عناية الفقهاء بالمعايير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         لو بتتخانقوا كل ما تتكلموا.. 5 خطوات تحسن التواصل بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إيه الفرق بين الدعم والتدخل فى حياة الآخرين؟ شعرة هتغير شكل علاقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          5 خطوات لعمل ميكب عيون ناعم.. مكياج احترافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          طريقة عمل أومليت السبانخ والجبنة القريش.. فطار صحى غير تقليدى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          5 حيل نفسية للتغلب على العصبية لو الأطفال بيخرجوكى عن شعورك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لو عندك أرضيات رخام فى بيتك.. 5 طرق سهلة وفعالة لتنظيفها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          5 منتجات للعناية بالبشرة لا غنى عنها فى الصيف.. لبشرة ناعمة ومشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إزاى تعاتب حد بتحبه من غير ما تخسره؟.. ما تخلطش بين العتاب واللوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          طريقة عمل السمك الفيليه مع بطاطس محمرة لايت.. صحية ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          4 ربطات تمنع شعرك من النمو تجنبيها واعرفي النوع الأفضل لحمايته من التلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2020, 08:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,987
الدولة : Egypt
افتراضي عناية الفقهاء بالمعايير

قهاء بالمعايير



عناية الفقهاء بالمعايير


د. خالد بن عبدالله المزيني


اعتنى الفقهاء بالمعيارية في تأثيل أصول الصناعة الفقهية، وسعوا في سن المعايير الضابطة للمعاني الذهنية المستنبطة من أدلة الشريعة، واتجه قلم التدوين الفقهي في وقت مبكر إلى البحث المبرهن والمعلل، متجاوزاً الذاتيات والشخصانيات بغاية من الصرامة العلمية، وكان واضحاً بالنسبة لهم الفرق بين طبع الفقيه وميوله النفسية، وبين الحكم بحسب قواعد الصناعة الفقهية. والتفريق بين هذه وتلك لا يحصل إلاّ لمن أشرف على كتب الفقه والقواعد والأصول، وتحرى هذه المآخذ تحرياً، وقارَنَ بين ما يصححون التعليل به وما لا، ووازن بين ما يتنزل على تلك المعايير وما لا.

ومسائل الفقه - بما هي متعلقة بتصرفات المكلفين - متعددة المنازع، متفرقة المآخذ، متباينة المشارع، وللفقهاء أغراض في ضبط تلك المآخذ، ومن أغراضهم: نظم المعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة، فإن اندرجت تحت باب واحد من أبواب الفقه الاصطلاحي: أسموها ضابطاً، وإلاّ فهي قاعدة، ما دامت فروعها متوزعة على أكثر من باب، وبهذا تحولت المفاهيم الفقهية العامة إلى معايير حقيقية، تفتح للرأي الصائب مجالاً، وللعقل الرشيد مقالاً.

ويجعل الإمام ابن تيمية الالتزام بمعيارية أدلة الشريعة: مقياساً للعبودية الحقة، كما يجعل أصل الضلال عن الشريعة: تقديم الأقيسة الذاتية والمألوفات الذوقية على الأحكام الثابتة بأدلة الشرع، كما قرره في غير موضع من كتبه، ومنها رسالة العبودية.

وهذا النسق المعياري ساهم في حماية الفقه من الانحراف بسبب تفاوت أذهان الفقهاء الناظرين في الأحكام، في الوقت الذي كانت المقولات الفقهية فيه تعبر الأمصار، وتسير بها الركبان، فلم يكن تقلّب المقولات الفقهية في البلدان مؤثراً في تلوين تلك المعايير الفقهية بالأعراف والتقاليد المحلية، وإن كان الفقيه يراعي عند التطبيق الظروف المحلية في كل مصر.

وإذا خرج الفقيه عن المعيارية،وتجاوز الموضوعية في مذهبه، دخل في المألوفات الذاتية، كالذوق والإلف والعادة، وأوشك أن يقع في التحكم بغير برهان، ولما في هذا الاتجاه من خروج عن سمت الشريعة، نرى المحققين من الفقهاء يشتد انفعالهم في النكير على من لم يفرق – في هذا الصدد - بين الشرع والطبع، خوفاً من أن يلتبس المعيار الشرعي بالمألوف الذوقي، كما فعل الإمام الشافعي حين ناقش القائلين بالاستحسان بمعنى الاستحسان الذوقي، فاشتد في النكير على القائلين بالاستحسان بغير برهان، وجرى هذا المجرى أبو حامد الغزالي، فوصف القول بالاستحسان بهذا المعنى بأنه: "هوَسٌ"، وذلك حين فسَّره بعضهم بأنه: دليل ينقدح في نفس المجتهد لا تساعده العبارة عنه ولا يقدر على إبرازه وإظهاره، قال الغزالي: "لأن ما لا يقدر على التعبير عنه لا يُدرى أنه وهم وخيال، أو تحقيق، ولا بد من ظهوره ليعتبر بأدلة الشريعة، لتصححه الأدلة أو تزيفه" اهـ.

ولأن الفقه يؤول إلى مرجعيات محفوظة، وهي نصوص الكتاب والسنة، ومعاقد الإجماع، ولكون هذه المرجعيات آلة ناطقة بيد الفقيه المجدد، لم تتأثر مسيرة الفقه عبر القرون بما لابسه من ذوقيات وعرفيات كانت مناسبة لبيئة معينة، أو عصر معين، فقد كانت آلة الفقه أبداً تسعى في التهذيب والتشذيب، وفي دواوين الفقه التفات إلى التمييز بين الأحكام الدائمة، والأحكام الظرفية، ويعبر فقهاء الحنفية عن هذا المعنى بقولهم: هذا اختلاف عصر وزمان، لا حجة وبرهان، وعلى كل حال فهذا شأن الفقيه المجدد أن يميز للناس بين ما هو شرع وما هو أجنبي عن الشرع.

ولو صح لنا أن نستعير مصطلح الإدراج من أهل الحديث، لقلنا: إن الفقه قد اتجه - منذ زمن مبكر - إلى اطراح المقولات المدرجة في الفقه وليست منه، كما تطَّرح المقولات المدرجة في الحديث وليست به، وأن الفقهاء ناهزوا صرامة المحدثين في فنهم.

وعليه؛ فيحق لأبناء هذه الأمة، وحملة الرسالة، أن يفخروا بفقههم، ويملؤوا أيديهم منه، فهو فقه - يشهد تاريخه كله - أنه سعى حثيثاً إلى الاستقلال المنهجي، ولم يتأثر بذاتيات الفقيه المفتي، فضلاً عن التلون بأهواء الزعيم السياسي، أو التورّط بممالأة الفاتح العسكري، كما زعم المبطلون، ويزكي ذلك كله معاييره وقواعده وضوابطه الموضوعية.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.47 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]