|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(89) تبشير الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه وسلم(4) 5ـ قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ) ]آل عمران81[. تفيد هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخذ العهد على أنبيائه من لدن آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه مهما أتى الله أحدهم من كتاب وحكمة وبلغ أي مبلغ ثم جاء رسول من بعده ليؤمنن به ولينصرنه ، ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من الإيمان بمن بعث بعده ونصرته . عن علي وابن عباس رضي الله عنهم قالا : " لم يبعث الله نبيا ـ آدم فمن بعده ـ إلا أخذ عليه العهد في محمد لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ويأمره فيأخذ العهد على قومه "(1) . ويقول الإمام الرازي : " أعلم أن المقصود من هذه الآيات تقرير الأشيـاء المعروفة عند أهل الكتاب مما يدل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قطعا لعذرهم وإظهارا لعنادهم ، ومن جملتها ما ذكره الله في هذه الآية وهو أن الله تعالى أخذ الميثاق من الأنبياء الذين آتاهم الكتاب والحكمة بأنهم كلما جاءهم رسول مصدق لما معهم آمنوا به ونصروه وأخبر أنهم قبلوا ذلك "(2) . 6ـ قال تعالى : ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ* أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ )[ سورة الشعراء / 196 ، 197 ] . تقرر الآية الكريمة أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته وما جاء به ثابت في الكتب السابقة وأن علماء بني إسرائيل يحيطون بذلك علما . والله سبحانه وتعالى يخاطب في هذه الآية المشركين ويقـيم عليهم الحجة بقوله : " أولم يكن لهم آية .. " أي أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل بنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به وهو القرآن دليلا على صحة القرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم فيقلعوا عن تكذيبه ويبادروا إلى اتباعه علما بأن الكثير من علماء بني إسرائيل صرحوا بهذا الأمر وسمع المشركون منهم مرات كثيرة قبل أن يبعث النبي وبعد أن بعث لأنهم كانوا يخالطونهم ويأنسون إليهم ، والروايــات التاريخية خير شاهد على ذلك . يقول الإمام الرازي : " المراد منه ذكر الحجة الثابــــــتة على نبوته عليه الســــلام وصدقــــه " . وتقريره : أن جماعة من علماء بني إسرائيل أسلموا نصوا على مواضع في التوراة والإنجيل ذكر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بصفته ونعته وقد كان مشركوا قريش يذهبون إلى اليهود ويتعرفون منهم هذا الخبر، وهذا يدل دلالة ظاهرة على نبوته لأن تطابق الكتب الإلهية على نعته وصفته يدل قطعا على نبوته(3) . وهكذا فالآية فيها شهادة من الله على بني إسرائيل ، إذ بينت أن علماءهم يعرفون تماما بأن محمد صلى الله عليه وسلم نبي وأن ما جاء به هو الحق ، صرح بذلك من آمن منهم ، وأسر به من لم يؤمن لمن يأنس إليه ، وسيأتي بيان ذلك عما قريب . (1) فتح القدير ( 1 / 357 ) . (2) تفسير الفخر 8 / 114 . (3) تفسير الفخر 24 / 169 .
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(90) تبشير الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه وسلم(5) 7ـ قال تعالى " ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )[ سورة الأحقاف / 10 ] . تتضمن هذه الآية الكريمة شهادة حبر من أعظم أحبار اليهود ومن أوسعهم علما ، شهد له بهذا قومه أمام المصطفى صلى الله عليه وسلم ، إنه عبد الله بن سلام الذي من الله عليه بمعرفة الحق واتباعه بما أتاه الله من العلم ، فلما سمع القرآن علم أنه الوحي الناطق بالحق ، وإنه من جنس ما نزل على الأنبياء قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم . جاء في فتح القدير : " وشهد شاهد من بني إسرائيل العالمين بما أنزل الله في التوراة على مثله ( أي القرآن ) من المعاني الموجودة في التوراة المطابقة له من حيث إثبات التوحيد والبعث والنشور وغير ذلك وهذه المثلية هي باعتبار تطابق المعاني وإن اختلفت الألفاظ ، فآمن الشاهد وهو عبد الله بن سلام بالقرآن لما تبين له أنه من كلام الله ومن جنس ما ينزله الله على رسله "(1) . وقصة إسلام هذا الحبر مشهورة ، فعندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة نظر ابن سلام إلى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم نظرة فاحصة متأملة ، فأضاء الله بصيرته فتحقق أنه النبي المنتظر وأن وجهه ليس بوجه كذاب . جاء في رواية البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : " بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ، ما أول أشراط الساعة ، وما أول طعام يأكله أهل الجنة ، ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ، ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخبرني بهن آنفا جبريل ، قال : فقال عبد الله : ذاك عدو اليهود من الملائكة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب . وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت ، وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له ، وإذا سبق ماؤها كان الشبه له . قال : أشهد أنـك رسول الله . ثم قال : يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك ، فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي رجل فيكم عبد الله بن سلام ؟ قالوا : أعلمنا وابن أعلمنا ، وأحبرنا وابن أحبرنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفرأيتم إن أسلم ؟ قالوا : أعاذه الله من ذلك . فخرج عبد الله إليهم ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، فقالوا : شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه "(2). وروى سعد ابن أبي وقاص قال : " ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام " (3). وأخرج الترمذي عن عبد الله بن سلام قال : " نزلت في آيات من كتاب الله ، نزلت في : (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ ) ونزلت في ![]() (1) فتح القدير 5 / 16 . (2) صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب خلق آدم وذريته 4 / 102 ، 103 . (3) صحيح البخاري ، كتاب الأدب ، باب من أثنى على أخيه بما يعلم 7 / 87 ، وصحيج مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عبد الله (4) سنن الترمذي ، كتاب المناقب ، باب مناقب عبد الله بن سلام .
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(92) ثانيا : الأحاديث التي تثبت تبشير الكتب السابقة ومعرفة أهل الكتاب به صلى الله عليه وسلم(1) روى البخاري عن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص ، قلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، قال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن :" يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا الله ، ويفتح به أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا "(1) . وهذه الصفات التي حكاها عبد الله بن عمرو بن العاص عن التوراة ، جاءت موافقة للصفات التى أتى بها القرآن الكريم : فقوله:"يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " هو نفسه ما جاء في آية الأحزاب : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )[ سورة الأحزاب / 45] وقوله :" ليس بفظ ولا غليظ " موافق لقوله تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) [ سورة آل عمران/ 159] وقوله :" ولا يدفع السيئة بالسيئة " موافق لقوله تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )[ سورة فصلت /34] وقوله :" ولكن يعفو ويغفر " موافق لقوله تعالى : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) [ سورة الأعراف / 199] وقوله تعالى : ( فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين )[ سورة المائدة / 13] (1) صحيح البخاري ، كتاب البيوع ، باب كراهية السخب في الأسواق ، ( 2125 ) .
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(93) ثانيا : الأحاديث التي تثبت تبشير الكتب السابقة ومعرفة أهل الكتاب به صلى الله عليه وسلم (2) وروى الطبراني عن أبي مريم رضي الله عنه قال : " أقبل أعرابي حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خلق من الناس ، فقال: الا تعطيني شيئا اتعلمه وأحمله وينفعني ولا يضرك ؟ فقال الناس : مه ، اجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعوه ، فإنما يسأل الرجل ليعلم فأفرجوا له حتى جلس ، فقال : أي شيء كان أول نبوتك ؟ قال: ( أخذ الله الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ، ثم تلا : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ) [ سورة الأحزاب / 45 ] وبشّر بي المسيح ابن مريم ، ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام ..)(1) . وعن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأنبئكم بأول ذلك : دعوة إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين ). وفي رواية : ( سأحدثكم بتأويل ذلك ، دعوة إبراهيم دعا ( وابعث فيهم رسولا منهم )، وبشارة عيسى بن مريم قوله ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ).."(2) . وإذا كانت الأحاديث السابقة قد نصت على بشارة الأنبياء السابقين به ، ووجود نعوته وصفاته صلى الله عليه وسلم في كتبهم ، فهناك أحاديث أخرى دلت على شهادة الأحبار بنبوته وتبشيرهم به صلى الله عليه وسلم مما ترتب عليه إسلام بعضهم ، بل وعداوة البعض الآخر حسدا وبغيا ، وهذا ما سنعرض له في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى. (1) المعجم الكبير للطبراني ( 22 / 333) ورجاله وثقوا ، كما ذكر الهيثمي في المجمع ( 8 / 227 ) . (2) الحديث أخرجه أحمد بأساتيد والبزار والطبراني بنحوه ، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد ، وقد وثقه ابن حبان . مجمع الزوائد ( 8 / 226 ) ، والحديث سبق تخريجه .
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(95) ثانيا : الأحاديث التي تثبت تبشير الكتب السابقة ومعرفة أهل الكتاب به صلى الله عليه وسلم (4) وروى أبو نعيم وغيره عن صفية بنت حيي أنها قالت :" كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر ، لم ألقهما قط مع ولهما إلا أخذاني دونه ، قالت : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ونزل فناء بني عمرو بن عوف غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين ، قالت : فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس ، قالت : فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا ، قالت : فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فوالله ما التفت إلي واحد منهما مع ما بهما من الهم ، قالت : فسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي : أهو هو ؟ قال : نعم والله ، قال : أتعرفه وتثبته ؟ قال : نعم ، قال : فما في نفسك منه ؟ قال : عداوته والله ما بقيت أبدا ! " (1) وهكذا أضمر اليهود العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم منذ اللحظة الأولى ، مع علمهم الجازم بأنه النبي الحق الذي تنطبق عليه الصفات التي تحدثت عنها الكتب المقدسة عند اليهود والنصارى . وإذا كان هذا شأن الأغلبية من أهل الكتاب ، فإن فريقا منهم أبصر الحقيقة حين وقف على نعوته وصفاته ، ومن ثم آمن به وربح خيرا ، والله تعالى يقول : ( لَيْسُواْ سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)[ سورة آل عمران / 113 ] روى الإمام أحمد عن أبي صخر العقيلي أنه قال : " حدثني رجل من الأعراب قال : جلبت جلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله فلما فرغت من بيعتي ، قلت : لألقين هذا الرجل فلأسمعن منه ، قال : فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون فتبعتهم في أقفائهم ــ أي مشيت خلفهم ــ حتى أتوا على رجل من اليهود ناشرا التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه على ابن له في الموت ــ أي قارب الموت في حالة الاحتضار ولم يمت بعد ــ كأحسن الفتيان وأجمله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنشدك بالذي أنزل التوراة ، هل تجد في كتابك ذا صفتي ومخرجي ؟ فقال برأسه هكذا ، أي : لا ، فقال ابنه : إني ــ والذي أنزل التوراة ــ إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال : أقيموا اليهود عن أخيكم ، ثم ولي كفنه وحنطه وصلى عليه "(2) . (1) دلائل النبوة ص 39 ، سيرة ابن هشام مع الروض الأنف ( 2 / 257 ). (2) المسند ( 5/ 411 ) وقال ابن كثير في تفسيره ( 2 / 251 ) : هذا حديث جيد قوي له شاهد في الصحيح عن أنس . قلت : والشاهد أخرجه البخاري في الصحيح ، كتاب الجنائز ،باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه ، وهل يعرض على الصبي الإسلام ( 1356 )
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(96) بشارات الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه وسلم(1) من المعلوم أن الكتب السماوية السابقة طرأ عليها التحريف والتغيير بأيدي علماء من أهل الكتاب ، وهذا ما شهد القرآن الكريم عليهم به ، قال تعالى : (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ)[ سورة البقرة / 79 ] ، وقال تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[ سورة البقرة / 75 ]، وقال تعالى : (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ.. )[ سورة النساء /46]، وقال تعالى ![]() والواقع يشهد بهذا أيضا فالخلاف الظاهر بين نسخ التوراة والإنجيل وطباعتها قديما وحديثا يؤكد أن هذه قد حرفت وبدلت . جاء في الجواب الفسيح :" وأنت تعلم إذا نظرت أيضا إلى التوراة التي طبعها الكاثوليك تراها متخالفة متغايرة ، وكل نسخة لا توافق الأخرى ، وكذا أناجيلهم وعهدهم الجديد لا توافق بين نسخها وطباعتها ، وهذا الحال مستمر في جميع فرقهم على سائر الأزمان ، وظاهر ظهور الشمس للعيان "(1). ومن ضمن النصوص التي تعرضت للتحريف النصوص التي تتحدث عن البشارة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والشاهد على هذا أن علماء المسلمين المتقدمين نقلوا نصوصا في كتبهم من النسخ التي كانت في عصرهم تنص صراحة على اسم النبي صلى الله عليه وسلم ، وجادلوهم بهذه النصوص ، ومن هؤلاء العلماء : الماوردي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والإمام الرازي والإمام القرطبي وغيرهم . أما في هذا العصر فلا وجود لهذه النصوص التي تذكر اسم النبي صراحة ، ولكن على الرغم من هذا التغيير والتحريف فما تزال هناك الكثير من النصوص التي تذكر صفات النبي وصفات أمته ومكان بعثته وغير ذلك . (1) الجواب الفسيح لأبي البركات الألوسي ( 1/ 4 ).
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(97) بشارات الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه وسلم(2) تأصيل للاستشهاد بما عند أهل الكتاب : يجوز للمسلم أن يحتج على أهل الكتاب بما جاءهم من عند الله من كتاب ، أما أهل الكتاب فلا يصح لهم الاحتجاج بما جاء في القرآن كما يفعل كثير منهم ، وذلك لأننا نؤمن بالرسل جميعهم ولا نفرق بين أحد منهم ، قال تعالى : (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [ سورة البقرة / 136 ، 137 ] ونؤمن بما جاءهم من عند الله من كتاب ، ولا يجوز لهم أن يحتجوا بالقرآن لأنهم فرقوا ولم يؤمنوا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولكن النقل عن أهل الكتاب والاحتجاج عليهم يحتاج إلى إلى شروط ثلاثة ، أو كما سماها شيخ الإسلام ابن تيمية ثلاثة مقدمات : أحدها : ثبوت ــ النقل ــ عن الأنبياء عليهم السلام . الثانية : صحة الترجمة . الثالثة : تفسير ذلك الكلام تفسيرا صحيحا ومعرفة المراد منه . فلهذا كان المسلمون لا يردون شيئا من أقوال الرسل ، ولكن قد يكذبون الناقل عنهم ، أو تفسير المفسر عنهم على وجه الغلط ، وهذا بخلاف ما عليه أهل الكتاب فإنهم يكذبون نفس النبي ، وهذا كفر صريح ، فمتى قالوا بكذب كلمة واحدة أخبر بها الرسول بطل احتجاجهم بأي كلمة يحتجون بها يزعمون أنها تدل على مذهبهم في أي مسألة من المسائل(1). خطورة إنكار البشارات بمحمد صلى الله عليه وسلم النبي الخاتم : قد لا يعي المكذب بمحمد صلى الله عليه وسلم أن البشارات به من المتواتر في الكتب السابقة ، وخطورة التكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم أنه يؤدي إلى تكذيب تلك الكتب التي اشتملت على تلك البشارات ، فقد مضى وقت طويل جدا لا يعهد مثله في أنبياء بني إسرائيل ولم يظهر من تنطبق عليه تلك الصفات المبشر بها إلا عليه صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك فلا يزال اليهود والنصارى يمنون أنفسهم بظهور من يصدق تلك البشارات ، وهم في الوقت نفسه يصعرون خدودهم ويستغشون ثيابهم ويجعلون أصابعهم في آذانهم ، مما رأوا وسمعوا وعرفوا من الحق . ولعلنا نستشهد هنا بما جاء في كتبهم الموجودة بين أيدينا ، مما لا يحتمل التأويل ، إذ قد استدل الأولون بلفظ ( الفارقليط ) والتي تعني ( محمد ) وهي لفظة قد حذفت تماما من الطبعات الجديدة من الكتاب المقدس ، ولكن مهما حاولوا أن يحرفوا من الألفاظ ويخفوا من الكتاب يأبي الله إلا أن يبقي من النور الذي جاء به موسى وعيسى بقية تهدي الناس إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الرسول الخاتم (1) انظر : الجواب الصحيح 1 / 132 ــ 138 .
