منافع الحج ومقاصده - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4576 - عددالزوار : 1396104 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4996 - عددالزوار : 2117999 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 366 )           »          تأملات في سورة يوسف عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 31 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 149 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 164 )           »          كعب بن مالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          فقه إدارة الخلاف المذهبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أنت حبيب الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 2770 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-06-2024, 05:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي منافع الحج ومقاصده

مَنَافِعُ الْحَجِّ وَمَقَاصِدُهُ (1)

(الإِخْلاَصُ - التَّقْوَى)

عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

عناصر الخطبة:
1- مقصد الإخلاص.
2- مقصد التقوى.

الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عباد الله: الله عز وجل شرع الشرائع لمصلحة العباد، وبيَّن الحكمة من التشريع في الكثير من العبادات، ومن تلكم العبادات التي تزخَر بالكثير من الفوائد والمقاصد الجليلة في تشريعها - عبادة الحج والعمرة؛ قال تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج: 27، 28]، ومعرفة المقاصد والحِكَمِ والفوائد طمأنينة للقلب، وتشجيع على الإقبال على العبادة بوعْيٍ وإخلاص، وداعٍ للاستمرار فيها، فما هي منافع الحج ومقاصده؟ أكتفي لكم في هذه الخطبة بمقصدين اثنين:
عباد الله: من منافع الحج ومقاصده:
تحقيق الإخلاص لله جل وعلا؛ الإخلاص أساس قبول الأعمال، ومن حُرِمَ الإخلاص حُرِمَ القَبول، فأنت اسأل نفسك: أحُجُّ لمن؟ أعتمر لمن؟ أصوم لمن؟ أُصلِّي لمن؟ أتصدَّق لمن؟ أقرأ القرآن لمن؟ الجواب: لله، هذا هو الإخلاص، فإذا كنت تحج أو تعتمر حبًّا في مدح الناس، أو لأنك أو أنك في حاجة لمن يناديك بالحاج أو الحاجة، أو تغضب وتغضبين إذا لم تنادَ به، أو تريد كسب ثقة الناس والتغطية على قبح الأفعال بالحج، وغيرها من المقاصد القادحة في الإخلاص - فأنت بعيد عنه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، واعلموا أن الله لا يقبل عملًا أُشْرِك فيه معه غيره؛ ففي الحديث القدسي قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمِلَ عملًا أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشركَه))[1]، ومن الغبن أن ينفق الإنسان أمواله، ويتكلف من الجهد والمشقة الشيءَ الكثير، ثم يكون حَجُّه رياءً لغير وجه الله، وهو الذي يلبي قائلًا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد، والنعمة لك، والملك لا شريك لك"[2]، فيجعل تلبيته في الظاهر لله، وفي الباطن لغيره، وهذا الحسن البصري يعاتب نفسه ويقول: "تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين، وتفعلين فعل الفاسقين الْمُرائين، والله ما هذه بصفات المخلصين"، وهذا أبو سليمان الداراني يقول: "إذا أخلص العبد، انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء"[3]، ويقول الفضيل بن عياض: "ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما"[4]، قال ابن القيم: "العمل بغير إخلاص ولا اقتداء، كالمسافر يملأ جرابه رملًا، يُثْقِله، ولا ينفعه"[5]، فاحرصوا - رعاكم الله - على تصفية نواياكم من الشوائب والعلائق، واجعلوا حَجَّكم خالصًا لوجه الله، لا يشاركه فيه أحد، فاللهم اجعلنا من عبادك المخلِصين المخلَصين، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن اقتفى؛ أما بعدعباد الله:
فمن منافع الحج ومقاصده:
تحقيق منفعة التقوى؛ التقوى هي المنفعة العظمى لفريضة الحج في قوله تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج: 28]، والتقوى هي طاعة الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، فالحاج يُلبِّي بالحج تنفيذًا وطاعةً لأمر الله له بالحج؛ في قوله: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس، قد فُرِض عليكم الحَجُّ فحُجُّوا))[6]، وفي الحج إحرام بالقول أو الفعل، والتزام بعدم فعل محظورات الإحرام قبل التحلُّل الأصغر أو الأكبر، وفي الحج طواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة، ووقوف بعرفة، ومبيت بمزدلفة، ورمي للجِمار، ونَحْرٌ للهَدْيِ، وحلق أو تقصير للشعر، وكلها طاعات يتقرب بها الحاج لرب العالمين بالفعل أو الترك، فيحقق التقوى لرب العالمين، سيدنا عمر رضي الله عنه سأل أُبَيَّ بن كعب عن التقوى، فقرَّب له معناها بتشبيه عجيب، فماذا قال له؟ قال له: أمَا سلكت طريقًا ذا شوك؟ قال: بلى، قال: فما عمِلت؟ قال: شمَّرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى[7]، ورحلة الحج كما هي مليئة بالأشواق، مليئة بالأشواك والابتلاءات وأقدار الله المؤلمة، فقد تُبتلى في نفسك ومالك، وقد تُبتلى بالرفقة التي معك، وقد تُبتلى بمشقة السفر، فالإخلاص والتقوى خير مُعِينٍ، ومن عرف ما قصد، هان عليه ما وجد، فكيف نحقق التقوى في حَجِّنا؟

نحققها بطاعة الله ورسوله، بأداء مناسك الحج كما كان يؤديها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهو القائل: ((خذوا عني مناسككم؛ لعلي لا أراكم بعد عامي هذا))[8]، وقد نقل إلينا الصحابة رضوان الله عليهم طريقةَ حَجِّه، ومن استشكل عليه أمرٌ، فلا مناص من سؤال أهل العلم، أو مرشد الرحلة؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].

نحققها بطاعة الله ورسوله بتَرْكِ محظورات الإحرام، والصبر على المشقة والأذى؛ كالمشار إليها في قوله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]، ومعنى (الرفث)؛ أي: يحرُم عليه الجماع ومقدماته القولية والفعلية، و(الفسوق)؛ أي: يحرم عليه الخروج عن طاعة الله تعالى بفعل المعاصي، و(الجدال في الحج) المحرَّم هو الذي يؤدي إلى الغضب والكراهية، وهنا لا بد من الرفق والصبر مع الرفقة، والجدال المنهيُّ عنه هو الجدال لتحقيق الباطل، أما الجدال لتحقيق الحق، فمأمور به في الحج وغيره؛ لقوله تعالى: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].

فاحذر - أيها الحاج - من تَرْكِ ركن أو واجب من واجبات الحج، فضلًا عن مستحباته؛ لأنه نريد لحجك أن يكون حجًّا تامًّا كاملًا مبرورًا، واحذر من فعل محظورات الإحرام، تَفُزْ بتقوى ربك وطاعته، وكُفَّ شَرَّك عن المسلمين في كل وقت، قبل تأدية المناسك وأثناءها وبعدها؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))[9].

فاحرصوا - رعاكم الله - على تحقيق التقوى في حَجِّكم، تفوزوا برضوان ربكم، فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين ومن المنتفعين بحجهم، آمين.
(تتمة الدعاء).

[1] رواه مسلم، برقم: 2985.

[2] رواه مالك في الموطأ، برقم: 346.

[3] مدارج السالكين، ابن القيم: 2 /92.

[4] نفسه: 2/92.

[5] الفوائد، ابن القيم: 1/ 49.

[6] رواه البيهقي في السنن الكبرى، رقم: 8615.

[7] تفسير ابن كثير: 1/ 164.

[8] رواه البيهقي في السنن الكبرى، رقم: 9524.

[9] رواه البخاري، رقم: 10.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 103.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 102.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.66%)]