|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
روضة السحور
روضة السحور نبيل بن عبدالمجيد النشمي وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تسحَّروا فإن في السحور بركةً))؛ متفق عليه. وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: تَسحَّرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قمنا إلى الصلاة، قيل: كم كان بينهما؟ قال: قدر خمسين آية؛ متفق عليه. السحور روضة زاد وتقوى وبركة، بها على الصوم العبد يتقوَّى، وعليها كانت طريقة خير الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - فهي فَرْق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، فتعلم خذ منها درسًا في الولاء والبراء، فديننا دينٌ على الهدى، وهم مَن حرَّف واتَّبع الهوى. روضة السحور لحظات أكل وشرب، غير أنها لحظات يتقرَّب بها العبد لربه؛ فهي عبادة من جِهة، وتقوية للبدن على الصوم من جِهة أخرى، وكم بسبب النيَّة يكون الفرق بين أكلة وأكلة، بل بين غمضة وغمضة، فاجتهدوا في توجيه النيات لترتفع الدرجات. السحور بركة للبدن وللقلب وللطاعة، ولو حبات تمر أو حسوة ماء لمن لم يجد أو لا يرغب في طعام. وتأخير الدخول في هذه الروضة أفضل من تعجيله، سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وتعليمه، حتى ولو لم يبقَ على الأذان إلا قدْر قراءة خمسين آية. فمحروم مَن يَحرِم نفسه من بركة هذه الروضة، وكم يفوته من أجر اتباع سنة، وشرف الاقتداء بنبي الرحمة - صلى الله عليه وآله وسلم - فتسحَّروا حتى يكون الصوم سهلاً والأمر هيِّنًا، بل تسحَّروا لتنالوا بركة، فالسحور بركة. ولا تجعل من عدم سحورك سببًا لتفريطك بأوقات نهار رمضان ونومك طولاً وعرضًا؛ فتخسر من الحسنات جبالاً، وحتى لا يصبح صومك هباء، بل قد تكسب سيئات وأنت تَظُن نفسك في طاعات إذا كان تفريطك يَصِل إلى تضييع حق الصلوات. تسحَّر بالحلال الموجود، اقتداء بخير مولود - صلى الله عليه وآله وسلم - ومخالفة لعدوك اللدود، تَنل بركة من الغفور الودود. روضة السحور تجمع بين بركة الزمان فهي في السَّحر، وما أدراك ما السحر وما فيه من نزول؟! وبركة الحدث، نور على نور، يُضفي على الصائم نورًا وبركة وانشراحًا. السحور أكلات يعبد بها الصائم ربَّه العزيز الحكيم الغني الكبير، والنية الفاصل الخفي؛ فتسحروا بنيَّة صالحة حتى تكون لقيماتكم طاعات. اجعلوا من السحور قُرْبة لربكم - تبارك وتعالى - واحمدوه أن وفَّقكم؛ فهي أصلاً رحمة من الله الرحيم بنا؛ فقد شرع الصيام ابتداءً بلا سحور؛ فالحمد لله على توفيقه وامتنانه. السحور الطعام، والسحر الوقت، اتفاق في المبنى والمعنى؛ فالسحور طعام مُبارَك والسحر وقت مبارك، ليكون الصيام مباركًا والليل والنهار مباركًا من بركة إلى أخرى، و﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]. السحور روضة طعام حسي ومعنوي، فهو زاد للبدن والقلب؛ فمن لم يَحرِص على زاد البدن فيها فلا تفوته تلك اللحظات من دعوات؛ فهي غالية، وهي زاد للقلب، وطريق للقرب من الله. وللسحور سنن وآداب، ومن أهم سننها أن يحضر فيها التمر ليكون طعامًا خفيفًا كاملاً لما في التمر من الخفة والكمال. ربنا أَكرِمنا ببركة هذا الشهر، وارزقنا الاقتداء بسيد الخَلْق، وأَصلِح نياتنا وتَقبَّل طاعاتنا. [1] مسلم (1836).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |