النجاسة أقسامها وأحكامها

[أبو عثمان]

وكتبه : خادم العلم الشريف : ابو عثمان

أقسام النجاسة

قال تعالى : { يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر } المدثر
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يقبل الله صلاة بغير طهور ) مسلم
النجاسة : هي كون البدن أو الثوب أو المكان بحال يتقذرها الشرع ويأمر بالتطهر عنها .
ثم النجاسة على قسمين :
الأول ـ نجاسة حكمية .
الثاني ـ نجاسة حقيقية .
الشرح :
الأول ـ النجاسة الحكمية : هي كون الإنسان بحال لا تجوز معها الصلاة , وتسمى النجاسة الحكمية حدثًا كذلك .
ـ والحدث ينقسم الى قسمين :
1 ـ الحدث الأكبر : وهو كون الإنسان بحال يجب فيها الغسل , ولا تجوز الصلاة ولا تلاوة القرآن في تلك الحال .
2 ـ الحدث الأصغر : وهو كون الإنسان بحال يجب فيها الوضوء ولا تجوز الصلاة في تلك الحال, ولكن يجوز قراءة القرآن من حفظه.
الثاني ـ النجاسة الحقيقية : وهي القذارة التي يجب على المسلم أن يتنزه عنها ويغسل ما أصابه منها .

أقسام النجاسة : الأول : فالغليظة منها باعتبار قلة المعفو عنه لا باعتبار كيفية تطهيرها إذ لا يختلف بالغلظ والخفة: كل ما يخرج من بدن الإنسان مما يوجب خروجه الوضوء أو الغسل .
والغليظة مثل :
1 ـ الروث , لما رواه عبد الله رضي الله عنه قال : ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته , فقال :التمس لي ثلاثة أحجار , فأتيته بحجرين وروثة فأخذ الحجرين وألقى الروثة , وقال : إنها رجس ) الترمذي
2 ـ الخمر , لقوله تعالى : { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه } المائدة 90
3 ـ لحم الميتة وجلدها , لا الكبد والطحال , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أحلت لنا ميتتان ودمان : فأما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال ) ابن ماجه
4 ـ بول الحيوان الذي لا يؤكل لحمه .
5 ـ فضلة الكلب ورجيعه وكذا الخنزير نجس بجميع أجزائه .
6 ـ فضلة السباع ولعابها .
7 ـ خرء الدجاجة , والبطة , والإبل , ونجو سباع البهائم ـ أي رجيعهم ـ ولعابها ,
8 ـ المني , لقول عائشة رضي الله عنها : ( كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي صلى الله عليه وسلم وإن بقع الماء في ثوبه ) البخاري
9 ـ البول , لما رواه ابن عباس رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: إنهما ليذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة .. ) متفق عليه
10 ـ ودم الحيض والاستحاضة .
11 ـ وكل ما يخرج من بدن الإنسان وينتقض الوضوء بخروجه كالمذي والودي والقيح والصديد والقيء إذا ملأ الفم , والدم إذا سال .
12 ـ بول الصغير والصغيرة أكل الطعام أم لم يأكل .
حكم النجاسة المغلظة : 1
ـ يعفى عن النجاسة المغلظة إذا كانت قدر الدرهم , فإن زادت النجاسة الغليظة على قدر الدرهم افترض غسلها بالماء , أو بشيء مزيل ولا تجوز الصلاة فيها , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا ذهب أحدكم الى الغائط فليستطب بثلاثة أحجار فإنها تجزئ ) أبو داود والنسائي , فلما جاز الاكتفاء بالأحجار وظاهر أنها لا تزيل أثر النجاسة بل تخففها ثبت أن النجاسة قدر موضع الاستنجاء معفو عنها تجوز الصلاة معها , وموضع الكف مقدر بالدرهم لقول عمر رضي الله عنه : " مثل ظفري هذا لا يمنع حتى يكون أكثر منه " أورده الكاساني في البدائع
2 ـ ويعفى عن قدر مثقال في الكثيف كالخرء مقدار الدرهم وزنًا أي ما يساوي 2,812 غرامًا

الثاني : النجاسة المخففة باعتبار كثرة المعفو عنها بما ليس في المغلظة: هي التي لايجزم بنجاستها لوجود دليل آخر يدل على طهارتها .
أمثلة النجاسة المخففة :
1 ـ بول ما يؤكل لحمه كالإبل والبقر والغنم .
2 ـ بول الفرس
3 ـ خرء الطير الذي يؤكل لحمه , لأن الطيور التي يؤكل لحمها كالحمام والعصفور طاهر عند الحنفية .
حكم النجاسة المخففة :
قد عفي عن النجاسة الخفيفة ما لم تكن كثيرة , وقدر الكثير بربع الثوب والبدن, وكذا عفي عن رشاش البول إذا كان مثل رؤوس الإبر .
فروع : 1 ـ
1 ـ إذا اختلطت النجاسة الخفيفة بالغليظة , جعلت الخفيفة تبعًا للغليظة في الحكم .
2 ـ يعفى عن طين الشارع يصيب البدن إلا إذا ظهر فيه أثر النجاسة الموجودة في الطين .
3 ـ يعفى عن بخار يتصاعد من مادة نجسة .
3 ـ ويعفى عن بول الهرة دفعًا للحرج .
كيفية تطهير النجاسة :
1 ـ إذا كانت النجاسة مرئية فطريق تطهير الثوب أو البدن أن يزال عينها بالغسل بماء طاهر أو بمائع طاهر غير الماء كالخل وماء الورد .
2 ـ وإذا كانت غير مرئية كالبول والماء المتنجس فطريقة التطهير أن يغسل حتى يغلب على ظن الغاسل أنه قد طهر , وإنما قدروا بالثلاث لأن غالب الظن يحصل عنده .
3 ـ إذا زالت عين النجاسة المرئية بالغسل لا يضر بقاء أثرها الذي يشق إزالته كالريح واللون .