تأملات في سورة القدر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اللغة العربية والأمن الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          شفاء القلوب بالقرآن الكريم: “شفاء لما في الصدور” (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          تعجلــوا بالحــج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          الأنفــــاق.. أخطبوط لتهويد مدينة القدس وتدمير الأقصى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          حصتك الأولى أيها المدرس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          العام الدراسي الجديد. توجيهات ونصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          موقف خلفاء المسلمين من اليهود والنصارى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 229 )           »          لماذا هانـت دمـاء المسلمين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الواسع العليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          الموهبة والأطفال الموهوبون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-06-2021, 08:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,311
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في سورة القدر

تأملات في سورة القدر
د. أمين بن عبدالله الشقاوي



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فإن الله أنزل هذا القرآن الكريم لتدبره والعمل به، قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].

ومن سور القرآن الكريم التي تتكرر على أسماعنا، وتحتاج منا إلى تأمل وتدبر سورة ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].

قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].

قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾: يُخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل فيها: ﴿ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾، وهي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان كما قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

قال ابن عباس رضي الله عنه وغيره: «أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلًا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم»[1].

وسُميت ليلة القدر لعِظم قدرها وفضلها عند الله تعالى، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال، والأرزاق، والمقادير القدرية.

ثم قال تعالى معظمًا لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 2، 3]، قوله: ﴿ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]؛ أي تعادل في فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول؛ حيث مَنَّ تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمر طويلًا نيفًا وثمانين سنة.


قوله تعالى: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4]؛ أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة ينزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما ينزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَقِ الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيمًا له، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: «إِنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ - أَوْ تَاسِعَةٍ - وَعِشْرِينَ، إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى»[2]؛ ﴿ وَالرُّوحُ ﴾ هو جبريل عليه السلام.

والمعنى أنه ينزل مع الملائكة في ليلة القدر، وخصه بالذكر لشرفه مع أنه داخل في الملائكة.

﴿ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ﴾؛ أي بأمره تعالى لهم بالنزول، فنزولهم طاعة لله، وقوله تعالى: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4]؛ أي ينزلون بكل أمر قدره الله، فمن بمعنى الباء، ويؤيد هذا قوله تعالى: ﴿ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ﴾.

قوله تعالى: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5]: المعنى هي ليلة خير وأمان وسلام من كل آفة وشر، وتمتد تلك الليلة بما فيها من الخير إلى وقت طلوع الفجر.

ومن فوائد السورة الكريمة:
1-أن القرآن منزل في ليلة القدر.

2- فضل ليلة القدر من وجوه كثيرة تقدم ذكرها.

3- تنزل الملائكة في تلك الليلة، وجبريل عليه السلام معهم.

4- أن الروح اسم لجبريل؛ كما قال تعالى: ﴿ وَالرُّوحُ فِيهَا ﴾ [القدر: 4]، وتخصيصه بالذكر في هذا السياق؛ لأنه الذي نزل بالقرآن.

5- أن نزول الملائكة بإذن الله أي بأمره.

6- إثبات الملائكة، وأنهم قائمون بأنفسهم ويتصرفون بأمر الله، خلافًا لمن يزعم من المتكلمين أنهم أشياء معنوية، والإيمان بالملائكة من أركان الإيمان.

7- أن ليلة القدر مباركة، ومن بركتها كثرة نزول الملائكة فيها.

8- أنها ذات سلام، أي سالمة من الشرور التي تحدث في غيرها.

9- أن العمل يتضاعف فضله عن مثله بسبب وقوعه في زمن فاضل أو مكان فاضل، قال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص: 68].

10- فضل الله على هذه الأمة بتيسير أسباب الأجور»[3].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] تفسير ابن كثير (14 /403).

[2] مسند الإمام أحمد (16 /428) برقم 10734، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقال محققوه: إسناده محتمل للتحسين، وحسن إسناده الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 2205.

[3] تفسير جزء عم وأحكامه وفوائده للشيخ عبدالرحمن البراك ص 239-244 بتصرف واختصار.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]