اختى اليك صفات المؤمنة الصادقه وحبها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم

[التائبه لله]

اختى المؤمنة الصادقه .... هي تلك المراة المحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ..هي تلك التى تقدم حب الله وحب رسوله على نفسها وولدها والناس اجمعين ... كيف لا تكون كذلك وهي تضع نصب عينيها قول النبي صلى الله عليه وسلم ... (لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده وولده والناس اجمعين ).. وتعلم ايضا بان محبتها هذه لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم تكون سببا لحصولها على حلاوة الايمان .... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من تكون فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ...) ( الحديث 2 ) ان المؤمنة الصادقة هي التى تبذل نفسها ومالها وولدها ( فلذة كبدها ) وكل ما تملك ....في سبيل نصرة دين الله ورفع راية الاسلام ..... والذوذ عن سنة حبيبها المصطفي صلى الله عليه وسلم .. فتضحى بكل شيء في سبيل ذلك .. ولنا في السلف خير قدوة واروع مثال لهذه المحبة الصادقه ( 1) ففي طريق عودة النبي صلى الله عليه وسلم .. من غزوة احد الى المدينة خرج الناس من المدينة لللاستفسار عن نبيهم وذوويهم المشتركين في المعركة وكان من بينهم امراة من بنى دينار قتل ابوها وزوجها وابنها واخوها .... فلما نعوا لها لم تكترث كثيرا ... فقد انساها قلقها على حياة النبي صلى الله عليه وسلم كل احد ولهذا فانها قالت بعد ان نعوا لها جميعا .. ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ....قالوا خيرا يا ام فلان هو بحمد الله كما تحبين .. قالت .. ارونيه حتى انظر اليه فلما راته سالما قالت ... مشيرة الى مصيبتها بفقد ابيها وزوجها وابنها واخيها كل مصيبة بعدك جلل ( يعنى هينة ) يا رسول الله صلى اللهعليه وسلم (2 )وكذلك نجد من قصة ( ام سعد ) مثالا ونموذجا رائعا ينبئ عن عظمته محبتها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فقبل ان يدخل الرسول صلى اله عليه وسلم المدينة ... جائت ام سعد ابن معاذ رضي الله عنها تعدو نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على فرسة اخذا بلجامها فقال سعد .. ( يا رسول الله امى ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( مرحبا بها )) فوقفت .. فلما دنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم عزاها بابنها عمرو بن معاذ وقد استشهد في غزوة احد وله اثنان وثلاثون سنة ....فقالت رضي الله عنها .. اما اذا رايتك سالما فقد استويت المصيبة ( اي استقللتها ) ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهل من قتل باحد وقال لام سعد ابشري...وبشري اهليهم ان قتيلاهم ترافقوا في الجنة جميعا وقد شفعوا في اهليهم جميعا... فقالت رضينا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يبكي عليهم بعد هذا (3 ) وهذه ام سيلم شهدت حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وكان معها خنجر قد حزمته في وسطها وانها يومئذ حامل بعبد الله ابن ابي طلحة فقال ابو طلحة .. يا رسول الله ان ام سليم معها خنجر .. فقالت يا رسول الله اتخذه ان دنا منى احد من المشركين بقرت بطنه واقتل به الطلقاء واضرب اعناقهم ان هم امهزموا عنك فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا ام سليم ان الله قد كفي واحسن .. (4) وايضا نسيبة بنت كعب المازنية خرجت في جيش المسلمين يوم احد تسقى الظماى وتاسوا الجرحى وكانت غرة الحرب وطلعتها للمسلمين ثم اشاحت بوجهها عنهم فتناولتهم سيوف المشركين تنهل من نحورهم وتطعن في ظهورهم فانكشفوا وولوا مدبرين الا عشرة او نحوهم وقفوا يدرؤون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ويحولون دون الوصول اليه ... وهنا جاء دور نسيبة ( ام عمارة )فانقضت بسيفها واحتملت قوسها وذهبت تصول وتجول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ... تنزع عن القوس وتضرب بالسيف وحولها من الغر المذاويد علي وابو بكر وعمر وسعد وطلحة والزبير والعباس وولدها وزوجها فكانت من اظهر القوم اثرا واعظمهم موقفا .. وكانت لا ترى الخطر يدنون من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حتى تكون سداده وملء لهوته...فهل من نسائنا من تقوم مقام ام عمارة او ام سليم او ام سعيد ونحوهن ؟؟ هل من نسائنا اليوم من تذود عن دينها وتدافع عن عقيدتها وعن حبيبها المصطفى صلى الله عليه وسلم من الهجمات العدوانية التى توجه اليه .... فتدافع وتجاهد عنه اما باللسان او بالقلم او نحو ذلك .. هل من نسائنا من تفعل ذلك ؟؟؟؟ هل من نسائنا من تكون خير معين لوالدها او لزوجها او لاختها او لابنائها في الدعوة الى الله وحضور مجالس العلماء وحلقات الذكر المباركة وحثهم على الصبر في هذا المجال والبذل من اوقاتهم وجهدهم وجاههم واموالهم في هذا المجال ... ....يتبع الجزء الثانى المؤمنة الصادقة وطاعتها لامر ربها ورسوله صلى الله عليه وسلم ان شاء الله في وقتا لاحق