دور المدونات الإلكترونية في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى المتعلمين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4595 - عددالزوار : 1303597 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4141 - عددالزوار : 829509 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13207 - عددالزوار : 350121 )           »          كتاب قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1581 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 4653 )           »          العودة إلى المدارس.. نصائح وتوجيهات للآباء والأمهات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 189 )           »          الدعاة وفقه إدارة العاطفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 277 )           »          الدعاة بين التكتيكي والإستراتيجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 287 )           »          كان من أبرز تلاميذ الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- الشيخ عمر بن سعود العيد في ذمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 148 )           »          السنن الإلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 2637 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2023, 04:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,367
الدولة : Egypt
افتراضي دور المدونات الإلكترونية في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى المتعلمين

دور المدونات الإلكترونية في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى المتعلمين
أ. هشام البوجدراوي





كثيرًا ما يُدافع المراهقون والشباب بقوةٍ عن الأخبار أو المعلومات التي يسمعونها من أقرانهم، أو يقرؤونها في مواقع التواصُل الاجتماعي، أو يطَّلِعون عليها من خلال المواقع أو المدوَّنات الإلكترونية، ويعتبرونها معلومات موثوقة وحقائق ثابتة، دون أن يبذلوا أدنى جُهْدٍ في إعمال الفكر لفحْصِها والتأكُّد من صحَّتِها والتعرُّف على مدى مصداقية مصدرها، وكثيرًا ما يتَّخِذُون قراراتهم انطلاقًا من توجيهات الآخرين، من غير بذل الجهد في تمحيص تلك التوجيهات، والتعرُّف على أبْعادِها، ثم اتخاذ أفضل القرارات حيالها.

في ظلِّ هذا الواقع، وفي ظلِّ الإغراءات التي وفَّرَتْها ثورةُ الاتصالات، ونتيجة للتغيُّرات التي مسَّتْ جميعَ مناحي الحياة، يُواجه المراهقون والشباب اليوم بمختلف مستوياتهم وطبقاتهم مجموعةً من التحديات، تتمثَّل في الكمِّ الهائل من المعارف والآراء المتناقضة التي تُوفِّرها وسائلُ التواصل الاجتماعي؛ لذلك أصبح تعليم مهارات التفكير الناقد مطلبًا يفرضه التطور المعرفي على النُّظُم التعليمية؛ حيث لم تعد مهارات التذكُّر والاسترجاع، وتقبُّل المعارف الجاهزة، مطلوبةً من المتعلِّمين؛ بل أضحَتْ مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات واتخاذ القرارات من أهم الأدوات التي تُمكِّن الفرد من التكيُّف مع مستجدَّات الحياة.

من خلال تقديمنا للموضوع، ولأهميته وارتباطه بمهام وغايات المؤسسات التربوية باعتبارها مؤسسات التنشئة الاجتماعية، تطفو على الفكر مجموعةٌ من التساؤلات، نحاول الإجابة عنها من خلال ما يلي:
ما هو التفكير الناقد؟ وما هي أهميته بالنسبة للفرد؟
ما هي مهاراته؟
كيف يمكن للمدوَّنات الإلكترونية أن تُسهِم في تنمية مهارات التفكير الناقد؟

تعدَّدَتْ تعريفات التفكير الناقد، إلا أننا اخترنا تعريفًا يُركِّز على الغايات الاجتماعية من وراء هذا النمط من التفكير؛ إذ اعتبر التفكير الناقد نشاطًا عقليًّا يتضمَّن القدرة على الاستجابة للمثيرات المعروضة على الفرد من خلال تمييز الحقائق من الآراء، أو المشاعر الشخصية، وتمييز الأحكام والاستنتاجات من الجدالات الاستنتاجية، وتمييز الموضوعية من الأحكام الشخصية، ويشمل التفكير الناقد أيضًا القدرةَ على توليد الأسئلة، وإيجاد الحلول للمشكلات والقضايا، وتطوير أفكار الأشخاص، وتنظيم وتنويع وتصنيف وربط وتحليل البيانات ورؤية العلاقات، وتقييم المعلومات والبيانات من خلال وَضْعِ الاستنتاجات، والوصول إلى خلاصات معقولة، والعمل على تطبيق الفهم والمعرفة على المشكلات الجديدة والمختلفة (نوفل ومحمد، 2011. 135).

ويُعَدُّ التفكير الناقد من أهم أنماط التفكير العليا؛ لقربه وارتباطه بالمهارات الحياتية، فقد ركَّزَت التوجُّهات الحديثة في علم التدريس على تنميته لدى المتعلِّمين؛ إذ أصبح ضرورةً ملحَّةً وأساسيةً لنهضة المجتمعات وتقدُّمها.

وتتلخَّص أهمية التفكير الناقد في أنها تساعد الفرد على التكيُّف مع المواقف الجديدة والمختلفة، كما تُساعد على الفهم الأعمق للتحديات والمشكلات، وربط الخبرات بعضها ببعض، كما تُسهِم في زيادة قدرات التلاميذ على التمييز بين الرأي والحقيقة، بالإضافة إلى تنمية القدرة على التصدِّي للعادات غير الصحيحة والابتعاد عن التعصُّب في الآراء والأحكام (علي، 2009، 34).

