النصيحة للإخوان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تربية الأطفال بهدوء.. 6 نصائح تساعد الأمهات في السيطرة على انفعالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 خطوات بسيطة تساعد الطلاب على الموازنة بين الدراسة وأنشطتهم المختلفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          طريقة عمل كب كيك في البيت بمكونات سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          5 خطوات تساعدك على مقاومة الرغبة في النوم بعد الاستيقاظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          وصفة طبيعية لتحضير زبدة الشفاه في المنزل.. هتحتاجيها في الخريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          4 تريندات مكياج متصدرة في 2025.. الروج البرجندي وبشرة طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          5 خطوات تساعدك فى إدارة وقتك على السوشيال ميديا والاهتمام بالمذاكرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          5 طرق فعالة هتساعدك في علاج شعرك من الجفاف.. لو لسه راجعة من البحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          4 طرق لبناء الثقة مع طفلك.. شجعه على التجارب وامنحه مساحة آمنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ودعى الجفاف فى الخريف.. 8 أسرار لترطيب البشرة ومنحها النضارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 28-01-2020, 12:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,450
الدولة : Egypt
افتراضي رد: النصيحة للإخوان

النصيحة للإخوان




مصطفى مهدي


وفي هذا المعنى العامّ للنَّصيحة بين المسلمين قال الإمام محمَّد بن نصر المروزي في كتابه "تعْظيم قدْر الصَّلاة" (2 - 694) مفصّلاًَ مفردات التَّناصح بين المسلمين:
"وأمَّا النَّصيحة للمسلمين، فأن يُحبَّ لهم ما يحبُّ لنفسِه، ويكره لهم ما يكْره لنفسه، ويشْفق عليهم، ويرْحم صغيرَهم، ويوقّر كبيرَهم، ويحزن لحزنِهم، ويفرح لفرحِهم، وإن ضرَّه ذلك في دنياه؛ كرخص أسعارِهم وإن كان في ذلك ربح ما يبيع من تِجارته، وكذلك جَميع ما يضرُّهم عامَّة، ويحبّ صلاحَهم وأُلْفَتَهم، ودوام النِّعَم عليْهِم، ونصْرهم على عدوِّهم، ودفع كلّ أذًى ومكروه عنهم".

وكذلك قال النَّووي في النَّصيحة بين المسلمين كلِمة جامعةً لعموم مفهوم الأدلَّة السَّابقة؛ قال - رحمه الله -:
"وأمَّا نصيحة عامَّة المسلمين - وهُم مَن عدا ولاة الأمر - فإرْشادُهم لمصالِحِهم في آخرتِهم ودنياهم، وكفّ الأذَى عنهم، فيعلِّمهم ما يَجهلونه من دينهم، ويُعينُهم عليه بالقوْل والفعل، وستْر عوراتِهم، وسدّ خلاتهم، ودفع المضارّ عنهم، وجلْب المنافع لهم، وأمْرهم بالمعروف، ونَهيهم عن المنكر برِفْق وإخلاص، والشَّفقة عليْهم، وتوْقير كبيرهم، ورحْمة صغيرهم، وتخوُّلهم بالموعظة الحسنة، وترْك غشِّهم وحسَدهم، وأن يحبَّ لَهم ما يجبُّ لنفْسِه من الخير، ويكْره لهم ما يكره لنفسِه من المكْروه، والذَّبّ عن أموالِهم وأعراضهم، وغير ذلك من أحوالِهم بالقول والفعل، وحثّهم على التَّخلّق بجميع ما ذكرناه من أنواع النَّصيحة، وتنشيط هِمَمهم إلى الطَّاعات، وقد كان في السَّلف - رضِي الله عنهم - مَن تبلغ به النَّصيحة إلى الإضْرار بدُنياه، والله أعلم"؛ "شرح مسلم" (2 - 39).

وقال الحافِظ ابْن رجَب في النَّصيحة بين المسلمين:
"من أنواع نصحهم: دفْع الأذى والمكْروه عنهم، وإيثار فقيرهم، وتعْليم جاهلهم، وردّ مَن زاغ منهم عن الحقّ في قول أو عمَل بالتلطُّف في ردِّهم إلى الحقّ، والرِّفق بهم في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، ومحبَّة إزالة فسادِهم ولو بحصول ضررٍ له في دنياه، كما قال بعض السَّلف: ودِدتُ أنَّ هذا الخلْق أطاعوا الله وأنَّ لَحمي قُرِض بالمقاريض.

وكان عمر بن عبدالعزيز يقول: يا ليْتني عمِلت فيكم بكتاب الله وعمِلتم به، فكلَّما عمِلت فيكم بسنَّة وقع منّي عضو حتَّى يكون آخِر شيء منها خروج نفسي"؛ "جامع العلوم" (ص 102).

حكم النصيحة:
النَّاظر في شأْن النَّصيحة بتدبُّر يجد أنَّها من الوسائل لا من المقاصد، أو ممَّا يغلب فيه جانب الوسيلة على جانب المقْصد، فليستِ النَّصيحة مقْصودة في ذاتِها وإن كانت تزين بضوابط التَّعبّد، إلاَّ أنَّه لو فرضنا أنَّ كثيرًا قد التزم بالفرائض والنَّوافل الشرعية، فلا مجال للنصيحة، وعلى ذلك فالنصيحة وسيلة لتحقيق الأهداف الشَّرعيَّة في حياة الفرد والمجتمع بالْتزام كتاب الله تعالى وسنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - قولاً وفعلاً، ظاهرًا وباطنًا، وعلى ذلك يُمكن أن نقول: إنَّ النَّصيحة تستمدُّ حكْمَها من الشَّأن الَّذي يُنصح به، فتكون واجبةً بواجب، ومندوبةً بمندوب، وإلى هذا أشار ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1 - 195) عند الكلام على الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، إذْ قال:
"والإنكار في ترْك الواجب وفعل المحرَّم واجب، وفي ترْك المندوب وفعْل المكروه مندوب، ذكَره الأصحاب وغيرهم".

ولكن هل تكون مباحة؟
الظَّاهر - والله أعلم - أنَّها لا تكون مباحة؛ لأنَّ الأدلَّة وردت بطلبها والأمر بها والحثّ عليها، وأقلّ مراتب الطَّلب الندب عند الأصوليّين.

وكذلك هل يَجب على كلِّ أحد القيام ببذْل النُّصْح؟
الظَّاهر أنَّه يلزم كلَّ مسلم القيام ببذل النُّصح قدْر استطاعتِه، وهذا يعتبر فيه أمور:
1- العلم بما ينصح به، وكونه نصيحة مطلوبة، لا تكلُّفًا أو افتراء على الشَّرع.
2- التزام آداب النَّصيحة، من اعتبار المقام والرّفق واللّين وقصْد الخير، لا الشَّماتة ونحو ذلك.
3- القدرة على بذْل النّصح بأمن الضَّرر المتيقَّن أو المظْنون.

وفي ذلك يقول ابن بطَّال: "فرض يجزئ فيه مَن قام به ويسقط عن الباقين، قال: والنَّصيحة لازمة على قدر الطَّاقة إذا علم النَّاصح أنه يُقبَل نصْحه ويُطاع أمره، وأمن على نفسه المكروه، فإن خشِي على نفسه أذًى، فهو في سعة"؛ "شرح مسلم" للنووي (2 - 39).

وهل يشترط العلم بالاستجابة للنصح؟
الظاهر لا يشترط، وهذا يؤيّده قول الله - تعالى-: ï´؟ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ï´¾ [الأعراف: 164].

قال ابن كثير [6 - 93]:
"عِظَتنا إيَّاهم معذرة إلى ربّكم، نؤدّي فرْضه عليْنا في الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، ولعلَّهم أن يتَّقوا الله فيخافوه فيُنيبوا إلى طاعته، ويتوبوا من معصيتهم إيَّاه، وتعدّيهم على ما حرَّم".

فالآية ظاهرة في بذْل النُّصح لِمَن يمكن ألاَّ يستجيب له، وهذا يجرُّنا إلى الإشارة إلى المقاصد من النَّصيحة، وهي:
1- امتثال فريضة شرعيَّة.
2- القيام بحقّ واجب للإخْوان.
3- إقامة للحجَّة والإعْذار.

ويُمكن استِفادة بذْل النُّصح ولو غلب على الظَّنّ عدم الاستِجابة، بما قال ابن مفلح في "الآداب الشَّرعية" (1 - 306):
"ظاهر كلام أحمد والأصحاب وجوبُ النُّصح للمسلِم، وإن لم يسأله ذلك، كما هو ظاهر الأخبار"، ثمَّ قال: "وإن ظنَّ أنَّه لا يقبل نصحه أو خاف أذًى منه، توجّه أن يُقال فيه ما سبق في الأمر بالمعروف".

وقد قال في فصل الأمر بالمعروف (1 - 182):
"وقال القاضي أبو يعلى في كتابه "المعتمد": ويجب إنكار المنكر وإن لم يغلب في ظنّه زواله في إحدى الرّوايتين".

وهذا يُفيد أمرَين:
الأوَّل: بذل النُّصح ابتِداء.
الثَّاني: القيام بواجب النُّصح بقطع النَّظر عن النَّتيجة.

آداب النصيحة:
1- الإخلاص لله - تعالى - وقصْد نصرة شريعتِه.

2- استِحْضار امتِثال أمر الله -تعالى- في القيام بواجبٍ من الواجبات، وهو بذْل النُّصح للإخْوان.

3- استِحْضار أداء حقّ الأخوَّة والموالاة والمناصرة بين المسلمين.

4- قصْد استِخْلاص المنصوح ممَّا وقع فيه بالنَّصيحة.

5- الإسرار بالنَّصيحة دون بذْلِها على الملأ، وفي ذلك يقول ابنُ رجب في "جامع العلوم" (ص 103):
"وكان السَّلف إذا أرادوا نصيحةَ أحدٍ، وعظوه سرًّا، حتَّى قال بعضُهم: مَن وعظ أخاه فيما بينه وبيْنه فهي نصيحة، ومَن وعظه على رؤوس النَّاس فإنَّما وبَّخه، وقال الفضيل بن عياض - رحِمه الله -: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعيِّر".

6- التزام الأدَب والرِّفْق، ورعاية المقام والأحوال المخْتلفة.

ولمَّا كان من الصَّعب حصْر الصور المتعدّدة الَّتي يُمكن من خلالِها تفْعيل النُّصح وبذله من المسلم لإخوانه، مصداقًا لقول شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى": "وأمَّا النَّصيحة الخاصَّة لكلّ واحدٍ منهم بعيْنه، فهذه يمكن بعضها، ويتعذَّر استيعابها على سبيل التَّعيين"؛ (1 - 19).

فإنَّ المسلم يَجب عليه التنبُّه والتيقُّظ، ويكون دائمًا على أهبة الاستِعْداد لبذل النّصح المادّي والمعنوي، الدّيني والدنيوي لإخوانه المسلمين، طاعةً لله -تعالى- ورسوله، وعملاً بمقتضى الأخوَّة والموالاة وغير ذلك من الرَّوابط والأواصر الشَّرعيَّة.

وبهذا أرجو أن أكون أشرْتُ إلى طرف يَسير من أهمّيَّة النَّصيحة في حياة المسلمين، وأنَّها من الخصائص والشَّعائر التي توطّد العلاقات، وتثبت مصداقية الأخوَّة الإيمانيَّة، وتُبَرْهن على المحبَّة والمودَّة والتِزام الأمر الشَّرعي، وقد خفت ضوءُها في عالم غلبتْ عليه المصْلحة الشَّخصيَّة، والتَّقصير في حقوق الإخوان، حتَّى بين الَّذين ينتسبون للدّين، ولا أُبالغ إذا ما قلت: إنَّ هذا الدَّاء قد أصاب طبقةَ المنتسِبين لطلب العلم والدَّعوة، والتَّجارب دلَّت على هذا الأمر الَّذي أثَّر في نفْس المرء كثيرًا، خصوصًا إذا ما أتاك السَّهم ممَّن أنَخْتَ رِحال محبَّتك ببابِهم، وأسكنْتَ قلبَك جوارَهم، ورجوْتَ وِدادَهم، فيروْنك وقد أصابك ما لا تراه من الآفات ولا ينصحونك، ممَّا يُثير في نفسك أحدَ أمرَين: إمَّا تلذّذهم برؤيتِك تشقى في آفة من الآفات، وإمَّا أنَّهم قد سيطرت الغفلة على قلوبِهم فلا يرون الواجب عليهم تجاه أخيهم، بل ما يكلم القلبَ بالأسى عدمُ اعترافهم بتقْصيرهم، والإعْراض عن استِدْراك ما فاتَهم، ممَّا يجعل المرءَ يشدُّ الرِّحال ويعقد المطايا إلى مسكنٍ أمينٍ، ووطنٍ ينعم فيه بصِدْق المحبِّين.

فيا أخي المسلم، لا تقصِّر في بذْل النَّصيحة لكلّ الخلق بِحبٍّ وصِدْق، وصبرٍ ولين، بُغْية نصْرة الدّين، والقيام بحقّ المسلمين صِغارًا وكبارًا، رجالاً ونساءً، في كلّ موطن وكل وقتٍ وحين.

والحمد لله ربِّ العالمين

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 88.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.16 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.89%)]