|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الشرح الميسر على الآجُرُّوميَّة (3) سامح المصري قال ابن آجُرُّوم غفر الله لنا وله: "فالاسم يُعرَف: بالخفض، والتنوين، ودخول الألف واللام، وحروف الخفض؛ وهي: مِن، وإلى، وعن، وعلى، وفي، ورُبَّ، والباء، والكاف، واللام، وحروف القسم؛ وهي: الواو، والباء، والتاء، والفعل يُعرَف بقد، والسين، و(سوف)، وتاء التأنيث الساكنة، والحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم، ولا دليل الفعل". التعليق: بعد حمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أقول: لمَّا فرغ المصنِّف من بيان أقسام الكلمة، بدأ في بيان ما يميِّز كل قسم عن قسيمه، وللعلماء طرق شتى في التفرقة بين الأقسام؛ فمنهم من يسلك طريقة التعريف بالحدِّ، ومنهم من يسلك طريقة التعريف بالعلامة، ومنهم من يسلك طريقة التعريف بالمثال. أما التعريف بالحد المنطقي فطريقة غير مُجْدية؛ لأن معظم الحدود منتقدة، فقلما يسلم حدٌّ عند النحاة من الانتقاد، وأما طريقة التعريف بالمثال، فجيدة وتناسب المبتدئ، وأما طريقة التعريف بالعلامة، فهي أفضل الطرق، وهذه الطريقة هي التي استطاع النحاة من خلالها الرد على أبي جعفر بن صابر، وبيان خطأ القسمة الرباعية للكلمة؛ لأن اسم الفعل - الذي سماه أبو جعفر بن صابر الخالفة - هو في حقيقة أمره اسمٌ؛ لأنه يقبل التنوين، والتنوين من علامات الاسم. وهذه الطريقة أيضًا هي التي استطاع ابن هشام الأنصاري وجَمْعٌ من النحاة من خلالها أن يرجِّحوا فِعْلِيَّة (نعم، وبئس)، فالنحاة قد اختلفوا في (نعم، وبئس)، فذهب قوم إلى كونهما اسمين، بينما ذهب آخرون إلى كونهما فعلين، واختار جمع من النحاة وابن هشام القول بأنهما فعلان ماضيان؛ لأنهما يقبلان دخول تاء التأنيث الساكنة، وتاء التأنيث الساكنة من علامات الفعل الماضي؛ كما في قولك: نعمتِ النصيحة، وبئستِ الخيانة، والمصنف هنا ارتضى هذه الطريقة. قوله: (فالاسم ...)، هذه الفاء تسمى فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدَّر؛ فكأنه قال: (إن أردت أن تعرف ما يتميز به الاسم والفعل والحرف، فالاسم ...). وبعض العلماء يسميها فاء الفضيحة، وقد تأملت سبب التسمية، فوجدت أن مادة (فضح) في المعاجم القديمة تدور حول الكشف؛ لذا فالمعنى واضح جلِيٌّ، سُمِّيت بذلك لأنها كشفت عن أسلوب شرط مقدَّر. ومما يجب التنبُّه له أن وجود العلامة في كلمة ما هي دليل على وجود المُعَلَّم، وليس معنى انتفائها أن ينتفي المُعَلَّم، وهذا ما يقصده أرباب الحواشي النحوية من قولهم: العلامة تَطَّرِدُ ولا تنعكس، وقد يقولون أيضًا: العلامة وجودية لا عدمية. ومعنى هذا الكلام كما وضحته لك، ولكي تتضح لك الصورة أكثر؛ سأذكر مثالًا يجلِّي الغموض عن هذا الكلام. من علامات الاسم أن يقترن بأل. فلو قلت لك مثلًا: الرجل، هنا كلمة (رجل) اسم؛ لأنها اقترنت بأل، وأل من علامات الأسماء. هذا معنى قولهم العلامة تطرد؛ أي: متى وُجِدت العلامة (أل)، وُجِد الْمُعلَّم (الاسم)، فنحن نحكم على كلمة (رجل) بأنها اسم لأنها اقترنت بأل. ولو قلت لك مثلًا: رجل، هنا هل يجب انتفاء الاسمية عن كلمة (رجل)؛ لأنها لا تقترن بعلامة من علامات الأسماء كأل مثلًا؟ لا، لا يلزم هذا؛ لأن العلامة لا تنعكس، فانتفاء وجودها لا يعني انتفاء الْمُعلَّم. فهذا معنى قولهم: العلامة تطرد ولا تنعكس، ومعنى قولهم كذلك: العلامة وجودية لا عدمية. هذا، والله أعلم. وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |