متدينٌ بلا هِمّة...! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 1394 )           »          حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له دلك يده بالأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من مائدة التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 832 )           »          تدبر خواتيم سورة البقرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3085 - عددالزوار : 330926 )           »          أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أذكار وأدعية جامعة لخير الدنيا والآخرة ينبغي للمسلم حفظها والمداومة عليها ليحفظه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-04-2020, 12:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,240
الدولة : Egypt
افتراضي متدينٌ بلا هِمّة...!

متدينٌ بلا هِمّة...!


حمزة بن فايع الفتحي




• لو لم تكن الهمةُ فيصلًا في حياة المؤمن ، والشاب خصوصًا ، لما شُرع لنا المسارعةُ في الخيرات، والتنافس العبادي ، ولما تفاوت الناسُ في أعمالهم وحسناتهم، وقد قال تعالى : {فاستبقوا الخيرات} [سورة البقرة ] . وفي السنة : قال صلى الله عليه وسلم :« فأعنّي على نفسك بكثرة السجود».

• وهذه الهمة ضربٌ من ضروب الانتفاضة الداخلية، الراكلة للكسل، والطاردة للغم، والمنابذة للأشغال والصوارف ..! والمتشوقة إلى المعالي والأمجاد .

• شاهدته مرةً ومرات وتعجبت من حاله، ولوحظ اكتفاؤه بمجرد التدين والقيام بالواجبات الأساسية .

• ويخالطه ضيقٌ وغمٌّ من العمل، ويريد الإنجاز بلا تحرك، والتفوق بلا متاعب، والانتصار بلا مقدمات ..! ولا أدري هل قرأ القرآنَ حق قراءته، وهل وعى مواعظَه، وفقِه قصَصه...؟!

• ويكتفي بالتدين الظاهر، ويهمل الباطن، ويأنف من التعلم الإضافي والقيمي والمهاري، الذي يضاعفُ درجة همته ونشاطه وحيويته .

• ومع تدينه الطيب في الجملة، لكنه يكره العمل والانطلاق ، ويرفض الجد والاحتساب، ويريد ملائكة تنزل من السماء تخطب وتعلّم وتدعو، وتقوم بالنصر المؤزر، والتمكين الراسخ ...!

• وهذه كانت موجودة قبل عقود من الزمان، فتهيأت هذه الفترة، وخلد بعضهم إلى مرتعه القديم الذي كان يروج له، ورأى المسوغات الداعية لذلك، والتي تلف على عقليته قناعةً زائفة، ..!

• وحالته تدنو من الاكتئاب العملي والسلوكي، المنقبض على الذات، والشارد من كل ارتباط وقيمة وتفنن وإتقان ..!

• ومن المؤسف عدمُ استفادته من معاني الإسلام ودلائل القرآن، وما يقدمه الكفار من همم وعزمات، وجهود وانطلاقات ، وهو ما تكشفه تجارب الحياة ، وفي القرآن قال تعالى :{وانطلق الملأُ منهم أنِ امشوا واصبروا } وقال عمر رضي الله عنه :«اللهم إني أعوذ بك من جلَد الفاجر، وعجز الثقة».

• والمخرجُ من ذلك السلبي وتدينه المعوج، أن يُعيد صياغةَ نفسه وقلبِه وسلوكه، فيفقه الشرع حق فقاهته، ويعتقد أن الدين علم وعمل، والدعوة واجبة على الجميع ، كلٌ بحسبه، وأن المؤمن المشارك الصبور، خير من المنعزل السلبي ، ولا يزال للكلمة الطيبة، والموقف اللطيف، والمعروف اليسير أثرٌ ونعمة ومنفعة .

• ويدركُ أن الإسلامَ دينُ العلم والطيبة والبذل والسماحة ، وأنه دين تفاعلي إيجابي يمقت السلبية والانعزال والبخل بالخيرات والمحاسن .

• ومن وَقود ذلك التفكر في الجنة ودرجاتها، ومساكن أهلها وتفاوتهم منازل ومراتب.. { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} [سورة المطففين] .

• والاعتبارُ بنشاط الكفار وما يوردونه من همم وإنجازات، خدمةً لدينهم ومعتقداتهم ، وانظر كيف يحركون حروبهم وتسلطهم على المشرق الإسلامي ...! والتفكر هنيهةً في ذلك مما يحمل المرء على العمل، وأن يشحذَ عزمه، ويراجع نفسه، ويكون من الفاعلين المنتجين .

• ويسأل الله كثيرا الإعانة والطاقة ، ويكرر أدعية عمل اليوم والليلة، ويكرر " لا حول ولا قوة إلا بالله " ، وأصلها ومعناها في الفاتحة الكنز الشافية " إياكَ نعبد وإياك نستعين " قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في (إياك نعبد وإياك نستعين).. ويقول أيضا (إياك نعبد) تدفع الرياء، (وإياك نستعين) تدفع الكبرياء، فإذا عوفي من مرض الرياء ب (اياك نعبد) ومن مرض الكبر والعجب ب (اياك نستعين) ومن مرض الجهل والضلال ب (اهدنا الصراط المستقيم) عوفي من أمراضه وأسقامه وتمت عليه النعمة وكان من المنعم عليهم غير المغضوب عليهم

• وحكى العلامة ابن القيم رحمه الله أنه كان يقول ذلك كثيرا . وحكى قصته مع المرض في روضة المحبين، وكيف غلب الطبيب في طبه، حتى قال: ذلك خارج عن علاجنا .

• وتعلّم من علماء صنفوا في محن، وعبّاد جدّوا على فاقة، ونبلاء برعوا في تعب... وقد تقدمت أخبارهم في مقالات سابقة، وأذكركم ونفسي هنا بيَقظات البخاري العشرين(٢٠) رحمه الله في الليلة الواحدة، حتى خلف لنا جامعه الذهبي، وحملان أحمد رحمه الله المحبرة ديمةً، حتى كتب المسند الضخم، والنووي صاحب(٤٥) سنة والتراث المهول وراءه كالروضة والرياض والمجموع والمنهاج . والخطيب البغدادي رحمه الله ، القارئ المشاء والكتاب، وترك لنا تاريخ بغداد ولوامع نادرة . والسَرَخْسي الحنفي صاحب البئر والمبسوط، انبسطت نفسه فكتب لنا (٢٠) مجلدة وهو محبوس في عمق الجُب ..! فلله درهم، تطول أخبارهم، ولا تنقضي نفائسهم..

• ولا زال في الجُب العميق محاسنٌ...تلدُ العجيبَ وتورق الأزهارا...! فاللهم ارحم ضعفنا، وأعنا على أنفسنا ، إنك جواد كريم .











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.24 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]