الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاءُ بغلبة الظن في أمور الدنيا والدين عند تعذُّر اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الشروط الواجب توفرها في لباس المرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          القائم بالليل قريب من الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الدعاء للأبناء سنة الأنبياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الاطمئنان بالحياة الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          انقطع عمله إلا من ثلاث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          المعاصي بريد الكفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الصداقة في حياة أبنائنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          اللهَ اللهَ في الصلاة يا أخي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الملحد ومشاعر الحياة والموت والعلاقات الإنسانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-08-2025, 03:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,510
الدولة : Egypt
افتراضي الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي

الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي

الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي

الْخُطْبَةُ الأُولَى
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
أمَّا بَعْدُ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عِبَادَ اللهِ؛ قال اللهُ - سُبْحَانَهُ وتَعَالَى -: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53].

وقال تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11].

عبادَ اللهِ؛ إنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى عَلَيْنَا، ما وَرَدَ في قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5].

وَقَوْلِهِ ـ تَعَالَى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾ [الجاثية: 13].

وَإنَّ مِنْ بين تِلْكَ النِّعَمِ مَا يُسَمَّى بِالْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ، وَمَا حَوَتْهُ مِنَ الْوَسَائِلِ الْمُعِينَةِ عَلَى التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ، وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى اسْتِخْدَامِهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ...

فَهِيَ سِلَاحٌ يُؤْجَرُ بِاسْتِخْدَامِهِ قَوْمٌ، ويُوزَرُ بِاسْتِخْدَامِهِ آخَرُون.

حَيْثُ يَسْتَخْدِمُهَا بَعْضُ النَّاسِ فِي وَاجِبَاتٍ، أَوْ مُبَاحَاتٍ، ومُسْتَحَبَّاتٍ، وَيَسْتَحِلُّ بَعْضُهُمُ اسْتِخْدَامَهَا فِي مَكْرُوهَاتٍ، أَوْ مُحَرَّمَاتٍ، وَ مُوبِقَاتٍ.

فَضْلًا عَمَّنْ يَسْتَخْدِمُهَا فِي أُمُورٍ مُحَرَّمَةٍ، مِنْ بَيْنِهَا:
أَوَّلًا: اسْتِفْزَازُ النَّاسِ وَإِثَارَتُهُم حَتَّى يُدْفَعُوا إِلَى الْوُقُوعِ فِي الْخَطَأِ، أَوِ الْخُرُوجِ عَنْ طَوْرِ الرَّزَانَةِ وَالْهُدُوءِ، فَيُسِيئُوا إِلَى صَاحِبِ هَذِهِ التغريدة أو المقطع فَيَسْتَغِلّ هَذَا الْأَمْرَ فِي ابْتِزَازِهِمْ وَمُسَاوَمَتِهِمْ، أَوْ فِي شِكَايَتِهِم، حَتَّى يُضطَرُّوا إِلَى مُصَالَحَتِهِ وَدَفْعِ الْأَمْوَالِ الطَّائِلَةِ له حتى يَتَخَلَّصُوا مِنْ كَيْدِه وَمَكْرِهِ.

ثانيًا: وَهُنَاكَ مَنْ يَسْتَغِلُّ وَسَائِلَ التواصل الِاجْتِمَاعِيِّ فِي الْقَدْحِ فِي النَّاسِ وَتَشْوِيهِ سُمْعَتِهِمْ، وَالتَّقَوُّلِ عَلَيْهِمْ بِالْكَذِبِ وَمَا لَيْسَ فِيهْمْ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: «من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنه اللهُ رَدْغَةَ الخَبالِ حتَّى يخرُجَ ممَّا قال»؛ رَوَاهُ أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

فَكَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ ظُلِمَ وَافْتُرِيَ عَلَيْهِ، مِمَّنْ يَسْتَخِفُّونَ بِالنَّاسِ، وَلَا يَخَافُونَ مِنَ اللهِ، وَيَظُنُّونَ بِأَنَّ اللهَ غَافِلٌ عَنْهُمْ!، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 144].

وَالْأَشَدُّ وَالْأَنْكَى: الِافْتِرَاءُ عَلَى الْمُجْتَمَعَاتِ وَالْأَفْرَادِ، أَوِ الْإِسَاءَةُ للدَّوْلَةِ وَأَجْهِزَتِهَا، وَتَرْوِيجُ الشَّائِعَاتِ عَنْهَا بِمَا لَا يَخْدمُ إلَّا الْأَعْدَاءَ.

ثالثًا: إِعَادَةُ نَشْرِ الْأَخْبَارِ الْكَاذِبَةِ وَالشَّائِعَاتِ، دُونَ إِنْعَامِ نَظَرٍ كَذِبًا.

وَقَدْ حَذَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: « كَفَى بالمرءِ كذِبًا أن يحدِّثَ بِكُلِّ ما سمِعَ »؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»؛ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

رابعًا: تَتَبُّعُ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَفَضْحُهُمْ، وَهَتْكُ أَعْرَاضِهِمْ.

وَقَدْ حَذَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: « يا مَعْشَرَ مَن آمن بلسانِه ولم يَدْخُلِ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِم، فإنه مَن تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيه المسلمِ، تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، ومَن تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، يَفْضَحْهُ ولو في جوفِ بيتِه »؛ حديث صحيح.

