|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أرجوحة الصبر.... أ.سميرة بيطام مرات يحلو لي أن احمل قلمي و حفيظة أسراري معي لأصعد بهما على مدارج الانعزال عن أهلي لأخلو بنفسي لبعض الوقت ، لست البس اللحظة ساعة يدي لأني لا أحتمل أن اعد ساعات من عمري في وقت لم اقدر أن أفك شفرات معقدة تنبئ أن كل الناس في حزن و لست أستثني أحدا ما عدا من لم يهمه أمر الإسلام و المسلمين ،بل قد أضيف إلى مجموعات البشر شجرا و أزهارا و مخلوقات تمشي و تسعى لتعيش و لو تحت دخان المدافع.سآخذ نفسا عميقا لأهدأ فيما بعد و لو أن هذا الهدوء آني و ليس بالطويل. سأجلس على الأرجوحة الهادئة مثل هدوئي اللحظة ، لأتطلع إلى أفق الشمس الآيلة للغروب ، كم يعجبني هذا المنظر في ختام اليوم من عمري .وكم يبدو منظر الغروب بريئا و ناعما ، بحثت في ثناياه عن نفسي المتألمة لما يحدث بعيدا عني من حرب و صخب و ضجيج الرصاص. أصبحت في خصام مع شاشة التلفزيون لأجل هذه الأحداث لكني في وئام مع أرجوحتي ، منها انطلقت دوافع الأسى لتجعل مني إنسانا آخر ..هي آلام الماضي لما طال الظلام على إخواني في حكم مستبد و متسلط و اليوم مع صرخات إماء الرحمان على فلذات أكبادهن و هم يرحلون عن الدنيا في شهادة .. هي مساءلات الضمير أين نحن اليوم من نصرة الحق و أين الحق فينا قولا و فعلا و موقفا ... لن أتوقف عن البوح بما هو بداخل صدري أو قلبي ، فالموقع واحد ، لأني إن توقفت سأفقد نكهة الكتابة و يصبح قلمي في حداد عن عدد القتلى و الجرحى في بلاد الإسلام. لم أقرر بعد النزول من على الأرجوحة ، ربما لأني أجد سكينة و طمأنينة و أنا اتأرجح عليها ذهابا للأمام إلى مستقبل مجهول لأمتي و إيابا لماضي فيه ملامات كثيرة أو إن صح التعبير هي حركات منتظمة تطفئ ألمي حينما سمعت دوي المدافع لتسكت صراخ الأهالي و هم في منأى عن مساكنهم التي سكنتها أشباح تحت أنقاض الغدر.. أنا الآن لا انشد أي أنشودة و أنا لا أزال جالسة على الأرجوحة و كيف انشد و إخواني يموتون في مصر و سوريا و بورما و فلسطين... أنا لا أتغنى بالأمل الآن ليس يأسا و إنما أؤجل هذا التمني لوقت آخر ،لأني أفضل الجلوس على الأرجوحة في حداد، هي ليست ملكي و لكن لدي امتياز الجلوس عليها لأني سأصمت طويلا لينطلق فكري إلى موقع آخر، و حتى لا يفرمني زحام الصحوة لضيق صدري أصر أن أبقى ساكتة عفوا صامتة فبين السكوت و الصمت سكتة رهيبة و مخيفة ، لأنه لا احد سيقرأ أفكاري و أنا في صمتي ، بالعكس سيشعر كل من يريد استنطاقي أني متألمة و بالتالي يؤجل كل سؤال و أي حديث إلى فرصة أخرى... لا أحب التأجيل في الواجبات أو عدم التفاؤل بالأمل لكنها متطلبات الحداد على إخواني. من أرحام الأحزان ولدوا من أضحوا اليوم شهداء ، و من خبز التواضع اقتات هؤلاء من هم اليوم في انتفاضة لأجل الحق و لأجل تثبيت الحق في مكانه ،و من ماء الينابيع الصافية ارتوت بطون من اخترقتها اليوم رصاصات التهور ، و من على أبواب المساجد توجهت أقدام بريئة كبرت على آداء الصلاة في وقتها ليموت وقتهم إلى غير رجعة و لو أن للشباب وقت آخر لعمر مستمر ، فبكت أركان المساجد من رهيب فراغها ذكرا و تسبيحا و هي من ألف سجادها سجود جباه التقوى لتكون اليوم هذه الجباه مركز الرصاصة القاتلة. صعب أن يحدث طلاق أبدي بين لحظات الألفة و بين لحظات الفراق..سامحوني إن حزنت اللحظة لكنها الروح تؤيد الروح لأنها توأم من العربية و الإسلام. سامحوني على صمتي و لو أن ما كتبت هي خواطري ترجمتها أفكاري الحبيسة بداخل جوهر مخيلتي ، لكن وعد أني سأتحرر من صمتي فور مغادرتي الأرجوحة..أرجوحة الصبر.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |