|
|||||||
| الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
تغيير للمناهج أم هدم للثوابت؟ وائل رمضان مرة أخرى اشتعلتْ نيران الجدَل والصراع السياسي والفكري في مسألة تغيير المناهج؛ ذلك الصراعُ الذي لا يَلبَثُ أن يهدأَ قليلاً إلا ويشتعل مرة أخرى، كما حدث قبل أيام في الكويت بعد تصريحاتِ وزير التربية د. بدر العيسى، المتعلِّقة بالطعن في مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية في الكويت، ولم تكن الكويت وحدَها صاحبةَ النصيب الأوفى في هذه الحرب الضَّروس، بل طالتْ نيران هذه المعركة أكثرَ مِن عاصمةٍ عربيةٍ في وقت واحد، والمعركة واحدة، ألا وهي: الدعوات المحمومة إلى تغيير مناهج التعليم، وخاصةً الجوانب المتعلِّقة بالإسلام وشريعته وقِيَمه. يد العبث واحدة البعض يستشهد بهذا التوازي الزمني في الأحداث ليؤكد على أن "يد" العبث واحدة؛ ويعني بذلك: الضغوطَ الأمريكية على دول المنطقة مِن أجل السير الحثيث نحو تغيير مناهج التعليم، وَفْقَ رُؤية أمريكية محدَّدة، فهل فعلاً هناك ضغوط أمريكية، وأيادٍ خارجيَّة تُحاول العبث بمناهجنا وهدمِ قِيَمنا وثوابتنا؟ يجيب عن هذا التساؤل الكاتبُ الأمريكي الجنسية، اليهودي الديانة، "توماس فريدمان" فيقول في النيويورك تايمز: الحرب الفكرية تشغل حيِّزًا هامًّا وكبيرًا في الأجندة الغربية في حرْبِها على الإسلام، والمناهجالدينية تعتبر العنصر الأهم في هذه المعركة الفكرية، ثم يردف قائلاً: إن الحرب الفكرية هي الأهم في نظر الأمريكان! وإنَّ تغيير النِّظام الاجتماعي وأساليب الحكم ومناهج التعليم، هي الجزءُ الأكبر من المعركة مع العالم الإسلامي". جذور الصراع البعض يؤرخ لهذه الحرب الفكرية بأحداث 11 سبتمبر، إلا أن التاريخ يؤكِّد لنا أنَّ حضورَ هذه الرغبة لدى الإدارة الأمريكية ودوائر غربية أخرى كان قويًّا أيضًا في مراحل سابقة، وعلى سبيل المثال: ففي عام 1979 أُنْشِئَ ما يُسمَّى بـ"منظمة الإسلام والغرب"، تحت رعاية منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة "يونيسكو"، والتي تشكَّلت من 35 عضوًا، عشرة منهم مسلمون، وكان من أول أهداف المنظَّمة الجديدة - كما نص دستورها صراحةً - علمنةُ التعليم؛ حيث جاء فيه: "إنَّ واضعي الكتُب المدرسية لا ينبغي لهم أن يُصْدِرُوا أحكامًا على القِيَم، سواء صراحة أو ضِمنًا، كما لا يصحُّ أن يقدموا الدين على أنه مِعيار أو هدف"، ونصَّ أيضًا على أن: "المرغوب فيه أن الأديان يجب عرضُها ليَفهم منها الطالب ما تشترك فيه ديانة ما مع غيرها من الأديان، وليس الأهداف الأساسية لدينٍ بعينه"، وهو ما يسير في إطار عَوْلَمة الأديان، وجمعها في إطار واحد! مِن السِّرية إلى العلَنية: ويؤكِّد الخبراء على أن الضغوط التي تعرضتْ لها المنطقةُ العربيةُ بهدف تغيير نظمها التعليمية - باعتبارها حجر أساس المنظومة الثقافية والاجتماعية - كلها كانتْ تجري على استحياء، أو تحيطها السرية، وذلك قبل الحادي عشر مِن سبتمبر، وكان ثمَّةَ تردُّدٌ في الإعلان عن مثل هذه الضغوط، إلا أن الإدارة الأمريكية - وتحت ضغوط مكثفة من اللوبي اليهودي - وجدتْ مُتنفَّسًا في تلك الأحداث، فنجحتْ في استغلالها لبدْءِ حملة مفتوحة على ما تُسميه "الإرهاب"، وأعلنتْ صراحة عن خططها الرامية إلى استبدال تلك النظم القائمة بالفعل بِنُظُمٍ تعليمية علمانية ترتضيها، والتي رأتْ أنها أرض خِصبة، ساعدتْ على تفريخ الخلايا والتنظيمات الإرهابية الإسلامية. وعبَّر وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) عن الهجمة الجديدة التي يجب أن يتأهَّب لها العالمُ العربي والإسلامي بالقول خلال مقابلة صحفية: "إنني مع احترامي لتقاليد دول المنطقة (العربية)، فعليها أن تعيد النظر في تقاليدها وممارساتها بهدف معرفة ما إذا كان التغيير ممكنًا"، وأضاف باول: "بالنسبة إلى الدول الصديقة لنا في المنطقة، فكل واحدة لها نظامها الخاص، وكل واحدة عليها أن تحكمَ بنفسها ما إذا كانتْ تريد أن تتغيَّر، ومدى السرعة التي ستتغيَّر بها، ونأمل أن نستطيع التأثير عليها مِن حيث كيف يتحقق التغيير". اعتراف! ومما يؤكد أن الإدارة الأمريكية باتتْ عازمة على تحقيق سيطرتها الثقافية على المنطقة، ما اعترف به أحدُ تقارير وزارة الخارجية الأمريكية حول تلقِّي بلدان في منطقة الشرق الأوسط في عام 2002 وحدَه 29 مليون دولار مِن أجْلِ ما أسماه: "جهود تغيير نظم التعليم"، وفي عام 2003 وصل الإنفاقُ الأمريكي في نفس الإطار إلى ثلاثة أضعاف؛ حيث قفز إلى 90 مليون دولار، كما شهد عام 2004 زيادة كبيرة في المبالغ المخصصة لتغيير التعليم في العالم العربي والإسلامي؛ حيث ضخَّت الإدارة الأمريكية آنذاك 145 مليون دولار مِن أجل تحويل التعليم في المدارس الإسلامية في المنطقة العربية إلى تعليم علمانيٍّ، خصَّص منها 45 مليون دولار فقط للعالم العربي، والباقي خُصِّص لبقية الدول الإسلامية. الأزمة الكويتية: من هنا فإن أزمة تغيير المناهج التي أثارها مؤخرًا وزير التربية الكويتي لا يمكن فَصْلُها بحال من الأحوال عن هذه المنظومة العالمية، التي تستهدف قِيَمنا وثوابتنا، وهذا ما أكَّده الأستاذ جاسم المسباح الموجِّه العام بوزارة التربية الكويتية؛ حيث قال: إن هذه الهجمة تأتي ضمن مَنظومة عالمية غربية للهجوم على ثوابت الدين وأصوله، وهي من تَبِعات أحداث 11 سبتمبر، وهي توضح أن هناك تضافُرًا للجهود بين الليبرالية والشعوبية في الهجوم على الإسلام وثوابته، وتنوَّعتْ وسائلهم في ذلك، فمنهم مَن يطعن في البخاري، ومنهم مَن يطعن في السنة النبوية، ومنهم مَن يطعن في شرائع الإسلام، ومنهم مَن يهاجم مناهج التربية الإسلامية، وهكذا. يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |