الفقر كفــــــــــــــــر

[ريحانة دار الشفاء]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لقد خلق الله الخلق وتكفل بأرزاقيخم الكافية لهم جميعا بل إن الله قد تكفل بالرزق لكل ذى روح على الأرض لكن ظلم الإنسان هو السبب فى حدوث الفقر والمجاعات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( إن الله فرض على أغنياء المسلمين فى أموالهم بالقدر الذى يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا او عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم ألا وإن يحاسبهم حسابا شديدا ويعذبهم عذابا أليما))
رواة الطبرانى فى الأوسط
فالمشكله إذا ليست فى الفقر بل فى سلوك الأغنياء تجاه الفقراء وعدم إخراجهم حق الله من الزكاة المفروضه عليهم ولو أحصينا ما يبذره الأغنياء والمترفون والحمقى دون فائدة أو فيما يجلب الضرر لوجدنا أنه يكفى فقراء العالم ويجعلهم أغنياء أيضا .
والفقر مشكله اجتماعية خطيرة تؤثر على الفرد والاسرة والمجتمع والبشريه جمعاء لذلك استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفقر لأنه قرين الكفر وبريده بقوله (اللهم انى أعوذ بك من الكفر والفقر)
رواه ابو داود
والإيمام أبو حنيفة يقول : لا تستشر من ليس فى بيته دقيق وقول الإمام هذا مستند على حقيقة أن الفقر يعطل ملكة التفكير السليم
لقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقر الذى يحرم الإنسان من ضروريات الحياة مقاربا فى الخطورة لأعظم الذنوب أو لأكبر جريمة فى الوجود ألا وهى الكفر بالله سبحانه وتعالى
ويقول عمر بن الخطاب (رضى الله عليه) : لو كان الفقر رجلا لقتلته
وقال أحد الشعراء:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ** وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل
وقال تعالى : ((وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين))
يعتبر الإنفاق من أهم أسباب الازدهار الاقتصادى فبدونه يحل الكساد والبطالة والتضخيم وتزداد الجريمه من أجل كل ذلك حذرنا سبحانه جل وعلا من العواقب الوخيمه لعدم الإنفاق
فعدم الإنفاق يؤدى بالتأكيد إلى تهلكه الاقتصادى فإن أكثر من يتأثر هم أصحاب الأموال الذين تضيع ثرواتهم بينما لا يخسر الفقراء كثيرا لأنه ليس لديهم الكثير الذى يخسرونه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما تلف مال فى برأو بحر إلا بحبس الزكاة)) رواة الطبرانى
وقال صلى الله عليه وسلم (( حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقات واستبقوا أمواج البلاء بالدعاء )) رواة الطبرانى و البهيقى

أما اليوم فقد زادت أهميه المال فى عصرنا الحالى وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يأتى على الناس زمان من لم يكن معه أصفر ولا أبيض لم يتهن بالعيش)) رواة الطبرانى
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان آخر الزمان لابد للناس من الدرهم والدينار يقيم الرجل دينه ودنياه )) رواة الطبرانى
والفقر جريمه يشترك فى تحمل مسئوليتها الفقير بتقصيره فى الأخذ بأسباب الاكتفاء كما يتحملها المجتمع ايضا بعدم مساعدة الفقراء وتوفير المناخ الملائم لهم للتغلب على مصاعبهم والفقر ضعف وعجز عن امتلاك المال لذا يستحيل أن يكون الفقير زاهدا لأن الزهد هو أمتلاك المال ثم الزهد فيه والسمو فوق إغرائه


(لا تنسونى من الدعاء)
(بارك الله فيكم)