|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة عيد الأضحى المبارك ذو الحجة 1444هـ (الابتلاء في حياة إبراهيم عليه السلام) رضا أحمد السباعي إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يُحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، وكل أمر عليه يسير، وكل خلق إليه فقير، لا يحتاج إلى شيء، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام الأتقياء، وخاتم الأنبياء، ورسول ربِّ الأرض والسماء، فاللهم صلِّ عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: فالحمد لله الذي أكمل الدين وأتم النعمة؛ فقال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]. فالله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أيها الإخوة الموحدون؛ نحن اليوم في عيد الأضحى المبارك نحيي سنة الخليل إبراهيم عليه السلام الذي يعتبر المؤسس لهذه الملة الحنيفية السمحة ولذلك سنطوف معًا حول: "الابتلاء في حياة إبراهيم الخليل عليه السلام" قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35].قال الإمام الطبري - رحمه الله تعالى -: يقول تعالى ذكره: ونختبركم أيها الناس بالشر وهو الشدة نبتليكم بها، وبالخير وهو الرخاء والسعة العافية فنفتنكم به إن هذه الدنيا دار ابتلاء ومن ثمّ فإن بني البشر محاطون بكل ما من شأنه أن يكون ابتلاءً لهم: الزمان والمكان والأشياء والأفكار والأعراض فالمؤمن مبتلى بإيمانه والكافر مبتلى بسبب كفره وعصيانه لذلك فسنة الابتلاء سنة عامة تضع الإنسان على محك الاختبار لقوله تعالى ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2-3]. وقد أخرج الترمذي في صحيحه وصحح الألباني عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: (الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، فيُبتلى الرَّجلُ على حسْبِ دينِه، فإن كانَ في دينهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ على حسْبِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي على الأرضِ ما عليْهِ خطيئةٌ). ولقد قال تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ [البقرة: 124] فابتلاه ربه تعالى بأشد أنواع الابتلاءات ومنها: محاربة أبيه له ولمبدئه: فمنذ نشأته الأولى عليه السلام وهو مع أبيه في تعارض فقد كان أبوه صانعاً للأصنام وكان رئيساً لقومه في عبادتها وكان يُجبر ولده الصغير على بيعها في الأسواق فكان يذب يبعها وهو يثقول من يشتري من لا ينفع ولا يضر بل كان يأخذها لشاطئ النهر ويقول اشربي فابتلى إبراهيم بأبيه في الدنيا وكذلك سيبتلى به في الآخرة فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب، إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر، فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار) إلقاؤه في النار: فقد حاربه قومه بعد إعلان نبوته عليه السلام حتى وصل بهم الأمر إلى أنهم ألقوه في النار قال تعالى "قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ" فحفروا له خندقاً مهولاً وأججوا ناراً كبيرة قيل أن الطير كان إذا مر عليها خر ميتاً من شدة حرارتها فما بالكم بمن يُلقى فيها ولكنه إبراهيم عليه السلام الذي بمجرد أن ألقوه فيها قال حسبي الله ونعم الوكيل ويصوغ ذلك المشهد ابن الجوزي رحمه الله تعالى في عبارة لطيفة فيقول: "لما سار إبراهيم في درب الهوى وسلك، تعرض له ولحوائجه الملك، فقال: إياك والتعريض بما ليس لك، فلما لم يتعلق بخلق من دون الله إذ أضيم، ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69]. ابتلاؤه بترك ولده وزوجه في الصحراء: فبينما هو شيخ كبير ظل مدة طويلة يرجو أن يكون له ولد يسعد به، فإذ به يؤتاه ولكن يؤمر بأن يودعه في مكان موحش هو وأمه، حيث لا أنيس ولا ونيس غير الله، بوادٍ غير ذي زرع، لا ماء ولا غذاء وتقول زوجته السيدة هاجر: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم.قالت: إذن لن يُضَيِّعنا الله. وتمر بهما أحوال وأهوال تصير بعد ذلك شرائع وعبادات وتنفجر بسببهما بئر زمزم التي تصبح فيما بعد مصدر النماء والخيرات والبركات الخطبة الثانية الحمد لله وكفى، وسلامًا على عباده الذين اصطفى؛أما بعد:ابتلاؤه بأمره بذبح ولده عليهما السلام: ولما بلغ إسماعيل أشده إذا بابتلاء آخر ينتظره وينتظر أباه؛ إذ رأي إبراهيم في منامه أن الله تعالى يأمره بذبح ولده إسماعيل، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]. وهنا يتجلى تسليم الأب وانقياده لأمر ربه تبارك وتعالى وكذلك يظهر أدب الابن وطاعته لأبيه. أرأيتم قلبا أبويا ![]() يتقبل أمرًا يأباه؟؟ ![]() أرأيتم ابنًا يتلقى ![]() أمرًا بالذبح ويرضاه؟ ![]() ويجيب الابن بلا فزع ![]() افعل ما تؤمر أبتاه ![]() لم أعصي لإلهي أمرًا ![]() من يعصي يومًا مولاه؟ ![]() واستل الوالد سكينًا ![]() واستسلم ابن لرداه ![]() ألقاه برفق لجبين ![]() كي لا تتلقى عيناه ![]() وتهز الكون ضراعات ![]() ودعاء يقبله الله ![]() تتضرع للرب الأعلى ![]() أرض وسماء ومياه ![]() ويجيب الحق ورحمته ![]() سبقت في فضل عطاياه ![]() صدَّقتَ الرؤيا لا تحزن ![]() يا إبراهيم فديناه ![]() اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير مَنْ زكَّاها، اللهم ائذن لنا بأمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويذل فيها عدوك وعدونا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وأصلح ذات بينهم، وألِّف بين قلوبهم، اللهم اشْفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، واغفر لنا ولهم، اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلِّ اللهم على محمد وآله وصحبه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |