24 شهرا ً في الجنه

[الحارس الشهيد]

ملاحظة :/ اكتب لكم هذه القصة من باب المشاركة ليس الا لا أطلب تعاطفا ً من أحد بل انامن يعطف عليكم ولا أشكي هما ً لاحد لان الهم هو من شكاني للناس ,

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب في الثانيه والعشرون (22) من عمري اكتب لكم هذه القصه بعد يوم مليء ومتعب من تنظيف البيت وغسل الاطباق وادوات المطبخ وتحظير الطعام من افطار وغداء وعشاء نعم اعمل كل هذا في كل يوم ولو طلب مني ان اعمل اكثر من هذا لعملت..... لاتستغربوا وتقولوا ما الربط بين هذا وعنوان القصة
اليكم القصة مختصرة ً
أكتب لكم قصتي وانا جالس وحدي في أحد مساجد بغداد الحبيبه
أستيقظ كل يوم قبل أذان أتوضا وافتح مكبرات الصوت وارفع الاذان وبعدا ذلك اقيم الصلاة واصلي اماماً وانا وحدي ؟ وعند الظهر ارفع اذان الظهر في مكبرات الصوت واصلي اماما وانا وحدي ؟وعند العصر أرفع اذان العصرفي مكبرات الصوت واصلي اماما وانا وحدي ؟ وعند المغرب أرفع اذان المغرب واصلي في مكبرات الصوت اماما وانا وحدي ؟وعند صلاة العشاءارفع الاذان واصلي في مكبرات الصوت اماما وانا وحدي
اما في ايام الجمع فعندما تحين صلاة الجمعة أرفع الاذان واصعد المنبر والقي الخطبة والدعاء ثم انزل واقيم الصلاة واصلي اماما في مكبرات الصوت كل هذا وانا وحدي ؟
وهكذا ولم اخرج من المسجد الانادرا ولو خرجت من المسجد بضع امتار لقتلتني المليشيات الرافضيه ثم يدخلو المسجد ويحرقوه ويسرقوكل مافيه كما فعل كما فعلو في بقية المساجد التي كانت في الحي الذي اسكن فيه , اقوم وارقد وسلاحي لايفارقني لكي أثني كل من تسول له نفسه ان يضرب المسجد من مليشيات او قوات محتلة كان في منطقتنا وحدهاعشرة مساجد لم يبق نل ثلاثه فقط اما البقية فقد اما احرقت او سرقت وهدمت او اتخذه لمجرمون مكانا لفعل جرائمهم من قتل وتعذيب
المهم لم يبقى منها الا ثلاثه فقط ومن بقي مرابط في هذه المساجد لا يستطيع ان يخرج من مسجده الا سرا كي لا يقتل وقد قتل منا كثير فمسجدي الذي انا فيه كان فيه ( 20) ولم نستمر سوى بضعت اشهر حتى لم يبقي منهم الا ثلاثه انا واثنين معي اما البقيه فمنهم من قتل ومنهم من شرد اهله فلم يستطع ان يستمر معنا ومنهم مناغوته الدنيا وتركنا وترك المسجد , المهم بقينا نحن الثلاثه و وحتى نحن الثلاثه لم يبقى منا الا اثنين , بقينا نحن الاثنين نحرس المسجد لمدة مايقارب السنة والنصف لا نخرج من المسجد , نحن الاثنين فقط لا مصلين ياتون للصلاة بسبب مقتل واعتقال الكثير منهم على يد المليشيات الرافضيه والاقوات الامريكيه المحتله , المهم بيقينا نحن الاثنين وحدنا نصلي وحدنا ونأكل ونشرب و حدنا ولاتسألني عند طعامنا وكيفية تدبر امرنا فلقد قتل كل من كان يأتي لنا بلطعام اوعذب وبعض الاحيان كان الله يرسل لنا اناس لانعرهم يأتون لنا بلطعام سرا ً
ولقد استمرينا بتناول الرز والعدس لمدة اشهرعديده غداء وعشاء وتصور شابان يطبخان لأول مره وكل يوم نأكل بطريقه مختلفه مره رز وعدس ومره عدس ورز ومره الاثنين معا ً ومره الاثنين سويا ً .......
المهم هذه حالنا حتى الان عشناها وبتيسير من الله تتحسن تباعا ومضى حتى الان مايقارب السنتين ونحن في المسجد ,هل تعلمون انني اذا صعد على سطح المسجد أرى بيتي الذي لم استطع ان اذهب له مايقارب السنتين علمن ان لاحد يدري انه بيت اهلي لانهم سوف يقتلونهم ان علموا انهم اهلي وان ولدهم من حراس المسجد, ولم ارهم في هذه المده الا لوجمعت لكانت مايقارب الساعة ,
واما مايقال لنا من اهلنا واقاربنا واصدقائنا من ان نترك المسجد فحدث ولاحرج لا يعلمون اننا اذا صدقت نوايانا مع الله ماذا سيعطينا الله يوم القيامة من اجر المرابطين في سبيله (وكيف ان رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم ) يقول عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشيت الله وعين باتت تحرس في سبيل الله )
ولو علمتم ما عرضوا علي في سبيل ان اترك المسجد لكي يهدم ويحرق, شخصيا عرض علي من أصدقائي بيت وسيارة وحتى زوجه فقط ان اترك المسجد واذهب عندهم واعمل معهم او لكي اكمل دراستي الجامعيه وكثير من الاغرء من ملذات الدنيا اللتي لولا تثبيت الله عز وجل لتركت المسجد,

