|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تفسير آية: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ... }
تفسير آية: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ... } الشيخ عبد القادر شيبة الحمد قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾ [النور: 27 - 29]. سبب النزول: قيل: إن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني أكون في بيتي على الحال التي أحب ألا يراني عليها أحد، لا والد ولا ولد، فيأتيني آتٍ فيدخل عليَّ، فكيف أصنع؟ فنزلتْ. والغَرَض الذي سِيقَتْ له: صيانة البيوت الإسلامية من أسباب الانهيار الخُلقي. ومناسبتها لما قبلها: لما وصف علاج ما قد يقع في المجتمع من جرائم أخلاقية أو رُمي بها، شرع في ذكر الأسباب الواقية للمجتمع من حدوث تلك الجرائم. ومعنى ﴿ غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ﴾؛ أي: غير مساكنكم، وليست الإضافة لخصوص الملكية، بل هي أعم، والمراد: ليست لكم عليها يد شرعية من ملك أو إجارة أو استعارة. والمشهور أن معنى ﴿ تَسْتَأْنِسُوا ﴾ تستأذنوا؛ يعني: مَن فيها من الإنس. وقيل: الاستئناس هنا: الاستعلام، ومعرفة أنس أهل البيت إلى الدخل، وهذا المعنى أعم من الأول. ومعنى: ﴿ وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ﴾؛ أي: تقولوا لأهل الدار: السلام عليكم، وقد بينت السنة الصحيحة كيفية الاستئناس والسلام، وأن الذي يريد الدخول يقول: السلام عليكم، أأدخل؟ وقد اتضح من بيان السنة أن السلام قبل الاستئذان، ولا معارضة بين ما ثبت بالسنة من تقديم السلام على الاستئذان، وبين قوله تعالى: ﴿ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا ﴾؛ لأن الواو هنا لمطلق الجمع، لا تقتضي ترتيبًا ولا تعقيبًا. والإشارة بقوله: ﴿ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ للاستئناس، و(التسليم) على معنى: ذلكم المذكور، ووجه الخيرية فيه: أنه سبيل لصيانة عورة أهل البيوت، فإنهم يسترون عورتهم لو كانت منكشفة قبل الإذن، كما أن فيه صيانة الداخل؛ إذ لو دخل من غير استئذان ربما تقع عينه على عورة، فينجم عن ذلك ضرر خطير، كما أن فيه صيانة عرض الداخل من أن يُستراب فيه. ومعنى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾؛ أي: لتتعظوا ويقع في ذاكرتكم فضل الله عليكم بما شرعه لكم مما يصون أعراضكم. وقوله: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ﴾ بيانٌ للحال التي تلي الاستئذان والسلام، فبعد السلام والاستئذان إن أجيب وأذن له، دخل، وإذا لم يسمع جوابًا لا يدخل، وإن قيل له: ارجعْ فلْيَرجع، ورجوعه حينئذٍ خير له وأطهر لنفسه، فليرضَ بذلك ولا يتألَّم؛ إذ ربما يكون أهل الدار في حال لا يُحِبُّون أن يطِّلع عليها أحد، أو ربما كان دخول الداخل سببًا لتفويت بعض مصالحهم، أو لحوقِ ضرر بهم. وقد بيَّنتِ السنة أن الاستئذان يكون ثلاث مرات: يقول: السلام عليكم أأدخل؟ فإذا لم يسمع جوابًا، قال مرة ثانية: السلام عليكم أأدخل؟ فإذا لم يسمع جوابًا، قال مرة ثالثة: السلام عليكم أأدخل؟ فإذا لم يسمع جوابًا انصرف. قالوا: وفائدة تثليث الاستئذان؛ لأنه في المرة الأولى يسمع أهل البيت، وفي المرة الثانية يأخذون حذرهم ويتهيؤون، وفي الثالثة إن شاؤوا أذنوا وإن شاؤوا ردُّوا. ويُكرَه لمستأذن أن يقول: أنا، إذا قال أهل الدار (مَن؟)؛ لما جاء في الصحيحين عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال: استأذنتُ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((مَن هذا؟))، فقلت: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا، أنا))، كأنه كرِه ذلك، وإنما يكره ذلك؛ لأن كلمة (أنا) لا يحصل بها تعريف، بل المطلوب أنه يذكر اسمه صريحًا، فيقول: فلان. وقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ وعد للطائعين الذين يتبعون أوامر الله ويجتنبون نواهيه، ووعيد للعاصين الذين لا يقفون عند حدود الله. هذا؛ ولو اطَّلع رجل على أهل بيت من ثقب الباب أو نحوه، فطعن أحدُهم عينه ففقأها: فمذهب الشافعي وأحمد رحمهما الله أنه لا شيء عليه؛ لما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن اطلع في دار قوم بغير إذنهم، ففقؤوا عينه، فقد هُدرت عينه)). وفي صحيح مسلم بلفظ: ((مَن اطلع في بيت قوم من غير إذنهم حُل لهم أن يفقؤوا عينه)). وذهب الحنفية والمالكية إلى وجوب القصاص، وتأولوا الحديث على غير ظاهره، وأن المراد بفقء العين أن يعمل أهل الدار معه عملًا يمنعه من معاودة ذلك، على حد قوله: ((قم فاقطع لسانه))؛ يعني بالعطايا، أو هو خرج على وجه الوعيد، والمذهب الأول أقرب ما دامت هناك بينة. وقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ ﴾؛ أي: لا إثم عليكم ولا حرج في دخول البيوت الخالية من السكان، المعدَّة للضيافة؛ كالفنادق ونحوها؛ دون استئذان، وهذا استثناء من عموم قوله: ﴿ لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ﴾، والمراد بالمتاع المنفعة. وقوله: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾ وعيد لمن يدخل هذه البيوت لقصد سيئ، فهو سبحانه يعلم ما يُظهره العبد وما يبطنه، وهو مجازيه بذلك. الأحكام: 1 - وجوب الاستئذان عند دخول بيت غير بيته. 2 - لا يجوز للمستأذن أن يدخل الدار إذا لم يجد فيها أحدًا. 3 - يجب عليه الانصراف إذا قيل له: ارجع. 4 - ويستحب له أن ينصرف راضيًا منشرح الصدر. 5 - يجوز دخول الفنادق ونحوها دون استئذان.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |