استشراف المستقبل من المنظور الشرعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سعد بن عبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدرة المصونة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من أسرار اللغة في الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          دليل المعلم المجيد في علوم القرآن والتجويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          رمضانيات المرأة التقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وصية الأهل لعروسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كيف نستمر في اصلاح نفوسنا بعد الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خواطر شاردة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ما سلم حتى ودع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الفتن والنجاة منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 26-04-2024, 10:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,214
الدولة : Egypt
افتراضي رد: استشراف المستقبل من المنظور الشرعي

استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (2)




ذكرنا في الحلقة السابقة بعض المنطلقات الشرعية في استلهام الرؤية المستقبلية مثل القرآن الكريم والسنة النبوية، والتحديث الذي هو مايلقيه الله في قلب العبد من الحكمة، وكذلك الفراسة، ونستكمل ما تبقى من هذه المنطلقات الشرعية في هذه الحلقة.
5-الرؤى والأحلام:
الرؤى جمع رؤيا، وهي: «ما يُرى في المنام»، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ» (20).
وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ، قَالُوا: وَمَا الْمُبَشِّرَات؟ُ قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ»(21).
وعن عائشة أنها قالت: «أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح» (22).
قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح:27)، أُرِيَ بالحُديبية أنه يدخل مكة وأصحابه محلقين، وأنه يطوف بالبيت وأصحابه، فصدّق الله رؤياه.
ويطلق عليها علماء النفس بالأحلام التنبئية، وهناك نوع من المنامات يطلق عليه عندهم: الاستبصار بالأحداث قبل وقوعها.
وقد جاء في التاريخ أن كثيرا من الملوك والأمراء يجعلون في بطانتهم من يؤول أحلامهم ويعتنون بذلك كثيرا، فهاهو ذا ملك مصر في زمن يوسف عليه الصلاة والسلام يقول {يَأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} (يوسف: 43)، وما هذا الملأ إلا البطانة والجماعة التي يستشيرها الملك لأخذ القرارات المصيرية: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَأَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُون}َ.
ففسر يوسف الصديق هذه الرؤيا وأوَّلَها بسنوات الخير والخصب، وسنوات الجدب والقحط، كما أشار على الملك أن يحتاط للأمر، ويعدّ له عدَّته، كي يواجه صعوبة سنوات المحل، ولولا الله ثم هذه الخطة التي اقترحها يوسف عليه الصلاة والسلام، لزالت ممالك، ولهلك خلق كثير من الناس؛ لأن معظم الحضارات والكثافة السكانية متمركزة في مصر وحولها.
قال العلامة السعدي معلقاً على تعبير يوسف لرؤيا الملك: فجمع لهم في تأويلها بين التعبير والإشارة لما يفعلونه ويستعدُّون به من التدبير في سني الخصب إلى سني الـجَدْب.

قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد (4 /255): ولما كانت الرؤيا مدركاً من مدارك الغيب، كان فيها غُنية عن الذهاب إلى العرافين، والسحرة، والمشعوذين، والكهنة، والمنجمين، ونحوهم.
وجاء في كتب التاريخ أن السلطان نور الدين محمود بن زنكي رأى النبي عليه الصلاة السلام في ليلة واحدة ثلاث مرات، وهو يقول له في كل واحدة منها: «يا محمود أنقذني من هذين الشخصين -مشيراً إلى شخصين أشقرين تجاهه- فاستحضر وزيره قبل الصبح، فأخبره، فقال له: هذا أمرٌ حدث في مدينة النبي عليه الصلاة والسلام ليس له غيرك»، فتجهز وخرج على عجل، بمقدار ألف راحلة، وما يتبعها من خيل وغير ذلك، حتى دخل المدينة على غفلة، فلما زار طلب الناس عامة للصدقة وقال: لا يبقى بالمدينة أحد إلا جاء، فلم يبق إلا رجلان مجاوران من أهل الأندلس نازلان في الناحية التي قبالة حجرة النبي عليه الصلاة والسلام من خارج المسجد، عند دار آل عمر بن الخطَّاب، قالا: «نحن في كفاية»، فجدَّ في طلبها حتى جيء بهما، فلما رآهما قال للوزير: «هما هذان» فسألهما عن حالهما حتى أفضى إلى العقوبة، فأقرا أنهما من النصارى، وصلا لكي ينقلا النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الحجرة الشريفة، ووجدهما حفرا نقباً تحت الأرض من تحت حائط المسجد القبلي يجعلان التراب في بئر عندهما في البيت، فضرب عنقيهما عند الشباك الذي في شرقي حجرة النبي «عليه الصلاة والسلام» (23).
وفي عام 1967م أنشئ في بريطانيا (مكتب التوقعات البريطاني) لمحاولة تتبع الأحلام التي تدل أو تشير إلى كوارث عامة أو قضايا تخص المجتمع كله، وذلك لتلافي حدوثها، أو تقليل آثارها إن حدثت.

وقد أنشئ هذا المكتب بعد وقوع كارثة في قرية بريطانية تدعى (إيبرفاين) سنة 1966م، حيث انهار جبل من الفحم على تلك القرية مما أدى إلى وفاة عدد كبير من الأفراد معظمهم من الأطفال، وبتتبع أخبار الكارثة وجد أن عدداً كبيراً من أهل القرية وأطفالها كانوا قد رأوا الكارثة أو ما يشير إلى حدوثها في منامهم .
فهل في عالمنا العربي أو الإسلامي مركز متخصص يستقبل رؤى الناس وأحلامهم ليقوم باستقبالها وتحليل مضمونها؟ فكثير من الأحلام التي تواطأت عليها رؤى الناس كانت مؤشرا لخطر قادم ومنها ما سمعنا عنه من كثير من الناس أنهم رأوا في منامهم أن الجيش العراقي سيجتاح دولة الكويت عام 1990م، وغيرها من أحداث.
6-التفاؤل:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ» (24) والفأل هو: قول أو فعل يستبشر به، وكان ابن تيمية رحمه الله وعملا بهذا الحديث والتفاؤل بالنصر على التتار يوزع الحلوى على الجند؛ تفاؤلا بالنصر خرج من باب النصر لملاقاة التتار، عام 702م، وكان يقسم أن المسلمين منصورون لا محالة، وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يميناً، فيقال له: قل: إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليـقاً.
لقد سعى ابن تيمية جاهداً لتحقيق شروط النصر، فكان منه إزالة الفساد في البلاد ومحاربة المفسدين؛ ليكون التفاؤل في محله عملا بقوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } (25).

7- الدعاء:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يردُّ القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العُمرِ إلا البر»(26).
الدعاء سلاح عجيب غفل عنه كثيرون ولا يعلم كثير من الناس أن الدعاء يغير مجرى كثير من الأحداث العظام، وهو من أقوى الأسباب في دفع المكروه، فيمكن أن يصرف الله المكروه المقدور بالدعاء المقدور.
وعن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ فعليكم عباد الله بالدعاء» (27).
وعن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ ربَّكُم تبارك وتعالى حييُّ كَرِيمٌ يستَحي مِنْ عبدهِ إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صِفراً»(28)، فهلا عرفنا أهمية الدعاء في صرف كل مكروه بقدر الله تعالى.
8- التماثل التاريخي:
إن كتاب الله مليء بالعبر والقصص التاريخية عبر الأزمان، فجاء قرابة ثلث القرآن ليحكي لنا قصص الغابرين ليس على سبيل المتعة والتسلية، بل على سبيل العظة والإفادة من تاريخ الآخرين، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ} (29)، ولقد اعتمد المستقبليون على التماثل التاريخي اعتمادا كبيرا وأساسيا من باب اعتبار الشيء بنظيره، فالسعيد من اتعظ بغيره، وكما أنشأ الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
لقد أدرك اليهود أهمية التماثل التاريخي فدرسوا أسباب نصر المسلمين في كثير من المواقع ليتجنبوا تحقيق ذلك عليهم، ومن ذلك أنهم درسوا أسباب تفوق المسلمين على الصليبيين في معركة حطين فأخذوا منها العبر وجعلوا منها محطة تاريخية يقف عندها المجندون اليهود في دوراتهم العسكرية الميدانية ليتعرفوا عن قرب وكثب كيف حقق المسلمون هذا النصر ليفوتوا عليهم هذه الأسباب!
أما في الكلية العسكرية البريطانية فيتعلم الملتحقون بها العبقرية العسكرية التي امتاز بها الصاحبي الجليل خالد بن الوليد، وكيف لهم أن يستفيدوا منها!
9- علم الأنساب:
لم يغفل الشرع أهمية النسب (30)، ومعرفة جيدها من رديئها، بل كان من كبار الصحابة نساب كأبي بكر الصديق وابنته عائشة رضي الله عنهما، فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ»(31).
وقال تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(32).
قال الطبري في تفسيره: الأعراب أشدُّ جحودًا لتوحيد الله، وأشدّ نفاقًا، من أهل الحضر في القرى والأمصار. وإنما وصفهم جل ثناؤه بذلك؛ لجفائهم، وقسوة قلوبهم، وقلة مشاهدتهم لأهل الخير، فهم لذلك أقسى قلوبًا، وأقلُّ علمًا بحقوق الله.
مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الطعن في أنساب الناس، وهذا مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأيها الناس، ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى...» (33).
وأخيراً ومع أهمية كل ما سبق فليعلم أن الفراسة والرؤى وما عرف عن الأنساب ليست حجة شرعية في ذاتها، إنما هي للتعضيد والاستئناس، والله أعلى وأعلم.


اعداد: جهاد العايش








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 86.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 84.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]