شرط الخبرة عائق وإعاقة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 284 )           »          تأديب الأولاد :المهمة يسيرة والنتائج غزيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الإحسان إلى النفس باللباس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أخطاء الواقفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 221 )           »          مهــارات بنــاءمجمـوعـات العـمـل الدعوي والتربوي وتفـعيـلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 163 )           »          ما نصيبنا بعد تقسيم الأرض والعلوم والأخلاق بين الأمم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          (الهالووين) اليوم المقدس لعبدة الشياطين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          المرتكزات الاقتصادية للمشروع الإيراني في المنطقتين العربية والإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          منهج العلماء في رفع التعارض بين النصوص الشرعية‏ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 10705 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2019, 05:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,744
الدولة : Egypt
افتراضي شرط الخبرة عائق وإعاقة

شرط الخبرة عائق وإعاقة
محمد فقهاء


هذه إضاءة حول المعاناة الدنيويَّة التي يلاقيها حديثو العهد بالتخرُّج، نلقِي نظرةً على تلك المعاناة التي يعانِيها كلُّ حامل شهادة جامعيَّة في هذه الحياة.

هذا الشرط أشمأزَّ من لفظ حروفه، بل حتى من النَّظر إلى رسم تِلك الحروف لذلك الشرط، حتى إنَّه صار بيني وبينه عداوة لا صُلح فيها، ولا عفو.

بدون مقدِّمات كثيرة لنقفِز إلى هذا الشرط التعجيزي، والعائقِ الوظيفي أمام كلِّ خرِّيج، بعد تخرُّجه، بعد سنواتٍ من الكدِّ والتعب النفسي والعقلي والمالي، بدل أن تلاقيه وظيفة تسرُّ ناظرَيه، وتفرج كربتَه، وتحل أزمتَه، يلاقيه هذا العائق، يوقفه مكانه طويلاً ويكبِّله، ويقعده ولا يحرِّكه.

عندما يذهب الخرِّيج للتقدُّم لوظيفة، يلقون على عَينيه قائمةً بشروطهم التي يطلبونها من كلِّ متقدِّم، وما أن تبدأ عَيناه بالتجول بين تلك الشروط هازًّا رأسه إيماء بتوفُّرها فيه، إلى أن يفاجأ بشَرط الخبرة، وما أن يحطَّ رِكابه عنده، وإلاَّ وسمعه قد أطرق ليخبِر نفسه بنفسه بما سينبئه به هذا الشرط، وكأنَّه يخاطبه قائلاً: لا وظيفة لك، وإلا فأي معنًى آخر لهذا الشرط، لمولودٍ قد خرج من رَحِم الجامعة حديثًا، غير هذا المعنى؟

هذا الشرط خطيئة حياتيَّة أمام كلِّ خرِّيجٍ اقترفَها المجتمعُ وأصحاب الوظائف، والآن يتجرَّع الخرِّيج مرارتها، ولا ذنب له في هذا سوى أنَّه خرِّيج بالكاد قد وصَل عَاريًا من المال ممَّا دفعه على أقساطه، متعَب الذهن بعد سنوات من الحفظ والدرس، قد قطعت أوصال فكره على مستقبله البئيس.

الخرِّيج أمام هذا الشرط لا حلَّ معه؛ إذ سيبقى في دائرة مفرغة، الوظيفة تَحتاج لشرط خِبرة، وشرط الخِبرة يلزم للحصول عليه وظيفة، وهكذا يبقى يدور حولَ نفسه.

بعضهم يطلُب من هذا الخرِّيج شرطَ خِبرة ثلاث سنوات، وهو الغالِب حسب ما رأيتُ، والبعض يطلب عشر سنوات على اختلاف نوع تِلك الوظيفة، بل أذكر أنِّي تقدَّمتُ للعمل كباحث ربَّما طلب مني خِبرة عشرين عامًا؛ يعني: ما يعادل عمري أثناء التقديم إلا قليلاً، وليس لهذه المدَّة من الخبرة إلا معنًى واحد، هو أن أكون قد وُلدتُ بتلك الخبرة، أو تكون قد وُلدَت معي وكبرَت وترعرعَت في أكنافي، وأكون قد قاسمتُها غذائي ولباسي وكل حاجاتي، حتى أنفاسي ومسرَّاتي وأحزاني، فأكون مولودًا وبخِبرة.

وممَّا يزيد المرارة في هذا عندما تكون هذه الشروط صادِرة من مؤسَّسات تابعة للدَّولة، التي من المفترض أن تكون هي من توفِّر تلك الوظائف، وتؤمِّن عمل متعلِّميها وخرِّيجيها، بدل أن يُلقوا بشهاداتهم في سلة النِّفايات، أو تعليقها على الجدران والذهاب للعمل في غير تخصُّصاتهم.

هذا هو المفترَض، وما يجب أن ينتظره الخرِّيج، لا أن تكون هذه الشروط عوائق وعرَاقيل أمام كلِّ خرِّيج، وهنا يحقُّ لكلٍّ منَّا أن نسأل الدولةَ: ما فائدة الدِّراسة؟ أوقِفوا التدريس وأغلِقوا الجامعات، فلا حاجة للمزيد من المتعلِّمين.

الأولى فيمن يضَع هذه الشروط أن يعرِف الخبرات التي يَمتلكها الخرِّيج، وليس سنوات الخِبرة، فكم من موظَّف في وظيفته مع سنوات خِبرته التي يتبجَّح بها ولا يؤدِّي عملَه كما يُطلب منه لعدم توفُّر الخبرات في نفسه، وكم من موظَّف لا يَصلح لوظيفته، فالخبرات هي الميزة وليسَت الخبرة التي هي مدَّة مكوثِه في تِلك المهنة أو الوظيفة.

ولا بدَّ لنا ألا ننسى ما له علاقة سواء من قريبٍ أو بعيد حول هذا الموضوع؛ كمثل كثير من تلك الإعلانات الرَّخيصة التي نراها هنا وهناك، طالبين فيها موظَّفين، وهذه في حقيقتها ما هي إلاَّ وسيلة تغطية على ما يحصل من توظيف تسييسًا أو تحزيبًا أو محاباة وواسطة لها دورٌ كبير في إعاقة الوصول لما يَبتغيه الخرِّيج، زيادة على تِلك الشروط التعجيزيَّة، التي ليست فقط عائقًا؛ وإنَّما كأنَّها إعاقة تلازِم الخرِّيج أيام دهرِه.

في نهاية المطاف ومع مرور الأيام يحصل الخرِّيج على شهادة خبرة في البطَالة، فيصبح خرِّيجًا "عاطلاً عن العمل" بشهادة خِبرة، ويكون رَهن الاعتقال الجبري في سجن اللاعَمَل.

أما أنت أيُّها الخرِّيج في نهاية مقالي، فأخبرك أنَّ أمامك حجَر عَثرة في مشوارك الحياتي العملي، وليس أمامك إلاَّ أن تطلِق النارَ على شهادتك فترديها ميتة، أو أن تحمل مِعْوَلك وتبدأ بهدم هذا الشرط، فدونك هذا الطاغوت الوظيفي، أو أن تأخذ بالرُّخصة بالفرار من تلك المعركة الخاسرة - الحصول على وظيفة - فتفر من حلم الحصول على وظِيفة وتسعى في الأرض باحثًا عمَّا يسدُّ رمقك، ويسد جوعتَك، فأرض الله واسعة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.52 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]