الظفر بذات الدين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدلالة اللغوية والمدلول الفقهي للخمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بالقرآن حيت نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الكلمة مسؤولية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بـارقـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الإقرار بالعبودية والألوهية لله تعالى أفضل شهادة تستودع عنده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شعر – مثل – خبر – حكمة. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5064 - عددالزوار : 2266504 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4647 - عددالزوار : 1543837 )           »          من كفارات الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ثبوت صوم النبي أيام التسع من ذي لحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2025, 08:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,406
الدولة : Egypt
افتراضي الظفر بذات الدين

الظفر بذات الدين


الشيخ طه الساكت


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها، ولدينها ، فاظفر بذات الدين ، تربت يداك ) .رواه الشيخان ( ) .
المفردات

الحسب : ما بعده الناس من مفاخر الآباء ، مأخوذٌ من الحساب ؛ لأنهم كانوا إذا تفاخروا عدُّوا مناقبهم ومآثر قومهم ، ثم حكموا لمن كان أكثرهم مناقب وأوفاهم شرفاً .
والحسب أيضاً الفعال الحسن ، كالجود ، والشجاعة ، وحسن الخلق . وقد حسب حسباً فهو حسيب .
وتربت يداه : في أصل كلامهم دعاءٌ عليه ، كأنه أفتقر حتى لصق بالتراب . لكنهم أكثروا استعمال هذه الكلمة ، وتوسعوا فيها حتى أخرجوها عن حقيقتها ، قصداً إلى الإنكار ، أو التعجب ، أو التعظيم ، أو الحث كما هنا . وللعرب كلما تجري على ألسنتهم ولا يريدون بها معناها الأول . ومن هذا القبيل قاتله الله ؛ لا أب له ، لا أم له .
المعنى
عادات الناس في الزواج :

يحدثنا صلوات الله وسلامه عليه عن عادات الناس في الزواج ، ويحلِّل رغباتهم فيه تحليلاً لا يدع لباحث قولاً ؛ يبيِّن أن تُقصد المرأة لمالها ليستمتع به الزوج في حياته ، ويورثه أولاده منها بعد مماته ، ويخفف به أثقال العيش وأعباء الحياة . وإما أن تُراد لحسبها ، يبتغي زوجها العزة بقومها والمنزلة بشرفها وجاهها ؛ والمصاهرة لحمة كلحمة النسب . وإما أن ترغب لجمالها ، إذ كان الزوج عبد الهوى وأسير الشهوات .
سوء اختيار الزوجة ومغبته :

تلك شئون الكثيرة الكاثرة من الناس إذ يَقْصدون إلى النكاح . وما أسوأ العاقبة ، وأنكد الحياة ، إذا أستحوذت المرأة على الرجل فاستعبدته بمالها ، أو اقتنصته في شرك حسبها وجمالها ! هنا لك تكون هي القيَّمة على الزوج ، والحاكمة بأمرها والمستبدة برأيها ، ويكون الزوج هو العبد المطيع ، والذليل المسخَّر لما تريد المرأة وتهوى ، وهنالك الطامة الكبرى ، والبلاء الأعظم .
اختيار المرأة الصالحة وأثره :

أما الكَمَلَةُ من الرجال _ وما أقلَّهم _ فهم الذين يرغبون في المرأة لدينها ؛ فيجدون فيها السكَنَ لنفوسهم ، والطمأنينة لقلوبهم ، والأمن على أموالهم وأعراضهم .
ذلك بأن الحسب عندهم هو التقى ، وأن الغنى غنى النفس ، وأن الجمال هو جمال الدين والخلق .
لكن الله تعالى يُهيب لهم من ذوات الدين ما فقدوا وخيراً مما فقدوا من ذوات الحسب والنسب ، وربات المال والجمال .
وفي الدين الخير كلُّه لمن باع الحياة الدنيا بالآخرة فربحهما جميعاً ؛ وفي الدنيا الرُّ كله لمن أشترى الفانية بالباقية فخسرهما جميعاً ؛ ومصداق ذلك وما رواه الطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تزوَّج امرأة لعزِّها لم يزده الله إلا ذلاً ، ومن تزوَّجها لما لها لم يزده الله إلا فقراً ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءةً ، ومن تزوج امرأة لم يرد بها أن يغضَّ بصره ، ويُحصن فرجَه ، أو يَصِلَ رحمه ، بارك الله له فيها وبارك لها فيه) ( ) . وفي تجاريب الحياة معتبرة وذكرى
علاوة في الفضل وزيادة في الحسنى

