|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لقد كان النساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفرن استجابة لداعي الخير، ويستنفرن لذلك الصبيان والأبكار، حتى يعمهم الخير أجمعين. ولم يكن رضي الله عنهن يتركن فرصة لنيل الأجر، أو التقرب من الله عز وجل، إلا كن أشد حرصا عليها. ومن أعظم هذه الفرص حضورهن صلاة العيد مع جماعة المسلمين، أوان يكافئ الله عز وجل فيه المؤمنين على صيامهم وقيامهم إيمانا واحتسابا. أو لم يقل سبحانه في الحديث القدسي "كل عمل بن آدم له، إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به". روى البخاري ومسلم عن أم عطية رضي الله عنها قالت: "كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد، حتى نخرج البكر من خذرها، حتى نخرج الحيض فيكن من خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته".
ولعلنا نتساءل عن سر هذا الحرص من رسول الله صلى الله عليه وسلم على حضور الصحابيات جنبا إلى جنب مع الصحابة الكرام في مثل هذه المناسبة؟ وما الدافع لحضور من يمنعها العذر من أداء الصلاة ودخول المصلى؟ شرع نبي الرحمة لأمته الاحتفال بعيد الفطر، وإظهار الفرحة والسرور والتوسعة على الأهل. وإذا كان يحلو للبعض جهلا بالدين تارة، وجرأة عليه أخرى، أن يحرم على الناس ما أحل الله لهم، وأن ينكر عليهم ما أقره رسول الله عليه الصلاة والسلام، فإن من صميم هديه أن تيسر للناس أسباب الفرحة رجالا ونساء وأطفالا، فلا يضيق على مشاعرهم، ولا تكبت الفرحة في صدورهم ما دامت لا تتصادم مع الآداب العامة وما هو مسموح به شرعا. ومن مشاهد هذا السرور والاستبشار بيوم العيد على عهد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارا شيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: "دعهما فإنه يوم عيد". واجبنا في غد الإسلام إذا كان حال الأمة اليوم أبعد ما يكون عن مقومات الخيرية التي أثنى الله عز وجل عليها بها: مشتتة الأشلاء، ممزقة الكيان، مستباحة الحرمات، فلنجعل من أعيادنا مناسبة للدعاء والوقوف بين يدي الكريم المنان، أن يمن على أمة حبيبه المصطفى بصبح يجلو فيه غسق الظلم الواقع عليها. واجبنا أن نستنهض الهمم لبذل النفس والنفيس في سبيل الله وإعلاء كلمته والتعرض لنصره. يقول الأستاذ عبد السلام ياسين: " تجمعاتنا – لاسيما في الجمعة والعيدين – ينبغي أن يظهر فيها اعتزازنا بإسلامنا، وسمته، وزينته، وكثرته، وقوته، وهيبته.. نساؤنا وأبناؤنا وبناتنا يخرجون معنا لنحتفل بمواسم الخير في المصليات، نعظم ونفخم، ونفرح ونظهر زينتنا. وكما يحشد حكام الجبر أجهزتهم لتنظيم مواسم البدعة والشيطان، نجند نحن إن شاء الله كل قوى ووسائل الدعوة والدولة لنعرض على بعضنا وحدتنا وتعلقنا بالله عز و جل وحرمه، ونعرض عليه سبحانه أننا امثثلنا لأمره ما استطعنا، نسأله بذلك أن يدفع عنا، ويرحم حوبتنا، ويرفع عزنا. ثم نخرج للجهاد، كلنا عزم وقوة". كتاب المنهاج النبوي ص283. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |