لنـنتظر حتى يرحل! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1273 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1240 )           »          الفقه يؤخذ من كتب المذاهب لا من الأحاديث، ومن الفقهاء لا من المحدثين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وجهٌ آخرُ للهدية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 1338 )           »          أخلاقيات التاجر المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من عزائم مغفرة الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          شيخ الإسلام العلامة أحمد عارف حكمت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          من وجد قلبي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل الملبن الأحمر بالفول السودانى.. خليكى ناصحة ووفرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-09-2025, 01:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,562
الدولة : Egypt
افتراضي لنـنتظر حتى يرحل!

لنـنتظر حتى يرحل!

منصور بن محمد المقرن



زوجةٌ لا ترى حسنات زوجها، والزوج كذلك، وقريبٌ لا يلحظ فضائل قريــبه، وصديقٌ لا يُثني على مروءات صديقه، ومجتمعٌ لا يحتفي بجهود مُصلحيه، فإذا اختطف الموتُ أولئك المنسيين؛ أفاق الغافلون؛ فأطلقوا الألسن، وسطّروا المقالات، وكتبوا المراثي في الثناء عليهم، والإشادة بأعمالهم، وترديد مآثرهم. قال الروائي يوسف السباعي: "نحن شعب يُحب الموتى، ولا يرى مزايا الأحياء حتى يستقروا في باطن الأرض".
ترك الثناء على منجزات أو خصال الآخرين وهم أحياء أمرٌ مشاهد ومتكرر في مجتمعاتنا، رغم أن سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم بل ومعالي الأخلاق على خلاف ذلك.
فقد امتدح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صحابته مرات عديدة؛ فمنها قوله عن أبي بكر رضي الله عنه: (ما نفعَنِي مالٌ قطُّ ، ما نفعَنِي مالُ أبي بَكرٍ)، وقال عن عمر رضي الله عنه: «(ما لَقِيَكَ الشيطانُ قَطُّ سالكًا فَجًّا إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ)» وقال لأُبي بن كعب رضي الله عنه: «(لِيَهنِكَ العِلمُ أبا المِنذِرِ)» ، وقال لأشج عبد القيس رضي الله عنه: «(إنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُما اللَّهُ: الحِلْمُ، والأناةُ)» ، وأثنى صلى الله عليه وسلم على عموم المهاجرين والأنصار وغيرهم، فمحبة الثناء طبيعة بشرية، وقد قيل:
يَهوَى الثّناء مُبرِّزٌ ومُقصّرٌ حُبُّ الثّناءِ طبيعةُ الإنسان
وغني عن القول أن الثناء المقصود هو السالم من الكذب أو المبالغة في الممدوح، أو أن يتخذه المادح بضاعةً وتجارة. وعليه فإن من فوائد الثناء بحق: أنه يُحفِّز الممدوح على الاستزادة مما مُدِح به، ويُشجع الآخرين على الاقتداء به، قال شوقي:
رُبَّ مدحٍ أذاع في الناس فضلًا وأتاهم بقدوة ومثال
والثناء بحق يُقرِّب ويؤلف بين قلوب الناس، ويُنمي في المادِح محبة الخير لإخوانه ، ويُبعِده عن الحسد، وقد قيل: "حجبُ الثناءِ مع الاستحقاقِ حسدٌ وافتراء".
وقد يكون أحد أسباب إحجام بعضنا عن الثناء على منجزات الآخرين أو خصالهم الحميدة وهم أحياء: الخوف عليهم من الفتنة، ويُستشهدُ لذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل مدح أخاه: (وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ) متفق عليه، قال ابن بطال: "حاصل النهي أن من أفرط في مدح آخر بما ليس فيه لم يأمن على الممدوح العجب لظنه أنه بتلك المنزلة ، فربما ضيع العمل والازدياد من الخير اتكالاً على ما وُصف به"، وقال الغزالي في الإحياء عن أثر المدح على الممدوح: "أنه لا يأمن أن يُحدث فيه المدحُ كِبراً أو إعجاباً، أو يَكِله على ما شهره به المادح فيفتر عن العمل، فإن سلِم المدحُ من هذه الأمور لم يكن به بأس وربما كان مستحبا).كما يُستشهدُ أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم المَدَّاحِينَ، فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ) رواه مسلم، قال ابن بطال: "تأول العلماء أن المراد من يمدح الناس في وجوههم بالباطل، وأما من مُدح بما فيه فلا يدخل في النهي؛ فقد مدح صلى الله عليه وسلم في الشعر والخطب والمخاطبة ولم يحثُ في وجه مادحه تراباً". وقال العتبيّ: "هو المدح بالباطل والكذب، وأمّا مدح الرجل بما فيه فلا بأس فيه"، وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: "فأما من مدح الرجلَ على الفعل الحسن والأمر المحمود يكون منه ترغيبًا له في أمثاله، وتحريضًا للناس على الاقتداء به، فليس بمدَّاح".
من جهة أخرى، فإن الواجب على من أُثني عليه بحق: أن يحمد الله تعالى على ذلك، وينسب الفضل لله وحده، فقد قيل "الفضلُ لمن منحكَ، لا لمن مدحك"، ويسأل ربه الثبات، ويرجو أن يكون ذلك عاجل البشرى له، ويتعلق بالمنعم عليه سبحانه ألاّ يقطع عليه أفضاله وإحسانه.

كتبه / منصور بن محمد الـمقرن








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.37 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]