وقد حدَّدَ واطسن وجليسر المهارة الرئيسة للتفكير الناقد في القدرة على تعرُّف الافتراضات، والتمييز بين درجة صدق المعلومات وعدم صدقها، والقدرة على التفسير وإعطاء تعليل للأحداث، والقدرة على تقويم الحجج، والقدرة على الاستنتاج واستخلاص النتائج من حقائق معينة، والقدرة على الاستقراء للتوصُّل إلى استنتاج ما (سليمان، 2010، ص 447-448).

وقد تعدَّدَتْ طرق التدريب على مهارات التفكير الناقد، إلا أنها تمحورت حول طريقتين أساسيتين: الأولى تتمثَّل في جعلها مادةً مستقلةً بذاتها، لها منهاجها وأنشطتها الخاصة بها، والثانية تتمثَّل في تدريسه ضمن برنامج المواد الدراسية الأخرى؛ لكون تدريس المحتوى الدراسي يتطلَّب الفهم الأعمق لمكوِّناته، والاستخدام المستمر لعمليات التفكير العُليا.

وتعتبر الكتابة من أهم المثيرات التي تدفع التلميذ إلى استخدام أنماط مُتعدِّدة من التفكير: كالتفكير الناقد والإبداعي وحل المشكلات، كونها عملية ذهنية تتطلَّب التمكُّن من مهارات القراءة، والقدرة على الاستجابة لمثيرات المقروء، وبسط الأفكار وعرض الآراء وتوليد الأسئلة وفَحْص الافتراضات، وتقييم المعطيات والحجج، واستخلاص الاستنتاجات لحلِّ المشكلات.

وتُعَدُّ المدوَّنات الإلكترونية «blog» من بين الوسائل التي تساعد على التمرُّن على تقنيات الكتابة، وتُوفِّر فُرَصًا متعددة للتفاعُل بين التلاميذ، كما تجعل مستخدمها مرسلًا ومستقبلًا في آنٍ واحدٍ، من خلال إضافة مواضيع جديدة، وطرح الآراء والتعليق عليها.

والمدونة الإلكترونية هي صفحات على الشبكة العنكبوتية تعمل بنظام إدارة المحتوى، وتظهر عليها تدوينات مُذيَّلة بتعليقات مرتبة ترتيبًا تصاعُديًّا.

وتتجلَّى أهميتُها في تهيئة فرص لتدريب التلاميذ على مهارات الكتابة، كما تُنمِّي روح المبادرة والحوار وتساعد على تبادل الآراء والمقترحات، كما تُسهِم في تنمية مهارة فحص الأفكار وتقييمها بشكل صحيح، وصنع القرارات السليمة تجاه مواقف الحياة المختلفة، كما تُسهِم في الزيادة من فرص التفاعُل الإيجابي بين مكونات المجتمع المدرسي، بالإضافة إلى تنمية قدرات البحث والتعلُّم الذاتي والتعليم التعاوني.

ويُمكِن استثمار المدوَّنات الإلكترونية في تنمية مهارات التفكير الناقد بالمؤسسات التعليمية، وخلال الأنشطة الموازية، وذلك بإنشاء نادٍ للكتابة والتواصُل، يقوم بإدارة المدونة، ويعمل على استقبال مشاركات التلاميذ ونشرها بالمنصَّة الإلكترونية، كما يُحفِّز المتعلمين على التفاعُل مع مضامينها بتطبيق مهارات التفكير الناقد حيال الأفكار والآراء المنشورة بالمدونة، وتعمل إدارة المدونة على التوجيه إلى ضرورة فحص المعلومات والتمييز بين درجة صدقها وعدمه، وبين الحقائق والآراء، وتعرُّف الغرض منها، بالإضافة إلى إعطاء تسويغ لوجهات النظر المرتبطة بالموضوع وبالتعليقات، والحكم على المعطيات والمعلومات، والتمييز بين مواطن القوَّة والضعف فيها، واستخلاص النتائج، والوقوف على صحَّتها في ظلِّ الأدلَّة والحجج المتاحة.

هذه العمليات تتمُّ بتوجيه من الأساتذة المشرفين على تحقيق أهداف النادي، الذين يعملون على طرح التساؤلات، وإثارة النقاش حول الأفكار والقضايا المعروضة على المنصَّة، والتشكيك في صحَّة المعلومات، والإحالة على المراجع والمصادر التي تُغذِّي الفكر بالمعلومات الموثوقة.

إن التدرُّب على هذه العمليات، واستخدامها العملي خلال أنشطة النادي، أو أثناء التفاعُلات الصفِّيَّة يُشجِّع على إعمال مهارات التفكير العُلْيا، ويُسهِم في جعلها عاداتٍ عقليةً مُستدامة ونمطًا سلوكيًّا فكريًّا قابلًا للاستخدام عدة مرات مستقبلًا.

المراجع:
نوفل؛ محمد بكر ومحمد عودة الريماوي، (2010): تطبيقات عملية في تنمية التفكير باستخدام عادات العقل، ط2، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان.

علي؛ إسماعيل إبراهيم (2009): التفكير الناقد (بين النظرية والتطبيق)، دار الشروق، عمان، الأردن.

سليمان جمال (2010-2011): طرائق تدريس التاريخ، جامعة دمشق، منشورات جامعة دمشق.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.63 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]