بدع القبور أنواعها وأحكامها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 زيوت طبيعية تساعدك في إزالة رائحة اللحوم من اليدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          حلول وخطوات فعالة للتخلص من رائحة الأضحية فى المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          أفضل طريقة لتنظيف الممبار فى منزلك بخطوات سريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          5 تريكات عشان تستمتع بمكسرات العيد طازة ولذيذة.. من الشراء للتخزين والتقديم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          خطبة العيد فرح وعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 1494 )           »          الآلئ والدرر السعدية من كلام فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 9954 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 11732 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2023, 02:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي بدع القبور أنواعها وأحكامها

بدع القبور أنواعها وأحكامها (1)

تعريف القبر وصفته الشرعية


جاءت شريعة الإسلام بالتوحيد الخالص من شوائب الشرك، وسدت كل ذريعة ووسيلة تفضي إليه، ومن الذرائع المفضية إلى الشرك البدع المستحدثة في القبور من البناء عليها واتخاذها مساجد، فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - أنه قال: «نَهَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه»، من هذا الحديث نجد أنَّ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كان أكثر النَّاسِ حِرصًا عَلى إِزالةِ آثارِ الجاهليَّةِ، مِثل البِناءِ عَلى القُبورِ ورَفعِها؛ لِمَا فِيها مِن إِضاعةِ المالِ والتَّفاخُرِ، وغيرِ ذلكَ مِمَّا لا يَليقُ بالدَّارِ الآخرَةِ، وَلا يُناسِبُ حالَ الموتِ والبِلا، وكَذلك كانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - حَريصًا عَلى إِرشادِ المُسلمينَ لِمَا فيهِ إظهارُ تَكريمِ بَعضِهم لبَعضٍ في المَحيا وبعْدَ المَماتِ، من هنا كان استعراضنا لبعض أبواب هذا البحث الذي بعنوان: (بدع القبور أنواعها وأحكامها) للشيخ صالح العصيمي، نلخص بعضًا من تلك البدع التي انتشرت بين المسلمين، وليست من الإسلام في شيء.
تعريف القبر
القبر حفرة في الأرض، يوارى فيها الميت، والقبر أصل صحيح، يدل على غموص وتطامن ، فهو مدفن الإنسان، وجمعه قبور وموضعها: المقبرة: بفتح الباء وضمها، قال الفراء أي: جعل له قبراً يوارى فيه إكراماً، ولم يجعله مما يلقى على الأرض تأكله الطير، وورد القبر في السنة لقوله - صلى الله عليه وسلم - «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر..» الحديث، وقد وردت لفظة القبر في السنة فيما لا يحصى؛ ورد بعضها في هذه الرسالة، والقبر في لغة العرب له معان متعددة من أشهرها الضريح، ومنها ومنها الجدث، قال -تعالى-: {خُشَعًا أَبْصَرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادُ منتشر} والقبر له في لغة العرب معان كثيرة أعرضت عنها خشية الإطالة.
الحكمة من الدفن
الله -جل وعلا- لا يشرع لعباده إلا ما فيه حكمة، لأنه - جل وعلا - منزّه عن العبث، والحكمة من الدفن واضحة وظاهرة لا تحتاج إلى تكلف أو تشدد أو تعنت، ومن الحكم الجليّة التي شهدت لها الأدلة الشرعية:
1- ستر الميت: قال -تعالى-: {فَبَعَتَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْءَةَ أَخِيهِ}، والسوءة هنا: إما العورة، وإما جسد الميت؛ لأن الحي إذا رآه على هذه الصورة ساءه المنظر وأوحشه.
2- تكريم الميت وصيانة حرمته؛ لأن تركه بدون دفن فيـه هتك لحرمته، وإساءة له.
3- حتى لا يؤذى الأحياء بجيفته؛ لأنه إذا تُرك على هيئته التي مات عليها، تأدّى الناس من رائحته.
ولذا أجمع العلماء على وجوب دفن أموات المسلمين، كما حكاه ابن المنذر؛ حيث قال: «لم يختلف أحفظ عنهم من أهل العلم أن دفن الموتى واجب ولازم على الناس لا يسعهم ترك ذلك عند الإمكان ووجود السبيل إليه، ومن قام به سقط فرض ذلك عن سائر المسلمين».
وقال النووي -رحمه الله-: «أما الأحكام ففيه مسائل، أحدها: دفن الميت فرض كفاية بالإجماع، قد عُلم أن فرض الكفاية إذا تعطل أثم به كل من دخل في ذلك الفرض دون غيرهم»، ولقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - الأمر في ذلك، فيما رواه أبو سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اذهبوا فادفنوا صاحبكم»، والأحاديث في ذلك كثيرة؛ لذا شرع الله دفن الموتى، فأصبح من سنن المسلمين بعد أن ضلت عنه كثير من الأمم؛ فبعض الأمم البائدة في شرق الجزيرة كانوا يضعون أمواتهم في الفخار، وبعضهم يربطون موتاهم على هيئة القرفصاء، ويُجلسونهم في غرف مبنية على هيئة القباب وبعضهم يستعمل التابوت ومن الشعوب الضالة من يحرق جثث الموتى بالنار، وفي بعض الدول الغربية أفران خاصة لحرق جثث الموتى، ولذا فلا عجب أن يتميز الإسلام عن غيره في أسلوب الدفن.
الصفة الشرعية للدفن
(1) أن يُعمّق ويوسع
وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «احفروا وأوسعوا، واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر»، ولذا أوصى عمر رضي الله عنه أن يعمّق القبر قدر قامة وبسطة، وأن يوسع من قبل رجليه ورأسه، والمراد بقوله: (قامة وبسطة): أن يقف فيه رجل معتدل القامة ويرفع يديه إلى فوق رأسه ما أمكنه، وقال النووي: وقدَّر أصحابنا القامة والبسطة بأربعة أذرع ونصف، هذا هو المشهور في قدرهما، وبه قطع الجمهور، وذهب الحنابلة إلى أن التعميق ليس لـه حد؛ لأن الأحاديث لم تحدد مقدار العمق، وهناك من حددها بثلاثة أذرع ونصف، وهناك من حددها بقدر نصف القامة، وعلّة من حدّدوها؛ أن في ذلك صيانة للميت، وألا ينبشه سبع ولا تظهر رائحته، وأن يصعب نبشه على من يريد سرقة كفنه، والذي يظهر -والله أعلم- عدم تحديده بمقدار معين، ولأن في التحديد مشقة ظاهرة وتحكم بلا دليل قال مالك - رحمه الله -: «لم يبلغني في عمق قبر الميت شيء موقوف عليه، وأحبُّ إلي ألا يكون عميقة جدا، ولا قريبة من أعلى الأرض جدا». وأما ما ورد عن عمر أنه أوصى أن يعمق قبره قامة وبسطة، فهو ضعيف. كما مر معنا فلا يصح الاحتجاج به، والله أعلم.
(2) توسيع القبر من قبل الرأس والرجلين
ويستحب أن يوسع القبر من قبل الرأس والرجلين؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - لحافر القبر: «أوسع من قبل رجليه، أوسع من قبل رأسه».
(3) اللحد والشق
