طريق الوصول إلى قرب الرسول (الفصل الثاني) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1308 - عددالزوار : 137571 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42183 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5436 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-12-2005, 11:08 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي طريق الوصول إلى قرب الرسول (الفصل الثاني)



بسم الله الرحمن الرحيم

(الفصل الثاني)

{الأدب مع الرسول}

كان من الطبيعي ومن الضروري علينا عندما نُذَكر أنفسنا بالأخلاق الحميدة .وضرورة الإلتزام بها وعرفنا أن المصدر الذي يمكننا من خلاله التعرف على هذه الأخلاق هي الشريعة الإسلامية .كان من الترتيب المنطقي بعد أن ذكرنا نبذة بسيطة عن كيفية معاملة العبد مع خالقه العظيم أن نذكر أيضاً نبذة عن أخلاقنا مع الرسل بصفة عامة وخاتم رسل الله (محمد بن عبد الله) صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة وهذا الترتيب طبيعي و واجب كما أن للشهادة ترتيب واضح ومنطقي .تقول{لا إله إلا الله محمد رسول الله}و إلتزامنا بهذه الشهادة يلزمنا بأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم .وإلتزام حسن الخلق معه ومع سيرته العطرة التي يجب أن نعيش فيها ومعها كل لحظه من حياتنا.

*ومن هذا المنطلق كان يجب علينا أولاً أن نذكر ما هي أهمية الرسول إلى الناس وما هو الفضل الذي جعله الله عز وجل للرسل وبما فضل الله عز وجل الرسل عامة وخاتم الرسل {محمد} صلى الله عليه وسلم خاصة حتى نستطيع أن نستشعر أهمية الموضوع الذي نتكلم بصدده في هذه الأوراق القليلة ..والله المستعان .

*أهمية الرسل بالنسبة للناس :إن للرسل عليهم السلام أهمية كبيرة للناس في دنياهم وأُخراهم .وذلك أنهم يصفون للناس المنهاج السليم الذي يستطيع الناس من خلاله معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع بعضهم البعض في جميع أنواع التعاملات حتى يكونوا سعداء في دنياهم. ويوضحوا لهم جميع الأمراض التي تصيب الناس والأمم و تأدي إلى هلاكهم في الدنيا وتنازعهم فيها والإضرابات الناتجة عن وسوسة الشيطان لهم ليضلهم عن السبيل الصحيح كما وضح لنا الله عز وجل{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }.الحديد .ففي بعثة الأنبياء صلاح الناس في دنياهم التي يعيشون فيها فترة محدودة.

.وللأنبياء والرسل الأهمية البالغة للناس في صلاح أخراهم ونجاتهم من الهلاك في الآخرة وليكونوا سبب في دخول المؤمنين الذين إتّبعوهم الجنة بإذن الله تعالى وقد بين الله عز وجل مهمة الرسل والأنبياء التي بعثهم من أجلها حيث قال عز وجل في كتابه الكريم{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } .النمل .وقد وصف الله عز وجل وظيفة الرسل في كثير من آيات القرآن حيث قال تعالى { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً(165) }. النساء.وهكذا قد بين لنا الله عز وجل في كتابه أنه بعث الرسل لكي يرشدوا الناس إلى عبادة الله وحده وأن يجتنبوا كل ما سواه من معبودات عُبدت بالباطل والظلم والعدوان وأن يُنذروا الناس أن مَن لم يقبل بهذا الأمر فإن له سوء العذاب في الدنيا والآخرة وأن من يتبع الرسل والوحي الذي أنزل عليهم فإنه من أصحاب النعيم المقيم في الآخرة ومن أصحاب الصلاح في الدنيا حيث قال تعالى{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ (67)}.القصص . ومن هنا يجب أن نعلم أن كل إعتقاد أو عمل من الأعمال من عباده أو توجه يجب أن يصرف لله وحده لا لغيره و هذا ما جاء به الأنبياء والرسل الإيمان التام بأنه {لا إله إلا الله وحده لا شريك له}

*أوصاف الأنبياء (الخلقية). إن الله عز وجل قد خلق آدم عليه السلام من تراب.حيث قال تعالى{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)}. آل عمران.

وآدم هو أول الرسل والأنبياء وجميع البشر من ذرية آدم عليه السلام ومن هؤلاء البشر الرسل والأنبياء عليهم السلام فإن الرسل والأنبياء من نفس خِلقة آدم آي من تراب فلا تفضيل بينهم وبين باقي البشر في هذه الصفة ومقوماتها مثل الأكل والشرب وغيره من الأعمال الحيوية للبشر حيث قال تعالى{ وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20) }.آل عمران.

*أوصاف والرسل الخُلُُقية.وفي هذا النوع من الصفات إختلفت الرسل والأنبياء عن عموم الناس وذلك لأن الله عز وجل قد اختار واصطفى من الناس مَن هم أفضلهم خُلقاً علي الإطلاق حيث قال تعالى { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) }.الحج.

والاصطفاء هو الاختيار والصفوة هم الأفضل .ولما كانت المهمة التي من أجلها بعث الله الرسل والأنبياء مهمة عظيمة وجليلة لذلك كان من حكمته عز وجل أن يختار من هم أهل لهذه المهمة .فكان الأنبياء والرسل هم افضل الناس خُلقا على الإطلاق بل كان منهم من هو افضل الناس هيأتاً مثل سيدنا يوسف عليه السلام كان جميلاً جداً لدرجة أن النساء قطعن أيديهم لما رأينه وأكبرنه.عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام .وقد مدح الله عز وجل في نبينا عليه الصلاة والسلام خلقه حيث قال تعالى{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) }.القلم . بل إن أهل قريش قد وصفوا الرسول بالصادق الأمين وكانوا يرضونه حكماً بينهم كما في حادثة وضع الحجر الأسود .وإن حسن الخلق قد إجتمع فيه الناس ولكن أفضل الناس خلقاً هم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

*صفة الوحي:لقد وضح لنا الله عز وجل أنه لا يطلع علي غيبه أحد بالجملة.أي ليس لأحد أن يحوي علم الله سبحانه وتعالى ولم يُخلق الإنسان من أجل هذا المقصد .ولما أراد الله عز وجل أن يبعث للناس رسلا ًمبشرين ومنذرين كان من حكمته سبحانه وتعالى أن يعلمهم ما يريد أن يبشر المؤمنين به وما يريد أن ينذر غيرهم عنه وإن كان ذلك من علم الغيب إلا إنه كان من حكمته إعلام الناس بهذه الأمور الغيبية حتى يؤمنوا بها .وقد بين لنا الله عز وجل لنا ذلك حيث قال تعالى{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28) }.الجن. وقد وضح لنا الرسول في كثير من المواقف أنه ليس للإنسان قدرة على علم الغيب ولا هو صلى الله عليه وسلم وأنه صلى الله عليه وسلم كان يُخبَر بوحي من عند الله عز وجل ليبلغه للناس بإذن ربه حيث قال صلى الله عليه وسلم( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله تعالى : لا يعلم أحد ما يكون في غد إلا الله تعالى و لا يعلم أحد ما يكون في الأرحام إلا الله تعالى و لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى و لا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله تعالى و لا يدري أحد متى يجيء المطر إلا الله تعالى . ‌(الجامع الصحيح ) وأيضاً الحديث. (عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ وَهُوَ يَقُولُ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ فَقَدْ كَذَبَ وَهُوَ يَقُولُ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) .أخرجه الإمام مسلم. .وهذه هي عقيدة من يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.

**صفات الرسول الكريم( محمد بن عبد الله) صلى الله عليه وسلم :لقد حبا الله عز وجل نبينا قبل البعثة بصفات عديدة لم تكن في كثير من الناس في ذلك الزمان وهي الصدق والأمانة وحسن الخلق حتى إن أهل الكفر قبل البعثة كانوا يصفوه بالصادق الأمين حتى زوجته الأولى خديجه رضي الله عنها قد ظهرت لها هذه الصفات قبل أن تتزوجه عندما كان يشتغل في تجارتها وكانت هذه الصفات سببا في سعيها رضى الله عنها للزواج منه صلى الله عليه وسلم.بل كان كل من يعيش معه يستبشر به.فكان عمه يأخذه في سفره للتجارة رغم صغر سنه وكان رغم صغر سنه ذا عقل راجح وفطن ورحيم حيث روى عنه أنه كان لا يجلس إلى الطعام مع أولاد عمه أبوا طالب وهم يأكلون لأنهم كانوا كثير وكان يخاف أن يشاركهم في الأكل فلا يكفيهم وكان ذلك ملحوظاً فيه صلى الله عليه وسلم.

*صفاته بعد البعثة :لقد حبا الله عز وجل الرسول برسالة الرحمة فكان الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.حيث قال تعال{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} الأنبياء.

حتى أنه رحيما مع أهل الكفر وكان يخشى عليهم العذاب وكان قلبه يحزن عليهم من العذاب الذي ينتظرهم إن لم يؤمنوا بما أنُزل عليه.قال تعالى{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) }.الكهف. وكان يفرح بدخول أحدهم في الإسلام فرحا شديدا ولو كان من ألد الأعداء.حيث روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه عاد مريضاً من أهل الكتاب وكان شابا فقال له قل (لا إله إلا الله)فنظر الولد لأبيه فقال له أبوه أطع أبا القاسم فقالها الولد فخرج من عنده متهللا وقال الحمد لله الذي أنقذه بي من النار .أخرجه البخاري.

*وكان صلى الله عليه وسلم ليناً في أفعاله وأقواله حتى أن الصحابي أنس بن مالك رضى الله عنه وكان خادم الرسول صلى الله عليه وسلم روى عنه (أنه لم يكن يقول له لشيء فعله لما فعلته أو لشيء لم يفعله لما لم تفعله) وهذا في الأمور التي كان يخدمه فيها أنس رضى الله عنه وأرضاه.وقال الله تعالى{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) }.آل عمران.وهذا بيان من الله تعلى له أنه وهبه اللين والرحمة من أجل إنتشار هذه الدعوة بين الناس .وإن من رحمته أنه كان ينهى عن تعذيب الحيوان ولا حتى أن تلعنها كما في الحديث أنه (َأُسِرَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأُصِيبَتْ الْعَضْبَاءُ فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ فِي الْوَثَاقِ وَكَانَ الْقَوْمُ يُرِيحُونَ نَعَمَهُمْ بَيْنَ يَدَيْ بُيُوتِهِمْ فَانْفَلَتَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ الْوَثَاقِ فَأَتَتْ الْإِبِلَ فَجَعَلَتْ إِذَا دَنَتْ مِنْ الْبَعِيرِ رَغَا فَتَتْرُكُهُ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْعَضْبَاءِ فَلَمْ تَرْغُ قَالَ وَنَاقَةٌ مُنَوَّقَةٌ فَقَعَدَتْ فِي عَجُزِهَا ثُمَّ زَجَرَتْهَا فَانْطَلَقَتْ وَنَذِرُوا بِهَا فَطَلَبُوهَا فَأَعْجَزَتْهُمْ قَالَ وَنَذَرَتْ لِلَّهِ إِنْ نَجَّاهَا اللَّهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا فَلَمَّا قَدِمَتْ الْمَدِينَةَ رَآهَا النَّاسُ فَقَالُوا الْعَضْبَاءُ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّهَا نَذَرَتْ إِنْ نَجَّاهَا اللَّهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ بِئْسَمَا جَزَتْهَا نَذَرَتْ لِلَّهِ إِنْ نَجَّاهَا اللَّهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةٍ وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِك(ُ.أخرجه مسلم .وروى عنه أن الجارية الصغيرة كانت تأخذ بيده وتطوف به المدينة ولا ينزع منها يده صلى الله عليه وسلم وكان يلقي السلام على الصغار.وكان يدخل في الصلاة ويريد أن يطيل فيسمع بكاء الطفل فيخفف رحمة بأمه من بكاء صغيرها هو بحق رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.

وكان من خلق النبي صلى الله عليه وسلم التواضع .وكان مما يدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل دعوة من دعاه حتى ولو كان غير مسلم وذلك ليدعوه إلى الإسلام ولو كان فقير مثل اليهودي الذي دعاه إلى شيء من دهن (سنخ)أي قديم فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم .وكان من تواضعه وحسن خلقه مع أهل بيته أنه إذا وضع أمامه طعام لا يرغبه لم يأكله ولا يلوم أهله ولا ينهرهم.

*خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في مشاورة أصحابه :أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه في الأمور التي لم يفصل الله عز وجل بالوحي فيها .قال تعالى{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }.آل عمران.ولقد نزل الرسول على رأى أصحابه في غزوة أحد في الخروج للمشركين خارج المدينة ولم يكن هذا الرأي ما كان يراه و رغم أنه رأى رُأيه لم تسره صلى الله عليه وسلم بقتل بعض أصحابه وآل بيته في هذه المعركة .فكان من أهم الأخلاق التي وجه الرسول إليها هي المشورة وعدم إجبار الناس على ما يكرهوه ما لم يحكم الله في هذا الأمر بشيء وكان الرسول ينزل على رأى أصحابه في الكثير من المواقع كما في غزوة بدر .

*خلق الرسول مع أهل بيته :كان رحيم معهم ولا يكلفهم مالا يطيقون وكان يعدل بينهم وكان يعامل كل منهم على حسب شخصيته فكان يعامل السيدة عائشة بصبر على غيرتها الشديدة عليه صلى الله عليه وسلم بل إنه كان يراعي صغر سن السيدة عائشة فكان يلاعبها ويسابقها أحيانا ويُدخل عليها من هم في سنها من الجواري لتلعب معهم وكان يشاور زوجاته في الأمور التي كان يحتاج فيها إلى المشورة كما في حادثة الحديبيه حين غضب الصحابة عندما منعهم المشركين من الحج ورفضوا أن يخرجوا من إحرامهم فغضب الرسول فأشارت عليه زوجته السيدة ( أم سلمة رضي الله عنها ) أن يدعوا الحلاق ليحلق له ويذبح الهدي فإذا رأوه الصحابة تتابعوا في الإقتداء به فنجوا جميعا بهذه المشورة .وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول(خياركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).رواه بن ماجه في سننه.

*كان من خلق الرسول الصبر على المحن والأذى في سبيل الله عز وجل لتبليغ هذا الدين للناس. فقد أُذي الرسول صلى الله عليه وسلم أذاً شديداً في سبيل الله عز وجل فقد وصفه المشركين بالكاذب والمجنون بعد ما كانوا يصفوه بالصادق الأمين بل إن أهل الطائف رموه بالحجارة حتى أدموا قدماه صلى الله عليه وسلم وكانت زوجة أبو لهب تضع الشوك في طريقه .وأصيب في غزوة أحد من غراء مخالفة بعض أصحابه لأمره لدرجة أن الصحابة ظنوا أنه قتل في المعركة و حاولت يهودية أن تسمه حين دعته إلى الطعام .وحاولوا أن يسحروه فشفاه الله ورغم ذلك لم يرجع عن دعوته ولم تفتر همته ولم يقبل المساومة في دين الله وكانت له قولته المشهورة التي قالها حين قامت قريش بمساومته على أن يملكوه عليهم ويترك ما يدعوا إليه إلا أنه رفض وقال لهم(لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهل دونه)صلى الله عليه وسلم.

وإن الأوراق لا تكفي إذا أردنا أن نحصي مناقب الرسول الكريم وإن الأيدي قد أصابها التعب ولذلك قدمنا نبذه من خلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وسوف نتعرض لخلقنا نحن كمسلمين ومتبعين للرسول في السطور القادمة إن شاء الله فهذا هو لب الموضوع الذي أردنا أن نتكلم فيه في هذه الورقات . عسى الله أن ينفعنا بها.

