|
|||||||
| ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#131
|
||||
|
||||
|
المرأة والأسرة – 1285 الفرقان الأسرة التي يعلو فيها ذكر الله -تعالى-، وتُتلى فيها آياته الكريمة، تعيش في نور وطمأنينة، فتسود فيها السكينة ويعم الأمان؛ فلنحرص على ذكر الله في بيوتنا؛ ليصبح البيت عامرًا بالإيمان، مفعمًا بالطمأنينة، ومثالًا للسكينة التي ينبعث منها الأمان. الأسرة حِصنٌ منيع الأسرة هي الركيزة الأولى لبناء المجتمع، والحصن المنيع للفرد أمام تحديات الحياة ومغرياتها، ففيها تتكون الشخصية، وتُغرس القيم، وتُبنى العادات الصالحة، والبيت المسلم الذي يقوم على الإيمان والمودة والرحمة هو أساس المجتمع المتماسك القوي؛ إذ تبقى الأسرة التي يسودها التفاهم والحوار الهادئ صامدةً أمام ضغوط الحياة، ويشبّ أبناؤها على أسس راسخة من الأخلاق والقيم. وللأسرة دور تربوي محوري؛ فالأبوان هما المدرسة الأولى للطفل، وكل سلوك يُشاهده في بيئته المنزلية يترك أثرًا عميقًا في تكوينه النفسي والسلوكي. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»؛ فواجب علينا أن نغرس في الأبناء القيم الإيمانية والأخلاقية منذ نعومة أظفارهم، كقيمة الصدق، والأمانة، والصبر، وأن ننمّي فيهم مهارات التعامل الراقي مع الآخرين؛ ليكونوا أفرادًا صالحين قادرين على مواجهة الحياة بثقة وإيمان، ولا تكتمل صورة الأسرة الصالحة إلا بالذكر والدعاء؛ فالبيت الذي يُذكر الله فيه عامرٌ بالسكينة والطمأنينة، قال -تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} (النور: 36). إن الأسرة المسلمة تظل حصنًا منيعًا ما دامت قائمةً على الإيمان، والقدوة الحسنة، والمودة، والرحمة، فهي تدفع أبناءها إلى الخير، وتحميهم من الانحراف والضياع، وتغدو أساسًا لمجتمع صالح متماسك، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، فلنبدأ بإصلاح بيوتنا، ولنجعلها مناراتٍ للإيمان والسعادة، وبيوتًا يُرفع فيها ذكر الله، لتبقى الأسرة حقًا الحصن الآمن لكل فردٍ يعيش في ظلالها. تعليم المسؤولية منذ الصغر إنّ كل واجبٍ صغير يُكلَّف به الطفل يُسهم في تعليمه الانضباط، ويغرس فيه روح المسؤولية، فمن ترتيب ألعابه، إلى مشاركته في الأعمال المنزلية، إلى انتظامه في تنظيم وقته، تتكوَّن شخصيته شيئًا فشيئًا، ويتهيأ لمواجهة الحياة بنضجٍ وثقةٍ بنفسه، وليَدرك المربّون أن الصبر على تعليم الأبناء لا يقلّ أهمية عن التعليم ذاته؛ فالتنشئة السليمة تحتاج إلى وقتٍ ومتابعةٍ واحتواءٍ دائم؛ فالأطفال لا يكتسبون السلوكيات الحسنة بين عشية وضحاها، بل عبر التكرار الواعي والتشجيع المستمر، حتى تصبح المسؤولية خُلقًا راسخًا في نفوسهم وسلوكًا يصدر عن قناعةٍ ورضًا. الاحتفال بالنجاحات الصغيرة لا تنتظروا الإنجازات الكبرى لتفرحوا بها؛ فلكل خطوةٍ صادقةٍ نحو النجاح قيمتُها وأثرُها في النفس؛ إن الكلمة الطيبة، والمدح الصادق، والتقدير المستمر على الجهود اليومية - ولو كانت يسيرة - يصنع أثرًا بالغًا في بناء الثقة بالنفس، ويغرس في القلب شعورًا بالاعتزاز والإنجاز، قال الله -تعالى-: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة: 83)؛ فالكلمة الحسنة تُنعش الروح وتفتح أبواب الأمل، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»؛ فالثناء على من أحسن من شكر الله -تعالى- ضمنًا، واعتراف بفضله في توفيق عباده للخير، كلمة رقيقة مثل: «أحسنتِ» أو «فخور بك» قادرة على أن تزرع الفرح في النفس، وتُعزّز روح المبادرة، وتُقوّي الروابط داخل الأسرة، تلك اللحظات البسيطة من الفرح الصادق تُنشئ بيئة إيجابية يترعرع فيها الأبناء على الحب والتشجيع، وتثمر نفوسًا متوازنة تنمو على التفاؤل والطموح والإبداع. فنّ التواصل في الحياة الزوجية إنّ التواصل بين الزوجين ليس مجرّد تبادل للكلمات، بل هو لغة القلوب قبل الألسنة، ومرآة لما في النفس من مودة ورحمة؛ فالحياة الزوجية لا تستقيم إلا بحوارٍ راقٍ يراعي المشاعر، ويستند إلى الاحترام المتبادل، ويُبنى على حسن الظن وطيب الكلام؛ فالكلمة الطيبة تبعث الطمأنينة، وتفتح طريق الودّ من جديد، كما أن العتاب اللطيف بأسلوبٍ رحيمٍ يرمم الخلافات، ويُعيد صفاء العلاقة، وتُظهر التجارب أن أغلب المشكلات الزوجية تبدأ من ضعف التواصل، وأن كثيرًا من الخلافات تنتهي بمجرد جلسةٍ صادقةٍ يغمرها الاحترام والنية الطيبة، ومن فقه التواصل أن يترك كل من الزوجين مساحةً للآخر، وأن يُقدّر لحظات الصمت كما يُقدّر لحظات الحديث، وأن يجعل الابتسامة واللين عنوانًا للتعامل اليومي؛ فهذه المبادرات البسيطة هي الجسر الذي تُبنى عليه المحبة، وهي الطريق إلى الاستقرار الأسري والسكينة التي أمر الله بها. إنّ البيت الذي يسكبه الحب ويظله التفاهم تظل السعادة فيه باقيةً، مهما داهمته العواصف أو تعاقبت عليه الأيام. ![]() نصائح ذهبية لدفء الأسرة دفء الأسرة لا يُستمد من الجدران؛ بل من القلوب التي تحيا بالمودة والسكينة، ومن الألسنة التي تفيض بالكلمة الطيبة والدعاء الصادق، قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم: 21)، وفي ضوء هذه الرحمة تتكوّن البيوت الصالحة العامرة بالإيمان، ومن النصائح المهمة لتحقيق الدفء العائلي:
غرس القيم يبدأ من الصغر الأسرة هي المدرسة الأولى، والأبوان هما القدوة العملية في حياة الأبناء، فهم يتلقون من أفعالهما قبل أقوالهما دروسًا تبقى أثرًا في النفوس مدى الحياة، وكل سلوك يُشاهده الطفل يغرس في نفسه قيمةً، ويُشكّل وعيه الأخلاقي والاجتماعي، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، فليحرص الأهل على زرع الصدق، والأمانة، والحياء في نفوس أبنائهم، لتثمر هذه الغراس أجيالًا صالحة تعمر الأرض بالخير وتُسهم في بناء مجتمع فاضل راسخ القيم. فنّ الاستماع الأسرة التي تُجيد فنّ الاستماع، تُقيم بين أفرادها جسور الودّ والتفاهم، وتغمر بيتها بالسكينة والانسجام، فحين يُصغي الوالدان لأبنائهما بقلوبٍ مفتوحة وآذانٍ منصتة، يشعر الجميع بأن لصوته قيمة، ولمشاعره مكانًا، قال الله -تعالى-: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} (الزمر: 18)؛ فالاستماع دلالة وعيٍ ورقيٍّ في التعامل، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمعُ محدّثه حتى يفرغ من كلامه، فلا يقطع حديثًا ولا يُعرض عن أحد؛ لأن في حسن الإصغاء احترامًا للنفس قبل أن يكون احترامًا للآخر، فأعطوا كل فردٍ في الأسرة فرصةً للتعبير عن أفكاره ومشاعره دون مقاطعةٍ أو لوم، فذلك يغرس الثقة ويقوّي التواصل، ويجعل أفراد البيت يشعرون بأهميتهم ومكانتهم؛ فالاستماع الحقيقي ليس مجرد سماع الكلمات، بل هو احتواءٌ للنفوس وفتحٌ لأبواب المودّة والرحمة، التي هي أساس الحياة الأسرية السعيدة.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |