هلموا... فلحومنا غير مسمومة -من نوع كباب- - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحياة السعيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          قصة يوشع بن نون عليه السلام وعاشورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أهمية الأمانة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 4 )           »          وصف الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الحرص على مصروف الأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلة الأرحام وبركة الأرزاق والأيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أمهات المؤمنين رضي الله عنهن (9) إسلام أم سلمة رضي الله عنها وهجرتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلة الأخت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تضخم الأنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الهمة التي لا يُحدِّثك عنها أحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-07-2011, 01:28 AM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
64 64 هلموا... فلحومنا غير مسمومة -من نوع كباب-

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على خير المرسلين وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين.
ثم أما بعد..
أيها العلماء،أنتم ورثة الأنبياء لكم منا كل التقدير و الإحترام، لكن بالله عليكم أحموا أنفسكم وحصنوها بالفقه،واعلموا أنكم مثل الثوب الأبيض الناصع لو وجد فيه نقطة سوداء تبين من مسافة بعيدة،فنظفوها في الصيف و الشتاء فلا تستغربوا أن تبرز أخطاءكم
وتتهمونا بأننا ننهش لحومكم وأنها مسمومة

هي عبارة "مخدِّرة" أصبحت أوثانا تعنو اليها وجوه قليلي العلم واصبحت تلكوها ألسنة كثير من انصاف المثقفين والدعاة ويرددها من بعدهم مرتادي المنتديات المتأخرين منهم والمتقدمين وقد كثر ترديدها وتكرارها حتى ذهب طعمها وانطفأ بريقها منذ زمن.

هذه العبارة التي تمج مجا و التي كثر استنساخها بشكل سمج عبارة "لحوم العلماء مسمومة" حتى ان كثير منهم لايعلم هل هي حديث شريف ام حكمة بالغة أو جائت في الأثر ام هي هواء يـُـتـنـفـس به.اصحبت هذه العبارة للأسف سلاح من لا سلاح له ولسان من ليس بمفوه ولكن دون عقل ولافكر ولاحجة. فبمجرد انتقاد احد العلماء "المشائخ" يبرز لك أحد ألأتباع المتحمسين على غير هدى ولا كاتب منير ومن حيث لا تعلم يصرخ في وجهك حاملا بطاقة حمراء( لحوم العلماء مسمومة )وهي في الحقيقة سلاح خفيف حمله وذات تأثير على الجاهل ولكنها فارغة في ذهن الواعي والعاقل فمن يستخدمها منهم يشعر أنها عبارة قوية وحجة دامغة تكفي لالجام المتحدث وجعله ينقاد لا ينتقد ، ولكنها في الحقيقة عبارة فارغة المحتوى مغالطة للحقيقة وحتى لأبسط المبادئ الاسلامية والانسانية وتستخدم في غير محلها لانها بهذا المعني تعني ان العلماء غير البشر الاخرين في حكم مايجوز وما لايجوز، فلو افترضنا ان لحوم العلماء وحدهم مسمومة فهذا يعني ان لحوم الناس الاخرين من كباب ويجوز عضها ونهشها وبلعها وهضمها!!!

لم يعلم هؤلاء انه الانتقاد لفكر انسان سواء كان عالماً او غير عالم لاعلاقة له باللحموم أوالسموم أو حتى صحة البيئة بل الانتقاد هو دلالة على توفر محيط فكري نامي يشجع العقل على التفكيرواستنباط الأحكام واستخدامه بشكل جيد وإحكام سيطرتنا عليه حتى لايستخدمه الاخرون عنا ويسخروه لأهواهم.

ولعلم هؤلاء ان كل الناس لحومهم مسمومة ويندرج تحت كلمة الناس حتى العلماء بدليل الاية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا أجتنبوا كثيراً من الظن إنّ بعض الظن إثم ولا تجسّسوا ولا يغتبْ بَعضكم بعضاً أيحب أحدكم أنْ يأكل لحم أخيه ميتاً) (الحجرات 2).وفي هذه الاية مالا يغيب عن عاقل من بيان عظم الخوض في أعراض الناس سواء كانوا فقهاء أو دعاة او علماء او حتى حارس مزرعة، ولابد أن نعي ان هناك فرقا واضحا بين انتقاد الفكر والخوض في اعراض الناس فالمنتقد الواعي لا يتحدث عن شخص بعينة ولكن يتحدث عما يقول وعما يعقتد فيه ذلك الشخص ولا ضرر في ذلك باذن الله..

إن المحزن ان هذا الجيل بحكم هذه العبارة المخدرة يحكم على نفسه بأن يصبح منقادا لأصحاب الفكر مهما كان نوع هذا الفكر ولا يكلف نفسه عناء السؤال او التساؤل أو البحث معتقدين اعتقادا لاشك فيه ان هؤلاء العلماء لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم فيسلمون عقولهم لهم، وبهذا أصبحنا بذلك مثل الرافضة في اتباع مايقال لهم من اوليائهم "الصالحين" المعصومين بل ربما اصبحنا اشد اتابعا لهؤلاء العلماء من الرافضة انفسهم، فالرافضة لهم اثني عشر إماما معصوما ، أحدهم مختبيء في جحر فئران زعموا ، و نحن - أهل السنة - أصبح عند جهلتنا ألفيّ إمام أو يزيدون ، مع أن إمامنا المعصوم واحد - صلى الله عليه وسلم - ومَن سواه يصيب فنتابعه، و يخطيء فلا نتابعه،بل نعاتبه وإن أصرنحذرمنه أو نهجره وفي الوقت ذاته لا نحط من قدره، ولا نستحل عرضه في الجملة ، لكن ليس محطة من قَدره ولا استحلالا لعِرضه أن نبيِّن زلته أو نناقشه فيها نِقاشا علميا مبنيا على الدليل من جهة ، وعلى حفظ حقوقه الشرعية من جهة أخرى.

تلك العبارة وامثالها انما هي دليل واضح على مشكلتنا الحقيقة وهي اننا وقعنا ضحية تربية عرجاء عوراء تنتمي للإسلام ، فتتمسك بالقشور ولا تغوص في الأعماق، وضحية ثقافة مستنسخة من بعضها دون اضافة شئ اليها مثل كل الثقافات الاخرى

واللذين يعلمون الحقائق يكتمونها.لمثل هذه الأغراض...
فلا زلنا نجتر ماكتبة الأولون منذ أكثر من ألف عام في عهد الفكر والانتقاد وربما الابداع فتوقفنا عند ذلك العصر ولم نتجاوزة بل نعيدة تارة اخرى ولكن هذه المرة اعدناه في كتب مزخرفة و بأوراق فاخرة وعلى صفحات اللكترونية منمقة، ومازلنا نردد ماقالوا عن ظهر قلب دون وعي وبدون الاحاطة بالظروف التي دعتهم ان يقولوا ماقالوا. فعبارة "لحوم العلماء مسمومة" هي من لفظ الحافظ ابن عساكر الدمشقى الأشعري وقد ذكرها في صياغ سجعي يتناسب مع عصره حيث قال: "واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء -رحمة الله عليهم- مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم..". ان ذكر تلك العبارة في هذا الصياغ يسلط الضوء على مااراد قوله الكاتب بكل وضوح وهو أمر غير الذي تـُـســتـخدم من اجـله من قبل انصاف المـتـعـلـمـيـن.

و قد ذكر ابن عساكر هذا النص في مقدمة كتابة "تبين كذب المفتري" الذي ألفه بناءا على ماحصل في القرن الثالث للهجرة من اختلاف بين العلماء في مسائل عديدة الى درجة الفتنة وهتك اعراض بعضهم بعضا وقد كان نتيجة هذا الصراع الفكري والسياسي خروج مذاهب عديدة مثل المرجئة والماتريدية والمعتزلة والتي اخذ كل مؤسس لكل فرقة من العالم الاخر ما أخذ، وكان على رأس من اوذوا ابوالحسن علي بن اسماعيل الاشعري الذي نالوا منه الكثير نتيجة رجوعة عن الاعتزال وعن خلق القران واعلان توبته عن ذلك في مسجد الجامع بالبصرة مما اثار حفيظة متبيعة الأوئل من المعتزلة، ومما زاد حنق الكثيرين منه هو تبني السلطة السياسية لفكره ودعمها له واخناق صوت المعتزلة المعارضة وفي خضم هذا المحيط قام ابن عساكر بتأليف ذلك الكتاب دفاعا عن مشايخه خاصة وعن علماء الدين عامة وللتخفيف من الموجة الهمجية التي نالت بالسب والقذف والتسفية منهم ولذلك قال قولته الشهيرة.

لابد أن نذكر أن مايقوم به البعض من الترديد وتدوير للنصوص المقولبة انما هو نتيجة التبعية الفكرية وتغيب العقل ومصادرة الرأي السائدة بين شبابنا وهذا في الحقيقة اساس تخلفنا، لقد عُـودنا على عدم السؤال وعدم النقاش لمن هو اكبر منا ولمن هو اعلم منا وطـُــلب منا ان نتلقى العلم ونحن ساكتون ولرؤسنا مطأطؤن ولمشائخنا "عابدون" حامدون كالميت بين يدي الغسال فنتجت عندنا ثقافة متلقية غير مفكرة، مستهلكة غير منتجة على جميع المستويات،ولذلك فما هو حرام على العلماء حلال علينا..فلحومنا غير مسمومة وهي دسمة

بالله عليكم ،لما أخطأ عمر رضي الله عنه في مسأله المهر للنساء وأوقفته امرأة، هل قال لها لحوم الصحابة مسمومة أو قال لها لا تكلميني فهناك علماء أفضل منك...لا بل قال أصابت أمرأة و أخطأ عمر...
هذه هي القدوة وهذا هو السلف الصالح.
الواجب على طالب العلم إذا سمع كلمة من عالم أن يرد كلامه إلى أصوله


والله يتولانا ويتولاكم .
في حفظ الله


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الشيماء ; 19-04-2016 الساعة 12:07 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 135.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 134.25 كيلو بايت... تم توفير 1.69 كيلو بايت...بمعدل (1.24%)]