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(98) بشارات الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه وسلم(3) أولا : بشارات التوراة ــ العهد القديم . التوراة هي الكتاب الذي أنزله الله على نبيه موسى عليه السلام يتضمن العقيدة والشريعة لبني إسرائيل ، وقاصرة في وقتنا الحالي على أسفار موسى الخمسة ، وهي : التكوين والخروج والعدد واللاويين وتثنية الاشتراع . وقد حافظ على هذه الكتب الخمسة اليهود السامريون ، إلا أن اليهود العبرانيين ألحقوا بتلك الكتب الخمسة أسفارا أخرى سموها أسفار الأنبياء ، وليست منها ، وإليك أخي القارئ الكريم بعض البشارات التي سجلتها التوراة ــ العهد القديم ــ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . البشارة الأولى : إن من أهم البشارات وأصرحها : تلك البشارة الواضحة والناصعة بأن الله سيجعل من نسل إسماعيل ، هذا الذي أمه هاجر أمة عظيمة جدا جدا تكون لها الغلبة الباقية في الأرض على جميع الأمم . جاء في الإصحاح السادس عشر من سفر التكوين :" وأما ساراي [ سارة ] امرأة إبرام [ إبراهيم ] فلم تلد له ، وكانت له جارية مصرية اسمها هاجر ، فقالت ساراي لإبرام : هو ذا الرب قد أمسكني عن الولادة ،دخل على جاريتي ،لعلي أرزق منها بنين ،فسمع ابرام لقول ساراي .. وأعطتها لإبرام زوجة له ،فدخل على هاجر فحبلت ،ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها ،فقالت ساراي لإبرام ظلمي عليك، أنا دفعت جاريتي إلى حضنك ، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها ،يقضي الرب بيني وبينك ،فقال إبرام لساراي : هو ذا جاريتك في يدك افعلي بها ما يحسن في عينيك . فأذلتها ساراي ، فهربت من وجهها ، فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية .. وقال : يا هاجر جارية ساراي : من أين أتيت وإلى أين تذهبين ؟ فقالت : أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي ، قال لها ملاك الرب : ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يدها ،وقال لها ملاك الرب : تكثيرا أكثر نسلك [ أي أكثر نسلك تكثيرا ] فلا يعد من الكثرة،وقال لها ملاك الرب : ها أنت حبلى فتلدين ابنا ،وتدعين اسمه إسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك ، وإنه يكون إنسانا وحشيا يده على كل واحد ، ويد كل واحد عليه ،وأما جميع إخوته يسكن "(1) وجاء في خطاب الله لإبراهيم : " وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه : ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا ،اثني عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة "(2) وفي موضع آخر من التوراة جاء فيه :" ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمرح ، فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحق ،فقبح الأم جدا في عين لإبراهيم لسبب ابنه ، فقال الله لإبراهيم : لا يقبح في عينيك لأجل الغلام ومن أجل جاريتك ، في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها لأنه بإسحق لك نسل، وابن الجارية أيضا سأجعله أمة نسلك، فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء ، وأعطاهما لهاجر واضعا إياها على كتفها والولد وصرفها ، فمضت وتاهت في برية بئر سبع ، ولما فرغ الماء من القربة، طرحت الولد تحت إحدى الأشجار ، ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس ،لأنها قالت لا أنظر موت الولد ، فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت، فسمع الله صوت الغلام ، نادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها : ما لك يا هاجر؟ ،لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو ،قومي احملي الغلام وشدي يدك به ،لأني سأجعله أمة عظيمة ،وفتح الله عينيها فأبصرت ماء ، ذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام ،وكان الله مع الغلام فكبر ،وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس ،وسكن في برية فاران .. "(3). ما الذي تشير إليه هذه البشارات ؟ هذا ما سنقف عليه في الحلقات القادمة بإذنه تعالى . (1) سفر التكوين ، الإصحاح ( 16 ) من 1 ــ 12 . (2) سفر التكوين ، الإصحاح ( 17 ) : 20 . (3) سفر التكوين ، الإصحاح ( 21 ) : من 11 ــ 21 .
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(99) بشارات الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه وسلم (4) بشارات التوراة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: وعدنا فيما سبق بذكر بشارات التوراة المبشرة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وها نحن في هذه الحلقات وما يليها نفي بهذا الوعد: البشارة الأولى :أهم بشارات التوراة وأصرحها ، تلك الشارة الواضحة والناصعة بأن الله سيجعل من نسل إسماعيل ، هذا الذي أمه هاجر "أمة عظيمة جدا جدا" تكون لها الغلبة في الأرض على جميع الأمم: جاء في الإصحاح السادس عشر من سفر التكوين" وأما ساراي امرأة إبرام ( إبراهيم ) فلم تلد له. وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر . فقالت ساراي لإبرام : هو ذا الرب قد أمسكني عن الولادة. ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين. فسمع إبرام لقول ساراي ... وأعطتها لإبرام رجلها زوجة له . فدخل على هاجر فحبلت . ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها . فقالت ساراي لإبرام : ظلمي عليك أنا دفعت جاريتي إلى حضنك، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها. يقضي الرب بيني وبينك . فقال إبرام لساراي: هوذا جاريتك في يدك. افعلي بها ما يحسن في عينيك. فأذلتها ساراي ، فهربت من وجههافوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية .... وقال: يا هاجر جارية ساراي، من أين أتيت ؟ وإلى أين تذهبين ؟. فقالت: أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي . فقال لها ملاك الرب : ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها . وقال لها ملاك الرب : تكثيرا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة .وقال لها ملاك الرب : ها أنت حبلى، فتلدين ابنا وتدعين اسمه إسماعيل، لأن الرب قد سمع لمذلتك . وإنه يكون إنسانا وحشيا، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه، وأمام جميع إخوته يسكن"(1) . وجاء في خطاب الله لإبراهيم :" وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه : ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا . اثني عشر رئيسا وأجعله أمة كبيرة "(2) . وفي موضع آخر من التوراة جاء فيه : "ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لابراهيم يمرح. فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها. لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق. فقبح الكلام جدا في عيني ابراهيم لسبب ابنه. فقال الله لابراهيم لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك. في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها. لأنه بإسحق يدعى لك نسل. وابن الجارية أيضا سأجعله أمة نسلك(3). فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر ، واضعا إياهما على كتفها والولد وصرفها. فمضت وتاهت في برية بئر سبع. ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الاشجار. ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس. لأنها قالت لا أنظر موت الولد. فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت. فسمع الله صوت الغلام. ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر. لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو. قومي احملي الغلام وشدي يدك به. لأني سأجعله أمة عظيمة. وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء. فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام. وكان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. وسكن في برية فاران"(4) . (1) سفر التكوين ، الإصحاح ( 16 ) من 1 ــ 12 . (2) سفر التكوين ، إصحاح ( 17 ) : 20 ، هذا وقد أنجب إسماعيل اثني عشر ابنا ( انظر : سفر التكوين ، الإصحاح 25 : 13 ــ 15 ) وهذا العدد كان كفيلا بحمد الله بأن يجعل من نسل إسماعيل أمة مباركة كبيرة فيما بعد .. (3) وعند ابن ربن الطبري : " إني جاعل ابن أمتك أيضا لأمة عظيمة لأنه من زرعك " الدين والدولة ص132 . (4) سفر التكوين ، الإصحاح ( 21 ) " 11 ــ 21 .
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() السيرة النبوية والشمائل المحمدية الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر الحلقة(102) بشارات الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه ( 6 ) البشارة الثانية من بشائر التوراة : وقفنا فيما سبق مع البشارة الأولى من بشائر التوراة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذه الصفحات نعرض لبقية البشارات فإلى البشارة الثانية بتوفيق الله تعالى : البشارة الثانية من بشائر التوراة: جاء في سفر التثنية ( 33: 2 ) : قال موسى عليه السلام في آخر وصاياه قبل موته: " أقبل الربّ من سيناء، وأشرق عليهم من سعير، وتألّق في جبل فاران ، جاء محاطا بعشرات الألوف من الملائكة وعن يمينه يومض برق عليهم". وجاء في طبعة الكتاب المقدس الفرنسي لسنة 1860 ما تعريبه: " جاء الربّ من سيناء وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران وخرج من بين العشرة آلاف من القدّيسين. ومن يمينه خرجت نار الشريعة تجاههم. " وجاء في الترجمة الانجليزية لمخطوطات البحر الميت تثنية( 33: 2 )(ترجمة وتعليق مارتن أبيج ، وبيتر فلنت ، وأوجين أولريش ، ص 193: ما تعريبه: " جاء الربّ من سيناء، وأشرق عليهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران، وجاء من العشرة آلاف قدّيس، وبيمينه شرعة نارية لهم. " وقد اعتبر القسيس المهتدي إلى الإسلام" إبراهيم خليل" أنّ هذه النبوءة تتطابق مع قوله تعالى: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [ سورة التين/ 1- 3] فالله قد أقسم بنفس الأماكن الثلاثة التي ذكرت في التوراة نظرا لأهميتها: فالقسم بالتين والزيتون: مجاز عن منابتهما في فلسطين، حيث سكن عيسى عليه السلام، وتقابل ساعير. والقسم بطور سينين: قسم بالجبل الذي كلّم الله عليه موسى عليه السلام. والقسم بالبلد الأمين: مكّة المكرمة ، وتقابل فاران. لقد جاء الحديث عن التين كتشبيه لبني إسرائيل في الكثير من المواضع في الكتاب المقدس. فقد قال النبيّ هوشع: " وجدت إسرائيل كعنب في البرية، ورأيت آباءهم كباكورة ثمر شجرة التين في أول موسمها" (هوشع 9: 10) . وقال النبيّ إشعياء: " وتضحى زهرة جمالها المجيد التي تكلّل رأس الوادي الخصيب كباكورة التين قبل موسم الصيف التي يراها الناظر فيقتطفها ويبتلعها" (إشعياء 28: 4) . وجاء ذكر" الزيتون" كعلامة على النمو والارتقاء في بني إسرائيل: فقد ورد في المزمور 52: 8 أنّ داود قال: " أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله وثقت برحمة الله إلى الدهر والأبد". وقال النبيّ إرمياء: " قد دعاك الربّ مرّة زيتونة خضراء ذات ثمر بهيج المنظر ... " (إرمياء 11: 16، هوشع 14: 6) . وموسى وعيسى عليهما السلام من بني إسرائيل، أمّا سيّد البلد الأمين فهو محمد" الفاراني" صلّى الله عليه وسلّم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |