لكِ الله يا فلسطين (فيلم فلسطيني عن زوجة أسير يثير انتقادات حادة )

[أم عبد الله]

فيلم فلسطيني عن زوجة أسير يثير انتقادات حادة
علا عطا الله

أزيد من 11 ألف أسير ينتظر ذويهم عودتهم من سجون الاحتلال (أرشيف) غزة- أثـار فيلم روائي فلسطيني من تأليف وإخراج الفلسطينية نجوى النجار انتقادات حـادة وواسـعة، وسط مطالبات بـوقف عـرضـه؛ لما يتضمنه من إساءة لزوجات الأسرى في سجون الاحتـلال الإسرائيلي.
وقال كتاب ونقاد فلسطينيون إن فيـلم "المر والرمان" يسيء لنضال زوجات الأسرى، ومسيرتهن النضاليـة، وتصـويرهن بأبشع الصـور. ويوجد في سجون الاحتلال أزيد من 11 ألف أسير فلسطيني.
ويروي الفيلم قصة قمر، وهي فتاة فلسطينية من مدينة القدس تهوى الرقص الشعبي، تزوجت من زيد الشاب الفلسطيني من رام الله الذي يعمل مزارعا, وقد اعتقل زيد بعدما صادرت إسرائيل أرضه الزراعية.

وبعد ضغـط من الأسـرة تترك البطلة (زوجة الأسير) تدريبات الرقص على أمل أن تعود إليها بعد خروج زوجها من السجن, غيـر أن تجديد الاعتقال الإداري لزوجها يدفعها إلى العودة للتدريب مجددا مع الفرقة.
وتلتقي قمر المدرب الفلسطيني قيس، الذي أتى من لبنان لتدريب الفرقة على حركات جديدة, وحاول المدرب قيس إقامة علاقة عاطفية مع قمر خلال تدريبها، فلم تمانع.

لا يليـق
وزارة شئون الأسرى والمحرَّرين في الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غـزة طالبت المسئولين في قصر الثقافة برام الله في الضفة الغربية المحتلة، بوقف عرض "المر والرمان".
وقال رياض الأشقر، مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة في بيانٍ تلقت "إسلام أون لاين. نت" نسخـة منه: إن أحداث الفيلم تصور زوجة الأسير بصورة لا تليق بنضالها ومكانتها، وهذا يُعتبَر امتهانا لقضية الأسرى، وتحقيرا لزوجاتهم؛ حيث يعتقد كلُّ من يشاهد هذا العمل أن زوجات الأسرى جميعهن يعشن نفس تلك الحالة التي جسَّدها الفيلم.
وأكد الأشقر على أن المجتمع الفلسطيني ينظر باحترام وتقدير إلى زوجات الأسرى، ويكن لهن بالغ التقدير والاحترام على صبـرهن وصمـودهن.
وشدد على أن "مجريات وأحداث هذا الفيلم بعيدةٌ كل البعد عن أخلاق وعادات الشعب الفلسطيني المسلم، حتى لو لم يكن يتحدَّث عن زوجة أسير؛ فهو يقدم المرأة الفلسطينية كراقصةٍ بين الرجال، أو امرأةٍ تُقيم علاقاتٍ محرَّمة؛ ففيه إساءةٌ إلى المرأة الفلسطينية المناضلة الصابرة التي تشارك الرجل جنبا إلى جنب في مسيرة النضال والمقاومة ضد الاحتلال".
وطالبت وزارة الأسرى المسئولين عن قصر ثقافة رام الله بوقف عرض الفيلم، ودعت رجال الإعلام والثقافة إلى مساءلة القائمين على الفيلم "الذي أساء إلى شريحةٍ مهمةٍ من أبناء الشعب الفلسطيني".

غير حقيقي
ومنذ عرضه يواجه "المر والرمان" انتقادات كثيرة، ومن ضمن منتقديه عنان حسين، وهو شاب مثل في الفيلم دور أحد المعتقلين مع الزوج، إلا أنه عندما حضر الفيلم وشاهده كاملا للمرة الأولى وجه انتقادات شديدة له.
وقال عنان: "حينما طلبوا مني المشاركة في التمثيل أحببت ذلك، على اعتبار أن هذا الفيلم يجسد معاناة الشعب الفلسطيني، لكن الحقيقة أنني لم أكن أعلم أن الفيلم سيصور زوجة الأسير بهذا الشكل".
وأردف قائلا: "حسب ما جاء في الفيلم فإن الزوج اعتُقل ما بين ثلاثة إلى خمسة أشهر، وخلال هذه الفترة بدأت الزوجة تشعر بضغط عاطفي، فماذا ستكون حالة زوجات المعتقلين لعشرات السنوات؟!".
الفنان المسرحي عمر الجلاد، قال إن "الفيلم تحدث عن مأساة الشعب الفلسطيني من حواجز ومصادرة أراضي وهذا شيء جيد".
غيـر أنه تأسف لإظهار زوجـة الأسير بهذا الشكل، قائلا: "الفيلم أظهر أن زوجة الأسير تجاوبت مع محاولات الاستدراج العاطفي، وهذا غير حقيقي، بل بعيد عن الحقيقة في المجتمع الفلسطيني؛ لأن زوجة الأسير تحظى بالمحبة والعناية والحماية من كافة أفراد المجتمع".

مر وحنظل
لمـى خـاطر الكاتبة الفلسطينيـة انتقدت في مقـال لها حمل عنوان: "مـر وحنظل.. ولا عزاء للرمان" للفيـلم، مشددة على أنه يحمل رسائل مسيئة للشعب الفلسطيني وقضيته، وأنه عمد وبوضوح إلى تشـويه التفاصيل النضالية، وأسقط المعاني الإنسانيـة السامية المحفـورة في مشاهد المقاومة.
وأضافت: "ليس المقصود هنا أن القائمين على هذا الفيلم ملزمون بإبراز جانب البطولة والصبر، أو التفاني والوفاء في معالجة قضية الأسرى وذويهم، ولكن هل يقبل فنيا وموضوعيا، حتى ونحن بصدد معالجة الجانب الإنساني والعاطفي للقضية، أن تختزل معاناة زوجة الأسير في صراع منشؤه فراغ عاطفي تسعى لملئه بصورة مخلة وشاذة؟!".
وأعربت الكاتبة عن أسفـها للمشهد الثقافي الفلسطيني، وتحديدا في الضفة الغربية المحتلة، ومشاهد ما وصفته بـ"الاغتراب غير المسبوق".
وكان رفيق الحسيني، رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية، ورئيس المجلس الإداري للجنة الوطنية العليا لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، اعتبر خلال مشاركته في افتتاح الفيلم في قصر ثقافة رام الله أن "المر والرمان" هو "مقاومة للاحتلال من خلال استعمال أسلوب الثقافة".
ورأى الحسيني أن الفيلم عالج قضايا الواقع الفلسطيني بجرأة كبيرة، مما يحتم علينا دعمه، ودعم السينما الفلسطينية ذات الجودة العالية، مضيفا أن فيلم "المر والرمان" يأتي ضمن فعاليات القدس كعاصمة للثقافة العربية.
وحاز سيناريو هذا الفيلم على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان مدينة أميان الفرنسية، الذي يدعم سينما جنوب البحر الأبيض المتوسط، وشارك في ورشة الكتابة في مهرجان "ساندنس" الأمريكي، وفي ورشة عمل الأفلام الشرق أوسطية العابرة للحدود في مهرجان "كان" السينمائي.

(تعليقي طبعاً لازم فيلم مثل هذا يكون من اوائل الأفلام في مهرجان كان حسبنا الله ونعم الوكيل)


المصدر:- اسلام اون لاين

حسبنا الله ونعم الوكيل