واللحد هو أن يحفر في أرض القبر مما يلي القبلة مكانا يوضع فيه الميت وقيل: أن يحفر في حائط من أسفله إلى ناحية القبلة قدر ما يوضع الميت فيه ويستره. هذا معناه في الاصطلاح، وأما الشق بفتح الشين فهو أن يحفر إلى أسفل كالنهر، هذا هو معنى اللحد والشق، أما ما ورد فيهما من السنة، فالأحاديث كثيرة، منها: ما ورد عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أنه قال في مرضه الذي هلك فيه: «الحدوني لحداً، وانصبوا علي اللبن نصباً، كما صُنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم ، واللحد أفضل من الشق؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اللّحد لنا والشق لغيرنا»، ولما ورد عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: «إذا جعلتموني في اللحد، فأفضوا بخدي إلى الأرض». قال أحمد: «ولا أحب الشق»، ولأن الله - جل وعلا - لا يختار لنبيه إلا الأفضل والأكمل.
(4) نصب الّلبن وتسويته على اللحد
وبعد أن يوضع الميت في قبره، ويوضع عليه اللبن، قال في المغني: «وإن جعل مكان اللبن قصباً فحسن، وكان أبو عبدالله يميل إلى اللبن ويختاره على القصب، ثم ترك ذلك، ومال إلى استحباب القصب، وأما الخشب فكرهه على كل حال، ورخص فيه عند الضرورة إذا لم يوجد غيره، وأكثر الروايات عن أبي عبد الله استحباب اللبن وتقديمه على القصب؛ لقول سعد: «انصبوا علي اللبن نصباً كما صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال حنبل: قلت لأبي عبدالله: «فإن لم يكن لبن؟ قال: ينصب عليه القصب والحشيش وما أمكن من ذلك، ثم يهال عليه التراب».
وقال النووي - رحمه الله -: «والسنة أن ينصب اللبن على المنفتح من اللحد؛ بحيث يسد جميع المنفتح، ويسد الفرج بقطع اللبن ونحوه، ويسد الفرج اللطاف بحشيش أو نحوه، وقال جماعة من أصحابنا: أو بطين، والله أعلم».
وذلك لحديث سعد المتقدم وغيره من الأحاديث التي أعرضت عنها خشية الإطالة.
كذلك، لا بأس من استخدام (الإذخر)، وذلك لما روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «حرّم الله مكة فلم تحل لأحد قبلي، ولا أحد بعدي، أُحلّت لي ساعة من نهار، لا يُختلى خلاها، ولا يُعْضد شجرها، ولا يُنفّر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا مُعَرِّف، فقال العباس - رضي الله عنه- الإِذْخِر، لصاغتنا، وقبورنا؟ فقال: «إلا الإذخر».
(5) تسنيم القبر وتسطيحه
وعدم الزيادة على ترابه
وبعد الفراغ من وضع اللبن، يُشرع بالدفن، ويُشرع ألا يزاد على تراب القبر؛ لما رواه جابر، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبنى على القبر أو يزاد عليه». قال الشافعي: «أحب ألا يُزاد في القبر تراب غيره، لأنه ارتفع جدا». وقال أحمد: لا يزاد على القبر من تراب غيره إلا أن يستوي بالأرض فلا يعرف فكأنه رخص بذلك».
والتسنيم أفضل؛ لأن الآثار فيما يظهر أنها لا تضاد بينها، قال ابن القيم -رحمه الله-: «وهذه الآثار لا تضاد بينها، والأمر بتسوية القبور إنما هي تسويتها بالأرض، وألا ترتفع مشرفة عالية، وهذا لا يناقض تسنيمها شيئاً يسيراً عن الأرض، ولو قدر تعارضها فحديث سفيان بن دينار التمار أصح من حديث القاسم»، قال المعلمي -رحمه الله-: «إن الهيئة المشروعة التسنيم، والظاهر أن تلك الحال هي التي وضعت عليها القبور؛ لأنه لم يثبت أنها كانت مسطّحة».
(6) رفع القبر شبراً
ويستحب رفع القبر قدر شبر؛ لحديث جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُلحد ، ونُصب عليه اللبن نصبا ، ورفع قبره من الأرض نحوا من شبر.
(7) وضع الحصباء على القبر الحصباء
هي صغار الحصى، ولا بأس من وضعها على القبر ؛ لأن ذلك أثبت له، وأبعد عن اندراسه، كما أن فيه محافظة عليه من أن تذهب الريح ترابه وذلك لما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم -، أنه رش على قبر ابنه الماء، ووضع عليه حصباء من حصباء العرصة، ورفع قبره قدر شبر، وقال النووي: «ويستحب أن يوضع على القبر حصباء، وهو الحصى الصغار». وقال المعلمي: رفع القبر قليلاً وإلقاء الحصى عليه مشروع».
(8) رش الماء على القبر بعد دفن الميت
فلا بأس من رش الماء على القبر؛ لأن في رش الماء على القبر تسوية له، ومما يدل على جواز رش القبر بالماء، ما روي أن الرش على القبر كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «رش على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - الماء رشا قال: وكان الذي رش الماء على قبره بلال بن رباح، وفي الحديث: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رش على قبره الماء».
(9) تعليم القبر حتى يُعرف
لا بأس أن يوضع على القبر علامة، حتى يعرف فيُزار، وقد فعل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أنه لما مات عثمان بن مظعون رضي الله عنه ، وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأسه حجارة وقال: «أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي»، وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة» وقال ابن قدامة: ولا بأس من تعليم القبر بحجر أو خشبة، قال أحمد: لا بأس أن يعلّم الرجلُ القبر علامة يعرف بها.
وقد اختلف العلماء في جواز تعليم القبر إلا أنَّ الراجح في هذا الأمر هو جواز التعليم لما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم -، والحديث تعددت طرقه، وقد صححه أئمة أثبات ونص على هذه السنية من هم أغير منا على أحمد السنة؛ كالإمام رحمه الله، والسُّنة يعمل بها، ولو لم تثبت إلا مرة واحدة، وكون الرسول -صلى الله عليه وسلم - علم على قبر عثمان ولم يعلّم على قبر غيره فهذا ليس بحجة، وليس مدخلاً للطعن في ثبوت الحديث، وليس هناك تعارض بين الأمر بتسويتها وتعليمها، وكون الناس خالفوا في ذلك فليس في ذلك مدخل لتبديع وضع علامات على القبور إن كانت من جنس ما فعله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن ينبغي الابتعاد عما يخالف السنة من خلال مبالغات بعض الناس بالتعليم؛ وذلك كوضع ألوان، أو الإكثار من الأحجار، أو وضع أخشاب وحديد وأعلام، وما شابه ذلك؛ لأنها من الأمور التي لم تثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم ، وهذه هي القبور المشروعة للمسلمين، وهذه هي الصفة الشرعية لها، وما عداها فيجب أن يُزال.
فعن أبي الهياج الأسدي، قال: قال لي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته»، وقال النووي: وفيه أن السنة أن القبر لا يرفع عن الأرض رفعاً كثيراً، وكان فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - بأرض الروم، فتوفي صاحب له، فأمر بقبره فسوّي، ثم قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بتسويتها».


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-09-2023, 03:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بدع القبور أنواعها وأحكامها

بدع القبور أنواعها وأحكامها

(2) المخالفات خارج القبر


جاءت شريعة الإسلام بالتوحيد الخالص من شوائب الشرك، وسدت كل ذريعة ووسيلة تفضي إليه، ومن ذلك البدع المستحدثة في القبور من البناء عليها واتخاذها مساجد، ولقد حرص النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلى تحذير المسلمين من هذه البدع الجاهليَّةِ، مِثل البِناءِ عَلى القُبورِ ورَفعِها؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - أنه قال: «نَهَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه»، من هنا كان استعراضنا لهذا البحث للشيخ: صالح بن عبدالله العصيمي وهو بعنوان: (بدع القبور أنواعها وأحكامها)، لبيان تلك البدع التي انتشرت بين المسلمين، وليست من الإسلام في شيء.
وكنا قد تحدثنا في الحقلة الماضية عن تعريف القبر وصفته الشرعية، واليوم نتحدث عن نوع آخر من البدع والمخالفات المنتشرة التي تحدث خارج القبر.
(1) التفريق بين قبر الرجل والمرأة
إن من الأمور التي لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ما يفعله بعض العوام بأن يفرقوا في علامة القبر بين الرجل والمرأة، حتى يعرف أن هذا قبر رجل، وهذا قبر امرأة؛ فيضع على قبر الرجل حجرين، وعلى قبر المرأة حجراً واحداً، فهذا لم ترد به السنة، وليس بمشروع، وليس له أصل، بل العلماء يتنازعون في مسألة تعليم القبر كما مر معنا، فضلا عن تخصيص المرأة بعلامة والرجل بعلامة، وممن نص على عدم التفريق بين علامة قبر الرجل وعلامة قبر المرأة الشيخ ابن عثيمين -رحمه رحمه-؛ حيث قال: «إن هذا التفريق ليس بمشروع، والعلماء قالوا: إن وضع حجر أو حجرين، أو لبنة أو لبنتين، من أجل « العلامة على أنه قبر لئلا يحفر مرة ثانية، لا بأس به. وأما التفريق بين الرجل والمرأة في ذلك فلا أصل له».
(2) الكتابة على القبر
من المصائب والبدع التي بليت بها الأمة، الكتابة على القبور مع ورود النهي الصريح عن ذلك؛ حيث ورد عن جابر -]-: أنه قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبنى على القبر أو يزاد عليه أو يجصص»، زاد سليمان بن موسى: «أو يكتب عليه»، وقد اختلف العلماء في حكم الكتابة على القبور:
القول الأول: كراهية الكتابة على القبور
سواء اسم صاحب القبر أم غيره، وهذا قول جمهور العلماء، وحملوا النهي الوارد في الحديث على الكراهية.
القول الثاني: بجواز الكتابة
وبه قال الأحناف: لا بأس بالكتابة على القبر إن احتيج إليها؛ حتى لا يذهب الأثر ولا يمتهن؛ لأن النهي -وإن صح- فقد وجد الإجماع العملي بها، فقد أخرج الحاكم النهي عنها من طريق، ثم قال: هذه الأسانيد صحيحة وليس العمل عليها، فإن أئمة المسلمين من المشرق إلى المغرب مكتوب على قبورهم، وهو عمل أخذ به الخلف عن السلف، كما ذهب الأحناف إلى أن الكتابة بغير عذر لا تجوز. وقد رد الذهبي -رحمه الله تعالى - على الحاكم بقوله: «ما قلت طائلاً، ولا تعلم صحابيا فعل ذلك، وإنما هو شيء أحدثه بعض التابعين فمن بعدهم ولم يبلغهم النهي».
القول الثالث: تحريم
الكتابة على القبر
وهو قول المالكية: وقول ابن القيم -رحمه الله- ونهي عن الكتابة عليها.
وقول الشوكاني -رحمه الله-: «وتحريم الكتابة على القبور، وظاهره عدم الفرق بين كتابة اسم الميت على القبر وغيرها»، وسئل الشيخ عبد الله أبا بطين، عن كتابة اسم الميت على القبر فقال: «داخل في عموم النهي عن الكتابة على القبور»، وقال المعلمي -رحمه الله-: النهي عن الكتابة لم يرد إلا في الروايات التي عنعن فيها ابن جريج، وهو مدلس، ولكن يؤخذ النهي عنها من الأحاديث بطريق القياس، وقال العلامة ابن باز -رحمه الله-: «لا يجوز أن يكتب على قبر الميت، لا آيات قرآنية، ولا غيرها لا في حديدة ولا لوح ولا في غيرهما...».
القول الراجح: الكتابة
على القبر لا تجوز
والقول الراجح هو أنَّ الكتابة على القبر لا تجوز؛ لحديث جابر المتقدم، سواء كان بذكر اسم الميت أم غيره، ولا يصح ما ذهب إليه بعض أهل العلم من استثناء كتابة اسم الميت؛ حيث قال الشوكاني: «وقد استثنت الهادوية رسم الاسم فجوزوه، لا على وجه الزخرفة، قياسًا على وضعه - صلى الله عليه وسلم - الحجر على قبر عثمان كما تقدم، وهو من التخصيص بالقياس، وقد قال الجمهور به».
(3) رفع القبر
السنة عند بناء القبر ألا يرفع أكثر من شبر، وأما الزيادة على القدر المأذون فيه فمحرم؛ لأنه من أخطر الوسائل الموصلة إلى الشرك، ولذا أمر الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بإزالتها، فعن الأسدي عن علي قال: «أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا أبي هياج تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته». قال الشوكاني: قوله: «ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته: فيه أن السنة أن القبر لا يرفع رفعًا كثيرًا من غير فرق بين من كان فاضلاً ومن كان غير فاضل، والظاهر أن رفع القبور زيادة على القدر المأذون فيه محرم، وقد صرح بذلك أصحاب أحمد وجماعة من أصحاب الشافعي ومالك». وقال في المغني: ويكره البناء على القبر، وتجصيصه والكتابة عليه؛ لما روى مسلم في صحيحه قال نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه وأن يبني عليه».
وقال النووي: يستحب ألا يزاد القبر على التراب الذي أخرجه منه، قال الشافعي -رحمه الله تعالى-: «وإنما قلنا أنه يستحب ألا يزاد لئلا يرتفع القبر ارتفاعاً كثيراً».
(4) التجصيص
ومن البدع التي انتشرت تجصيص القبور، وذلك بطليها بالجص ويشمل زخرفتها أو صبغها بالألوان مع ورود النهي الصحيح الصريح؛ وذلك لما رواه مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تجصيص القبور». وفي رواية: نهى عن تجصيص القبر».
قال القرطبي في شرح مسلم: «التجصيص: هو البناء بالجص، هو القص والقصة، والجصاص، والقصاص واحد، فإذا خلط الجص بالرماد، فهو الجيار».
أقوال العلماء في تجصيص القبر
تتابع العلماء بالتحذير منه، فعنون له مسلم في صحيحه في باب (النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه)، وكذلك فعل ابن ماجه، ولما سئل مالك رحمه الله عنها قال: «أكره تجصيص القبور، وقال الشافعي -رحمه رحمه الله-: «أحب أن لا يجصص، ولم أر قبور المهاجرين والأنصار مخصصة»، ونهى أبو حنيفة عن تجصيص القبور، كما نقل ذلك تلامذته»، وقال الإمام ابن حزم: «ولا يحل أن يجصص القبر»، ونهى عمر بن عبدالعزيز أن يبنى على القبو بآجر، كذلك أوصى الأسود بن يزيد فقال: «لا تجعلوا على قبري أجراً»، وقال ابن القيم: «ورد النهي عن تجصيص القبر »، وقال إمام الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه رحمه-: ولا يجوز تجصيصه».
(5) وضع الستور على القبر
إن من البدع التي انتشرت هي كسو القبور بالأقمشة الفاخرة تشبهاً ببيت الله -عزوجل-، وهذا لا شك مظهر من مظاهر الشرك؛ لأنه يفضي إلى تقديس القبور وتعظيمها، ويقاس على ذلك وضع الأعلام والأقشمة على التوابيت في الجنائز الرسمية تعظيماً لها وإعلاء من شأنها؛ وهذه كلها من الأمور التي نهى عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجاء الإسلام بتحريمها، فها هي قبور أصحاب الرسول -[-، وقبل ذلك قبره، ما وضع عليها شيء من هذا، بل ها هو الرسول -صلى الله عليه وسلم - يبين أن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أخذت نمطاً فسترته على الباب، فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه حتى هتكه أو قطعه وقال: إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين».
قال النووي -رحمه الله-: عند تعليقه على الحديث: «وأما قوله -صلى الله عليه وسلم - حين جذب النمط وأزاله: إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين فاستدلوا على أنه يمنع من ستر الحيطان وتنجيد البيوت بالثياب، وهو منع كراهة تنزيه لا تحريم، هذا هو الصحيح.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن المحرمات العكوف عند القبر، والمجاورة عنده وسدانته وتعليق الستور عليه كأنه بيت الله الكعبة».
خَدَمَة الأضرحة زين لهم الشيطان
فالتعليل في الحديث إيماء إلى أن هذه الستور خلقت لينتفع بها الأحياء، فاستعمالها في ستر الجماد تعطيل وعبث ولكن خَدَمَة الأضرحة زين لهم الشيطان ذلك؛ ليفتح لهم بابا من الارتزاق الخبيث، فتراهم إذا احتاجوا لتجديد ثوب التابوت لكل عام أو إذا بلي أوهموا العوام أنها بها من البركة ما لا يحاط به، وأنها نافعة في الشفاء من الأمراض، ودفع الحساد وجلب الأرزاق، والسلامة من كل المكاره والأمن من جميع المخاوف، فتهافت عليها البسطاء، وهان عليهم بذل الأموال في الحصول على اليسير منها، وكيف تقع البركة وهذه الستور على ما عهدت، وبناء القبور على ما علمت ورفعها وتزيينها على ما سمعت!».
وسيلة إلى هدم الإسلام
وقال محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله: «فإن هذه القباب والمشاهد التي صارت أعظم ذريعة إلى الشرك والإلحاد، وأكبر وسيلة إلى هدم الإسلام وخراب بنیانه، غالب بل كل من يعمرها هم الملوك والسلاطين والرؤساء والولاة، إما على قريب لهم، أو على من يحسنون الظن فيه من فاضل أو عالم أو صوفي أو فقير أو شيخ كبير، ويزوره الناس الذين يعرفونه زيارة الأموات من دون توسل ولا هتف باسمه، بل يدعون له ويستغفرون حتى ينقرض من يعرفه أو أكثرهم، فيأتي من بعدهم فيجد قبراً قد شيد عليه البناء، وأسرجت عليه الشموع، وفرش بالفراش الفاخر، وأرخيت عليه الستور، وألقيت عليه الأوراد والزهور، فيعتقد أن ذلك بيده النفع أو دفع ضرر ويأتيه السدنه يكذبون على الميت بأنه فعل وفعل، وأنزل بفلان الضر وبفلان النفع، حتى يغرسوا في جبلته كل باطل، والأمر ما ثبت في الأحاديث النبوية من لعن من أسرج على قبور وكتب عليها، وبنى عليها، وأحاديث ذلك واسعة معروفة، فإن ذلك في نفسه منهي عنه، ثم هو ذريعة إلى مفسدة عظيمة».

بدعة شنيعة منكرة
سئل الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- عن كسو القبور بالأقمشة الفاخرة وتزيينها قال: «وهي بدعة شنيعة منكرة باتفاق الأئمة، لم تكن موجودة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا في عهد الصحابة والتابعين، ولم يؤثر فيها شيء عن أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم وهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، وإنما وجدت هذه البدعة أول ما وجدت في أثناء القرن السادس من فعل بعض السلاطين، وقد نص أهل العلم على إنكارها وتحريمها حالما وجدت».


العلَّة في تحريم تجصيص القبور
- أن ذلك مباهاة واستعمال زينة الدنيا في أول منازل الآخرة، ولا حاجة للميت بها.
- أن فيه نوعاً من الخيلاء، والخيلاء محرمة إلا في حالات، وليس الموت منها.
- إضاعة للمال بلا فائدة بل إنها جالبة للمضرة.
- أنها وسيلة وذريعة للشرك، ولذا نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها.



اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-10-2023, 10:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بدع القبور أنواعها وأحكامها

بدع القبور أنواعها وأحكامها

(4) صفة البدع داخل القبر


جاءت شريعة الإسلام بالتوحيد الخالص من شوائب الشرك، وسدت كل ذريعة ووسيلة تفضي إليه، ومن ذلك البدع المستحدثة في القبور من البناء عليها واتخاذها مساجد، ولقد حذر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المسلمين من هذه البدع الجاهليَّةِ، مِثل البِناءِ عَلى القُبورِ ورَفعِها؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - أنه قال: «نَهَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه»، من هنا كان استعراضنا لهذا البحث للشيخ: صالح بن عبدالله العصيمي وهو بعنوان: (بدع القبور أنواعها وأحكامها)، لبيان تلك البدع التي انتشرت بين المسلمين، وليست من الإسلام في شيء.
وكنا قد تحدثنا في الحلقة الماضية عن صفة البدع داخل القبور وتوقفنا عند بدعة وضع المصاحف أو غيرها من الكتب مع الميت في قبره، وقلنا: إنَّها من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ولا تجعلوا في لحدي شيئاً
ولعل مما يستأنس به في تحريم وضع المصاحف أو غيرها من الكتب مع الميت في قبره، ما أوصى به أبو موسى حين حضــره الموت فقال: إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي، ولا يتبعني مجمر، ولا تجعلوا في لحدي شيئاً يحول بيني وبين التراب، ولا تجعلوا على قبري بناء، وأشهدكم أنني بريء من كل حالقة، أو سالقة، أو خارقة، قالوا: أو سمعت فيه شيئاً؟ قال: نعم، من رسول الله - صلى الله عليه وسلم . فهذا الصحابي الجليل، يوصي بألا يجعل في لحـده شـيء.
انتشار البدع التي توضع مع الأموات
ومما عمت به البلوى في بعض الأمصار تجاوز الوصف؛ حيث انتشرت بعض البدع التي توضع مع الأموات في قبورهم، منها:
(١) أنه إذا مات الميت، يؤخذ من ملابسه ثوب، ويوضع فيـه مـن شـعره أو شعرها الذي يأتي بعد التميشط، ويوضع تحت رأس الميت في قبره.
(2) ذبح جاموس أو غيره، ثم يؤتى بدم هذه الذبيحة، ويوضع مع الميت في قبره.
(3) جعل وسادة أو نحوها تحت رأس الميت في القبر.
(٤) في بعض البلدان إذا مات عندهم الميت يأخذون ثلاث طينات، ويجعلون الأولى تحت خده الأيمن، والثانية تحت فخذه، والثالثة تحت كعبه.
(5) وضع الحناء مع الميت في القبر.
(٦) في بعض البلدان إذا توفي الميت، ومضى على وفاته أربعون يومًا، تقوم الأسرة بزيارة القبر من نساء وولدان، فيقومون بفتح القبر، ومعهم حبوب وذرة ينشرونها على الميت، وما كان الصحابة يفتحون القبر إلا لحاجة، كأن ینسی العمال بعض أدوات الدفن، أو سقوط شيء له قيمة، أما عدا ذلك فلا يجوز.
(7) أخذ حفنة من تراب القبر، وقراءة القرآن عليها، ثم حثوها على كفنه حتى لا يعذب في قبره.
(8) وضع قطيفة مع الميت في قبره.
دفن الميت في تابوت أو دفنه بجانب طفل تفاؤلاً به
الأصل أن يدفن الإنسان في الأرض كما هي السنّة؛ حيث لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أصحابه أنهم دفنوا ميتاً في صندوق، وإنما الدفن في التوابيت من سنن النصارى، وليس من سنن الإسلام، قال ابن قدامة: «ولا يستحب الدفن في تابوت؛ لأنه لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه، وفيه تشبه بأهل الدنيا والأرض أنشف لفضلاته»، وقال النووي: «يكره أن يدفن الميت في تابوت إلا إذا كانت رخوة، أو ندية. وهذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة، وأظنه إجماعاً».
وقيل في حاشية رد المحتار: ولا بأس باتخاذ تابوت ولو من حجر أو حديد له عند الحاجة كرخاوة الأرض»، كما قال شارحه: «إلا في أرض رخوة فيخير بين الشق واتخاذ التابوت، ومثله في النهر، ومقتضى المقابلة أنه يلحد، ويوضع التابوت في اللحد، لأن العدول إلى الشق لخوف انهيار اللحد كما صرح به في الفتح، فإذا وضع التابوت في اللحد أمن انهياره على الميت فلو لم يمكن حفر اللحـد تعـين الشق ولم يحتج إلى التابوت إلا إن كانت الأرض ندية يسرع فيها بلاء الميت. قال في الحلية عن الغاية ويكون التابوت من رأس المال إذا كانت الأرض رخوة أو ندية، مع كون التابوت في غيرها مكروهاً في قول العلماء قاطبة» وقد يقال: «يوضع التابوت في الشق إذا لم يكن فوقه بناء لئلا يدمس الميت في التراب، أما إذا كان له سقف أو بناء معقود فوقه كقبور بلادنا ولم تكن الأرض ندية ولم يلحـد فيـكــره التابوت».
وقد سئلت اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية عن حكم هذه المسألة، فأجابت بعدم الجواز. وممن رأى عدم الجواز الشيخ عبد الله الجبرين، ونص على بدعيته.
ليس من عادة أهل الإسلام
ومما سبق يتبين لنا أن الدفن في التابوت ليس من عادة أهل الإسلام، ولا يجوز إلا في حالات مستثناة، كأن يموت الميت وهو في سفينة، وسوف يتأخر وصولهم للساحل، فلا بأس هنا أن يوضع في تابوت، وكذلك عند نداوة الأرض، أو عندما يكون الميت في بلاد الكفر والقانون يمنع الدفن ويتعسر نقله؛ إما لصعوبة النقل، أو لغلاء التكاليف، حيث أنه في بعض بلاد الغرب توجد قوانين تلزم بأن يدفن الميت في صندوق.
دفن الميت بجانب طفل تفاؤلاً
من البدع اعتقاد بعض الناس أن الدفن بجوار الأطفال مفيد، ويتفاءلون في دفن موتاهم عندما تكون قبورهم مجاورة لقبور الأطفال، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - سؤالاً هذا نصه: بعض من يموت لهم ميت يحرصون أن يدفنوه بجانب طفل، ويتفاءلون بذلك بأن له مزية، ما حكم هذا الشيء؟
فقال رحمه الله: هذا الشيء لا أصل له، والإنسان في قبره يعذب أو ينعم، بحسب عمله لا بحسب من كان جاراً له، فلذلك لا أصل لهذه المسألة إطلاقاً، فالإنسان في الحقيقة في قبره يعذب أو ينعم بحسب أعماله، سواء كان جاره من أهل الخير أم من غير أهل الخير؛ فموقع القبر وجماله ومن بجواره لا يغير من عذاب الله شيئا، بل المانع من العذاب هو تقوى الله والعمل الصالح، أما الفرار من العذاب بمثل هذه الخرافات، فهذا تلبيس إبليس وتدليسه والله المستعان على ما يصفون.


حكم الدفن في الصناديق
- وجه سؤال للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن وجود قانون في بعض الدول الغربية يوجب دفن الشخص بصندوق فما حكم هذا؟
فردت اللجنة إن تيسر أن يدفن الميت المسلم بلا تابوت ولا صندوق فهو السنة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينقل عنه ولا عن أصحابه -رضي الله عنهم- أنهم دفنوا ميتاً في صندوق، والخير إنما هو في اتباعهم، ولأن دفن الميت في صندوق تشبه بالكفار والمترفين من أهل الدنيا، والموت مدعاة للعبرة والموعظة، وإن لزم الأمر ولم يتم الموافقة على دفنه إلا بذلك فلا حرج، لقوله -تعالى-: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج}، وقوله: {وَلَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-10-2023, 05:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بدع القبور أنواعها وأحكامها

بدع القبور أنواعها وأحكامها

(3) صفة البدع داخل القبر


جاءت شريعة الإسلام بالتوحيد الخالص من شوائب الشرك، وسدت كل ذريعة ووسيلة تفضي إليه، ومن ذلك البدع المستحدثة في القبور من البناء عليها واتخاذها مساجد، ولقد حرص النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلى تحذير المسلمين من هذه البدع الجاهليَّةِ، مِثل البِناءِ عَلى القُبورِ ورَفعِها؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - أنه قال: «نَهَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه»، من هنا كان استعراضنا لهذا البحث للشيخ: صالح بن عبدالله العصيمي وهو بعنوان: (بدع القبور أنواعها وأحكامها)؛ لبيان تلك البدع التي انتشرت بين المسلمين، وليست من الإسلام في شيء.
وكنا قد تحدثنا في الحلقتين الماضيتين عن تعريف القبر وصفته الشرعية، وعن البدع والمخالفات المنتشرة خارج القبر، واليوم نتحدث عن البدع داخل القبر.
(1) أخذ حفنة من تراب
القبور وحثوها على الكفن
من الأمور المنكرة التي فشت بين الناس الكتابة على كفن الميت رجاء أن يغفر له؛ حيث يوصي بعضهم أقاربه أن يذكروا اسم الله على كفنه، ويكتب على جبهته أو على كفنه بسم الله الرحمن الرحيم، وحجتهم التي يعتمدون عليها، وأصولهم التي يعتدون بها قصص ورؤى فيجعلونها أصولاً، ومن ذلك حكاية أن رجلاً أوصى أن يكتب في جبهته وصدره بسم الله الرحمن الرحيم ففعل، ثم رؤي في المنام فسئل: فقال: لما وضعت في القبر، جاءتني ملائكة العذاب، فلما رأوا مكتوبا على جبهتي بسم الله الرحمن الرحيم» قالوا: أمنـت مـن عذاب الله.
كتابة العهد على الكفن
ومن صور هذا: ما يسمى كتابة العهد على الكفن وصيغته هو «لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»، وقيل: إنه «اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إني أعهد إليك في هذه الدنيا أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي، تقربني من الشر وتبعدني من الخير، وأنا لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عهداً عندك توفنيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد». وقد نص ابن الصلاح على عدم جواز أن يكتب على الكفن (يس) والكهف، ونحوهما، خوفاً من صديد الميت».
كتابة الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية
وكتابة الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية على جسد الميت أو كفنه، نص جماعة من علماء السلف -رحمهم الله عند كلامهم عن الآداب الخاصة بالقرآن الكريم- على كراهية كتابة القرآن الكريم على الجدران، وعلى الثياب على سبيل الإطلاق، قال البغوي -رحمه الله-: «ويكره تنقيش الجدار، والخشب، والثياب بالقرآن وبذكر الله -سبحانه وتعالى-».
الانتفاع بالقرآن
فمن انتفع بالقرآن فيما أنزل من أجله، فهو على بينة من ربه وهدى وبصيرة، ومن كتبه على الجدران أو على خرق تعلق عليها ونحو ذلك زينة أو حرزاً وصيانة للسكان والأثاث وسائر المتاع، فقد انحرف بكتاب الله أو بآية أو بسورة منـه عـن جادة الهدى، وحاد عن الطريق السوي والصراط المستقيم، وابتدع في الدين ما لم يأذن به الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - قولاً أو عملاً، ولم يعمل به الخلفاء الراشدون، وسائر الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - ولا أئمة الهدى في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها خير القرون، ومع ذلك فقد عرض آيات القرآن أو سوره للإهانة عند الانتقال من بيته إلى مكان آخر بطرح هذه الخرق في الأثاث المتراكم، وكذا الحال عند بلاها وطرحها هنا وهنا ما لا ينبغي، وجدير بالمسلم أن يرعـى القـرآن وآياته، والمحافظة على حرمته، ولا يعرضه لما قد يكون فيه امتهان لــه.
من البدع الحادثة التي لا تجوز
وبهذا يتبين لنا أن كتابة الآيات القرآنية على الكفن أو على جسد الميت، من البدع الحادثة التي لا يجوز فعلها، ويحرم اقترافها، كذلك من البدع أخذ حفنة من تراب القبر، وقراءة بعض آيات القرآن عليها، ومن ثم نثرها على كفن الميت لكي لا يعذب في قبره، وهذا لا أصل له؛ فلا يقي من عذاب الله إلا الأعمال الصالحة برحمة أرحم الراحمين، وممن نص على بدعية هذا الفعل الشيخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله -؛ حيث قال: «هذا شيء لا أصل له بل هو بدعة منكرة لا يجوز فعلها، ولا فائدة منها؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشرع ذلك لأمته، وإنما المشروع أن يُغسل المسلم إذا مات، ويكفن ويُصلى عليه ثم يدفن في مقابر المسلمين، ويشرع لمن حضر الدفن أن يدعو له - بعد الفراغ من الدفن - بالمغفرة والثبات على الحق، كما كان النبي يفعل ذلك، ويأمر به وبالله التوفيق».
ولو كانت كتابة الآيات تقي من عذاب القبر، لأرشد إلى ذلك خير البشر، ولفعل أصحابه ذلك من بعده، ولو كان فيه نفع في هذا الموضع، لسبقونا إليه؛ فنفع قراءة القرآن وذكر الله يحصل في زمن الحياة، ويحصل الأجر بعد الممات.
(2) وضع المصاحف وغيرها داخل القبر بقصد التبرك
- أولاً: لابد أن يعلم المسلم أنَّ الخير كله بيد الله: قال الله -تعالى-: {قُلْ اللَّهُمَّ مَلِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: أنت المتصرف في خلقك، الفعال لما تريد، كما ردّ -تعالى- على من تحكم عليه في قوله: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، أي: نحن نتصرف في خلقنا كما نريد بلا ممانع ولا مدافع، ولنا الحكمة والحجة في ذلك»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله -تعالى- يقول: يا آدم، فيقول لبيك وسعديك، والخير في يديك».
ومن هنا يتبين لنا أن الخير كله في يد الله -سبحانه وتعالى- والبركة كلها من عند الله -تعالى-، وهو المبارك -جل وعلا-، فلا يجوز أن ينسب لشيء بركة، إلا إذا جاء الدليل بذلك، كما أن الشيء قد يكون مباركاً في موطن، ولا يكون في موطن آخر، كالدعاء على صعيد عرفات، مبارك في زمنه، وأما في غير زمنه فلا خصوصية في صعيد عرفات، قال ابن القيم - رحمه الله -: «كل كمال وخير في الموجودات، فهو من خير الله -تعالى- وكماله في نفسه، وهي تُستمد منه، وهو لا يستمد منها، وهي فقيرة إليه، وهو غني عنها، كل منها يسأله كماله ثم قال: «له كل كمال، ومنه كل خير له الحمد كله، وله الثناء كله وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله تبارك اسمه، وتباركت أوصافه وتباركت أفعاله وتباركت ذاته، فالبركة كلها له، ومنه لا يتعاظم خير سُئله، ولا تنقص خزائنه على كثرة عطائه وبذله».
الله -تعالى- اختص بعض
خلقه بما شاء من الفضل
- ثانياً: لابد أن نعلم أن الله اختص بعض خلقه بما شاء من الفضل والبركة، وإذا كانت البركة كلها لله -تعالى-، ومنه فهو المبارك، ومن ألقى عليه بركته فهو المبارك، ولهذا كان كتابه الذي أنزله مباركًا ورسوله مباركًا، وبيته مباركًا، والأزمنة والأمكنة التي شرفها واختصها مباركة، وليلة القدر مباركـة ومـا حول المسجد الأقصى مباركًا، وأرض الشام وصفها بالبركة في أربعة مواضع من كتابه أو خمسة، فهو المتبارك في ذاته الذي يبارك فيمن شاء من خلقه وعليه، فيصير بذلك مباركًا.
التبرك في أصله مشروع في الإسلام
والبركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء، قال -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، فسمي بذلك لثبوت الخير فيه، ثبوت الماء بالبركة والمبارك ما فيه ذلك الخير؛ لذا قال ابن جرير في تفسير تلك الآية: «أي: التي جعلنـا فيهـا الخير ثابتًا دائمـًا لأهلها»، فالتبرك هو طلب البركة، والتبرك بالشيء طلب البركة بواسطته، فالتبرك في أصله مشروع في الإسلام، ولكنه ليس مشروعًا على الإطلاق، فهناك تبرك مشروع، وهناك تبرك محرم ممنوع، ولا يشك المسلم بأن القرآن العظيم مبارك، وصفه الله بذلك في أربعة مواضع: قال -تعالى-: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وقال -تعالى-: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}، وقال -تعالى-: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}، وقال -تعالى-: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}، فالقرآن الكريم جعله الله مباركاً، لكثرة خيره ومنافعه لاشتماله على منافع الدنيا والآخرة، وعلوم الأولين والآخرين.
فهذه الآيات كلها بينت بركة القرآن وما فيه من خير، ولكن لا يجوز أن يوضع القرآن مع الميت في قبره من أجل، بركته بحجة تثبيته وتطمينه؛ لأن هذا استخدام له في غير موضعه، وإهانة له؛ فبركة القرآن تعرف من خلال منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيرته، وسيرة السلف الصالح، وكل أمر لم يأت به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فـهـو مردود على صاحبه، قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
حكم كتابة القرآن وتعليقه
أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم كتابة القرآن وتعليقه، وما شابه ذلك بجعله حرزاً أو غيره، فقالت: «أولاً- أنزل الله -تعالى- القرآن موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، وليكون حجةً على الناس ونوراً وبصيرة لمن فتح قلبه له، يتلوه ويتعبد به، ويتدبره، ويتعلم منه أحكام العقائد والعبادات والمعاملات ويعتصم به في كل أحواله، ولم ينزل ليعلق على الجدران زينة لها، ولا ليجعل حروزًا وتمائم تعلق في البيوت أو المحلات التجارية ونحوها، صيانة وحفظاً لها من الحريق واللصوص، وما أشبه ذلك مما يعتقده بعض العامة، ولا سيما المبتدعة وما أكثرهم!


من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان
وجه سؤال للجنة الدائمة للبحوث العلمية عن حكم الدين فيمن يضعون في القبر مع الميت كتابًا اسمه (الدوشان) أو (القدوة)، ويقول كاتبو هذا الكتاب: إنه يثبت الميت في الجواب عن الأسئلة، فأجابت اللجنة قائلة: لا يجوز أن يوضع مع الميت كتاب لغرض تثبيته عند السؤال من الملكين أو لأي غرض كان؛ لأن التثبيت من الله -جل وعلا-، كما قال -تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}؛ ولأن هذا بدعة، وقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد».

اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-10-2023, 03:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بدع القبور أنواعها وأحكامها

بدع القبور أنواعها وأحكامها (5)

– حكم تزيين القبور وتجميلها


جاءت شريعة الإسلام بالتوحيد الخالص من شوائب الشرك، وسدت كل ذريعة ووسيلة تفضي إليه، ومن ذلك البدع المستحدثة في القبور من البناء عليها واتخاذها مساجد، ولقد حذر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين من هذه البدع الجاهليَّةِ، مِثل البِناءِ عَلى القُبورِ ورَفعِها؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي اله عنه - أنه قال: «نَهَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه»، من هنا كان استعراضنا لهذا البحث للشيخ: صالح بن عبدالله العصيمي وهو بعنوان: (بدع القبور أنواعها وأحكامها)، لبيان تلك البدع التي انتشرت بين المسلمين، وليست من الإسلام في شيء.
يعد تشجير المقابر، من البدع الحادثة التي انتشرت في بعض البلدان الإسلامية، فيلجأ إلى زراعة الأشجار داخل المقابر لأهداف مختلفة، منها:
(1) تزيين المقبرة وتجميلها
تزيين المقبرة وتجميلها ينافي الحكمة الشرعية في القبور، فالقبور ليست مكاناً للمترفين، ولا مأوى للمتنزهين، وإنما هي دار للمتعظين، وتزيين المقابر وتجميلها يؤدي لأن يفتن الناس بها وبأصحابها؛ حيث نجد من المسلمين اليوم من يحرصون على تزيين القبور، ويجعلونها مجالاً للتظاهر والتفاخر، ويمضي بعضهم في الشطط حتى يقيم الضريح على القبر إظهاراً للميت بأنه من أولياء الله.
بـل نجـد مـن الأغنياء من يتباهى بتزيين المكان المعد لدفنه، أو المكان الذي دفن فيه والده أو قريبه؛ حيث يجعل بعضهم المكان الذي فيه قبور أقاربه تحفة من البناء والحدائق الغناء لا مثيل لها؛ حيث يقومون بترصيع الفسيفساء، والأحجار الكريمة على جدران المقبرة، ويقومون بوضع الرخام الضخم الباهظ الثمن في أراضيها، ولا شك أن فعل هؤلاء الأغنياء قد جاء الإسلام بتحريمه؛ لأن فيه إسرافاً ووضع الأموال في غير موضعها، وفيه مخالفة لجوهر الإسلام، وحكمة المقبرة، فشمخت القباب والأضرحة في أنحاء العالم الإسلامي، وسابقت المآذن، وأقيمت الموالد؛ ولذا عرف المستعمرون والمحتلون هذه النقطة من الضعف، فعنوا بتشييدها، وهذا يدل دلالة أكيدة على مخالفة هذا الفعل لأصل الإسلام وروحه، وسوف ألقي بإذن الله مزيــداً من التفاصيل في الفصل الخامس.
(2) وضع الأشجار في المقابر بغرض شرعي
حيث يعتقد بأن الأشجار الرطبة، والزهور تؤدي إلى التخفيف على الأموات، مستدلين بما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما-؛ حيث قال: «مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على قبرين فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير ثم قال بلى، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله، قال: ثم أخذ عوداً رطباً فكسره باثنتين، ثم غرز كل واحدٍ منهما على قبر، ثم قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا».
القول بالخصوصية هو الصواب
وقد علق الشيخ ابن باز -رحمه الله- على هذا الحديث بقوله: «القول بالخصوصية هو الصواب؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يغرز الجريدة إلا على قبور علم تعذيب أهلها، ولم يفعل ذلك لسائر القبور، ولو كان سنة لفعله بالجميع، ولأن الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة لم يفعلوا ذلك، ولـو كــان مشروعاً لبادروا إليه. أما ما فعله بريدة فهو اجتهاد منه، والاجتهاد يخطئ ويصيب، والصواب مع ترك ذلك كما تقدم،
وخلاصة القول -من خلال استعراض أقوال أهل العلم-: إن تشجير المقابر أو وضع الزهور على القبور بدعة، ما أنزل الله بها من سلطان، ويشتد إثمها ويعظم وزرها إذا صاحبتها نية التخفيف عن الميت؛ فربما وضعت على قبر رجل أمن من عذاب القبر، يأتيه من نعيم الجنة وريحها، وربما وضعت على قبر من يسـام سـوء العذاب، يعرض على النار غدوا وعشيّاً، فمن أنبأ واضع الزهور والأشجار عن حال من في القبور؟
إن هذه البدعة مستوردة من اليهود والنصارى الذين يضعون على قبور موتاهم الزهور والورود. أما جعلها سنة عمن بُعِثَ رحمة للعالمين، فدونها ودون الحق خرط القتاد.
(٣) وضع قفل على سور المقبرة
يلحظ من يزور المقابر -وبالذات قبور الصحابة أو من يسمون بالأولياء- وجود بعض الأقفال على شبابيك وأسوار المقبرة، وذلك يعود إلى اعتقاد الزائر أنه بفعل هذا يربط بين قلبه وبين الميت طالما أن القفل لا يزال موجوداً بمكانه، وبعضهم يجعلها من باب الذكرى التي تذكر الميت بزائره، ولا شك أن هذا منكر عظيم، نتج عن اعتقاد الجهال بأن هؤلاء الأموات يملكون النفع والضر؛ فلذا ربطوا فيما يظنون بين قلوبهم وبين قلوب الأموات بهذا الفعل الشنيع، وهذه البدعة لم أرها دونت في كتاب، وإنما شاهدتها بعيني في مقبرتي البقيع والشهداء، واستفسرت من القائمين عليها عن العلة، والله أعلم.
(٤) أكل العيدان الموجودة في المقبرة
بلغ هوس عباد القبور، منتهاه، وذلك عندما وصل اعتقادهم إلى أن كل ما في القبور قد حلت به البركة من جراء وجوده في قبور الصحابة أو الصالحين، ويلحظ ذلك من يقوم بزيارة مقبرة البقيع؛ حيث ترمي الرياح بقطع من الأخشاب الصغيرة إلى ساحة المقبرة، وتقع على بعض القبور، وما إن يرها مفتون إلا ويبادر بأخذها، ثم يقوم بمصها أو لعقها أو علكها أو مضغها أو تقبيلها باعتقاد نفعها أو برجـاء بركتها ودليله: أنه لو لم تكن مباركة ونافعة لم توجد في المقبرة، ولا شك بأن هذه من البدع المحدثة والمحرّمات الظاهرة، والمخالفات البينة التي لا أصل لها في الإسلام.
(٥) وضع الطيب على القبور
يلجأ بعضهم إلى وضع الطيب على القبور، ويلجؤون لذلك مبالغة في خداع الزوار، وحرصًا على تكرار زياراتهم، واستنزافًا لأموالهم، فبعض حراس المقابر أو خدام الأضرحة يضعون الأطياب والعطورات على القبور، فيتوهم الزائر بأن هذه الرائحة مصدرها هذا القبر فيعتقد فيه، ويستغل الحارس أو الخادم أو البواب الفرصة، ويعرض على الزائر خدماته من خلال قيامه بالتوسط له عند صاحب الضريح أو ساكن القبر؛ ليقضي حوائجه مقابل مبلغ يدفعه الزائر لهذا الحارس، وهكذا يخدع عوام المسلمين، وتضيع عقيدتهم، وتهدر أموالهم مقابل؛ فإلى الله المشتكى.



اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-10-2023, 03:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بدع القبور أنواعها وأحكامها

بدع القبور أنواعها وأحكامها (6)

