|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#5
|
|||
|
|||
![]() تتمة أيهـا الولــد:خلاصة العلم: أن تعلم أن الطاعة والعبادة ما هي؟ اعلم أن الطاعة والعبادة متابعة الشارع في الأوامر والنواهي بالقول والفعل ، يعني: كل ما تقول وتفعل ، وتترك قوله وفعله يكون بإقتداء الشرع ، كما لو صمت في يوم العيد وأيام التشريق تكون عاصيا ، أو صليت في ثوب مغصوب ـ وإن كانت صورة عبادة ـ تأثم. أيهـا الولــد: ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقا للشرع؛ إذ العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة ، وينبغي لك ألا تغترّ بشطح الصوفية[1][16] وطاماتهم ؛ لأن سلوك هذا الطريق يكون بالمجاهدة وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسيف الرياضة ، لا بالطامات والترهات[2][17]. واعلم أن اللسان المطلق والقلب المطبق المملوء بالغفلة والشهوة علامة الشقاوة ، حتى لا تقتل النفس بصدق المجاهدة لن يحيى قلبك بأنوار المعرفة. واعلم أن بعض مسائلك التي سألتني عنها لا يستقيم جوابها بالكتابة والقول ، إن تبلغ تلك الحالة تعرف ما هي! وإلا فعلمها من المستحيلات؛ لأنها ذوقية ، وكل ما يكون ذوقيا ، لا يستقيم وصفه بالقول ، كحلاوة الحلو ومرارة المر ، لا تعرف إلا بالذوق ، كما حكي أن عنّينا[3][18] كتب إلى صاحب له: أن عرّفني لذة المجامعة كيف تكون؟. فكتب له في جوابه: يا فلان.. إني كنت حسبتك عنّينا فقط ، الآن عرفت أنك عنّين وأحمق؛ لأن هذه اللذة ذوقية ، إن تصل إليها ، وإلا لا يستقيم وصفها بالقول والكتابة. أيهـا الولــد: بعض مسائلك من هذا القبيل ، وأما البعض الذي يستقيم له الجواب فقد ذكرناه في "إحياء العلوم" وغيره ، ونذكر ههنا نبذا منه ونشير إليه فنقول: قد وجب على السالك أربعة أمور: أول الأمر: اعتقاد صحيح لا يكون فيه بدعة. والثاني: توبة نصوح لا يرجع بعده إلى الذلة. والثالث: استرضاء الخصوم حتى لا يبقى لأحد عليك حق. والرابع: تحصيل علم الشريعة قدر ما تؤدي به أوامر الله تعالى. ثم من العلوم الآخرة ما يكون به النجاة. حكي أن الشبلي رحمه الله خدم أربعمائة أستاذ ، وقال قرأت أربعة آلاف حديث ، ثم اخترت منها حديثا واحدا ، وعملت به ، وخليت ما سواه؛ لأني تأملته فوجدت خلاصي ونجاتي فيه ، وكان علم الأولين ، والآخرين كله مندرجا فيه فاكتفيت به ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه: (اعمل لدنياك بقدر مقامك فيها ، واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها ، واعمل لله بقدر حاجتك إليه ، واعمل للنار بقدر صبرك عليها)[4][19]. أيهـا الولــد: إذا علمت هذا الحديث لا حاجة إلى العلم الكثير. وتأمل في حكاية أخرى ، وهي: أن حاتم الأصمّ كان من أصحاب شقيق البلخي رحمة الله تعالى عليهما ، فسأله يوما قال: صاحبتني منذ ثلاثين سنة ما حصّلت؟ قال: حصّلت ثماني فوائد من العلم ، وهي تكفيني منه لأني أرجو خلاصي ونجاتي فيها. فقال شفيق: ما هي؟ قال حاتم: الفائدة الأولى: إني نظرت إلى الخلق فرأيت لكل منهم محبوبا ومعشوقا يحبه ويعشقه ، وبعض ذلك المحبوب يصاحبه إلى مرض الموت وبعضه يصاحبه إلى شفير القبر ، ثم يرجع كله ، ويتركه فريدا وحيدا ، ولا يدخل معه في قبره منهم أحد. فتفكرت وقلت: أفضل محبوب المرء ما يدخل معه في قبره ، ويؤنسه فيه ، فما وجدته غير الأعمال الصالحة ، فأخذتها محبوبة لي؛ لتكون لي سراجا في قبري ، وتؤنسني فيه ، ولا تتركني فريدا. الفائدة الثانية: أني رأيت الخلق يقتدون أهواءهم ، ويبادرون إلى مرادات أنفسهم ، فتأملت قوله تعالى:{وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى}. وتيقنت أن القرآن حق صادق فبادرت إلى خلاف نفسي وتشمّرت بمجاهدتها ، وما متعتها بهواها ، حتى ارتاضت بطاعة الله تعالى وانقادت. الفائدة الثالثة: أني رأيت كل واحد من الناس يسعى في جميع حطام الدنيا ، ثم يمسكه قابضا يده عليه فتأملت في قوله تعلى:{ما عندكم ينفد وما عند الله باق} فبذلت محصولي من الدنيا لوجه الله تعالى ففرّقته بين المساكين ليكون ذخرا لي عند الله تعالى. الفائدة الرابعة: أني رأيت بعض الخلق يظن أن شرفه وعزه في كثرة الأقوام والعشائر فأعتز بهم. وزعم آخرون أنه في ثروة الأموال وكثرة الأولاد ، فافتخروا بها. وحسب بعضهم أن العز والشرف في غصب أموال الناس وظلمهم وسفك دمائهم. واعتقدت طائفة أنه في إتلاف المال وإسرافه ، وتبذيره ، فتأملت في قوله تعالى:{إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم} ، فاخترت التقوى ، واعتقدت أن القرآن حق صادق ، وظنهم وحسبانهم كلها باطل زائل. الفائدة الخامسة: إني رأيت الناس يذم بعضهم بعضا ، ويغتاب بعضهم بعضا ، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم ، فتأملت في قوله تعالى:{نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا} فعلمت أن القسمة كانت من الله تعالى في الأزل ، فما حسدت أحدا ورضيت بقسمة الله تعالى. الفائدة السادسة: أني رأيت الناس يعادي بعضهم بعضا لغرض وسبب ، فتأملت في قوله تعالى:{إنّ الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} فعلمت أنه لا يجوز عداوة أحد غير الشيطان. الفائدة السابعة: أني رأيت كل أحد يسعى بجد ، ويجتهد بمبالغة لطلب القوت والمعاش ، بحيث يقع به في سبهة وحرام وبذل نفسه وينقص قدره ، فتأملت في قوله تعالى:{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} فعلمت أن رزقي على الله تعالى وقد ضمنه ، فاشتغلت بعبادته ، وقطعت طمعي عمّن سواه. الفائدة الثامنة: أني رأيت كل واحد معتمدا على شيء مخلوق ، بعضهم على الدينار والدرهم ، وبعضهم على المال والملك ، وبعضهم على الحرفة والصناعة ، وبعضهم على مخلوق مثله ، فتأملت في قوله تعالى:{ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره ، قد جعل الله لكل شيء قدرا} فتوكلت على الله تعالى فهو حسبي ونعم الوكيل. فقال شفيق: وفقك الله تعالى إني قد نظرت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، فوجدت الكتب الأربعة تدور على هذه الفوائد الثماني ، فمن عمل بها كان عاملا بهذه الكتب الأربعة. [1][16] أي رياضة النفس ومجاهدتها [2][17] (أي الأباطيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عشر أسباب ليه الولد أحسن من البنت !!!!!!!!!! | the expert | الملتقى الترفيهي | 6 | 10-10-2009 11:22 PM |
الولد انفجع | محبة ابن الخطاب | الملتقى الترفيهي | 12 | 21-04-2008 07:39 PM |
آياايات لطلب الولد | ريحانةالجنة2007 | الملتقى الاسلامي العام | 0 | 11-12-2006 09:35 PM |
عشر أسباب ليه الولد أحسن من البنت !!!!!!!!!! | the expert | الملتقى العام | 2 | 08-05-2006 08:02 AM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |