الأبعاد الثلاثة

[ابوالفاروق الأثري]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
في علم الهندسة هناك ثلاثة أبعاد وهي ( الطول والعرض والارتفاع ) وفي الطريق الى الجنة هناك ثلاثة أبعاد أيضا وقد ساقها الله لنا بأجمل الأساليب وأروع وأقرب المعاني الى القلوب الاوهو الأسلوب القصصي وجمعها كلها في سورة واحدة الا وهي سورة الكهف فالى الأبعاد الثلاثة .
البعد الأول : البعد العقدي وجوانب التوحيد هي أهم الأمور في دين الله وبها يحصل النجاح وتكون النجاة من عذاب الله وهذا الجانب شدد الله فيه لأنه يتعلق بذاته العلية وعبادته وافراده بكل القربات لذلك قال تعالى : ( ان الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ومن لم يهتم بهذا البعد ولو أتي بمثل أحد من الحسنات فان الله لن يتقبل منه مادام لديه خلل في المعتقد قال تعلى : ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا ) وذلك لأنه عمل بغير أساس سليم , وقد بين الله هذا البعد في قصة أصحاب الكهف الفتية الذين تركوا الديار والأوطان والأهل والخلان من أجل العقيدة وسميت السورة بسورة الكهف ليأكد الله على ان أهم الجوانب على الاطلاق هو التوحيد وانما أرسل الله الرسل من هذا الجانب قال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه أنه لااله الا أنا فاعبدون )
فهنيئا لمن سلمت عقيدته زأخلص لربه العبادة
البعد الثاني : البعد الفكري والذهني وهو الجانب الذي يهتم بأهم ما فضل الله به الانسان على المخلوقات الا وهو العقل
ويظهر هذا الجانب في قصة موسى مع نبي الله الخضر عليهما السلام ومبدأ الحوار الفكري والنقاش من موسى للخضر في الأمور الغريبة بالنسبة اليه , وفيه أيضا أن جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد منه حتى وان عظمت مكانة الانسان فلابد من نصحه وتوجيهه ثم بعد ذلك له الحق في مايبر أفعاله و الأمر في النهاية الى الله , فكأن الله يقول لنا اشعلوا أذهانكم فقد أعطانا العقل من غايات سامية .
البعد الثالث : البعد المادى ونجده في قصة ذي القرنين الرجل الذى جاب العالم وكيف أنه صنع مما آتاه الله من مواد سدا منيعا استعصى على يأجوج ومأجوج آلآف السنين وكيف أنه صنع السبائك واستفاد من الطبيعة في نفع الناس , وهنا يخاطبنا الله ويأمرنا أن نعيش في الأرض ونستفيد من خير اتها ونخترع ونكتشف الخبايا والأسرار في الكون فليس معنى الاسلام أن نتمسك بالخيمة العربية والفرس والسيف ولكن معنى الاسلام أن نتمسك بالعقيدة والاخلاق والسلوك القويم ونساير العالم في الحضلرة والتكنلوجيا ونستفيد من معطيات العصر الحديث في نشر دين الله وما هذه المساحة التي نتذاكر فيها من كتاب الله وسنة نبيه الا جزء من هذا المعنى .
اخوتى هيا نحاول أن نروى ظمأ العطشى ونشبع جوع ذوي البطون الخاوية ونسطر اسماءنا في صفحات التاريخ ونسجل أعمالا خالدة مادامت الدنيا وكل يعمل حسب ما آتاه الله ولايكلف الله نفسا الا ماآتاها ...........