من دقائق العربية (10) هيا بنا نجتهد في دروسنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أعظم الناس أثرًا في حياتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ثَمَراتُ الإيمانِ باليَومِ الآخِرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مفهوم وفاعلية منصات التعلم الإلكترونية في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عثمان بن عفان ذو النورين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لمن يُريد الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضائل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أَفْشُوا السَّلَامَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شتات الأمر وانفراطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2022, 02:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي من دقائق العربية (10) هيا بنا نجتهد في دروسنا

من دقائق العربية (10) هيا بنا نجتهد في دروسنا
د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن


سألني أحد الإخوة الفضلاء من خريجي كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، عبر وسيلة التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، وهو من ماليزيا، سألني عن الحكم الإعرابي للفعل (نجتهد) في هذه المقولة.



فأجبته إجابة موجزة، اقتضاها المقام، وها أنا ذا أُقَدِّم إجابةً فيها شيء من التفصيل، لعلَّ غيره من الإخوة الفضلاء محبي اللغة الشريفة ينتفعون بها:

هَيَّا:

اسم فعل بمعنى الأمر، يراد به: الحَثّ، وأكثر ما تستعمله العربُ في استحثاث الإبل، فكانوا يقولون: (هَيَّا هَيَّا) إِذا حَدَوْا بالمَطِيّ، ومعناه: أَسْرِعْ، أو أسْرِعِي[1].

واسم الفعل الدال على الأمر معدود من الأمر غير الصريح؛ لأنَّ الأمر الصريح هو الدال على الطلب بصيغته. والمضارع الواقع بعده كما في هذا القول يجوز فيه وجهان من الإعراب:

أحدهما: الجزم، فتقول: (هَيَّا بِنَا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا)

فـ(هَيَّا) اسم فعلٍ بمعنى الأمر (أسْرِعْ)، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والباء حرف جرٍّ دالٌّ على المصاحبة[2]، والضمير (نا) مبنيٌّ على السكون في محل جرٍّ بها، و(نَجْتَهِدْ) مضارع مجزوم؛ لوقوعه بعد الطلب، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: نحن، والمعنى: أسْرِعْ مَعَنَا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا، أو: أسْرِعْ مصاحبًا لنا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا.

ونظيرُ قولِك هذا قولُ العرب: (حَسبُك الحَدِيثُ ينم النَّاسُ)، ومَعْنَاهُ: اكْفُفْ ينم النَّاسُ، وقولهم: (نَزَالِ أُكْرِمْك)، ومعناه: انْزِلْ أُكْرِمْك.

وفي جازم المضارع الواقع بعد الطلب صريحًا كان أو غير صريح أربعة أقوال، أصحُّها والمختار منها: أنَّه مجزوم بشرط مقدر بعد الطلب؛ لدلَالَة مَا قَبْلُ وَمَا بَعْدُ عَلَيْهِ، وإليه ذهب أكثر المتأخرين.



فالتَّقْدِير في الأمر الصريح (ائتني أُكْرِمْك): ائْتِنِي إِنْ تأتني أُكْرِمْك، وفي غير الصريح (هَيَّا بِنَا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا): هَيَّا بِنَا إنْ تُسْرِعْ معنا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا[3]، و(حَسبُك الحَدِيثُ ينم النَّاسُ): حَسبُك الحَدِيثُ إنْ تَكْفُفْ ينم النَّاسُ، و(نَزَالِ أُكْرِمْك): نَزَالِ إنْ تَنْزِلْ أُكْرِمْك.



والآخر: الرفع على الاستئناف، فتقول: (هَيَّا بِنَا نَجْتَهِدُ فِي دُرُوسِنَا)

برفع (نَجْتَهِدُ) على الاستئناف، وهذه الجملة المستأنفة جواب لسؤال أثارته الجملة الأولى (هَيَّا بنا) التي هي بمعنى: (أَسْرِعْ معنا)، وكأنَّ المخاطب لما سمع المتكلم يقول: (هَيَّا بنا) قال: لماذا أُسْرِع معكم؟ فأجاب المتكلم: نَجْتَهِدُ فِي دُرُوسِنَا.

وكذلك يقال في نظائره، كقولهم: (حَسبُك الحَدِيثُ يَنامُ النَّاسُ)، فكأنَّ المخاطب لما سمع المتكلم يقول: (حَسبُك الحَدِيثُ) التي هي بمعنى: (اكْفُفْ) قال: لماذا أَكُفُّ؟ فأجاب المتكلم: ينامُ الناسُ.

وقولهم: (نَزَالِ أُكْرِمُك)، فكأنَّ المخاطب لما سمع المتكلم يقول: (نَزَالِ) التي هي بمعنى: (انْزِلْ) قال: لماذا أَنْزِلُ معك؟ فأجاب المتكلم: أُكْرِمُكَ.

وفي الختام: لعلَّ هذا القول الفصيح اتضح للقارئ الكريم بما وضعتُه أمام عينيه، وقدمتُه بين يديه، والحمد لله من قبل ومن بعد.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾.





[1] ينظر: لسان العرب، وتاج العروس (هـ وا).




[2] الباء الدالة على المصاحبة هي التي يصلح في موضعها (مع)، ويغني عنها وعن مجرورها الحال،كقول العرب في المثل: (رَجَعَ بخُفَيِّ حُنَيْن)، أي: معهما، أو: مصاحبًا لهما.




[3]ينظر: توضيح المقاصد والمسالك3/1256- 1258، وهمع الهوامع 2/397، 399.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.63 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]