|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() دراسة ميدانية شرعية: أين السعادة الحقيقية..؟
إعداد : وائل سلامة - عمرو علي السعادة مطلبٌ فطريّ ينشده كل إنسان، ويسعى لتحقيقه في دروب الحياة المختلفة، غير إنّ كثيرًا من الناس يظنون أنّ السعادة تُنال بكثرة المال، أو الجاه، أو الشهوات الدنيوية، فيركضون خلف سراب زائف، ليكتشفوا بعد حين أنهم ما عرفوا السعادة الحقيقية، ولا ذاقوا لذّتها؛ فالسعادة الحقيقية في نظر الإسلام ليست محصورة في متاع زائل، أو لذّة عابرة، بل هي ثمرة الإيمان بالله، والرضا بقضائه، ودوام الصلة به، قال -تعالى-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل: 97)، وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن السعادة لا تقاس بالمال أو الجاه، وإنما بما وُهِبَ للعبد من رضا وطمأنينة، فقال: «قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنّعه الله بما آتاه». في ظل التحديات الكثيرة التي تعصف بالعالم المعاصر، تزداد الحاجة لتأصيل مفهوم السعادة في ضوء الشريعة الإسلامية، والوقوف على وسائلها الصحيحة، كالإيمان، وذكر الله، والإحسان إلى الخلق، والرضا، والتفكر، والصبر، وهذا الملف يتناول مفهوم السعادة الحقيقية كما يراها الإسلام، ويعرض أهم الوسائل التي تعين على تحقيقها، مدعّماً بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية، لنرسم معًا طريق القلب نحو الطمأنينة والرضا. السعادة في القرآن والسُنَّة السعادة في القرآن الكريم والسنة النبوية ليست قاصرة على الجانب المادي فحسب- وإن كانت الأسباب المادية من عناصر السعادة- بل إن الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته؛ لذا كان التركيز في تحصيل السعادة على الجانب المعنوي كأثر مترتب على السلوك القويم، وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها: قول الله -تعالى-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل: 97)، وقوله -تعالى-: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} (طه)، وقوله -تعالى-: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (النحل)، وفي الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ليسَ الغنى عن كثرةِ العَرَضِ ولَكنَّ الغِنى غنى النَّفسِ»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبحَ معافًى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا بحذافيرِها»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ سعادَةِ ابنِ آدمَ ثلاثَةٌ ومِنْ شِقْوَةِ ابنِ آدَمَ ثلاثةٌ مِنْ سعادَةِ ابنِ آدَمَ المرأةُ الصالحةُ والمسْكَنُ الصالحُ والمركبُ الصالحُ». ![]() السعادة في المنظور الإسلامي لقد جاء الإسلام بنظام شامل؛ فوضع للإنسان من القواعد والنظم ما يرتب له حياته الدنيوية والأخروية، وبذلك ضمن للإنسان ما يحقق له مصالحه الدنيوية والأخروية؛ فقد جاء الإسلام للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة في الحفاظ على: (النفس، والعقل، والمال، والنسل، والدين)، فالسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين: 1- السعادة الدنيوية: فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضع من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى، إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة قال الله -تعالى-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل: 97) وقال -تعالى-: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (القصص: 77) وقال -تعالى-: {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (التوبة: 38). 2- السعادة الأخروية: وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا قال الله -تعالى-: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (النحل: 32) وقال -تعالى-: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} (النحل: 30). أسباب تحصيل السعادة للسعادة أسباب كثيرة، ومقومات عديدة وفق المنظور الإسلامي، من أهمها ما يلي: الإيمان والعمل الصالح فالإنسان الذي يؤمن بالله -تعالى- وحده لا شريك له إيمانا كاملا صافيا من الشوائب، يكون مطمئن القلب هادئ النفس، ولا يكون قلقا متبرما من الحياة؛ بل يكون راضيا بما قدر الله له شاكرا للخير صابرا على البلاء، وإن خضوع المؤمن لله -تعالى- يقوده إلى الراحة النفسية التي هي المقوم الأول للإنسان العامل النشط الذي يحس بأن للحياة معنى وغاية، يسعى لتحقيقها قال الله -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأنعام: 82). وكذلك فإن الإيمان ليس فقط سببا لجلب السعادة؛ بل هو كذلك سبب لدفع موانعها؛ ذلك أن المؤمن يعلم أنه مبتلى في حياته، وأن هذه الابتلاءات تعدّ من أسباب الممارسة الإيمانية، فتتكون لديه المعاني المكونة للقوى النفسية المتمثلة في الصبر والعزم والثقة بالله والتوكل عليه والاستغاثة به والخوف منه، وهذه المعاني تعد. ![]() التحلي بالأخلاق الفاضلة الإنسان كائن اجتماعي لابد له من الاختلاط ببني جنسه، فلا يمكنه الاستغناء عنهم والاستقلال بنفسه في أموره فإذ ا كان الاختلاط بهم لازم طبعا، ومعلوم أن الناس يختلفون في خصائصهم الخلقية والعقلية فلا بد أن يحدث منهم ما يكدر صفو المرء ويجلب له الهم والحزن، فإن لم يدفع ذلك بالخصال الفاضلة، كان اجتماعه بالناس - ولا مفر له منه - من أكبر أسباب ضنك العيش وجلب الهم والغم؛ لذلك اهتم الإسلام بالناحية الأخلاقية وتربيتها. الإكثار من ذكر الله -تعالى- إن ارتباط الإنسان بالله -تعالى- هو أعظم ما يطمئن له القلب وينشرح بذكره الصدر، لأنه ملاذ المؤمن في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، لذلك جاء الشرع بجملة من الأذكار تربط المؤمن بالله -تعالى- مع تجدد الأحوال زمانا ومكانا.ومن النصوص التي تدل على ذلك: قال الله -تعالى-: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تزوَّجَ أحدُكمُ امرأةً أوِ اشتَرى خادمًا فليقلِ: اللَّهمَّ إني أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما جبَلتَها عليهِ وأعوذُ بِكَ من شرِّها وشرِّ ما جبلتَها عليهِ»، وقال -صلى الله عليه وسلم - في بيان وجوب الأخذ بالأسباب والاستعانة بالله وعدم الحزن على تخلف النتائج المرغوبة: «احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ، فلا تَقُلْ: لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ؛ فإنَّ (لو) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» العناية الصحية والصحة هنا تشمل الجوانب: البدنية، والنفسية والعقلية، والروحية. فإن الصحة البدنية مما فطر الناس على الاهتمام به؛ لأنها تتعلق بغريزة البقاء كما أنها السبيل لتحقيق الغايات المادية من مأكل ومشرب وملبس ومركب، وقد اهتم الإسلام بالإنسان؛ فنهى عن قتله بغير سبب مشروع، كما نهى عن كل ما يضر ببدنه وصحته، كما قال الله -تعالى-: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} (الأنعام: 151) وقال -تعالى-: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (الأعراف: 157) وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا ضرر ولا ضرار». يغفل كثير من الناس أهمية الصحة النفسية أو يغفلون السبيل لرعايتها، والحفاظ عليها مع أنها ركن أساسي في تحقيق السعادة؛ لذلك حرص الإسلام على تربية النفس الفاضلة وتزكيتها بالخصال النبيلة، فكان أهم ما سعي إليه هو تكوين النفس السوية المطمئنة، وقوام استواء النفس يكون بالإيمان ثم بالتحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الخصال الذميمة. لما كان العقل مناط التكليف في الإنسان؛ فإن الشارع الحكيم أمر بالحفاظ عليه، وحرم كل ما يؤدي إلي الإضرار به أو إزالته، ومن أعظم ما يؤدي إلي ذلك المسكرات والمخدرات؛ لذلك حرمها الله . كما اعتنى الشرع بوضع الوسائل الكفيلة بالحفاظ على الصحة الروحية؛ فندب المؤمن إلى ذكر الله -تعالى- على كل حال، كما أوجب عليه الحد الأدنى الذي يكفل له غذاء الروح، وذلك بشرع الفرائض من الصلاة والصيام والزكاة والحج، ثم فنح له بابا واسعا بعد ذلك بالنوافل، وجميع أنواع القربات. تحقيق القدر المادي اللازم للسعادة الإسلام لا ينكر أهمية الأسباب المادية في تحقيق السعادة؛ إلا أن هذه الأشياء المادية ليست شرطاً لازما في تحقيق السعادة، وإنما هي من جملة الوسائل المؤدية لذلك، وقد تناولت كثير من النصوص هذه الحقيقة منها: قال الله -تعالى-: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} (الأعراف:32) وقال - صلى الله عليه وسلم -: «نِعمَ المالُ الصَّالحُ للرَّجلِ الصَّالحِ» وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ سعادَةِ ابنِ آدمَ ثلاثَةٌ ومِنْ شِقْوَةِ ابنِ آدَمَ ثلاثةٌ مِنْ سعادَةِ ابنِ آدَمَ المرأةُ الصالحةُ والمسْكَنُ الصالحُ والمركبُ الصالحُ». ![]() كنوز لاتقدر بثمن في زمن تتسارع فيه المقاييس المادية للسعادة، يأتي حديث من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ليضبط بوصلة السعادة على المؤشر الصحيح؛ فنِعَمُ اللهِ -سبحانه وتعالى- على عِبادِه كثيرةٌ لا تُحصَى، والرِّزقُ مُتعدِّدٌ متنوِّعٌ؛ فليس الرِّزقُ مَحصورًا في المالِ فقط، هذا الحديث ليس مجرد وصف، بل خارطة حياة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبحَ معافى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا بحذافيرِها». ويُعلّمنا هذا الحديث أن الأمن، والصحة، والرزق الكافي ليست أمورًا اعتيادية، بل هي كنوز لا تُقدّر بثمن، فمتى ما اجتمعت عند إنسان، فقد مُنح الإنسان الدنيا كلها، وعلى العبدِ أنْ يحَمْدَ اللهَ -تعالى- ويشُكرَه على هذه النِّعمِ، قال المناوي -رحمه الله-: «من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها، فينبغي ألا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها، بأن يصرفها في طاعة المنعم، لا في معصية، ولا يفتر عن ذكره، فمن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا، وجد الطمأنينة، وذاق حلاوة الإيمان، فحين يرضى المؤمن بما عنده، لا يُشغل قلبه بالقلق على الدنيا، بل يتفرغ قلبه للتوجه لله، فيصلي بخشوع، ويدعو بثقة، ويعبد الله مطمئن النفس. العبادة مفتاح الطمأنينة والسعادة يربط القرآن الكريم بين العبادة والسكينة كما في قوله -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد:28) فعندما يؤدي المؤمن عباداته، وهو يشعر بالأمن والعافية، يذوق طعم الراحة الحقيقية؛ لأنه يناجي ربه بقلب خاشع مطمئن، غير مشغول بالمخاوف والضرورات، الحديث يرتبط بعمق بحال المؤمن في عبادته؛ فمتى ما وجد الأمن والعافية والرزق، صفا قلبه للطاعة، الطمأنينة والسكينة في الصلاة والدعاء لا تتحقق غالبًا وسط الجوع والخوف والقلق، بل في ظل الاستقرار. السعادة في العمل للآخرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كانت الآخرةُ همَّه، جعل اللهُ غناه في قلبِه، وجمع له شملَه وأتتْه الدُّنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همَّه جعل اللهُ فقرَه بين عينَيه وفرَّق عليه شملَه، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له»، الاشتغالُ بالآخرةِ دارِ القَرارِ سببُ السَّعادةِ والفوزِ بنَعيمِ اللهِ -عزَّوجلَّ-، ولا يَنقُص من الرِّزق شَيئًا، والاشتِغالُ بالدُّنيا الفانيةِ يُورِثُ الهُمومَ ويُفرِّقُ الشَّملَ ولا يَزيدُ من الرِّزقِ شيئًا قال السندي في حاشيته على ابن ماجه: «وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ» أَيْ: مَقْهُورَةٌ . السعادة الحقيقية قال ابن القيم -رحمه الله-: السعادة الحقيقية هي سعادة نفسانية روحية قلبية، وهي: سعادة العلم النافع وثمرته؛ فإنها هي الباقية على تقلب الأحوال، والمصاحِبة للعبد في جميع أسفاره وفي دوره الثلاثة، أعني: (دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار) وبها يترقى في معارج الفضل ودرجات الكمال. الشيخ ابن باز: السعادة طريقها واضح ![]() الشيخ ابن عثيمين: أسباب السعادة في الدنيا والآخرة ![]() ![]() خاتمة القول: وفي الختام، فإن السعادة الحقيقية ليست وَهْمًا نطارده، ولا حُلْمًا بعيد المنال، بل هي واقعٌ يمكن أن يعيشه المسلم متى ما عرف طريقه إلى الله، واستقامت حياته على منهج القرآن والسنة، إن أعظم السعادة هي ما يكون في القلب، لا في الجيب، وفي الرضا، لا في الترف، وفي القرب من الله، لا في كثرة المتاع، وقد جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى الجليل في قوله: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس»، فمن أراد السعادة فليطلبها حيث وضعها الله، لا حيث تاه عنها الناس، وليتأمل قول الله -تعالى-: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28). من أهم المعايير التي وضعها التقرير.. الكرم ومستوى العطاء والتعاون في المجتمع الكويت الثانية خليجيا في مؤشرات السعادة للعام 2025 ![]()
سجّلت الكويت حضورًا بارزًا في تقرير السعادة العالمي للعام 2025، الذي يصدر عن مركز أبحاث الرفاهية بجامعة أكسفورد، بالشراكة مع مؤسسة «غالوب» وشبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة؛ حيث جاءت في المرتبة 30 عالميا في المؤشر العام، والمركز الثاني خليجيا في السعادة، وأظهرت تقدمًا ملموسًا في مؤشرات التماسك الاجتماعي والعمل الخيري والثقة المجتمعية، ويعتمد التقرير على تقييمات الأفراد لحياتهم، بناءً على متوسط بيانات الأعوام 2022 إلى نهاية العام 2024، ليكشف عن أداء متميّز للكويت في مؤشرات فرعية عدة. فإضافة إلى المرتبة الـ30 في مؤشر السعادة العام (Cantril Ladder)، حلت الكويت في المرتبة الـ33 في مؤشر التبرع، والمرتبة الـ46 في العمل التطوعي، والمركز الـ27 في مساعدة الغرباء. في المقابل، جاءت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 21 عالميا والأولى خليجيا قبل الكويت في مؤشر السعادة، واحتلت المركز الـ16 في التبرع، والـ19 في العمل التطوعي، أما السعودية، فجاءت في المرتبة 32 عالميا، وحلّت في المركز 48 في التبرع، و92 في العمل التطوعي. وركّز التقرير على أهمية الثقة والعطاء والرعاية المجتمعية؛ لكونها ركائز أساسية لرفاهية الإنسان، وأكد أن الثقة - خصوصاً بين الغرباء- لها تأثير مباشر على السعادة الفردية يفوق أثر المساهمات المادية أو التطوعية، ويُعد الأداء الكويتي مؤشراً على التوازن بين جودة الحياة والاستقرار الاقتصادي والمشاركة المجتمعية، ما يجعل الكويت نموذجاً يُحتذى؛ من حيث بناء بيئة إنسانية وسعيدة ومستقرة. نبذة عن تقرير السعادة العالمي تقرير السعادة العالمي هو تقرير سنوي، يصدر عن الأمم المتحدة، يقيس مستويات السعادة في مختلف دول العالم، ويصنفها بناءً على عوامل عدة ، ويستهدف تسليط الضوء على أهمية الرفاهية والسعادة في حياة الأفراد والمجتمعات، وتقديم توصيات لتحسينها. ![]() منهجية التقرير يعتمد التقرير على بيانات استطلاعات الرأي العالمية التي تجريها شركة( Gallup)، وتحليل البيانات من قبل باحثين متخصصين من مختلف التخصصات الأكاديمية. عوامل القياس يعتمد التقرير على ستة عوامل رئيسية لتقييم السعادة في كل دولة:
تحليل نتائج استبيان أين السعادة الحقيقية..؟
منهجية العمل:
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |