ابن حزم الأندلسي....الفقيه الشاعر... - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         4 نصائح للتعامل مع الشعور بالإحباط: احرص على بناء علاقات جديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          لو ابنك عنيد.. 4 خطوات تخليه يسمع لك وتحسن مهارات الإنصات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تريندات جديدة فى 2025 لألوان المطابخ.. هتغير بيتك ونفسيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الامتحانات قربت.. 4 خطوات تخلي الأم تتابع مذاكرة الأولاد من غير عصبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تربية إيجابية ولا على قديمه؟ 6 أنماط مختلفة للتربية وتأثيرها على الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          طريقة عمل العجة بالخضار والتوابل.. مغذية وسهلة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          إزاى تحمى بشرتك من حب الشباب وتحافظى على نضارتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وصفات طبيعية للعناية بالشعر خلال الطقس الحار.. عشان يفضل قوى ولامع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          لو بتشتغلي ووقتك ضيق.. 3 أكلات جاهزة على التسوية احفظيها في الفريزر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيف تعرف أنك مرهق في العمل؟ الحق خد إجازة قبل ما تفقد الشغف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-10-2006, 05:29 PM
أبو محمد المصرى أبو محمد المصرى غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 75
الدولة : Egypt
افتراضي ابن حزم الأندلسي....الفقيه الشاعر...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
من هو ابن حزم ؟
هو الإمام الحافظ العلامة أبو محمد ....علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معد بن سفيان بن يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي اصل جده من فارس أسلم وخلف المذكور وهو أول من دخل بلاد المغرب منهم وكانت بلدهم قرطبة ولد ابن حزم بها في سلخ رمضان سنة أربع وثمانين وثلثمائة فقرأ القرآن واشتغل بالعلوم النافعة الشرعية وبرز فيها وفاق أهل زمانه وصنف الكتب المشهورة يقال إنه صنف أربعمائة مجلد في قريب من ثمانين ألف ورقة وكان اديبا طبيبا شاعرا فصيحا له في الطب والمنطق كتب وكان من بيت وزارة ورياسة ووجاهة ومال وثروة وكان مصاحبا للشيخ أبي عمر بن عبد البر .
ومن المعروف عن أحمد بن سعيد والد ابن حزم أنه كان أديباً بارزاً وعالماً صالحاً وإدارياً حازماً وكان إلى ذلك كله ذا مهارة عظيمة فى الاتصال بالأوساط السياسية وكسب ثقة الحكام وارتقى فى مناصبه حتى صار وزيراً للمنصور بن أبي عامر وبذلك كان بيته من البيوت الرفيعة بين بيوت الوزراء والمرموقين .
وقد عرف ابن حزم بكثرة سماعه على كثير من العلماء فى العديد من الأماكن فى قرطبة والمرية وبلنسية وشاطبة .
ومع الحياة المفعمة بالفتن والاضطرابات والأحداث والتقلبات خرج ابن حزم على الدنيا بهذه المؤلفات العلمية التى تعلن عن جده وحزمه وصبره وتحديه (طوق الحمامة-الفصل فى الملل والنحل-المحلى-جمهرة أنساب العرب-الرسائل) .
أنجز هذا العمل وهو يواجه أعتى العواصف والأعاصير هدفاً لكل ألوان الحقد والكراهية والتآمر .
وبعد هذه الحياه المليئة بالمصاعب والمتاعب لقى ابن حزم ربه فى ليلة الإثنين 28 من شعبان سنة 456 هـ بعد عمر يزيد على السبعين عاماً قضاها فى صراع مع الحياة ومع الناس وكأنما رحمه الله كان يرثى نفسه حين قال :
كأنك بالزوار لى قد تبادروا******وقيل لهم أودى على بن أحمد
فيا رب محزون هناك وضاحك*****وكم دموع تذرى وخد مخدد
عفا الله عنى يوم أرحل ظاعناً****عن الأهل محمولاً إلى ضيق ملحد
وأترك ما كنت مغتبطاً به**** وألقى الذى آنست منه بمرصد
فواراحتى إن كان زادى مقدما*****ويا نصبي إن كنت لم أتزود

ابن حزم أديباً :
لقد كان لابن حزم شهرته المدوية فى الغرب والشرق وكان عالماً موسوعياً إذا تحدث
الرجل فى شتى صنوف المعرفة فهو بالفقه أبصر وبالتاريخ أعلم وبالفلسفة ذا دراية (كان أبو محمد أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم أهل الإسلام وأوسعهم معرفة مع توسعه فى علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار)
ويقول ابن أبي العماد (كان إليه الذكاء فى حدة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والأدب والمنطق والشعر مع الصدق والديانة والحشمة والسؤدد والرياسة والثروة وكثرة الكتب ) .
وقال الغزالى : (وجدت فى أسماء الله تعالى كتاباً لأبي محمد بن حزم يدل على عظم جفظه وسيلان ذهنه) .
وقال ابن صاعد فى تاريخه( أخبرني ابنه أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تأليفه نحو أربعمائة مجلد) قاله فى العبر
وعلى الرغم من شهادة المؤرخين له بالشاعرية إلا أنه قد غلب عليه الفقه حتى صار لا يذكر إلا به حتى الآن .
ما كتبه ابن حزم من شعر من أول ذلك وأهمه دراسة د/الطاهر مكى عن كتاب الطوق لابن حزم دراسة مفصلة هى إلى الجانب الفلسفى أميل منها إلى الجانب الأدبي وهى دراسة جيدة إلا أنها لا تتعدى كتاب طوق الحمامة الذى يعرب عن جانب هام من أدب ابن حزم هو الجانب العاطفى الذى محض الكتاب له ، وشعر ابن حزم فى الطوق يكشف بوضوح عن نفسية ابن حزم وأخلاقه وحبه ومعاشرته للنساء وتقواه معهن فهو أحسن ما يكشف بوضوح عن ما خفى فى حياة ابن حزم من كلامه نفسه لذا فهو لا يترك قارئه حائراً إذا أراد أن يتحدث عنه .
كذلك كتب د/أحمد هيكل فصلاً عن ابن حزم ضمن كتابه الأدب الأندلسي أرخ فيه له ولحياته المتقلبة وما تعرض له ولأهم سمات شعره مستشهداً بما فى الطوق وقليل غيره .
وقد وقفت على ما كتبه د/عويس فى كتابه (ابن حزم الأندلسي وجهوده فى البحث التاريخي والحضارى) وهو كتاب يعد مرآة عن ابن حزم تريك جوانب حياته ممثلة فى جهوده العلمية الممثلة فيما يخدم الجانب التاريخي والحضارى ولفت نظرى أن الباحث أشار إلى أن لابن حزم ديواناً شعرياً غير الطوق ..

لقد تمثل فى شعر ابن حزم عدة سمات :

منها سمات نفسية وأخرى ثقافية وتاريخية فهو رجل معتد بنفسه واثق برأيه مدافع عنه وهو غزير المعرفة واسع الثقافة على علم بالتاريخ وله فيه باع طويل .
ولقد تمثل كل ذلك فى شعره الذى يدخل به مع الأدباء والشعراء من أوسع الأبواب فلم يكن ابن حزم عالماً مبرزاً فقط وإنما كان أديباً شاعراً وناثراً أيضاً قادته طبيعته الجريئة أن يتحدث بصراحة حتى فى مواضيع لم يجرؤ غيره من الفقهاء على الحديث فيها .
فعاطفة الحب مثلاً يفرد لها كتاباً مستقلاً هو كتاب (طوق الحمامة) يتحدث فيه عن الحب كعاطفة إنسانية معتمداً فى حديثه هذا على التجربة والملاحظة والتحليل النفسي واستخلاص النتائج .
إن تلك الطبيعة الجريئة جعلته يقول ما يعتقد ويعبر عما يحس دون نفاق أو إلتواء أو خوف من الناقدين فهو أصرح من تكلم فى هذا الجانب . وساعد فى ذلك أيضاً تلك التى أتاحت له أن يتحدث عن الحب هذا الحديث فقد نشأ مرفهاً فى بيت وزارة وسط النساء يطلع عليهن ويسمع أحاديثهن ويعرف منهن ما لا يعرف غيره فعاش هذه العاطفة بنفسه وسجلها على غيره .
وهجرة ابن حزم من مكان إلى آخر وتنقله وتعرضه للأذى جعله كثير التحنان بصيراً بالأسباب والأغراض وكل ذلك جعل حديثه فى الطوق ذا لون وطعم متميز فهو حديث محلل يعلل الأحداث ويحددها ويؤكدها بما شاهد من وقائع يعدل السلوك ويبذل النصائح فهو لا تتعداه ثقافته الدينية فى كثير مما يكتب ولذلك عقد فى هذا الكتاب باباً عن الكلام فى قبح المعصية وفضل التعفف ليكون خاتمة الكلام الحض على طاعة الله عز وجل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
يقول الدكتور أحمد هيكل (كان ابن حزم لا يكلف بالصنعة ويؤثر البساطة على التكلف والدقة على الحلية تنعكس على أسلوبه ثقافته العقلية والدينية فيورد بعض مصطلحات الفلسفة والمنطق ويهتم بالعلل والمقدمات والنتائج كما يورد بعض المصطلحات الفقهية أو الدينية على وجه العلوم ) .
وجرأة ابن حزم فى سبيل الله جعلت منه لساناً مدافعاً وسيفاً مسلولاً على أعداء الدين والمنافقين والمتاجرين به ويمثل ذلك حديثه فى الرد على التقفور ملك النصارى وعتابه لصديقه (أبو المطرف) ولابن عمه وحديثه عن مذهبه وافتخاره به وعلمه وتضلعه فيه
أنا الشمس فى جو العلوم منيرة ****** ولكن عيبي أن مطلعى الغرب
ويقول :
وما عزتى والحمد لله مطلب ***** من العلم مما أبقت العرب والعجم

بعض السمات البلاغية فى شعر ابن حزم

لا تظن أنك أمام شاعر فقيه بل أنت أمام فقيه أديب سَهُل لفظُه وحَسُنَ وجَاد معناه
لقد خلا شعر ابن حزم من التعقيد الذى يهلك المعنى ومن الغرابة التى توحش اللفظ ومن الإبهام الذى لا يوصل إلى المراد والقارئ العادى يستطيع الوصول إلى ما يكتبه ابن حزم لا لأنه تافه لا يعبأ به ولكن لصراحة الرجل فى التعبير ووضوح المراد وامتلاكه للمعنى الذى يريد الحديث عنه ترى ذلك فى طوق الحمامة وفى هذا القدر الذى جمعناه له .
ونظراً لأن أغلب الشعر الأندلسي مقطوعات قصيرة تأتى تبعاً لمناسبات معينة وقد اتسعت هذه المناسبات حتى تمثل فيها أهم نواحى الحياة لذا بعدت هذه المقطوعات عن المعاناة والمعوقات التى تعوق شاعر القصيدة .
كذلك ترى فى هذا الشعر كثيراً من المعانى المشرقية تنقل كما هى أحياناً وقد يجدد فيها الشاعر .
وقد حرصوا على سهولة الألفاظ ووضوحها ورشاقة الأساليب وسماحتها حتى فى الأغراض التى تقتضى بطبيعتها القوة والرصانة كالهجاء حيث يعتمدون فيه على التهكم والسخرية لا على اللفظ الجارح والكلمة الصاخبة ..انظر إلى قول ابن حزم لمن سبه :
تبغ سواى امرأ يبتغى *** سبابك إن هواك السباب
فإنى أبيت طلاب السفاه ***وضنت محلى عما يعاب
وقل ما بدا لك من بعد ذا *** فإن سكوتى عنه خطاب
يتمثل فى ذلك الأدب الإسلامى حيث أمر الشرع بالإعراض عن الجاهلين والصبر على الأذى :
وإنى وإن آذيتنى وعققتنى *** لمحتمل ما جاءنى منك صابر
وابن حزم قوى الاستدلال جيد الاحتجاج والبرهنة على ما يقول فهو يتحدث عن الاجتماع والفرقة ثم يأتى بالعلة التى تقوى أمر الاجتماع بالأجساد وهى مزيد الاطمئنان واستأنس لذلك بطلب الخليل إبراهيم عليه السلام من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى (قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) .
