|
|||||||
| ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
لا تكونوا عُجُلًا نورة سليمان عبدالله عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "لا تَكُونُوا عُجُلًا مَذَايِيعَ بُذرًا، فَإِنْ مِنْ وَرَائِكُمْ بَلاَءً مُبَرِّحًا مُكْلِحًا، وَأُمُورًا مُتَمَاحِلَةً رُدُحًا"؛ [رواه البخاري في الأدب المفرد، وصحح الألباني إسناده]. لا تكونوا عُجُلًا: جمع عَجَل، مستعجل. مذاييع: جمع مِذْياع، والمذياع اليوم معروف اصطلاحًا؛ وهو الوسيلة البالغة في معرفة الأخبار في مختلف أقطار الدنيا. بُذرًا: هو الذي لا يستطيع أن يكتم السر. يقول الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله في شرح هذا القول لعلي رضي الله عنه: (حذر رضي الله عنه من أمور ثلاثة يتورط فيها كثير من الناس عند الفتن، فتوقِدها وتفضي إلى تزايدها وتفاقمها: الأول: الاندفاع والتهور، والعجَلة وعدم التأمل في عواقب الأمور، والعجلة لا تأتي بخير، ومن كان عجولًا في أموره، مندفعًا في تصرفاته، فإنَّه لا يأمن على نفسه من الزَّلَل والانحراف. الثاني: إشاعة الكلام دون تثبُّت ودون رويَّة، والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها قبل تحققها، فيخبر بها ويفشيها وينشرها، وقد لا يكون لها صحة، ولو صحَّت فالواجب التأمل قبل نقلها، هل في نقلها مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان، أم لا فيحجم عنه؟ الثالث: إشعال نار الفتنة وزرع بذور الشر بالنميمة والإفساد بين الناس، وإذكاء موجِبات الفرقة والتطاحن والعداوة بين المسلمين). ويقول الشيخ الألباني رحمه الله: هو نهي المسلم أن يكون من دأبه المسارعة إلى نقل عيوب الناس، وإشاعتها بين الناس، وهذا يقع في كثير من الأحيان، وهو خلاف أدب الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يقول: ((إنما المجالس بالأمانة))، فيتحدث أحدهم بشيء يتعلق به أو بماله، أو بزوجه أو ولده؛ ظنًّا منه بأن الذين في المجلس لن يُذيعوا ذلك الخبر، فإذا يصبح هذا الكلام بعد سويعات منتشرًا بين الناس، ثم إن نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد هو النميمة والعياذ بالله؛ قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [القلم: 11]. وَقَالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((لا يَدْخُلُ الجنةَ نمَّامٌ))؛ [متفقٌ عَلَيْهِ]. وقد يطلق عليه مفهوم الشائعات وسرعة الانتقال والنشر خاصةً في وسائل التواصل الاجتماعي، ويعرِّف العلماء والباحثون في علم الاجتماع "الإشاعة" بأنها خبر أو مجموعة من الأخبار الزائفة التي تنتشر في المجتمع بشكل سريع، وتتداولها العامة ظنًّا منهم صحتها. قال صلى الله عليه وسلم: ((كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ))، في هذا الحديث: زجر عن التحدث بشيء لم يُعلم صدقه، بل على المسلم أن يبحث في كل ما سمع، ومأمور بالصدق في حديثه وكلامه، والتثبت من كل ما يقوله أو ينقله؛ حتى لا يقع في الكذب، أو غيره. وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتحرَّى عن صحة المعلومة التي وصلته، فإنه يتركها ولا ينشرها، والسلامة لا يعدلها شيء، فلا ينشر إلا ما يتحقق منه؛ والله سبحانه يقول: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [الإسراء: 36]. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |