الصالون الأدبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم من استعمل الصابون المعطر قبل الحلق أو التقصير في الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ما حكم ذبح الأضحية بعد صلاة العيد وقبل انتهاء الخطبة ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإنابة في الحج عن المرأة الكبيرة التي لا تجد محرمًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حكم إلقاء جلد الأضحية وعدم الانتفاع به,فتوى عن التخلص من جلد الخروف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أحاديث في استحباب صيام العشر الأول من ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          معنى اسم الله العزيز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          معنى اسم الله الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صلاة الفجر وما أدراك ما صلاة الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الشتات أقوى وسائل الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-11-2024, 08:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,350
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصالون الأدبي

الصَّالون الأدبي (مع عُقَابِ العربيّةِ: الأستاذ محمود محمد شاكر) (20)









كتبه/ ساري مراجع الصنقري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإنّ منهجَ "التَّذَوُّقِ" الذي سار عليه محمود شاكر في كتاباتِه وقراءاتِه، لا يُقصَدُ به النّاحيةُ الشَّكليّةُ لهذا المنهجِ، ولكن المقصودُ هو المعنى الضِمْنِي لِلتَّذَوُّقِ، وتَبَيُّنُهُ في أثناءِ قراءةِ الشِّعْرِ وغَيْرِه، فَيَستَلْهِمُ القارئُ رُوحَ الإبداعِ، ويَستَحْضِرُ عاطفةً مُتبادَلةً بينه وبين النَّصِّ وصاحبِه.
والتَّذَوُّقُ هذا إحساسٌ خَفِيٌّ يَعِيشُهُ القارئُ نَفْسُه، ولا يَشْتَرِكُ فيه معه غَيْرُه، فليس له قواعدُ عامَّةٌ، وإنَّما أُصُولُهُ وخَبَايَاهُ تَرجِعُ إلى نَفْسِ القارئِ وذاتِه.
وكي تعيشَ هذا الإحساسَ، وتَتَذَوَّقَ هذا التَّذَوُّقَ، عليك أن تَعلمَ أنّ لُغةَ النَّصِّ الذي تَتَناوَلُهُ ليست لُغةً جامدةً، بل مُتغَايِرَةً، وليست خامدةً، بل مُتفَاعِلَةً.
فهذه النُّصُوصُ تَحتاجُ إلى قارئٍ مِن نَوْعٍ خَاصٍّ، يَستطِيعُ استخراجَ كمائنِها المُضْمَرةِ، ودفائنِها الغَامِضَةِ، وتَكُونُ لديه القُدرةُ على إعمالِ عقلِه بِدِقَّةٍ ونظامٍ في تَحْلِيلِهَا ووَصْفِهَا.
قال د. سعيد حسن بحيري في "علم اللُّغة النَّصِّيّ، المفاهيم والاتِّجاهات" (ص: 164): (إنّ لُغةَ النَّصِّ لُغةٌ مُتفاعِلَةٌ، ليست خامدةً، ولا تَكُفُّ عن الحركةِ: لا تَكُفُّ عن استيعابِ دلالاتٍ ومضامينَ جديدةٍ، وإفرازِ أبنيةٍ غَيْرِ محدودةٍ، تَتَطَلَّبُ وَصْفًا ديناميكيًّا يُواكِبُ تلك القُدرةَ ولا يَحُدُّهَا.
وبالتّالي تَحتاجُ إلى قارئٍ ذي كفاءةٍ مُعَيَّنَةٍ، قَادِرٍ على القيامِ بعمليَّةٍ لا تَقِلُّ قِيمَةً عن عمليَّةِ إنتاجِ نُصُوصِهَا، مِن خلالِ عمليّاتِ الوَصْفِ والتَّحْلِيلِ والتَّفْسِيرِ، قَادِرٍ على إبرازِ إمكاناتِ النُّصُوصِ وطاقاتِها غَيْرِ المَحْدُودَة) (انتهى).
وكان العُقابُ مِن هؤلاءِ الْأَكْفَاءِ، أهلِ التَّذَوُّقِ الخَاصِّ، والعقلِ الواعي، والفَهْمِ المُستَوعِبِ، والدِّقَّةِ في التَّنَاوُلِ، وحُسْنِ التَّأتِّي في العَرْضِ، واللُّغَةِ المُسْتَقِيمَةِ التي تَعْرِفُ حَقَّ العِلْمِ، فلا تَتَحَيَّفُهُ، ولا تَتَزَيَّدُ عليه.
فقد عرَّف منهجَه -كما ذَكَرْنَا سابقًا- في مُقدِّمةِ كتابِه "رسالة في الطَّريق إلى ثقافتنا" (ص: 15، 16)؛ حيث قال: (فمَنْهجِي في "تَذوُّقِ الكلامِ"، مَعنِيٌّ كُلَّ العنايةِ باستنباطِ هذه الدَّفائنِ، وباستدراجِها مِن مَكامِنِها، ومعالجةِ نَظْمِ الكلامِ ولَفْظِهِ معالجةً تُتِيحُ لي أن أَنْفُضَ الظَّلامَ عن مَصُونِها، وأُمِيطَ اللِّثَامَ عن أَخْفَى أسرارِها وأَغْمَضِ سَرائِرِها.
وهذا أمرٌ لا يُستطَاعُ ولا يَكُونُ له ثمرةٌ إلا بالأناةِ والصَّبْرِ، وإلا باستقصاءِ الجُهْدِ في التَّثَبُّتِ مِن معاني ألفاظِ اللُّغةِ، ومِن مَجَارِي دلالاتِها الظَّاهرةِ والخَفِيَّةِ، بلا استكراهٍ ولا عَجَلَةٍ، وبلا ذَهابٍ مع الخَاطرِ الأوَّلِ، وبلا تَوَهُّمٍ مُسْتَبِدٍّ تُخْضِعُ له نَظْمَ الكلامِ ولَفْظَه) (انتهى).

ونُكْمِلُ في المَقالِ القادمِ -إن شاء الله-.

واللهُ المُوفِّق.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 04-12-2024 الساعة 04:47 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.03 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]