واشوقاه إلى الجنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 968 - عددالزوار : 122141 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2025, 03:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي واشوقاه إلى الجنة

الحمدُ لله ربِّ العالَمين، نحمده ونستعين به ونستهديه، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهدِ الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وبعد:
واشوقاه إلى الجنة

محمد فقهاء

هذا هو العُنوانُ الذي أحببتُ أن أتوِّج به كَلِماتي.

ولكن لماذا الشَّوق إلى الجَنَّة؟ ألسْنا نعيش في الدنيا ونتمتَّع بكلِّ ملذَّاتها ومُتعها، وبكلِّ ما فيها؟
فلماذا يا مشتاقُ تتلهَّف بكلِّ هذا الشوق إلى الجنة؟! فكلُّ شيء مسخَّر لك في الدنيا، فلماذا تُريد أن ترْحَل عنها؟

عباد الله:
إنَّ هذا النداءَ ليس هروبًا مِن واقع الحياة؛ لنعيشَ به خيالاً، وإنَّما هو تشويقٌ لتلك الدار، التي طُردْنا منها، فأُخْرِج أبونا آدم - عليه السلام - وأمُّنا حواء منها إلى هذه الدنيا، وحالنا كحال الغريب، بل كحال عابرِ السبيل؛ لأنَّ عابرَ السبيل ليس له مسكنٌ يأويه ولا مسكن ينامُ فيه، فهو في سفَر باستمرار، حالُه كحالِ صاحب المهمَّة يبقَى في عناء حتى يُنهيَها، بخلافِ حال الغريب، فقد يسكُن في بلدِ الغُرْبة.

عباد الله:
إنَّ الجَنَّة هي موطنُنا الأوَّل، ونحن في هذه الدنيا عابرو سبيل، ولا بدَّ لنا من الرحيل، وعابر السبيل يبقَى على شوْقٍ للعودة لوطنِه الأوَّل.

قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كُن في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيل))؛ البخاري (6416).


فهذه هي طبيعةُ الحياة التي يجب أن يحياها المسلِم، وعليه أن يَسْعَى جاهدًا للرجوعِ ملبِّيًا النداء، كما قال ابنُ القيِّم حين نادَى شِعرًا:
فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا
مَنَازِلُكَ الأُولَى وَفِيهَا المُخَيَّمُ

وَلَكِنَّنَا سَبْيُ الْعَدُوِّ فَهَلْ تَرَى
نَعُودُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّمُ؟!



روى البخاريُّ في صحيحه عن سهلٍ قال: سمعتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَوضِع سوطٍ في الجنة خيرٌ مِن الدنيا وما فيها... الحديث))؛ البخاري (6415).

أتَسمع يا عبدَ الله؟! إنَّ موضع السوط في الجنة هو خيرٌ مِن الدنيا وما فيها، فموضع السوط في الجَنَّة هو خيرٌ منها وما فيها، فإنَّ ما يساوي الدنيا في الجنة هو أقلُّ مِن قدْر السوط.

يا ألله! الدنيا بكلِّ ما فيها مِن مُتَع ولذائذ، بالنِّسبة للجنة أقلُّ مِن موضع السوط! فلماذا التعلُّقُ بهذه الدنيا التي لا تُساوي موضعَ السَّوْط؟!

واشوقاه إلى الجَنَّة!
واشوقاه إلى ذلك الوطنِ الجميل!

فإذا عرَفْنا أنَّ موضع السوط خيرٌ من الدنيا وما فيها، فكيف إذا سمعْنا عن أنهارِها وأشجارِها، وقصورها وحُورِها، كيف بكلِّ هذا؟!

ذُكِر عن إبراهيمَ بن أدهم أنَّه قال: نحن نسْلٌ مِن نسْل الجنَّة، سبَانا إبليس فيها بالمعصية، وحقيقٌ على المسبي ألا يهنأَ بعيشه حتى يرجعَ إلى وطنه.

وفي هذه الدنيا كذلك الشيطانُ يحاول أن يَصُدَّنا عن العودة، ولكن أقول كما قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76].

فيا عبدَ الله، كُنْ شجاعًا ولا تخفْ، وامضِ على يقين وتعلق بالآخرة، فأنت ابن الآخِرة ولستَ ابنَ الدنيا، فلا تُعلِّق قلبَك بالدنيا، واجعلْها بين يديك، فلا تعرف ماذا يكون اسمُك غدًا.

وختامًا أقول:
﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 17].

واشوقاه إلى الجَنَّة.


اللهمَّ اجعلْنا ممَّن يستمعون القول فيتَّبعون أحْسَنه، وصلَّى الله وسلَّم على سيِّدنا محمَّد، والحمد لله ربِّ العالَمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.16 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]