سلامة الصدر خصلة الأتقياء الكرماء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ميزة جديدة من واتساب ستمنعك من مشاركة رقم هاتفك المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف يجنب الآباء أطفالهم من اضطراب fomo ويقللون الاعتماد على وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لاحظها على طفلك.. علامات خطيرة لاضطراب متعلق باستخدام السوشيال ميديا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          خطوات بسيطة يجب اتباعها لضمان تجربة إنترنت آمنة وتعليمية لطفلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن تطبيق Essentials الجديد من جوجل.. وأبرز مميزاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          واتساب يتيح ميزة نسخ الملاحظات الصوتية.. اعرف كيفية استخدامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تطبيق Google Keep يحصل على مميزات الذكاء الاصطناعى.. كيف تستفيد منها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          احم طفلك من الإنترنت.. توصيات رسمية خلى بالك منها وابنك ماسك الموبايل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          لو خايف على أطفالك من فيس بوك.. 5 مميزات لتطبيق ماسنجر كيدز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف تحدد وقت استخدام طفلك للإنترنت على فيس بوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-07-2025, 07:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,410
الدولة : Egypt
افتراضي سلامة الصدر خصلة الأتقياء الكرماء

سلامة الصدر خصلة الأتقياء الكرماء


معاشر المؤمنين، عن أنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، فَطَلَعَ رَجُلٌ مِن الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ، قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ: إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَلَّا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ. قَالَ: نَعَمْ
قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ عَبْدُاللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِن اللَّيْلِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ. قَالَ عَبْدُاللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا. فَلَمَّا مَضَت الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ، قُلْتُ: يَا عَبْدَاللَّهِ، إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ؛ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ. فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ.

نعم، عباد الله سلامة الصدر من أشرف الأخلاق، ومن أكرم الخصال، ومن أنبل الصفات وأجلِّ العبادات القلبية، نال بها هذا الصحابي الجليل، الذي لم يُعرف وليس هو من كبار الصحابة، هذه البشارة المؤكدة ثلاث مرات.

سلامة الصدر هي الخصلةُ الوحيدة التي يمتنُّ الله بها على أهل الجنة، يستصحبونها معهم في نعيمهم المقبم، قال تبارك وتعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47].

فسلامةُ الصَّدرِ صِفةٌ من صفاتِ أهلِ الجنَّةِ، ومِيزةٌ من مِيزاتِهم، ونعيمٌ يتنعَّمون به في الجنَّة.

قال ابنُ عطيَّةَ: "هذا إخبارٌ من اللهِ عزَّ وجَلَّ أنَّه يُنَقِّي قُلوبَ ساكِني الجنَّةِ من الغِلِّ والحِقْدِ، وذلك أنَّ صاحِبَ الغِلِّ متعَذِّبٌ به، ولا عذابَ في الجنَّةِ".

نعم، عباد الله، فسلامة الصدر أمنيةُ الصالحين من سلف هذه الأمة وخلفها، قال اللهُ تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10].

وأنَّها من كمالِ الايمان قال صلى الله عليه وسلم: «لايُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»؛ (البخاري).

قال ابنُ الشَّوكانيِّ: "وأمَّا سلامةُ الصَّدرِ فالمرادُ به: عَدَمُ الحِقْدِ والغِلِّ والبَغضاءِ".

وقال ابن القيم رحمه الله: "والقَلبُ السَّليمُ هو الذي سَلِم من الشِّرْكِ والغِلِّ، والحِقْدِ والحَسَدِ، والشُّحِّ والكِبْرِ، وحُبِّ الدُّنيا والرِّياسةِ، فسَلِم من كُلِّ آفةٍ تُبعِدُه عن اللهِ، وسَلِم من كُلِّ شُبهةٍ تُعارِضُ خبَرَه، ومن كُلِّ شَهوةٍ تعارِضُ أمرَه، وسَلِم من كُلِّ إرادةٍ تزاحِمُ مُرادَه، وسَلِم من كُلِّ قاطعٍ يقطَعُ عن اللهِ".

وقال أبو سُلَيمانَ الدَّارانيُّ: "ما أدرَك عِندَنا مَن أدرَك بكثرةِ صلاةٍ ولا صومٍ، ولكنْ بسَخاءِ النَّفسِ، وسلامةِ الصَّدرِ، والنُّصحِ للأمَّةِ".

وقال أحد الدعاة: "مهما رأيتَ إنسانًا يُسيءُ الظَّنَّ بالنَّاسِ طالبًا للعُيوبِ، فاعلَمْ أنَّه خبيثُ الباطِنِ، وأنَّ ذلك خُبثُه يترشَّحُ منه، وإنَّما رأى غيرَه من حيثُ هو؛ فإنَّ المُؤمِنَ يَطلُبُ المعاذيرَ، والمُنافِقُ يَطلُبُ العُيوبَ، والمُؤمِنُ سليمُ الصَّدرِ في حَقِّ كافَّةِ الخَلقِ".

وبهذا، عباد الله، ندرك من أي إناء تنضح ألسنة أولئك الذين يتقوَّلون على العلماء والدعاة والمصلحين، وأولئك الذين يتشمتون بالمجاهدين أحياءً وأمواتًا، تنضح من إناء النفاق والدناءة والخسة، قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.

• وقال ابن العربي: "لا يكونُ القَلْبُ سليمًا إذا كان حقودًا حسودًا، مُعْجبًا مُتكَبِّرًا، وقد شرَط النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الإيمانِ أن يُحِبَّ لأخيه ما يحِبُّ لنَفسِه".

ومن ثمارها أنَّها تكسو صاحِبَها حُلَّةَ الخيريَّةِ، وتُلبِسُه لِباسَ الأفضليَّةِ، كما في حديثِ عبدالله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا سُئِل: أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟ قال: «كُلُّ مخمومِ القَلبِ، صدوقِ اللِّسانِ»، قالوا: صَدوقُ اللِّسانِ نَعرِفُه، فما مخمومُ القَلبِ؟ قال: «هو النَّقيُّ التَّقيُّ، لا إثمَ فيه ولا بغيَ، ولا غِلَّ ولا حَسَدَ».

ومن ثمارها أنَّها تجمَعُ القَلبَ على الخيرِ والبِرِّ والطَّاعةِ والصَّلاحِ، فلا يجِدُ القَلبُ راحةً إلَّا فيها، ولا تقَرُّ عَينُ المُؤمِنِ إلَّا بها.

ومن ثمارها أنَّها تُزيلُ العُيوبَ، وتقطَعُ أسبابَ الذُّنوبِ، فمَن سَلِم صَدرُه، وطَهُرَ قلبُه عن الإراداتِ الفاسِدةِ، والظُّنونِ السَّيِّئةِ، عَفَّ لسانُه وجوارِحُه عن كُلِّ قبيحٍ.

ومن أعظم ثمار سلامة الصدر، عباد الله، أنَّ فيها اقتداءً بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فهو -بأبي وأمِّي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أسلَمُ النَّاسِ صَدرًا، وأطيَبُهم قَلبًا، وأصفاهم سريـرةً.
__________________________________________________
الكاتب: يحيى سليمان العقيلـي









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.22 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]