وغنيٌ عن البيان أنَّه صلوات الله وسلامه عليه إنما يرغِّب عن ذوات الحسب ، والنسب ، والجمال ، إذا عَرَين عن الدين ، وتجرَّدن من فضائله . وأما إذا تحلت ذات الدين بخصلة من الخصال الثلاث ، أو بهنَّ جميعاً فذلك علاوة في الفضل ، وزيادة في الحسنى ، لا يلأباها الدين الحنيف ، بل يدعو إليها ، ومن ثم نراه ينفِّر من نكاح المرأة الوضيعة الحسَب ، أو المجهولة النسب إلا من أمثالها ؛ لأن العرقِ دسَّاس ، وكل إناءٍ بما فيه ينضح ، كما نراه يرغِّب في النظر إلى المرأة حين خطبتها خشيةَ أن يُخدع فيها فيعاشرها على مَضَضٍ ، أو يفارقها على نكد .
وقد حظيت أمهات المؤمنين _ لا سيما خديجة وعائشة ، رضوان الله عليهن _ بهذه المناقب أو أكثرها مضافة إلى الدين والخلق والأسوة الحسنة والتربية الرشيدة . وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
وجملة القول أن الدين هو الأساس الأول ، لمن يختارها الرجل شريكة حياته ، وموضع ثقته ومثابة هناءته وسعادته ، فإذا حظي فيها بمنقبة فوق ذلك فما أخلقه بشكر النعمة وتقوى الله فيها .
بم تعرف المرأة الصالحة ؟

وتُعرف ذات الدين بالمنبت الكريم ، والبيئة الصالحة ، والبيت التقي المهذَّب ، والسيرة النقية الطاهرة .
ومهما أوغل الناس في الفساد والغش ، وَسَرَتْ عدوى الرذيلة إلى الفضيلة ، وأشتبهت المسالك فإن للصلاح نوراً يبدِّد الظلام ، ويخترق الحجب ، ويدل روَّاده عليه ويهديهم السبيل إليه . فإن عثر بعد قصد صحيح ذو قلب سليم ، وطوية صالحة _ وقلما يعثر _ فسرعان مايقوم على قدميه مطمئنة نفسه ، ذاهبة كربته [وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى] {طه:132} .
ويتصل بالأغراض السابقة مانرى الآن من ثقافات المرأة المختلفة ، وفنون تربيتها المتكاثرة فما كان منها في الخلق والأدب ، وواجبات الزوجية والأمومة ، وحقوق البيت والولد _ فهو راجع إلى دينها .
وما كان منها ، وهو الأعم الأغلب ، في فنون العيش ، ومزاحمة الرجال ، وضروب الزينة ، ومفاتن الحياة، _ فهو مردودٌ إلى المقاصد الأخرى في زواجها .
والذي نعنيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أبان أمهات الأغراض في النكاح ، وأن ماجدَّ في المدينة الزائفة ، والحضارة المقيتة ، فهو متشعِّب عنها ومردود إليها ، وأن الدين _ ومنه التربية الرشيدة _ لا يزال هو المقْصد الأسمى ، والمطْمح الأعلى ، لمن يبتغي عزَّةً خالصة ، وحياة طيبة .
اختيار الرجل الصالح :

وكما ينبغي للرجل أن يبحث عن ذات الدين فيظفر بها ، ينبغي كذلك للمرأة أو وليها أن يتخَّير ذا الدين والخلق فيظفرا به ، وهنالك توضع اللِبنَن الأولى في بناء البيت الصالح التقي ، والأسرة الكريمة المهذبة ، بل الأمة المرهوبة الجناب ، الرفيعة المنزلة .
الكفاءة بين الزوجين :

ومما هو جدير بالنظر ، رعاية المشاركة بين الزوجين في حظوظ هذه الدنيا ؛ فقد حدثنا التاريخ ، وأرتنا المشاهدات ، أنَّ المرأة لا تحتفل بمن كان دونها حسباً ، أو مالاً ، أو ثقافة ؛ فَتَضْطرب الحياة الزوجية حينئذ ، وتسوء مغبتها ، وأما إذا كان الزوج أكثر مالاً وأعز نفراً ، فهو الرجل عندها كل الرجل .
ولما كان للحسب من بين الحظوظ مكانته الأولى ، وقدَّرته الشريعة الغراء قَدْره ، وحلَّت عقدة النكاح إذا خدعت المرأة بزوج لم يكن لها كفؤاً .
تنشئة البيت على الدين والخلق :