لقد اوجعت رأسكم بهمومي فعذرا على الاطالة ولاكن لو تعلمون ما نحن فيه لعذرتموني فلقد تعرضنا خلال هذه المدة لسته هجمات بمختلف الاسلحه من قاذفات واسلحه محموله ونحن فقط اثنان ولم يستطيع احد بفضل الله عز وجل ان يدخل المسجد ويحرقه كنا نضرب في الليل بكل انواع الاسلحه ثم في الصباح نفحص المسجد لكي نرى الاضرار التي لحقت به واقسم بالله الذي لا اله غيره اننا لا نرى اثرا ولو لطلقة صغيره الا مارحم ربي اصابت جدران المسجد الذي هو كبير الحجم ويقع في بقعة معزوله عن المنازل المجاوره له واحيانا يستمر الهجوم علينا لساعات ومن اربع جهات ولم يمس بيت الله بطلقة واحده وهذا مايزيدنا اصرارا وعزيمه واننا لسنا من يحمي بيت الله بل ان الله سبحانه هو من يحمينا ويحمي بيته ,
القصه طويله والمواقف كثيره منها ما هو محزن ومنها ما هو مفرح ولا اريد ان اطيل عليكم
ولاكن اعلموا انني الان وحدي في المسجد وان صاحبي قد تركني وذهب الى اهله لكي يراهم بعد اشهراً طوال ,
واعلموا انني لو طلب مني ان ابقى في المسجد لمة عشر سنوات وحدي لما ترددت لحظة واحده واني مستعد ان افني شبابي فيه ولي الشرف في ذلك رغم ما سألاقي من صعاب ولاكن لكل زمان رجال واتمنى ان اكون من رجال هذا الزمان,

وتصور معي انني لمدة 24 شهرا اصلي في المسجد اماما خمس اوقات في اليوم وفي 24شهرا كل جمعه اصعد على منبر من منابر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي24 شهرا رغم انني في العراق انام مرتاح البال وتصور انني في24 شهرا لم امرض بفضل الله الا مرضاً بسيطاً وتصورو في 24 شهرا لم يغلق باب المسجد يوما واحدا رغم انني في منطقة سكانها يسبون المسجد ويضربونه كلما سنحت لهم الفرصه
وتصورو أنني في24 شهرا اكل واشرب وانام واعمل واقرأ والعب كلها في بيت الله عز وجل وتصور اه من بين 20 شابا كانو في المسجد يحرسونه كلهم رحل الا انت اختارك الله لترابط في بيته وانت واحد وكل من هم خارج المسجد الا من رحم ربي هم اعداء الله
أي شرف هذا واي الذي أعطي لي
لقد مرت 24 شهرا كأنني عشتها في الجنه فليذهب شبابي ولتذهب الدراسه الجامعيه ولتذهب كل مشاريعي المستقبليه ,فأنا يكفيني فخراً أن اكون مرابط في بيت الله الذي أطلب من الناس أن يأتوا معي للرباط فيه ولاكن كل خائف ٌ على دنياه ان تضيع منه فلتذهب الدنيا وعبادها الى الجحيم ,
اما انا فيكفيني ان انادي (الله أكبر ,الله أكبر ) كل يوم خمس مرات في مدينة كل من فيها أعداء لله ومن يواليهم ,
وانا اقولها لكم ولكل الناس انني سأبقى في جنتي حتى اموت او يحكم الله والله خير الحاكمين

يا أمي لا تنتظريني بعت الروح لعزة ديني
افديه بروحي وبدمي حتى يرضى عني ربي

اخوكم الحارس الشهيد