صفة البدع داخل القبر



جاءت شريعة الإسلام بالتوحيد الخالص من شوائب الشرك، وسدت كل ذريعة ووسيلة تفضي إليه، ومن ذلك البدع المستحدثة في القبور، من البناء عليها واتخاذها مساجد، ولقد حذر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المسلمين من هذه البدع الجاهليَّةِ، مِثل البِناءِ عَلى القُبورِ ورَفعِها؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - أنه قال: «نَهَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه»، من هنا كان استعراضنا لهذا البحث للشيخ: صالح بن عبدالله العصيمي وهو بعنوان: (بدع القبور أنواعها وأحكامها)، لبيان تلك البدع التي انتشرت بين المسلمين، وليست من الإسلام في شيء.
وكنا قد تحدثنا في الحلقة الماضية عن صفة البدع داخل القبور، وذكرنا منها: تزيين المقبرة وتجميلها، ووضع الأشجار في المقابر، ووضع قفل على سور المقبرة، ووضع الطيب على القبور، ونستكمل اليوم الحديث عن هذه البدع.
إلقاء عرائض الشكوى على القبور
إن من أعظم البدع ما يفعله العامة من تقديم عرائض الشكاوى وإلقائها داخل الضريح، زاعمين أن صاحب الضريح يفصل فيها، وبيده حلها وربطها، فلربما قدموا مع هذه الخطابات نقودا؛ من أجل تحفيزه، أو شعرًا من المعتدي من أجل أن يُحدث له صاحب الضريح ضرراً، فلا يعود الظالم بمثله، والغريب أن هذه العرائض ليست من العامة أو النساء الجاهلات فقط، بل قد تجد منهم من يحفظ القرآن الكريم، أو أستاذاً جامعياً أو مهندساً أو صاحب تخصص نادر.
يخاطبون الميت خطاب الواثق
إنهم يلقون إلى الميت الذي لا يملك موتاً ولا حياة ولا نشوراً شكاوى، وكأنه حي يسمع ويقرأ، وبين أيديهم واقف يحكم ويفصل، يخاطبون الميت خطاب الواثق بنصره، بل ويذكرونه بما أسدى لهم من معروف سابق أو تفريج لكرب قد مضت، ويخلعون على هذا الميت -الذي لو ملك نفعا لغيره لبادر بنفع نفسه، ومنع عنهـا الموت- صفات التبجيل فتجد في مراسلة هؤلاء المقبورين الكلمات الكفرية والعبارات والنداءات الشركية، ويخلعون على هذا المسكين الضعيف ألقاب التعظيم وخطابات التفخيم، وكأنه عظيم من العظماء، وسلطان من السلاطين، يقف بينهم ينادونه، وكأنه ذو قدرة تخرق الحجب.
التوسل بصاحب الضريح
وتجد من هؤلاء مَن يتوسل بصاحب الضريح إلى الله -جل وعلا-، أو يتوسل بصاحب الضريح إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل الأمر الأشد مرارة، أنك تجد منهم من يتوسل بربه إلى صاحب الضريح، أو بنبيه كقول بعضهم: »يا إمام، وسطت الله عليك»، أو كقول بعضهم: «يا صاحب الضريح، أتوسل إليك بالنبي»؛ فأنزلوا صاحب الضريح منزلة فوق منزلة ربه - عز وجل.
اعتقاد الجهال بهؤلاء الأموات
ولقد يسر الله لي زيارة بعض المشاهد في العالم الإسلامي، ورأيت الكثير من الخطابات والعرائض التي تقدم لأصحاب الأضرحة بلغات مختلفة وخطوط متفاوتة، ولقد حصلت على كتاب عظيم النفع لباحث مصري، جمع -لعدة أشهر- ما يلقى علـى ضريح الإمام الشافعي، وقد جمع عشرات الرسائل، وقام بتحليلها من ناحية اجتماعية، وسوف أورد بعض النماذج من هذه الرسائل التي تؤكد شدة اعتقاد جهال الإسلام بهؤلاء الأموات، وإليك بعض هذه النماذج:
(1) في عرض الله وعرضك
سيدي البطل الشهير، أنا في عرض الله، وعرضك، وببركة الله وبركتك تبين لنا في هذه من سرق الديوك الرومي؟ وببركة الله وبركتك وإن الله حاكم عادل بيننا وبينه يصرف فيه هو الله لا إله إلا هو الحي القيوم وهو على كل شيء قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل من سرق هذه الديوك تبين لنا فيه، الله يا سيدي يا إمـام يـا شافعي، تبين لنا في الذي أخذ هذا الديوك الرومي ولا إذا كان المدعو كاذبا تبين في هذا الشخص الذي ادعى هذا الكذب يا إمام يا شافعي.
(2) الحضرة جناب السيد الإمام الشافعي
الحضرة جناب المحترم السيد الإمام الشافعي -حفظه الله- آمين من بعد التحية، أحيط حضرتكم وسيادتكم وعزتكم علما بأنه كان يوجد عندنا بالمنزل بالناحية المذكورة بعاليه مبلغ من النقود، فما كان من الخائن إلا أن دخل منزلنا وأخذ هذا المبلغ سرقة مني ومن أهل المنزل بغير وجودنا وبدون ما نشعر ولا يشعر أحد منا نهائياً بهذا الخائن، وهذا المبلغ هو أمانة الله -تعالى- عز وجل.. (بناء عليه) قدمت هذه لعزتكم ولسيادتكم بخصوص النظر نحو شكواي هذه.
(3) صاحب الكرامة والمجد العزيز
صاحب الكرامة والمجد العزيز وصاحب المنصب العالي وقابل شكوت (شکوى) كل مظلوم وانتا (وأنت من رجال الله الصالحين باسمك ومقامك العالي الاسم المفضل الشيخ الإمام الشافعي صاحب المقام المفضل ندهتلك (ناديتك) في أعز ضيق وكرب بإخلاص (بخلاص) حقي، (وأنت) الوكيل المصرف (المتصرف) ورفعت شكواي لصاحب الموكب العظيم والوجه السميح (السمح) الزي (الذي) حكم بين أمه وأبيه وأنا رفعت مظلمتي للمنصب العالي ورب العرش العزيز القادر على العباد ووكلت الشيخ الإمام الشافعي في إخلاص (في خلاص) حقي في جميع من اعتدا علي، وهدم منزلي وأنا لم أعرف أي شخص و أنتا (وأنت) الحر المتصرف.
(4) مددك يا سيدي يا إمام يا شافعي
مددك مددك يا سيدي يا إمام يا شافعي مددك مددك يا سيدي يا إمـام يـا شافعي. مددك مددك يا سيدي يإمام يا شافعي العارف لا يعرف والشكوى لأهـل البصيرة عيب، مددك مددك يا سيدي يا إمام يا شافعي، أنا اليوم محسوب عليك والمحسوب منسوب والشكوى لأهل البصيرة عيب أني أستحلفك بالنبي وآل بيته بحق ما حكمت بين الأم وأبيه أمه وأبيه) أن تحكم لي بيني وبين فلان ابن حوى (حواء) وآدم الذي تسبب في ضرري ويعاملني معاملة بالقسوة.
(5) إلى الإمام الشافعي
إلى الإمام الشافعي: اللهم إني بقدرة المنتقم الجبار المطلع على كل شيء خالق خلقه جعل القوي والضعيف فجعل الضعيف يتوجه بوجه الله وأوليائه الصالحين، إني وكلتك يا سيدي يا إمام الشافعي وسئت (وسطت عليك الإله -عز وجل- والحبيب محمد ابن عبدالله خير الأنبياء والمرسلين كما سئت عليك أبيك وأمك أني وكلتك توكيلاً شرعياً على اسم فلانة بنت فلانة بالمحلة الكبرى وأمها فلانة بنت حواء وآدم بما قاموا على به في يوم الجمعة.
وهكذا تلقى هذه العرائض على الأموات، ويهمل دعاء الجبار، ولا شك أنّ هذه الأمور من المنكرات الشنيعة والبدع المخيفة. فاللهم حفظك ورحمتك.


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-10-2023, 04:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بدع القبور أنواعها وأحكامها

بدع القبور أنواعها وأحكامها (7)

بناء المساجد على القبور والصلاة فيها


جاءت شريعة الإسلام بالتوحيد الخالص من شوائب الشرك، وسدت كل ذريعة ووسيلة تفضي إليه، ومن ذلك البدع المستحدثة في القبور، من البناء عليها واتخاذها مساجد، ولقد حذر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المسلمين من هذه البدع الجاهليَّةِ، مِثل البِناءِ عَلى القُبورِ ورَفعِها؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - أنه قال: «نَهَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه»، من هنا كان استعراضنا لهذا البحث للشيخ: صالح بن عبدالله العصيمي وهو بعنوان: (بدع القبور أنواعها وأحكامها)، لبيان تلك البدع التي انتشرت بين المسلمين، وليست من الإسلام في شيء.
البناء على القبور يعد من أعظم المنكرات التي عظم شرها، واشتد خطبها، وبان خطرها، وطم بلاؤها، وعم ضررها، فهناك من يبني المساجد علـى القبور، وهناك من يبني المقامات ويشيد الأضرحة. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقد قسمت هذا الفصل إلى أربعة مباحث:
بناء القباب والزوايا والمقامات على القبور من الأمور المسلم بها لدى الباحثين: هو أن القبة من العناصر المعمارية السابقة على الإسلام، ونظرا لوجود نماذج لها قديمة في أماكن عدة متباعدة، فإنه من الصعوبة بمكان التعرف على كيفية ظهورها، ولكن مما لا ريب فيه، أن العرب المسلمين قد اقتبسوا القبة واستخدموها في المباني التي شادوها، وأول قبة عرفت في الإسلام هي القبة المعروفة باسم القبة الصليبية، وتوجد في مدينة سامراء في العراق.
أهداف بناء القباب واختلفت الأهداف التي من أجلها توضع القباب والزوايا والمقامات عنـد القبور، فلم يكن القصد من بناء المشاهد والترب، الدفن أو تخليد ذكرى من دفنوا تحتها فحسب، بل تعدى ذلك إلى مقاصد أخرى كثيرة؛ فقد أوصى بعضهم بجعل تربته على الطريق، قائلاً: لكي يمر بها الصادر والوارد فيترحم علىَّ، ومنهم من ألحق بتربته أماكن نزهة مؤنسة لا تخلو من الروعة والوقار، تنشرح لها الصدور، وتنبسط لها السرائر، بعيدة عن كآبة القبور ووحشة المقابر؛ فأضحت مثل هذه المشاهد والترب مقصد الناس للزيارة والتنزه. وعند تل توبة مشهد يزار ويتفرج فيه أهل الموصل كل ليلة جمعة وقيل: إذا ضاقت الصدور عليكم بزيارة القبور وقد حبذ الرسول الكريم زيارتها قائلا: «ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، لأنها تذكر الموت».
من عمل الشيطان وبناء القباب والزوايا والمقامات على الأضرحة من عمل الشيطان؛ ولذا اشتد نكير السلف الصالح على مثل هذه الأمور، فهذا ابن عمر - رضي الله عنهما- رأى فسطاطاً على قبر عبد الرحمن فقال: انزعه يا غلام، فإنما يظله عمله. قال الحافظ - رحمه الله -: «إن عبدالله قال للغلام: يا غلام، انزعه فإنما يظله عمله. قال الغلام تضربني مولاتي. قال: كلا. فنزعه»، -ويقصد بذلك عائشة - رضي الله عنها - قال الحافظ: أمرت بفسطاط على قبر أخيهـا ووكلـت بـه إنسـانا وارتحلت، وقد علق الشيخ ابن باز -رحمه الله- على الموضع نفسه بقوله: «هذا الأثر ضعيف من أجل الرجل المبهم، وعلى فرض صحته فالصواب ما فعله ابـن عمر، لعموم الأحاديث الدالة على تحريم البناء على القبور، وهي تشمل بنـاء القباب وغيرها، ولأن ذلك من وسائل الشرك بالمقبور فحرم فعله كسائر وسائل الشرك، والله أعلم». وأوصى أبو موسى - رضي الله عنه - «ألا يجعل على قبره بناء»، كذلك أوصى أبو هريرة - رضي الله عنه - ألا يضربوا على قبره فسطاطاً»، وعن سعيد بن المسيب أنه قال -في مرضه الذي مات فيه-: إذا ما مت فلا تضربوا على قبري فسطاطا، »وعن محمد بن كعب - رضي الله عنه - أنه قال: «هذه الفساطيط التي على القبور محدثة».
أشبه ما تكون بمسجد الضرار وما ذاك إلا أنها أشبه ما تكون بمسجد الضرار، قال شيخ الإسلام رحمه الله-: «وكان مسجد الضرار قد بني لأبي عامر الفاسق الذي كان يقال له: أبو عامر الراهب، وكان قد تنصر في الجاهلية، وكان المشركون يعظمونه، فلما جاء الإسلام حصل له من الحسد ما أوجب مخالفته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام طائفة من المنافقين يبنون هذا المسجد، وقصدوا أن يبنوه لأبي عامر هذا، والقصة مشهورة في ذلك: فلم يبنوه لأجل فعل ما أمر الله به ورسوله بل لغير ذلك، فدخل في معنى ذلك من بنى أبنية يضاهي بها مساجد المسلمين لغير العبادات المشروعة، من المشاهد وغيرها، ولاسيما إذا كان فيها من الضرار والكفر والتفريق بين المؤمنين، والإرصاد لأهل النفاق والبدع المحادين الله ورسوله ما يقوي بها شبهها، كمسجد الضرار».
أسست على معصية الرسول إن القباب التي بنيت على القبور يجب على ولاة الأمر هدمها؛ لأنها أسست على معصية الرسول، ومخالفته، وكل بناء أسس على معصية الرسول ومخالفته فهو بالهدم أولى من مسجد الضرار، لأنه عليه السلام نهى عن البناء على القبور.
القباب من عمل غير المسلمين إن عمارة المنارة، والقباب والهلال والزخرفة من عمل غير المسلمين ونقلت عنهم، وفي فعلنا هذا مشابهة لهم في أصل أعمالهم ببناء أماكن عبادتهم لذلك فإن المطالبة بهدم هذه القباب مطلب شرعي مُلح؛ لما فيه من الأخطار العظيمة ومن أهمها:
  • تعظيم ساكني هذه الأضرحة ولو بعد مدة، حتى لو كانوا قد عرفوا بفسقهم وضلالهم؛ فإن الفسق والضلال يندرس مع مرور الأيام، ولا سيما إذا لم يدون، ويبقى الضريح مع مرور الأيام شاهداً أمام الناس، فيعظم ويبجل.
  • فيه إسراف ووضع للمال في غير موضعه.
  • فيه مخالفة صريحة لنهي النبي عن البناء على القبور، وهذه وحدها كافية لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد، فكيف إذا قرنت بما يقويها؟
  • مدعاة للتباهي والتفاخر؛ حيث جبل الملوك والأثرياء على المباهاة والمفاخرة فكل يريد أن يكون ضريحه من أرقى الأضرحة وأفخمها، وكذلك المولعون من عبدة القبور بأصحاب الأضرحة؛ حيث ينفقون الأموال الطائلة لتجميل أضرحة أوليائهم.
نماذج لتلك القباب ولعلي أذكر بعض النماذج لتلك القباب التي أسرف في بنائها:
(1) قبة المنصور قلاوون تلك القبة التي تتكون من قاعدة مربعـة يوجد في وسطها ثمانية أعمدة أربعة منها من الجرانيت وهي متقابلة ومذهبة التيجان والأربعة الأخرى دعائم مبنية بأركان كل منها أربعة أعمدة من الرخام، ويجمع الجرانيتية والدعائم من أعلى أفريز رخامي دقيق الصنع، فوقه أفريـز بـه نقوش مذهبة، ويعلو ذلك كله أفريز ثالث به كتابات قرآنية وتاريخ تجديد القبـة وذلـك بحروف مذهبة على أرضية زرقاء.
(2) قبة الإمام الشافعي تعد من أشهر القباب التي تهفو إليها قلوب من بلوا بعبادة الأضرحة؛ إذ تبلغ مساحتها أكثر من 15 متراً مربعاً من الداخل و 20.5 متراً مربعاً من الخارج، ومعنى ذلك أن سمك الحوائط يبلغ 2.75 من المتر مما يثبت متانة البناء ويؤهله لتحمل قبة من الحجر أو الآجر، ولذلك فإن إقامة قبة من الخشب كان وما يزال موضع الدهشة. ويتكون الضريح من الخارج من طابقين، الأول ويبلغ ارتفاعه (1062) من المتر، هذا بالإضافة إلى شرافة يبلغ ارتفاعها (1.08) من المتر، والطابق الثاني يبلغ ارتفاعه (616) من المتر بما في ذلك الشرافات، وعلى ذلك يبلغ ارتفاع الجدار كله (16.78) متراً من سطح الأرض.
العديد من القباب ويوجد غيرها مئات من القباب، بعضها لملوك وبعضها لأولياء، وبعضها للأثرياء في كثير من بلاد العالم الإسلامي، كذلك توجد الزوايا، وقد اشتهرت في العالم الإسلامي الكثير من الزوايا التي توضع في بعضها الأضرحة وأصبحت محل زيارات ترمى عندها الحوائج وترفع الدعوات، وتسكب العبرات، وقد ذكر المقريزي -رحمه الله- جملة من الزوايا المعروفة، ومن هذه الزوايا زاوية الشيخ خضر؛ حيث بناها خارج القاهرة، ووقف عليها أحكاراً تغل في السنة، وينزل إليها في الأسبوع مرة أو مرتين، كما أن هناك ما يعرف بالمقام، والمقام: هو الموضع الذي تقيم فيه. وقيل: هو المنبر.
من أشهر المقامات في العالم الإسلامي ومن أشهر المقامات في العالم الإسلامي مقام (أبي الدرداء)، المقام بشارع أبي الدرداء بالإسكندرية، وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل، يتوسطه ممر يقسم المستطيل إلى قسمين شرقي وغربي، ويتقدم الممر من طرفيهما عقد كبير نصف دائري يرتكز على عمودين ملتصقين من الرخام المجزع. وينقسم كل من القسمين الشرقي والغربي بكل من المقاصير الأربعة مقبرة مسماة باسم أبي الدرداء وأولاده وأحفاده وأصحابه، ويعلو كل مقصورة قبة ضحلة تكاد لا ترى من الخارج، والمبنى بحالة جيدة جداً تحرق فيه البخور باستمرار لكثرة الوافدين عليه من أهل الإسكندرية وغيرها، وبالرغم أن مرجعًا لم يذكر أن أبا الدرداء قد دفن في الإسكندرية، إلا أن بعض أهل الإسكندرية يعتقدون اعتقاداً لا يقبل المناقشة في أنه مدفون داخل ضريحه، ويسوغون ذلك بكثرة الكرامات التي تحدث لهم.
حادث غريب ويذكرون على سبيل المثال ما حدث عندما أرادت بلدية الإسكندرية سنة 1947م نقل الضريح من مكان إلى آخر؛ حتى لا يتوسط الطريق فيعوق المرور، وبدأت فعلا في تنفيذ المشروع، ولكن واحدًا من العمال الذين يعملون في نقل الضريح توقفت يداه وأصيب بالشلل، فامتنع باقي العمال عن العمل، وأيقنوا أن الصحابي الجليل يأبى أن ينقل جثمانه من مرقده، هذا واضطرت البلدية أن ترضخ لاعتقاد العامة، وأبقت الضريح كما هو، وتحايلت لتوسيع الشارع من الجانبين ليسهل تسيير الترام.
من الأساطير التي تروج لخداع العامة وهذه من الأساطير التي تروج لخداع العامة، وقد أخبرني بعض أعيان الإسكندرية أن أيدي الاستعمار الخفية هي التي أيدت بقاءه، وقاموا بصناعة تـرام (قطار) خاص صغير الحجم، ليتمكن من الانحراف عند الوصول إلى هذا الضريح؛ من أجل أن يبقى معول هدم لعقائد الناس، وتحقق لهم مرادهم، ويلحظ ذلك من يزور الإسكندرية، ويرى هذا الوثن شاهراً بارزاً معلماً، يقصده القاصي والداني، والله المستعان.
اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 149.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 145.37 كيلو بايت... تم توفير 4.44 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]