|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
صور التحدي الفعلية في كلام الله تعالى
صور التحدي الفعلية في كلام الله تعالى ياسر تاج الدين حامد تتمثل تلك الصور من التحدي في إخبار القرآن بالكثير من العلم الغيبي الذى لم يكن يعلمه أحد، مثبتًا بذلك؛ التحدي القولي الذى سقناه أعلاه، وتكمن تلك الصور في مفهوم هذه الآية. حيث قال الله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [ فصلت: 53]. فتأتي الآية بوعد الله سبحانه أن يكشف للناس باستمرار عن آياته[1] في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، ويُذهب ما في قلوبهم من ريب وشك.. ولقد أنزل الله سبحانه هذا الوعد المجيد، قبل أن يُفِكر الإنسان في غزو الآفاق أو التعرف على أسرار نفسه، حتى إذا رأى الإنسان آيات الله في الكون، ثم عرفها في كتاب الله؛ يعلم أن الذى أنزل القرآن المجيد هو الله الخالق لهذا الوجود. ومن هنا يتبين لنا أن صور التحدي في القرآن ليست للعرب وحدهم، وليست في اللغة وحدها... بل هي للعالم أجمع.. وفي شتى العلوم.. وفى وجوه متعددة. فقد كانت هناك معجزات للقرآن.. وقت نزوله.. وبعد نزوله.. وهي مستمرة حتى يومنا هذا.. ولعلها تظهر واحدة تلو الأخرى مع التقدم العلمي في شتى المجالات، لأننا لم نستطع فَهم بعض آيات القرآن في الزمن الماضي إلا من خلال الاكتشافات العلمية الحديثة. ومن منطلق الآية السابقة يقول الدكتور (لخضر شايب)[2]: "إن أيسر وجوه إعجاز القرآن الكريم تكمن في بشاراته وإخباره بالحوادث المستقبلية، إضافة إلى دلالة هذا الوجه على قناعة النبي صلى الله عليه وسلم التامة بربانية الوحى"، ويضيف: "وتعود السهولة إلى قدرة كل أحد على معرفة ذلك، إذ كان يكفى كل كافر أن ينتظر حدوث الأمر الذى أخبر عنه القرآن ليعرف مدى صدقه أو كذبه. أما دلالة هذا الوجه على إيمان النبي صلى الله عليه وسلم بالمصدر الإلهي للوحى، فلأنه ما كان ليُجازف بالنص على هذه التحديات الحديثة والزمانية التي وردت في القرآن لو لم يكن على يقين من صدقه، إذ إن بإمكانها تبيين كذبه ببساطة تامة في حالة عدم وقوعها"[3]، وقد أشار (د. شايب) في قوله إلى أيسر وجوه الإعجاز، وهو: الإخبار بالحوادث المستقبلية، ومن هذا الكلام يتضح لنا أن الإعجاز القرآني لم يقف عند الإخبار بالمستقبل بل تعدى إلى وجوه أخرى ومنها تحدثه عن حقائق علمية لم تظهر إلا في القرن العشرين. ولأن التحدي للقرآن جاء بصيغة سوف ﴿ سَنُرِيهِمْ ﴾ أي أن التحدي ليس لفترة نزوله فقط بل حتى نهاية العالم، فما انطبق على العرب المعاصرين لزمن النبوة ينطبق على البشر الذين يعيشون بيننا اليوم، إذ بإمكان كل أحد أن يستوثق من هذه المعجزة بمجرد النظر في أسلوب القرآن الكريم، وتوالى الحوادث التاريخية التي تحدث عنها، واكتشاف الحقائق العلمية التي أخبر بها. [1] معجزاته. [2] جزائري، أستاذ التعليم العالي بجامعة باتنة بالجزائر. [3] نبوة محمد في الفكر الاستشراقي المعاصر؛ د. لخضر شايب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |