انقذوني..أنا على شفا جهنم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حديث {اقرأ وارتق ورتل} بكل الروايات الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من أدعية النبيﷺ: دعاء الكرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بركة القرون المفضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          هي عصاي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الحج وتعميق أواصر الأخوة بين المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تهجير أهل غزة: جريمة حرب وتطهير عرقي مرفوض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية الصلاة علي النبي ﷺ من صحيح البخاري وصحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الخالق, البارئ, المصور) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الحِيادُ الأجْوَفُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          موقف من الحياة: قبل وفاته بدقائق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2020, 10:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,285
الدولة : Egypt
افتراضي انقذوني..أنا على شفا جهنم

انقذوني..أنا على شفا جهنم


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


السؤال
يا من سيُجيب بإذن الله.

أنا قلبي ميِّت، وأنا متخلٍّ عن الجَماعة ومُتهاوِن في الصَّلاة، وقد نبتَ النِّفاق بكل ميزاته.

أخي في الله، أعنِّي لأعود إلى الطَّريق.

وبارك الله فيكم.


الجواب
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ الله - تعالى - لا يقنِّط عباده من رحمته؛ فيغْفِر - سبحانَه - بالتَّوبة النَّصوح جَميع الذُّنوب، وإن عظُمتْ وكثُرت، فبابُ التَّوبة والرَّحْمة واسع؛ قال اللهُ تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [التوبة: 104]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]، وقال - تعالى - في حقِّ المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلا الَّذِينَ تَابُوا} [النساء: 145، 146]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الشورى: 25، 26]، وقد دعا اللهُ إلى مغفِرته مَن زعَمَ أنَّ المسيح هو الله، ومَن زعَم أنَّ المسيح هو ابنُ الله، ومَن زعم أنَّ عُزيْرًا ابنُ الله، ومَن زعم أنَّ الله فقير، ومَن زعم أنَّ يدَ الله مغلولة، ومَن زعم أنَّ الله ثالث ثلاثة؛ فقال الله تعالى لهؤلاء: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 74]، ودعا إلى توبتِه مَن قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى} [النازعات: 24]، وقال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38]، ودعا مَن قتَل أولياءَه للتَّوبة فقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} [البروج: 10]، حتَّى قال ابن عبَّاس - رضِي الله عنْهما -: "مَن آيَسَ عبادَ الله من التَّوبة بعد هذا، فقد جحد كتابَ الله، ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتَّى يتوب الله عليه".

ودعا جَميع العصاة من الكفَرة وغيرهم إلى التَّوبة والإنابة، وأخبرَهم أنَّه يغفر الذُّنوب جميعًا لِمَن تاب ورجَع، مهْما كثُرت؛ فقال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر: 53 - 56]، والآيات في هذا المعنَى كثيرة.

وتأمَّل - رعاك الله - ما قاله الأستاذ سيد قطب في "ظلاله": "إنَّها الرَّحمة الواسِعة الَّتي تسَع كلَّ معصية، كائِنةً ما كانتْ، وإنَّها الدَّعوة للأوْبة، دعْوة العُصاة المسْرفين الشَّاردين المبعَدين في تِيه الضَّلال، دعْوتهم إلى الأمل والرَّجاء والثِّقة بعفْو الله، إنَّ الله رحيمٌ بِعِبادِه، وهو يعلَم ضعْفَهم وعجْزهم، ويعْلم العوامل المسلَّطة عليهم من داخِل كيانِهم ومِن خارجِه، ويعلم أنَّ الشَّيطان يقعد لهم كلَّ مرْصد، ويأخذ عليْهم كلَّ طريق، ويُجْلِب عليهم بخيْلِه ورجله، وأنَّه جادٌّ كلَّ الجِدِّ في عمله الخبيث، ويعلم أنَّ بناء هذا المخلوق الإنساني بناءٌ واهٍ، وأنَّه مسكينٌ سرْعان ما يسقُط إذا أفلت مِن يدِه الحبْل الَّذي يربطُه، والعرْوة التي تشدُّه، وأنَّ ما ركِّب في كيانه من وظائف ومن ميول ومن شهَواتٍ سرْعان ما ينحرف عن التَّوازن، فيشطّ به هنا أو هناك، ويُوقِعُه في المعصية، وهو ضعيفٌ عن الاحتِفاظ بالتَّوازُن السَّليم.

يعلم الله - سبحانَه - عن هذا المخْلوق كلَّ هذا، فيمدُّ له في العوْن، ويوسِّع له في الرَّحمة، ولا يأخُذُه بِمعصِيَته حتَّى يهيِّئ له جَميع الوسائل ليصلح خطأَه، ويُقيم خطاه على الصراط، وبعد أن يلجَّ في المعصية، ويسْرف في الذَّنب، ويحسب أنَّه قد طُرِد وانتَهى أمره، ولم يعُد يقبل ولا يستقبل، في هذه اللَّحظة - لحظة اليأس والقنوط - يسمع نداء الرَّحمة النديَّ اللَّطيف: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، وليْس بيْنه وقد أسْرف في المعصية، ولجَّ في الذَّنب، وأبَق عن الحِمى، وشرد عن الطَّريق، ليس بيْنه وبيْن الرَّحْمة النديَّة الرَّخيَّة، وظلالها السَّمحة المحيية، ليس بينه وبين هذا كلِّه إلاَّ التَّوبة، التَّوبة وحدها، الأوْبة إلى الباب المفتوح الَّذي ليْس عليه بوَّاب يَمنع، والَّذي لا يَحتاج مَن يلِجُ فيه إلى استئذان؛ {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [الزمر: 54]". اهـ.

فأي ذنبٍ تَخافُه بعد كلِّ هذا الكرَم وتلْك الرَّحمة؟! ولتعلَمْ أنَّ توْبة المُبْتلى والعمل الصَّالح يبدلان السيئات حسنات، وقدِ استقرَّت حكمة الله عدلاً وفضلاً: أنَّ التَّائب مِن الذَّنب كمَن لا ذنبَ له، وقد ضمِن الله - سبحانه - لِمن تاب من الشِّرك وقتْل النَّفس والزِّنا أنَّه يبدِّل سيِّئاتِه حسنات، وهذا حُكْمٌ عامٌّ لكلِّ تائب من ذنب.

واعلَمْ أنَّ ما ذكرتَه من موْت القلب، والتَّهاوُن في الصَّلاة، وخوف النفاق، له أسبابٌ، أعظمها الانكِباب على الدنيا وطلَبها والحِرْص عليْها، والإعراض عنِ الأخرى، والإقْدام والجُرْأة على معاصِي الله - عزَّ وجلَّ - فدَعْ كلَّ هذا، وفِرَّ إلى الله، وخُذْ نفسَك بالحزْم، واستَجِب لأوامر الله وما نزَل من الحقِّ، ولْتحاسِبْ نفسَك؛ فالقلوب تَحتاج في كلِّ وقْتٍ إلى أن تذْكُر ما أنزله الله، والشُّعور بجلال الله، والخشوع لذِكْره، وتلقِّي ما نزل من الحقِّ بما يَليق بِجلال الحقِّ من الرَّوعة والخشْية، والطَّاعة والاستِسْلام؛ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد: 16، 17].

فالَّذي أحْيا الأرض بعد موتِها قادرٌ على أن يُحييَ القُلوب الميِّتة بما أنزله من الحقِّ على رسولِه، فلا يأْس من قلْبٍ خَمد وجَمد، وقسا وتبلَّد ومات، فمِن الممكن أن تدبَّ فيه الحياة، ويُشْرق فيه النُّور، وأن يَخشع لذِكْر الله، فالله يُحيي الأرض بعد موتها، فتنبض بالحياة، وتزخر بالنَّبْت والزَّهر، وتمنح الأكُل والثِّمار، فكذلِك القلوب حينَ يَشاء الله،، والله أعلم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.38 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]