وكما في تعبيره صلى الله عليه وسلم بالظفر ، الذي هو البغية ومُنْتهى الأمل _ إثارة للرغبة الصادقة في المرأة الصالحة ؛ فيه كذلك إشارة واضحة إلى أولياء البنت والقوَّمين عليها ، أن ينشئوها على الدين والفضيلة ، وحقوق الزوج والمنزل . فليعلموا أنها تربة الولد ومنبته ، وعماد هذا الوجود وبهجته ، وأنهل خُلقت سريعة التأثر بما تنشأ عليه من خير وشر ، قوية التأثير بما طبعت عليه أو تأثرت به .
فهي _ ولا مراء _ أشدُّ من الرجل إثارة وأبلغ في النفوس تأثيراً ؛ لأنّ عقلها من وراء قلبها ، وأما الرجل فإن قلبه من وراء عقله . وشتان ما بين النهجين .
وكم رأينا من زوجة صالحةٍ أنقذت زوجها من بُؤْرة الفساد ، وهدته السبيل السوى ، وأخرى فاسدة عكست عليه أمره وفتنته في دينه ، وكانت نكداً له ووبالاً عليه .
وقلما نرى رجلاً صالحاً قوَّم زوجه المعوجة وغيَّر من طباعها . ومن هنا كانت العناية باختيار المرأة الصالحة أشد من العناية باختيار الرجل الصالح .
مصابنا في بيوتنا وأولادنا :

أما بعد ، فإذا راعك هول مصابنا في بيوتنا وأولادنا ، بل في أموالنا وأخلاقنا ، فاعلم أنَّ أساس ذلك كله هو المرأة ؛ ذلك بأنها عندنا واحدة من أثنتين ؛ جاهلة خرقاء ، مظلمة القلب والبصيرة ، صرفهها وجهلها عن الخير ، وأرادها خَرَقُها في الشر ؛ ومتعلمة ثرثارة ، أسِّفت في اللهو والترف ، وتسكَّعت في المجامع والأندية ، وثارت على الأهل والولد ، فكانت شراً من أختها وأضل سبيلا ! .
مصابنا في أحجام الشباب عن الزواج :

وإلى رسوخ الجهل ، وسوء التربية ، وإن شئت فقل إلى عُرى المرأة من الدين
والفضيلة ، يردُّ مصابنا في إضْراب فريق من الشباب عن الزواج ، وإيثار فريق آخر غير المسلمة على المسلمة ، حتى عرضت الفتاة في الطرقات والأسواق كما تعرض السلع للتجارة ظناً من
أهلها وذويها أن ذلك يرغِّب الشبان فيها ، مع أن هذا لا يزيدها عندهم إلا حقارة ولإزدراءً ، ولا يزدادون به إلا نفوراً وإباءً . ومن وراء الإحجام عن الزواج انحلال الأمة ، وتقويض بنائها ، وضياع أخلاقها .
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
كلمة إلى ولاة الأمور :

فإذا كانت المرأة كما يقول علماء الاجتماع بحق _ أساس نهضة الأمم وفخارها ، ومبعث قوتها وآمالها ، وعنوان عزها وسعادتها ، إذا صلحت صلح المجتمع كلُّه وإذا فسدت فسد المجتمع كلُّه ؛ إذا كانت كذلك فلينظر ولاة الأمور والقوَّامون على التربية أين يضعونها ؟ وليعلموا أنَّ الله سائلهم عن شرعتها ومنهاجها ، وليوطِّنوا أنفسهم على أن يجعلوا الدين عمادها والفضيلة ملاكها ، وإلا جَنضوا عليها ، وفقدوا خلقها ؛ وإذاً لا يجحدون العلم إلا مدرجة للشر وسبيلاً إلى الفساد [وَالبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا] {الأعراف:58} .
* * *
المصدر: مجلة الأزهر ، العدد التاسع ، المجلد الخامس ، سنة (1363).

( ) أخرجه البخاري (5090) في النكاح ، ومسلم (1466) في الرضاع.
( ) أخرجه الطبراني في الأوسط (2342) وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) 4 :254 فيه عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب ، وهو ضعيف
بعناية الشيخ مجد مكي







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.21 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]