|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
چنى التي جنى عليها أبواها
چنى التي جنى عليها أبواها مي عباس قد يكون أمراً مفهوماً أن تسيطر على أحد الأبوين عقدةٌ خاصة تتحكم في تعامله مع أبنائه، ظروفٌ مر بها في طفولته، معاناةٌ أثرت فيه، يحاول تجنيب طفله أن يمر بمثلها؛ فتغلب عليه العاطفة، ويبتعد عن منهاج التربية القويمة، فيُصاب ابنه بذات العقد النفسية، والمشكلات المركبة. لكن من غير المفهوم أن يتشارك الأبوان في نفس العقدة، ويسلكا سوياً طريق التخبط في التربية، وهذا هو بالتحديد ما تعرضت له المسكينة "چنى" التي لم يتجاوز عمرها السنوات العشر، واستطاع والديها بكل إصرار أن يدمرا شخصيتها، ويحطما قوتها، ويخفيا مواهبها، وهما يحسبان أنهما يحسنان صنعاً، وأنهما يجتهدان في حمايتها. ليس مقبولاً على الإطلاق أن يتحدث الأب إلى زميلات ابنته بالنيابة عنها، ويحاول استعطافهن تارة، وتهديدهن أخرى، والتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتها المدرسية، والمبرر أنها "تشعر بالاضطهاد"! من اللطيف أن يساعد الوالدان الطفل في بداية دخوله المدرسة، يدخلان معه الفصل، يتدرجان في عدد الساعات التي يقضيها في المدرسة، وذلك في أول شهر من دخوله مرحلة الروضة، ولكن بالتأكيد ليس من الطبيعي أبداً أن يصر الأب على قضاء بعض الحصص مع طفلته في الفصل، وهي في الصف الرابع، ولا أن تحضر الأم بشكل شبه يومي لتمضي الطابور مع طفلتها الكبيرة التي توشك أن تدخل إلى المراهقة. ليس مفيداً أبداً لطفلة أن تشكو أمراً ما إلى والديها، فيسارعان إلى التصرف بنفسيهما بدلاً عنها، فليس بعجيب أن يختبر الطفل مشكلات مع زملائه، ومن الطبيعي جداً أن يشعر أحياناً بغربة بين أصدقائه، وليس بخطير أن يمر بفترات تنتابه فيها مشاعر الفشل في تكوين الصداقة، ولا أن يشك في ذاته، وجاذبيته، وقدرته على إقامة علاقات ناجحة. كل هذا طبيعي، ويمر به الصغار، بل والكبار أيضاً، بل إن من أهم أهداف التحاق الأطفال بالمدارس هو إكسابهم الخبرة العملية على التعامل مع الآخرين، وتكوين الصداقات، إنه المجتمع الأول الذي يخرج فيه الصغير من حضن الأسرة إلى عالم حقيقي تتماوج فيه شخصيات مختلفة. وكما أنه من المهم أن يتيقظ الوالدان والمعلمون لخطر التنمر الذي يتعرض له بعض الأطفال، والضغوط التي قد يتعرض لها من زميل أو أكثر، وبين أن ينظرا للعالم من حول طفلهما على أنه مجموعة من الأعداء، فيزيدان مشاعر الاضطهاد لدى الصغير، وبدلاً من إكسابه مهارات كسب الأصدقاء، وتشجيعه على تحمل المسؤولية، والتفكير في خطوات ذكية يقوم بها الطفل بنفسه لجذب زملائه، يتدخلان شخصيًا لعيش حياته بدلاً منه؛ بدافع الخوف عليه، ولو كانا يخافان عليه حقاً لعلما أنهما لن يبقيا له طوال العمر، وأن دورهما هو تعليمه المشي حتى وإن تعثر مراراً، لا أن يعاملاه كمشلول فيقعدانه على كرسي ويتوليان مهمة تحريكه حتى لا يقع! من يحب طفله حقاً يحتوي مشاعره وألمه، ويساعده على تخطي الصعاب، يعلمه كيف يكسب الآخرين؟ وكيف يكون لطيفاً ودوداً، واثقاً بنفسه، مستمعاً لغيره، ولكن جنى تعلمت أن تضرب من يضايقها، وأن تأخذ حقها بيدها، وأن تفتخر على زميلاتها، وتتعمد التقليل منهن، وعندما تجد نفوراً وابتعاداً، وتشعر بالوحدة والرفض، فلا تتهم نفسها أو تغير طريقتها، بل تخرج هاتفها المحمول، وفي غضون لحظات، يسمع الجميع طرقات والديها على باب الفصل، فتزداد الفجوة بينها وبين قريناتها، فيقف الجميع مشدوهًا من سرعة الحضور. جنى والدا چنى عليها لأنهما لم يقبلا الحكمة التربوية التي تقول: لا تجعل من ابنك معاقاً؛ بأن تنصب نفسك بديلاً عنه في أموره التي يستطيع القيام بها بنفسه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |