أكثروا ذكر هادم اللذات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 مهارات تساعد طلاب الثانوية العامة على زيادة التحصيل خلال المراجعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أعمل إيه بعد الشغل يشحن طاقتى؟ 7 أفكار ترجعلك الحيوية وتحسن مزاجك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          طريقة عمل تشويحة الكبدة.. دهون قليلة ومذاق لذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أطعمة تساعد على تطويل الشعر وتكثيف الرموش.. خليها دايمًا على سفرتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          اعملى صن بلوك طبيعى واحمى بشرتك من الشمس بـ5 مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          8 وصفات سلطات فريش ومنعشة للصيف.. مثالية للأكل فى المصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          7 عناصر منزلية تجمع الغبار وتزيد درجة الحرارة.. ابعديهم في الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريقة عمل المكرونة بشرائح اللحم والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          6 فوائد لزيت القرنفل للبشرة.. سلاح طبيعي لمقاومة العيوب والتقدم في السن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أزمة الأخلاق في المنظومة التربوية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-07-2024, 05:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,557
الدولة : Egypt
افتراضي أكثروا ذكر هادم اللذات

أكثروا ذكر هادم اللذات

محمد بن إبراهيم السبر


الْحَمْدُ لِلَّهِ، الذي كَتّبَ عَلى الخَلَيقةِ الفنَاءَ، أحمَدُه سُبْحَانهُ عَلى السَراءِ وَالضراءِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ العظَمةُ وَالكبرياءُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيدُ المُرَسلينَ وَخاتمُ الأنبياءِ، صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلِهِ وَصحبِهِ، الكُرَمَاءِ النُجَبَاءِ، وَسلمَ تسليمَاً مَزيدَاً إلى يومِ الدِينِ.

أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللهِ، واعلموا أنَّ اللهَ: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2]. خلقَ الخلقَ لعِبَادتِهِ، وَأمرَهُم وَنهاهُم، وَابتلاهُمُ بالشهواتِ والشبهاتِ المُعارضةِ لأمرِهِ، فمنْ انقادَ لأمرِ اللهِ وَأحسنَ العَملَ، أحسنَ اللهُ لهُ الجزاءَ فِي الدارينِ، وَمنْ مَالَ مَعَ شهواتِ النَّفسِ، وَنبذَ أمرَ اللهِ، فلهُ شرُ الجزاءِ.

وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} [الملك: 2].فأمَاتَ مَنْ شاءَ وَمَا شاءَ، وَأحيَا مَنْ أرَادَ إلى أجْلٍ معلومٍ {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: 7]. ليختبرَكُم فينظرَ أيكُمُ لهُ أطوَعُ، وَإلى طلبِ رِضَاهُ أسرعُ، قالَ قتادةُ: أذلَ اللهُ ابنَ آدمَ بِالموتِ، وَجعلَ الدُنيا دَارَ حَياةٍ وَدارَ فَنَاءٍ، وَجَعلَ الآخِرَةَ دَارَ جَزاءٍ وَبقاءٍ.

وَالموتُ حقٌ لا ريبَ فيهِ {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]. فكلُ نفسٍ مَنفوسَةٌ، مُعالجَةٌ غُصَصَ الموتِ وَمتجرّعةٌ كأسَهَا، لا مَحَالةَ مَهمَا عُمِّرتْ فِي الدُنيَا، وَمَا وُجودُها فِي الحَيَاةِ إلا ابتلاءٌ بِالتكاليفِ أمرًا وَنهيًا، وَبتقلبِ الأحوالِ خَيرًا وَشرًا، ثُمَّ المآلُ وَالمَرجعُ بَعدَ ذلكَ إلى اللهِ وَحدَهُ للحسابِ والجزاءِ.

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]، كَأسٌ لا بدَ مِنْ شُربهِ، وَبَابٌ لابدَ مِنْ دُخولِهِ، وإنْ طَالَ بِالعبدِ المَدَى، وَعُمّرَ سِنينَ، فَالموتُ لا بُدَ مِنهُ عَاجِلاً أوْ آجِلاَ، لنْ يمنعَهُ أوْ يؤخِرَهُ كثرةُ مَالٍ وَأولادٍ، وَلا رِفعَةُ نَسَبٍ، وَلا عِزةُ جَاهٍ وَحَسَبٍ، وَلنْ يَحْجِزَهُ حَرسٌ وَأربابٌ؛ فالموت آتٍ آتٍ {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: 78].

وَمَنْ هَابَ أسبَابَ المنايَا يَنَلْنَهُ ** وَلو رَامَ أسبَابَ السمَاءِ بِسُلَّمِ


لنْ ينفعَ مِنَ المَوتِ هُرُوبٌ وَلا فِرارٌ، ولنْ يجديَ فيهِ بُكاءٌ وَحُزنٌ {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة: 8].

المَوتُ لهُ أجلٌ محتومٌ ووقتٌ محدودٌ {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34].

‏إنَّهَا‏مَشَاهدُ قادِمَةٌ وَساعةٌ حَاسِمَةٌ فأينَ الاستعدادُ لهَا: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 19 - 21].

وَمنْ هنَا كانَ للعبدِ الحصِيفِ أنْ يجعلَ الموتَ عَلى بالهِ، وَأنْ يكثرَ مِنْ ذِكرِهِ، وَهذَا هديٌ نبويٌ يَحدُو النفوسَ للاتعَاظِ، وَأخذ الحيطةِ، وإحسَانِ العَملِ، وَالاستعدادِ للآخِرَةِ، وَالتأهبِ للقاءِ اللهِ، فعنْ أبي هريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أكثِرُوا ذِكرَ هَادِمِ اللذَّاتِ: الموتَ»؛ (رَوَاهُ الترمِذِيُ، وَالنَّسائِيُ)، لأنَّ ذلكَ أزجَرُ عَنْ المَعصيَةِ، وَأدعَى إلى الطَّاعَةِ؛ فَالإنسَانُ إذَا تفَكَّرَ فِي الموتِ قَصُرَ أملُهُ، وَكَثُرَ عَمَلُه.

وَكانَ النبيُ صلى الله عليه وسلم يزورُ القبورَ، وَيحثُ عَلى زيارتهَا للاعتبارِ؛ يقولُ أبوهريرةَ زَارَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ؛ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ»؛ (رَوَاهُ مُسلِمٌ). زيارةُ القبورِ منْ أعظمِ الدواءِ للقلبِ القاسِي؛ لأنَّهَا تذكرُ الموتَ والآخِرَةَ.

قَالَ الدقاقُ رَحِمَهُ اللهُ: ‏مَنْ أكثرَ ذِكرَ الموتِ، أُكرِمَ بثلاثٍ: تعجيلُ التوبةِ، وَقناعةُ القلبِ، وَنشاطُ العِبادةِ، ‏وَمنْ نسيهُ، عُوقِبَ بثلاثٍ: تسويفُ التوبةِ، وتركُ الرِضَا بالكفافِ، وَالتكاسلُ في العِبادةِ.

وَكلمَا تثاقلتْ نَفْسُكَ عَنْ الطَاعَةِ؛ فليكنْ الموتُ مِنْ شأنكَ، ‏وَأقلّ الأملَ، وَأكثرِ ذِكرَ الموتِ، ‏فإنَّكَ إنْ أكثرتَ ذِكرهُ هَانَ عليكَ أمرُ دُنياكَ. {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ} [البقرة: 223].

المؤمنُ يَجعلُ المَوتَ عَلى بالهِ حتَى يُعدَ العدَّةَ، لأجلِ مَا بعدَهُ؛ مِنْ الجزاءِ وَالحِسَابِ؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33].

فتذكَروا المَوتَ وَاستعدِوا بِالتَّوبة، وَإخلاصِ العِبادَةِ؛ {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].

ثُمَّ اعلَموا -رَحِمَكُم اللهُ- أنَّ اللهَ أمرَكُم بالصلاةِ والسلامِ عَلى نبيِّه، فقالَ فِي مُحكَمِ تنزيلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].

الَّلهُمَّ صَلِّ وسَلِّم على النبي المصطفى المختار، وصَلِّ على الآل الأطهار، والمهاجرين والأنصار وجميع الصحب الأخيار.

[1] للشيخ محمد السبر https://t.me/alsaberm


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.77 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]