حقّ الله على عباده - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 210 - عددالزوار : 4188 )           »          الخوف من الفتنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أسباب ضيق صدر طالب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          احذري التوحد.. فإنه مرض العصر لدى الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التوازن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أصعب ابتلاء: أن لا يشعر قلبك أنه مبتلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حجب العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          جهاد الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سلوكيات مجتمعية تنذر بخطر عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الخير يُعرف من أثره لا من شكله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-09-2025, 01:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,831
الدولة : Egypt
افتراضي حقّ الله على عباده

حقّ الله على عباده


إنّ لِرَبِّنا سبحانه وتعالى علينا حقًّا عظيمًا، عَرَفَه الموفّقون وجَدُّوا في أدائِه ففازُوا، وغفَلَ عنه المفرِّطون وضيَّعوه فهلكُوا وخابُوا.
عبادَ الله! ربُّنا جلّ وعلا أوجدَنا مِن العدَم، وأسبغَ علينا أفضلَ النِّعم؛ أطعمَنا مِن جُوع، وآمنَنا مِن خَوف، عافانا مِن البلاء، وسلّمَنا من الضّرِّ واللَّأواء، وأغنانا مِن الفاقَة، وأغدقَ علينا أرزاقَه.
رزقَنا مِن الطيّبات، وأوْلانا مِن الهِبات، وخلَقنا أسوياءَ أصِحّاءَ وأحسنَنا تقويمًا، وجعل في أجسادِنا من الجوارحِ والأعضاءِ ما أبهرَ العقولَ تعقيدًا وتنظيمًا.
سخّرَ لنا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَين، وَجعلَ لنا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ مُتَعاقِبَين، ونصبَ لنا الْجبَالَ فأرْساها، وفجّر الْمِيَاهَ وأجراها، وسَمَك السَّمَاءَ وأعلاها، وَوضع الأرضَ ودَحاها.
لستَ يا عبدَ الله تُحصي نِعَمَه، كيف وكلُّ نفَسٍ يدخل فيك، وشَربةِ ماءٍ تُرويك، ونبضةِ قلبٍ تجري فيك، وما يُصرَف عنك مِن الآفاتِ التي تعتريك، كلُّها نِعَمٌ مِن الكريم، لا تَشعرُ بها ولا تَعدُّها!
فسبحانه من ربٍّ رحيمٍ، ورزّاقٍ كريم، لا يستغني عبادُه طرفةَ عَينٍ عن رحمتِه، ولا عِوضَ لهم بشيءٍ عن فضلِه ومَبرّتِه.
هذا وهو سبحانه المتفرِّدُ بِنُعوتِ الجلال، وصفاتِ الجَمال، له الأسماءُ الحسنى والصفاتُ العُلا.
فإنّه سبحانه العزيزُ الجبّار، والمتكبِّرُ القهّار، وهو العليُّ الكبيرُ، المتينُ القديرُ، وهو الحفيظُ العليمُ، الجليلُ العظيمُ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم.
عَنَت لَهُ الْوُجُوه، وخشعتْ لَهُ الْأَصْوَات، وخضعتْ له الرِّقاب، وذلّت له الجبابِرَة. تفرّدَ بالسُّلطانِ والملَكوت، والعِزِّ والجبَروت، حيٌّ لا يموت، قيّومٌ لا يَنام، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.
وهو سبحانه البَرُّ الرحيم، العفُوُّ الكريم، الشكورُ الحليم، هو المعطي الوهّاب، الغفورُ التوّاب؛ يغفرُ الذَّنب، ويقبلُ التَّوب، ويُقيلُ العثَرات، ويعفو عن السيّئات. الخيرُ كلُّه في يديه، والشرُّ ليس إليه. وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ.
عباد الله!
إنّ جلالَ ربِّنا وكمالَه أعظمُ مِن أن يُحصَى، وكرمَه وفضلَه أوسعُ مِن أن يُستَقْصَى. فأين نحنُ مِن حقِّه علينا؟
إنّ من حقِّ ربِّنا علينا أن نَدينَ له بِكمالِ المحبّةِ والتعظيمِ، والخضوعِ والتسليم، فنوقِّرَه ما استطعنا، ونَقْدُرَه حقَّ قَدْرِه ما وَسِعَنا.
وإنّه لمن العجَب أن يُقابِلَ الإنسانُ الضعيفُ الصغير، هذا الربَّ الجليلَ الكبير، بغير التعظيمِ والتوقير، ولقد عجِبَ أوّلُ الرُّسلِ نوحٌ عليه السلام مِن قومِه لأجلِ ذلك، فقال لهم: مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، قال ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنه مفسِّرًا: «ما لكم لا تُعظِّمون اللهَ حقَّ تعظيمِه».
ومن حقِّ الربِّ على عبادِه أن يَشكُروا فضلَه عليهم، فيَدينوا بكمالِ المحبّةِ له، وتَـمامِ الثقةِ به، وحُسنِ الظنِّ بتقاديرِه، وقد وصفَ اللهُ أولياءَه مِن خلقِه بِكمالِ محبّتِهم له، مع محبّتِه سبحانه لهم، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه}، وقال في وصفهم: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ.

إنّ مِن حقِّ الرّبِّ العظيمِ على عبادِه أن يُطيعوا أمرَه ولا يَعصُوا نهيَه، وأن يتَّقُوا غضبَه وعِقابَه، ويجعَلُوا مُرادَه سبحانَه فوقَ مُراداتِهم، فلا يُقدّمُوا محبوباتِهم على محبوباتِه، ولا يُعارِضوا بين رغباتِهم وما فرَضه عليهم من واجِباتِه، فلا يكفُروا بربِّهم استكبارًا عن أن يخضعُوا له، ولا يَخرجوا بِدعوى الحرّيةِ عن طاعتِه والانقيادِ له، فإنّ العبادَ لا غِنى لهم عن الله، ولا مَنجَى لهم منه إلا إليه، فبدؤُهم بإيجادِه، ومرجعُهم إليه.
وإنّ مِن حقِّه سبحانه على عبادِه أن يصدّقوا خبرَه، ويؤمنوا بالغيبِ الذي أبلغَه إليهم رسلُه، ولا يُعارِضوه بعقولٍ مَوهُومة، أو آراءٍ مَزعُومة، فإنّه سبحانه كما يقولُ عن نفسِه: وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.
ومن حقِّه سبحانه عليهم أن يُوقنُوا بالمصيرِ إليه، فيستعدُّوا لِلِقائِه، ولا يطمئنّوا للحياةِ الدنيا ويرضَوا بها، يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
ومن حقِّه سبحانه على عبادِه أن لا يُشركوا به شيئًا، فإنّه سبحانه لا ندَّ له يُسَامِيه في صفاتِه، ولا كُفؤَ له يماثلُه في نُعوتِه وكمالاتِه، وليس معه ربٌّ غيرُه يَخلُق ويَرزُق حتّى يُدعى ويُرجى مِن دونِه، فمَن أعرضَ عن الله إلى عبادةِ غيرِه، فقد كفرَ حقّه، وجحدَ فضلَه، واستحقَّ غضبَه وعقابَه.
وبالجملة فحقُّ اللهِ تعالى على العبادِ أن يُعبَدَ وحدَه حقَّ العبادة، كما قال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: «يا مُعاذ، أتدري ما حقُّ اللهِ على العباد؟» قال: الله ورسوله أعلم، قال: «أن يُعبَد اللهُ ولا يُشرَكَ به شَيء»، قال: «أتدري ما حقُّهم عليه إذا فعلُوا ذلك؟» فقال: الله ورسوله أعلم، قال: «ألّا يُعذِّبَهم». (أخرجه البخاري ومسلم).
فطُوبى لمن أدّى حقَّ ربِّه، فنجَى مِن عقابِه، وحازَ الجزيلَ مِن أجرِه وثوابِه، جعلنا اللهُ وإيّاكم والمسلمين منهم، بكرمِه وجودِه وإحسانِه.
ثم صلُّوا وسلِّموا على نبيِّنا محمّد، اللهم صلّ وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_________________________________________
المصدر: مركز حصين للدراسات والأبحاث




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.05 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]