الله العظيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التكبير في الأعياد: لماذا نكبر في الأعياد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          عبادات الجوارح وعبادات القلب في موسم الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          محظورات الإحرام بالحج والعمرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الإسلام ميسراً الى فتيان الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          رمي جمرة العقبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          دفع من عرفة قبل الغروب بوقت يسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حج من وقف بعرفة ليلًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الأربعون النبوية فيما اشتهر من أحاديث الحج والعمرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          من هنا مر جدي إبراهيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4482 - عددالزوار : 1002106 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-08-2022, 06:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,574
الدولة : Egypt
افتراضي الله العظيم

الله العظيم
حسام بن عبدالعزيز الجبرين

الحمدُ للهِ العلي الكبيرِ الخالق، العظيمِ الحليمِ الرازِق، رَفَعَ - بدون عمَدٍ - السَّبْع الطرائق، وتَعرَّفَ إلى خلْقه بالبراهينِ والحقائِق، وتكفَّلَ بأرزاقِ جميع الخلائق، وأشهد أنْ لا إِله إلَّا الله وحده لا شريك له، المتعالي عن النُّظَراءِ والأشْباه، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اختاره على البشر واصْطفاه، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابه والتابعينَ لهم بإِحسانٍ ما انْشقَّ الصبحُ وأشْرقَ ضِياه، أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإنها نِعم الزاد ليوم المعاد، ونِعم الرصيد ليوم المزيد، وإنها علامة العقل الرشيد ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

عباد الرحمن، حديثنا اليوم عن اسم من الأسماء الحسنى لله عز وجل، وَرَد في تسع آيات كريمة، جاء هذا الاسم في دعاء الكرب، وضمن الأدعية النبوية التي يُرقى بها المريض، وفي عدد من الأذكار جليلة القدر، وبه خُتمت أعظم آية في القرآن؛ آية الكرسي، حديثنا عن اسم الله: "العظيم".

سبحانه وبحمده عظيم في ذاته، عظيم في أسمائه وصفاته، عظيم في رحمته، عظيم في قدرته، عظيم في علمه، عظيم في حكمته، عظيم في جبروته وكبريائه، عظيم في هباته وعطائه، عظيم في ثوابه وأجره، عظيم في عفوه وستره، عظيم في عزته وعدله، عظيم في خلقه وبديع صنعه، عظيم فيما أعدَّ من النعيم للأبرار وما أعدَّ من العذاب للفجار؛ فهو العظيم المطلق، فلا أحد يساويه ولا عظيم يُدانيه.

يقول السعدي رحمه الله: "العظيم الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء، والمجد والبهاء، الذي تحبُّه القلوب، وتُعظِّمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء وإن جلَّت في الصفة فإنها مضمحلَّة في جانب عظمة العلي العظيم"؛ ا هـ.

من عظمته سبحانه وبحمده أن السماوات السبع والأرضين السبع في يد الله كخردلة في يد أحدنا، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]، قال ابن عباس: ما السموات السبع والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم.

إخوة الإيمان، وقد جاء اسم الله العظيم في دعاء الكرب؛ ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: ((لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ)).

ووجه الاقتران بين اسم العظيم والحليم: أنه سبحانه مع أنه العظيم الجبار المقتدر القاهر فوق عباده، فإنه الحليم الرحيم الرؤوف بعباده، فلم تمنعه عظمته سبحانه وقدرته على خلقه من أن يحلم عن عباده، ولم يكن حلمه عن ضعف وعجز؛ بل عن عظمة وقدرة وقهر.

إخوة الإيمان، والعبادة وتقوى الله روحها تعظيم الباري سبحانه ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]؛ ولذا نجد التكبير في أعظم الشعائر بعد التوحيد متكرر عند كل ركوع وسجود وقيام، والركوع هيئته تعظيم وخضوع لله عز وجل، وذكره تعظيم لله سبحانه، ولا يخفى أن من واجبات الصلاة قول: ((سبحانَ ربِّي العظيم)) في الركوع، قال عليه الصلاة والسلام: ((فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ))؛ رواه مسلم، وقد صحَّ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: ((سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ))؛ رواه أحمد والنسائي، والتكبير مشروع في الأذان والإقامة وعند إتمام عدة صيام رمضان، وفي عدد من الشعائر والأذكار.

عباد الرحمن، أُذكِّر بثلاثة أسباب تُعيننا على تعظيم الله في نفوسنا: أولًا: معرفة أسماء الله وصفاته ومعانيها.

ثانيًا: التفكُّر في عظائم خلْقِهِ سبحانه ودقائق صُنْعِهِ في النفس وفي الآفاق.

ثالثًا: تدبُّر كلامه جل جلاله.

عبد الله، إليك غنيمة اكسبها ولا يَفُتْكَ فضلها؛ ففي الحديث الذي أخرجه أبو داوود وصحَّحه الألباني: ((مَن قال حينَ يُصبحُ: سبحانَ اللهِ العظيمِ وبحمده مائةَ مرةٍ، وإذا أمسى كذلك؛ لم يُوافِ أحدٌ مِن الخلائقِ بمثلِ ما وافى)).

اللهم ارزقنا تعظيمك يا عليُّ يا عظيم، واغفر لنا وارحمنا يا غفور يا رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله العظيمِ الحليم، الغنيِ الكريم، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ الكبيرُ الجبار، الواحدُ القهار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله الأخيار وصحبه ومَن تَبِعَهم بإحسان، أما بعد:
فإن للإيمان باسم الله العظيم آثارًا إيمانية على العبد، فمن ذلك: إفراده بالعبادة مع الحب والإخلاص والخشوع والخضوع لله والتذلل لعظمته، ونفي الشركاء والأنداد عنه عز وجل ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4].

ومن الآثار: إثبات ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات وتنزيهه وتعظيمه سبحانه من مشابهة أحد من خلقه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

ومن الآثار الإيمانية: تعظيمُ أمرهِ سبحانه ونهيهِ، والاستقامةُ على شرعِهِ، وتعظيمُ شعائرهِ وحرماتِهِ ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30].

قال بلال بن سعد: "لا تنظر إلى صغر المعصية؛ ولكن انظر إلى عظمة من عصيت".

ومن الآثار الإيمانية: كثرةُ ذكرِهِ سبحانه، والاستغفارُ، والتوبةُ، والحياءُ من الله سبحانه.

ومن الآثار الإيمانية: الاستعانةُ باللهِ، وكثرةُ دعائِهِ، وصدقُ التوكلِ عليهِ، وتفويضُ الأمورِ إليه مع الأخذ بالأسباب المشروعة، مع عدم الركون إليها؛ وإنما الركون إلى الكبير المتعال.

ومن الآثار: حسنُ الصلاةِ والخشوعُ فيها، وتدبرُ القرآنِ العظيم!

ومن الآثار الإيمانية: الإخلاص والبعد عن الرياء مع هضم النفس والبعد عن العجب.

ختامًا، إليكم حديثًا جليلًا ختم به البخاري صحيحه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كَلِمَتانِ حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ))، ثم صلُّوا وسلِّمُوا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.37 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]