***يتلخص الكلام عن كيفية التخلق بالخلق الحسن مع الرسول عليه الصلاة والسلام في حُسن الإتباع للوحي الذي أنزل عليه صلى الله عليه وسلم من قبل الله تعالى وهو القرأن والسنة الصحيحة .وعند البدء في هذا الموضوع يجب أن نضع في أذهاننا شيء أخبرنا به الله عز وجل .أن هذا الوحي لم يترك للناس شيء من أمور الدين والدنيا إلا وأخبرنا به ونبه عليه ووضح لنا كيفية التعامل مع أي شيء يقبل علينا.حيث قال تعالى{ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ }.الأنعام .و وضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن في سنته وهديه النجاة من كل ضلال فقال صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبى كتاب الله وسنتي)وقال(إن أفضل الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد....)والواضح من هذه الأحاديث أنه لا سبيل لرضوان الله عز وجل ولا إلا جنته إلا بإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسوف نتعرض إن شاء الله إلى كيفية إتباع هديه صلى الله عليه وسلم وكيفية التأدب معه صلى الله عليه وسلم.

*في البداية إن الناس درجات وكل إنسان له قدر وكان من الواجب علينا أن نعطي كل ذي قدر قدره .فلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم كما أخبر كان يجب علينا ألا ندعوه كدعاء بعضنا البعض أو أن نتكلم عليه كما نتكلم عن أي شخص أخر فقد أمرنا بهذا الله عز وجل في كتابه الكريم حيث قال { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً }.النور.وحين نذكر اسمه صلى الله عليه وسلم يجب علينا أن نصلي عليه وقد أمرنا الله عز وجل بهذا حيث قال { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)}.الأحزاب .وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن البخيل من ذكر عنده الرسول ولم يصلي عليه.ولذلك جعل الله في الصلاة على الرسول ثواب كبير كما أخبر صلى الله عليه وسلم حيث قال (من صلى على مرة صلى الله عليه عشرا) وقال( من صلى على حين يصبح عشرا و حين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة) وقد قال صلى اله عليه وسلم ( أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة و ليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا )

**ومن الأدلة على حب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن حسن الخلق معه أنه إذا قال شيء وحدث بحديث وقد ثبت عنه أن تتبع قول الرسول ولو خالف المخالفون ولو كانوا أصحاب قدر بين الناس لأنه لا يوجد في هذه الأمة إلا رسول واحد ونحن مأمورين بإتباعه صلى الله عليه وسلم.

*يجب علينا أن نتبع هدي الرسول في كل شيء ولا نتبع خطوات الشيطان إذا أراد أن يقول لنا أنه في وقت من الأوقات أو ظرف من الظروف أنه من الأفضل ترك سنة الرسول وأن الخير سوف يكون في ذلك .وترك سُنة الرسول وإن ظن بعض الذين لا يعقلون أنه من الممكن أن يكون فيه الخير إلا أنه فيه الشر كل الشر لأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم كما أخبرنا وأن إعتقادك في غير ذلك تكذيبا للرسول الكريم ‌ صلى الله عليه وسلم .......(تابع بقية الفصل)

__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طريق الوصول إلى قرب الرسول الفردوس الملتقى الاسلامي العام 3 20-05-2012 12:19 AM
ترتيب سور القرآن الكريم حسب النزول ...... أبــو أحمد ملتقى القرآن الكريم والتفسير 13 16-08-2007 12:57 PM
كيف الوصول للتقوى (( راجية الجنة )) الملتقى الاسلامي العام 5 01-02-2007 12:46 AM
أعد الزاد ليوم المعاد الفصل الثاني onies design الملتقى الاسلامي العام 7 23-03-2006 07:13 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 189.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 187.43 كيلو بايت... تم توفير 1.79 كيلو بايت...بمعدل (0.95%)]