
29-10-2025, 01:36 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,352
الدولة :
|
|
كامل .. متكامل
كامل .. متكامل
- إن من أعظم نعم الله -تعالى- على هذه الأمة، أن أكمل لها هذا الدين؛ فلا نحتاج إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فهو خاتم الأنبياء، ولا حلال إلا ما أحله الله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه؛ فقد قال -تعالى-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:3).
- وهذا يدل على أن الله - سبحانه - قد اختار لنا هذا الدين، وأحبه ورضيه لنا، بل اختار له أفضل رسله، وهو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجعل نبينا هو خاتم الأنبياء؛ فلا نبي بعده، وجعل كلامه وفعله سنة لنا، قال - تعالى - {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21)، فحري بنا -بعد كل هذا بل لزام علينا- أن نرضى بهذا الدين العظيم الكامل غير الناقص، فلا نزيد شيئا عليه، ولا ننقص شيئا منه؛ ونرضى بنبينا قدوةً، وقرآننا منهجا وطريقا نعمل به.
- ولم يكمل الدين إلا على الصدق والعدل، قال -تعالى-:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا}(الأنعام:115)، أي صدقا في الأخبار وعدلا في الطلب؛ فكل ما أخبر به الله فهو حق لا مرية فيه ولا شك، وكل ما أمر به فهو العدل الذي لا عدل سواه، وكل ما نهى عنه فباطل، كما قال -تعالى - : {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ } ( الأعراف: 157) .فكل شيء أخبر به -سبحانه- فهو حق وصدق لا كذب فيه؛ فدينه -جل وعلا- دين كامل، فيه خير الإنسان، ومبني على الصدق والعدل.
- ومن كمال هذا الدين أن الله -سبحانه- أيده بكتاب من عنده هو القرآن، فيه بيان وشرح لكل شيء؛ قال -تعالى-: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين} (النحل: 89)، أي أن فيه تفصيلا لهذا الدين، من ناحية الأحكام التي يحتاجها الناس، فهو واضح بألفاظه ومعانيه؛ فهم يهتدون به إلى أمر دينهم ودنياهم، ورحمة ينالون به كل خير في الدنيا والآخرة؛ فصار حجة الله على الناس كلهم؛ لأن فيه تبيانا لكل شيء.
- ومن كمال الدين أن الإسلام نظر إلى الإنسان نظرة شمولية تكاملية، غطَّت جميع جوانبه واحتياجاته، فقد خلق الله الإنسان وعلمه الفهم في الدين والدنيا، في الخير والشر، قال -تعالى- : {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} (الرحمن). وقال: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الجاثية). فمتى ما فكر الإنسان في آيات الله ومخلوقاته، وكيف أن الله سخرها له، وجب عليه هنا أن يستقيم على أمر الله ويعظمه -سبحانه- ويقف عند حدوده، ويسارع إلى طاعته وعبادته.
اعداد: سالم الناشي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|