لئن أصبجت مرتحلاً بجسمي******فروحى عندكم أبداً مقيم
ولكن للعيان لطيف معنى ***لذا سأل المعاينة الخليل
وهو يتأثر بجمال الظاهر فإن لامه أحد على ذلك أنشأ يقول :
وذى عذل فيمن سبانى حسنه***يطيل ملامى فى الوجوه ويقول
أفى حسن وجه لا لم تر غيره***ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل
فقلت له أسرفت فى اللوم ظالماً***وعندى رد لو أشاء طويل
ألم تر أنى ظاهرى وأننى ****على ما بدا حتى يقوم دليل
فهو ظاهرى المذهب لذلك أخذ فى هذا الذى سباه بالظاهر ولم يقبل لوم العذول فيه وهذا من حسن التعليل حيث أتى الشاعر بعلة مقبولة ومستحسنة تؤكد ما يقول وتبرهن على صحته .
وهو يجانس فى شعره لكن جناسه مقبول ويقابل بين معانيه مقابلة غير متكلفة وهذا قليل فى شعره :
أقمنا ساعة ثم ارتحلنا ***وما يغنى المشوق وقوف ساعة
كأن الشمل لم يك ذا اجتماع***إذا ما شتت البين اجتماعه
ويقول :
إن كانت الأبدان بائنة*** فنفوس أهل الظرف تأتلف
يا رب مؤتلفين قد جمعت ****قلبيهما الأقلام والصحف
وهذا قريب من معنى قوله صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها اختلف) فكأنه رضى الله عنه ضمنه هذا البيت .
وهو يضع النظير بجانب نظيره فيقول :
لم أشك صداً ولم أذعر بهجران**** ولا شعرت مدى دهرى بسلوان
ففى البيت جمع بين الصد والهجران والسلوان والشكوى والذعر والشعور بالحزن وكل ذلك فى غير تكلف .
والشاعر وإن كان قليل التصوير إلا أن صوره محكمة وتشبيهاته قوية موثقة إنظر إليه عندما يتحدث عن حبيب كان فى حمايته له درعاً سابغة ترد عنه عاديات الزمن وفواجعه لقد كان نوراً له عندما تظلم الحياة فى وجهه فلما نأى وبعد وتولى ورحل تبدلت الحال وهذه سنة الحياة :
قد كنت ألقى زمانى منه مدرعا**** على تغول أيامي وأزمانى
درعا يقول الردى من اجلها حذرا **** ما شأنك اليوم باهذا وما شاني
فالآن أظلمت الدنيا لغيبته **** فالليل عندي وغير الليل سيان
وحق لي ذاك إذ في كل رشاقة ****كانت تلوح لعيني منه شمسان
فالآن أعدمني أضواهما قدر ****تجري بأحكامه فينا الجديدان
ولكنه رغم بعده عن عينه يحل قلبه ، فهو غائب حاضر ، بعيد قريب :
قد كان منك فؤادي حاسدا بصري ****والآن يحسد فيك القلب عينان
فإنك ترى فى هذا الشعر : تغول الأيام والحبيب المصادق كالزرع حماية وكالشمس نوراً حتى أنه لقربه منه كان الفؤاد يحسد البصر لتمتعه بالنظر إليه ولما تبدلت الحال وحل بالقلب ونأى عن العين صارت العين تحسد القلب وكيف لا فهو الدنيا يملكها ملك سليمان لها :
حتى لقد صار دهرى فيك يحسدنى**** فبان عنى مغلوباً وأنآني
عذرت فيك لعمرى كل ذى حسد**** من ليس يحسد فى دنيا سليمان
ومحن الشاعر التى تعرض لها كثيرة فهذا يوم كحد السيف وهذه أمور كأمواج البحر وقد أعد لذلك جلداً وحزماً كالجسور وآراء المصابيح .
