّ منها هو الطفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخبرة الأزدي.

مولدها ونشأتها
وُلدت عائشة رضي الله عنها قبل الهجرة بنحو ثمان سنين، وذلك بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو خمس سنين؛ فقد صحّ في صحيح مسلم وغيره من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة، ومن طريق أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن عائشة، أنها كانت بنت ثمان عشرة حين مات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان موت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر بعد الهجرة.
- قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: (ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس، فقد ثبت في الصّحيح أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت السّادسة ودخلت في السّابعة).

وقد نشأت عائشة رضي الله عنها بمكة في كنف أبويها وهما مسلمان، وشهدَت ما لقيا من أذى مشركي قريش، وعرَفَتْ قوة الصحبة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- قال الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (لم أعقل أبويَّ إلا وهما يدينان الدين، ولم يمرّ علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجداً بفناء داره، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلاً بكاء، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن؛ فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين). رواه البخاري من هذا الطريق، ورواه عبد الرزاق، وأحمد، وإسحاق بن راهويه من طريق معمر عن الزهري عن عروة بنحوه.

إسلامها وهجرتها
وُلدت عائشة رضي الله عنها مسلمة، ولم تعقل أبويها إلا وهما على الإسلام، وهاجرت مع بنات النبي صلى الله عليه وسلم وآل أبي بكر بصحبة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه على المشهور في كتب السير.
- قال محمد بن عمر الواقدي: حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن، عن ريطة، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة أنها سُئلت: متى بنى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقالت: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خلَّفنا وخلَّف بناته؛ فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة، وبعث معه أبا رافع مولاه، وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر، يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر، وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الديلي ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أمي أمّ رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير، فخرجوا مصطحبين؛ فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة ثلاثة أبعرة، ثم رحلوا من مكة جميعاً؛ وصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة بآل أبي بكر، فخرجنا جميعاً وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأمّ كلثوم وسودة بنت زمعة، وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد، وخرج عبد الله بن أبي بكر بأمّ رومان وأختيه، وخرج طلحة بن عبيد الله، واصطحبنا جميعا حتى إذا كنّا بالبيض من مِنَى نفر بعيري وأنا في مَحَفَّة معي فيها أمي، فجعلت أمي تقول: وابنتاه! واعروساه! حتى أُدرك بعيرنا وقد هبط من لفت؛ فسلَّم الله عز وجل، ثم إنا قدمنا المدينة فنزلتُ مع عيال أبي بكر، ونزل آل رسول الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبني المسجد وأبياتاً حول المسجد، فأنزل فيها أهله، ومكثنا أياماً في منزل أبي بكر). رواه ابن سعد في الطبقات، والحاكم في المستدرك.
- وقال الزبير بن بكار الأسدي: حدثني محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: (لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلَّفنا وخلَّف بناته، فلما استقر بالمدينة بعث زيد بن حارثة، وبعث معه أبا رافع مولاه، وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر، وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الدؤلي ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أن يحمل أهله أمَّ أبي بكر وأمَّ رومان وأنا وأخي وأسماء امرأة الزبير، فخرجوا مصحبين حتى انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة، ثم دخلوا مكة جميعاً، فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة، فخرجنا جميعاً، وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة، وحمل زيدٌ أمَّ أيمن وولدها أيمن، وأسامة، واصطحبنا حتى إذا كنا بالبيض من نمر نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي، فجعلت أمي تقول: وابنتاه واعروساه، حتى إذا أُدرك بعيرنا وقد هبط من الثنية ثنية هرشا فسلّم الله، ثم إنا قدمنا المدينة، فنزلت مع عيال أبي بكر، ونزل آل النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبني المسجد وأبياتاً حول المسجد، فأنزل فيها أهله). رواه الطبراني في المعجم الكبير، وابن زبالة أخباري متروك الحديث من بابة الواقدي.
- وقال خليفة بن خياط: حدثنا بكر بن سليمان عن ابن إسحاق، ووهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: «نزل أبو بكر على حبيب بن إساف أخي بلحارث بن الخزرج بالسنح» ، ويقال: «بل نزل على خارجة بن زيد بن أبي زهير أخي بني الحارث بن الخزرج». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
- وقال محمد بن عمر الواقدي، عن موسى بن يعقوب قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال: «نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي زهير وتزوج ابنته، ولم يزل في بني الحارث بن الخزرج بالسنح حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم». رواه ابن سعد في الطبقات.
والسُّنح أصلها جمع سانح، مثل بازل وبُزل، وهي هنا اسم موضع في عوالي المدينة.
- قال ياقوت الحموي: (وهي منازل بني الحارث بن الخزرج بعوالي المدينة، وبينها وبين منزل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ميل).
وقولها: ( حتى إذا كنا بالبيض من مِنَى) لا أعرف موضعاً في مِنَى ولا ما حولها يُسمَّى "البيض" إلا أن يكون المراد بالبيض أعلام الحَرم؛ فقد كانت من حجارة بيضاء اللون، وتُجمع على بيض.
وفسّره بعض المتأخرين بما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله: (بيض أيضاً من منازل بني كنانة بالحجاز، قال بديل بن عبد مناة الخزاعي يخاطب بني كنانة:

ونحن منعنا بين بيض وعتود ... إلى خيف رضوى من مجرّ القبائل
ونحن صبحنا بالتلاعة داركم ... بأسيافنا، يسبقن لوم العواذل).


وفي هذا التعيين نظر؛ لبعد موضعه جداً عن منى.

زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها
تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة في شوّال بعد السنة العاشرة من البعثة، وذلك قبل الهجرة بسنتين أو ثلاث سنين، وهي بنت ستّ سنين، ودخل بها بعد الهجرة إلى المدينة في شوال في السنة الأولى أو الثانية من الهجرة، وقد بلغت تسع سنين.
- قال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أريتك في المنام ثلاث ليال! جاءني بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله يُمضه)). رواه البخاري ومسلم، وقد رواه عن هشام جماعة من الأئمة منهم: وهيب بن خالد، وحماد بن زيد، وأبو أسامة الكوفي، وأبو معاوية، ورواياتهم في الصحيحين وغيرهما بألفاظ متقاربة.
- وقال محمد بن بشر العبدي: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون، قالت: يا رسول الله ألا تزوج؟
قال: ((من؟)).
قالت: إن شئت بكراً، وإن شئت ثيباً؟
قال: ((فمن البكر؟)).
قالت: ابنة أحبّ خلق الله عز وجل إليك عائشة بنت أبي بكر.
قال: ((ومن الثيب؟)).
قالت: سودة بنت زمعة، آمنت بك، واتبعتك على ما تقول.
قال: ((فاذهبي فاذكريهما عليَّ)).
فدخلت بيت أبي بكر، فقالت: يا أمَّ رومان! ماذا أدخل الله عز وجل عليكم من الخير والبركة؟
قالت: وما ذاك؟
قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة.
قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر، فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عز وجل عليكم من الخير والبركة؟ قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، قال: وهل تصلح له؟ إنما هي ابنة أخيه، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له.
قال: " ارجعي إليه فقولي له: ((أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي)).
فرجعت فذكرت ذلك له، قال: انتظري وخرج.
قالت أم رومان: إنَّ مطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد وعداً قط فأخلفه لأبي بكر، فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أمّ الفتى، فقالت: يا ابن أبي قحافة! لعلك مصبئ صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه إنْ تزوّج إليك.
قال أبو بكر للمطعم بن عدي: أَقَوْل هذه تقول.
قال: إنها تقول ذلك.
فخرج من عنده، وقد أذهب الله عز وجل ما كان في نفسه من عدته التي وعده فرجع، فقال لخولة: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعته فزوّجها إيّاه وعائشة يومئذ بنت ست سنين، ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة.
فقالت: ماذا أدخل الله عز وجل عليك من الخير والبركة؟
قالت: ما ذاك؟
قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه.
قالت: وددت، ادخلي إلى أبي فاذكري ذاك له، وكان شيخاً كبيراً قد أدركته السنّ، قد تخلّف عن الحج، فدخلت عليه، فحيته بتحية الجاهلية؛ فقال: من هذه؟
فقالت: خولة بنت حكيم.
قال: فما شأنك؟
قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة.
قال: كفء كريم، ماذا تقول صاحبتك؟
قالت: تحبّ ذاك.
قال: ادعها لي؛ فدعتها؛ فقال: أي بنية إنَّ هذه تزعم أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك، وهو كفء كريم، أتحبين أن أزوجك به؟
قالت: نعم.
قال: ادعيه لي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فزوجها إياه، فجاءها أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجعل يحثي على رأسه التراب!
فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة.
قالت عائشة: (فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث من الخزرج في السنح).
قالت: (فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل بيتنا واجتمع إليه رجال من الأنصار، ونساء فجاءت بي أمي وإني لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي، فأنزلتني من الأرجوحة، ولي جُميمة ففرقتها، ومسحت وجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني حتى وقفت بي عند الباب، وإني لأنهَجُ حتى سَكَنَ من نَفَسي، ثم دخلتْ بي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ على سرير في بيتنا، وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلستني في حجره، ثم قالت: هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم، وبارك لهم فيك.
فوثب الرجال والنساء، فخرجوا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، ما نُحرت عليَّ جزور، ولا ذبحت عليَّ شاة، حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ بنت تسع سنين). رواه أحمد.
- وقال عبد الله بن نمير، عن الأجلح [بن عبد الله الكندي] عن عبد الله بن أبي مليكة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة إلى أبي بكر الصديق؛ فقال: يا رسول الله! إني كنت أعطيتها مُطعماً لابنه جبير فدعني حتى أسلَّها منهم؛ فاستسلّها منهم فطلّقها فتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن سعد.
- وقال عبد الله بن عمر بن أبان: حدّثنا أبو أسامة، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة، قال: «خطب النبي صلى الله عليه وسلم عائشة إلى أبي بكر وكان أبو بكر قد زوجها جبير بن مطعم فخلعها منه، فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ابنة ست سنين، تركها ثلاث سنين، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
- وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «تزوَّجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج، فوعكت فتمرق شعري، فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان، وإني لفي أرجوحة، ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها، لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى، فأسلمتني إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين». رواه البخاري، ومسلم.
- وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: حدثني عبد الله بن معاوية، عن هشام بن عروة، أنَّ عروة كتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان: « ونكح رسول الله صلى الله عليه وسلم عند متوفَّى خديجة عائشة رضي الله عنها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أريها في المنام ثلاث مرارٍ يُقال: هذه امرأتك عائشة، وكانت عائشة يوم نكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت ست سنين، ثم بنى بها وقدم المدينة وهي بنت تسع سنين». رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال عبدة بن سليمان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «تزوَّجني النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ستّ سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين». رواه مسلم.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع سنين، وزفَّت إليه وهي بنت تسع سنين ولُعَبها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة». رواه مسلم.
- وقال أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست، وبنى بها وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة». رواه مسلم في الصحيح، وابن سعد في الطبقات.
- وقال سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة، عن عائشة، قالت: «أدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت تسع سنين، ومكثت عنده تسع سنين». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
- وقال سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: «تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأيّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني؟!!».
قال: «وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال». رواه عبد الرزاق، وابن سعد، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، ومسلم، وغيرهم.
- قال أبو عاصم النبيل تلميذ سفيان الثوري: (إنما كره الناس أن يدخلوا النساء في شوال لطاعون وقع في شوال في الزمن الأول). رواه ابن سعد.
- وقال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن حسن، عن أسامة بن حفص، عن يونس، عن ابن شهاب قال: «تزوج عائشة بنت أبي بكر في شوال، وأعرس بها بالمدينة في شوال على رأس ستة عشر شهراً من مهاجره إلى المدينة». رواه الطبراني في المعجم الكبير، ومحمد بن حسن بن زبالة أخباريّ متروك الحديث من بابة الواقدي.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال بعد بدر، ولها من العمر تسع سنين).
- - قلت: ( ظاهر ما ذكرته عائشة رضي الله عنها من سياق خبر زواجها يرجّح أنها زفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى، وما ذكره الذهبي إن كان مستنده ما ذكره ابن زبالة؛ فليس ممن يُركن إليه).
- وقال زيد بن الحباب بن الريّان: حدثني حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «لما تزوَّجني النبي صلى الله عليه وسلم سمَّنني أهلي بكل شيء فلم أسمن، فأطعموني القثاء والرطب فسمنت عليه أحسن السمن». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 954.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 952.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.18%)]