إلى ماذا ندفع أبناءنا؟ - قصة واقعية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 36 - عددالزوار : 13866 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 57760 )           »          معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التوكل والأخذ بالأسباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أهمية صلاة الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ردّ الحقوق لأصحابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حدّ الربح في التجارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تذكير المريض بالتوبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مركزية القرآن والسنة في بناء الوعي الحضاري والتنمية المستدامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من كمال العقل الاشتغال بما يعني المرء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-10-2025, 03:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,005
الدولة : Egypt
افتراضي إلى ماذا ندفع أبناءنا؟ - قصة واقعية

إلى ماذا ندفع أبناءنا؟ - قصة واقعية

د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر

كنتُ وما زلتُ أعمل عضوًا في هيئة التدريس في كلية الحاسبات والمعلومات منذ عام 2005، رأيتُ أجيالًا من الطلاب والطالبات كالزهور، يدخلون الكلية بأحلام واسعة، وينبت في عيونهم الأمل، ويرتسم في وجوههم الطموح.

كنتُ أشاركهم ذلك الحُلمَ، أحاول أن أكون لهم موجِّهًا، ناصحًا، أبًا علميًّا، أراهم يتعثرون، ثم ينهضون، يفرحون، ثم يدمعون، وكانت سعادتي تكبر بنجاحاتهم، بل أعُدُّ نجاحهم من نجاحي.

لكن شيئًا ما تغيَّر في السنوات الأخيرة؛ أصبح كثير من أبنائنا لا يرَون للنجاح معنًى إلا إذا ارتبط بالهجرة، باتت الغاية الكبرى أن يخرج من وطنه، ويترك أهله، ويذوب في ثقافة أخرى، بل ويعيش لهذا الحلم سنوات طويلة، وكنت أقول: لا بأس، فلعل في الأمر حكمةً؛ لعلهم يُحصِّلون علمًا فريدًا ثم يعودون لأوطانهم محمَّلين به، نفعًا وعطاءً، أو لعلهم يُدركون خطر الغربة في بلاد أجنبية، فيرجعون عن قناعة وبصيرة.

لكن ليته لم يكن على حساب الدين، أو القيم، أو المبادئ، أو الهوية، ليته لم يكن ثمنه غاليًا إلى هذا الحد.

حتى جاء يومٌ، كنت أتصفح مواقع التواصل، فظهر أمامي منشورٌ لطالب كنت أعتز به جدًّا: أحمد.

أحمدُ كان من أنبغ طلاب قسم علوم الحاسب، وكان مشروعُ تخرجه إنسانيًّا نبيلًا: أراد أن يساعد صديقه الذي أُصيب بشلل رباعي، فصمَّم نظامًا يتيح له التحكم في الحاسوب بعينيه فقط، نال به جوائز، وذاع صيته.

أعجبنا جميعًا به، وعُيِّن معيدًا، ثم حصل على الماجستير بسرعة، لما فيه من التميُّز، ثم بدأ رحلة جديدة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وعمِل مع شركات أجنبية، ثم استقال وسافر، وانقطع عنا، ثم فجأة، قرأتُ منشوره الأخير، الذي فيه يعلن بفخر حصوله على الجنسية الكندية، يحمل طفلته أمام أعلام كندا، وقد بدت عليه السعادة الغامرة، لكنني لم أفرح، بل شعرت بمرارة الخسارة؛ خسرنا عقلًا، خسرنا مبدعًا، خسرنا مشروع أستاذ كان يمكن أن يخرِّج أجيالًا، خسرنا نموذجًا كان يمكن أن يكون قدوة لأبنائنا في العطاء داخل الوطن لا الهروب منه.

والأشد مرارة: أن الحلم الجديد لأطفالنا لم يعد التميز أو الإبداع أو الريادة، بل "الخروج من هنا".
إلى أين؟
إلى المجهول...

إلى بيئات تبتلع الهُوية، وتُذيب الدين في مستنقعات المادة، وتربِّي الأبناء على ما لا نرضاه في ديننا ولا في ثقافتنا.

أكتب هذا وأنا حزين، لا طعنًا في أحمد – حاشا لله - فأنا ما زلت أحبه وأدعو له، بل حزنًا على أن يصبح هذا هو السقف الأعلى لطموحات شبابنا.

سؤالي:
إلى ماذا ندفع أبناءنا؟
إلى شهادة ميلاد أجنبية، أم إلى هوية ربانية؟
إلى وطن يؤوي الجسد، أم إلى عقيدة تحمي القلب؟
فلنفكر... قبل أن نخسرهم جميعًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.47 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]