فَقَدْ أَمَرَهُ اللهُ بِالسِّتْرِ، وَوَعَدَهُ بِأَنْ يَسْتُرَهُ إِذَا سَتَرَ مُسْلِمًا، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: « ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ »؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ، لَكِنَّهُ آثَرَ الفَضِيحَةَ عَلَى السِّتْر.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًَا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أمَّا بَعْدُ...... فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.

إِنَّ هَذِهِ الْوَسَائِلَ، قَدْ سَخَّرَهَا اللهُ لَنَا، فَكَانَ مِنَ النَّاسِ من اتَّخَذَهَا وَسَائِلَ بِنَاءٍ وَإِصْلَاحٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا مَعَاوِلَ هَدْمٍ وَإِفْسَادٍ. وَكُل سيقف بَيْنَ يَدَيِ اللهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ [الصافات: 24].

عِبَادَ اللهِ؛ وَمِنْ أَعْظَمِ وَسَائِلِ التِّقَانَةِ الْحَدِيثَةِ: الذكاءُ الِاصْطِنَاعِيُّ، الَّذِي أَصْبَحَ حَدِيثَ الْعَالَمِ بِأَسْرِهِ.

فَجَعَلَهُ قَوْمٌ وَسِيلَةً لِلْبِنَاءِ وَالْإِصْلَاحِ، فَسَهُلَ مِنْ خِلَالِهِ، الْوُصُولُ إِلَى أَبْوَابِ الْعِلْمِ عَلَى اخْتِلَافِ فُرُوعِهَا، وَمِنْ بَيْنِهَا: الْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ، وَالدَّعْوَةُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. وَاسْتَخْدَمَهُ آخَرُونَ فِي مَجَالَاتٍ تَنْفَعُ النَّاسَ: كَالطِّبِّ، وَالْهَنْدَسَةِ، وَالْإِدَارَةِ، وَالْحَاسُوبِ، وَالصِّنَاعَةِ، وَالتَّعْلِيمِ، وَأَسْهَمُوا مِنْ خِلَالِهِ فِي تَطْوِيرِ الْأَنْظِمَةِ، كَمَا أَسْهَمُوا بِدَوْرٍ فَاعِلٍ فِي شُؤُونِ الْحَيَاةِ جَمِيعِها، وَرَبْطِ الْعَالِمِ بِالْعَالَمِ.

وَلَكِنْ، مَعَ الْأَسَفِ، انْتَشَرَ بَيْنَ النَّاسِ مَنِ اسْتَعْمَلَ تِقْنِيَّاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ فِي نَشْرِ مَا حَرَّمَ اللهُ، وَالْإِسَاءَةِ إِلَى خَلْقِ اللهِ.

وَالْأَدْهَى وَالْأَمَرُّ: أَنْ يُزَوَّرَ فِي الْمَقَاطِعِ وَالصُّوَرِ، فَتُصَدَّرَ إِلَى النَّاسِ فَتَاوَى لِعُلَمَاءَ بِصُوَرِهِمْ وَأَصْوَاتِهِمْ، وَمَا قَالُوهَا قَطُّ، وَلَا أَفْتَوْا بِهَا؛ بَلْ قَدْ تَكُونُ عَلَى مَا خِلَافِ ما يَقُولُونَ! وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الْكَذِبِ، وَالِاعْتِدَاءِ عَلَى حُرُمَاتِ اللهِ.

ثُمَّ يَأْتِي التَّزْوِيرُ مِنْ خَلَالِ اسْتِخْدَامِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ بالِافْتِرَاءِ عَلَى النَّاسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، حَيْثُ يُسْتَخْدَمُ الذَّكَاءُ الِاصْطِنَاعِيُّ فِي قَلْبِ الْحَقَائِقِ، وَتَشْوِيهِ سُمْعَةِ النَّاسِ، وَخِدَاعِهِمْ بِصُوَرٍ فَاضِحَةٍ لِأَخْلَاقِ النَّاسِ، فَيَدَّعُونَ بِهَذِهِ الصُّوَرِ الْكَاذِبَةِ أَنَّ هَذِهِ الْفَاحِشَةَ قَدِ ارْتَكَبَهَا فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةٌ، وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَهَا، وَمَا ارْتَكَبُوهَا؛ بَلْ قَدْ لَا يَعْلَمُونَ عَنْهَا ـ حِينَمَا نُشِرَتْ ـ شيئًا.

فَكَمْ قُلِبَتْ مِنْ خِلَالِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ الْحَقَائِقُ، وَنُشِرَت الْمَعْلُومَاتُ الْمُضَلِّلَةُ، وَدُمِّرَتِ الْأُسَرُ، وَأُسْقِطَتِ الْبُيُوتُ الْعَالِيَةُ، وَأُضِرَّ بِالْأَبْرِيَاءِ، وَلُفِّقَتِ الْفَتَاوَى الْمَكْذُوبَةُ عَلَى الْعُلَمَاءِ. وَمَا عَلِمَ هَؤُلَاءِ أَنَّهُمْ سَيُعْرَضُونَ عَلَى اللهِ، لَا تَخْفَى مِنْهُمْ خَافِيَةٌ. قَالَ ـ تَعَالَى: ﴿ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ﴾ [المجادلة: 6].

وقال ـ تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقالـ تَعَالَى: ﴿ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، وقال ـ تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ﴾ [الكهف: 49] فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ، عِبَادَ اللهِ، مِنْ هَذَا الْمَسْلَكِ الْخَطِيرِ، حَوَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ إِلَى نِقْمَةٍ، وَوَظَّفُوهَا بِالشَّرِّ لَا بِالْخَيْرِ.

فَاللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا.

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَمْكُمُ الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.07 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.31%)]