ويوم كحد السيف ليس بثابت عليه جليد لا ولا متجلد
لقيت شباه وهو جمر مؤجج****وأقلعت عنه وهو فخر مخلد
أمور كأمواج البحور تصادمت****عليهن سربال من الليل أكبد
عبأت له جسداً من الحزم محكماً****ومصباحاً رأى نوره يتوقد
فأنقذت غرقاها ونورت ليلها****وقربت منها كل ما كان يبعد
وهو مهتد فى تصوير تلك الأمور بتصوير القرآن لأعمال الكفار بأنها (كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات لعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور) .
وهو يكرر معنى اعتزازه برأيه وعلمه وأنهما الدرع الذى يقيه تقلبات الزمن ويفخر بهذا أيما فخر:
لكن إذا أشكلت دنيا معضلة****قابلتها بسنى ذهنى وحسبك بي
من فكرتى لى عين لا تغيض ومن****ماضى لسانى مضى الشهب
فانظر إلى قوله (وحسبك بي) وتشبيه فكره بالعين الفياضة وحديث لسانه بأنه ذائع مشتهر ذيوع الشهب وشهرتها ورغم أنه كرر فى (ماضى-يمضى مضى) فى شطر واحد إلا أنك لا تشعر بثقل ولا تحس بتنافر ذلك أنه غاير بين الكلمات فأكسبها خفة على اللسان وحسن وقع على الآذان .
ولا ينسى دائماً أثناء اعتزازه وفخره بنفسه فقره إلى ربه وخوفه من لقائه :
فإن أضفت إلى ذا الحظ من عملى**** شيئاً أفوز به فى يوم منقلب
فقد حصلت على الآمال أجمعها**** وخاب من فى سوى ذا كان ذا تعبي
وأنت واجد بقراءتك لقصيدته التى يخاطب فيها صديقه (أبا المطرف) حديثه عن علمه بالشعر والتاريخ والفلسفة والديانات والحديث والفقه والكلام واللغات والعروض والبلاغة .
وما عزنى والحمد لله مطلب*****من العلم مما أبقت العجم والعرب
لذا يعاتب أبا المطرف فى سماعه عنه قائلاً :
أعيذك أن ترتاب أننى الذى****أتى سابقاً والكل ينجر أو يحبو
ومثلى إذا جد الرجال وأتعبوا****نفوسهم سعياً وكدهم الخطب
تقدم سبقاً ثانياً من عنانه ****وغادر من جاراه فى ركبه يكبو
هذا ما أردنا أن نضعه أمام قارئ هذا الشعر لابن حزم الفقيه الأديب العالم الذى ساعدته التربية فى الصغر وحفظ الشعر الجيد لمشاهير الشعراء على تهذيب ملكته ناهيك عن تربية والده الذى كان أديباً بليغاً .....
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشاعر الجاهلي (لبيد بن ربيعة) نبهان ملتقى الشعر والخواطر 6 14-06-2007 06:57 PM
الشاعر والفارس والامير.................. مشاري** ملتقى الشعر والخواطر 1 27-12-2006 09:58 PM
الشاعر نزار .. أنا مع الارهاب د / أحمد محمد باذيب ملتقى الشعر والخواطر 6 02-09-2006 11:12 AM
قصيدة رائعه لي الشاعر ياسر التويجري شدا الملتقى العام 1 11-06-2006 07:46 PM
ترجمة الإمام الفقيه الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله .... أبودجانة الملتقى العام 0 07-04-2006 06:01 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 87.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 86.08 كيلو بايت... تم توفير 1.73 كيلو بايت...بمعدل (1.98%)]