|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أي الفريقين؟!
أي الفريقين؟! قد يجلس أحدنا أمام التلفاز يقلب في القنوات الفضائية المتنوعة والمختلفة، فتمر عليه إحدى القنوات التي تعرض فيلماً أمريكيا يظهر فيه مشهد شباب وفتيات يرقصون في نادٍ ليلي يتمايلون وتظهر عليهم لحظات المتعة والمرح، ثم يستعيذ بالله من الشيطان ويغير القناة ويقلبها إلى قناة أخرى فإذا بها مشهد لمجموعة من المصلين يظهر عليهم أثر الخشوع والبكاء. هذه لحظات قد يعيشها أي منا أثناء جلوسه أمام التلفاز، وقد يلقي الشيطان في روع أحدنا فيقول: انظر إلى هؤلاء وما هم فيه من متعة في هذا النادي الليلي، وانظر إلى هؤلاء وما هم فيه من شقاء وعناء، ويتمنى لو كان من الأولين ولا يكون من الآخرين.ولكن لو تعمق أحدنا في حقيقة المشهدين هل يصل إلى نتيجة الوسوسة الشيطانية نفسها أم يصل إلى نتيجة مختلفة ومغايرة لما يلقيه الشيطان: تعالوا معي لنغوص في كلا المشهدين. - المشهد الأول: مشهد النادي الليلي ومنظر الشباب والفتيات يتمايلون ويمرحون: سل نفسك السؤال الآتي: لو كنت معهم تتمايل كما يتمايلون هل بالضرورة تصل إلى درجة المرح والمتعة التي تريد؟ طبعاً الإجابة تكون بالتردد قد تصل أو لا تصل؛ لأن هناك عوارض كثيرة تعترض الإنسان في هذه اللحظات وغيرها مثل: مرض طارئ ولو كان صداعا يسيرا، أو هم عابر ينسيك لذة ما أنت فيه، وقد تنتهي الحفلة وترجع إلى مسكنك مهموماً مغموماً حائراً ماذا تفعل؟ تنام في فراشك تقاسي ألم الوحدة أو ألم ما أصابك؟! وإذا كنت ممن يؤمن بالله يأتيك هاجس تأنيب الضمير ومحاسبة النفس. وبالمقابل قد تصل إلى اللذة التي تريد ولكنها لذة عابرة سرعان ما تذهب وتزول ويبقى أثرها السيئ من تعب وإجهاد للجسد بسبب السهر وتناول ما يضر ولا ينفع، يستمر معك كذلك إذا كنت ممن يؤمن بالله هاجس تأنيب الضمير ومحاسبة النفس. - أما المشهد الثاني: مشهد مجموعة من المصلين يظهر عليهم أثر الخشوع والبكاء: فسل نفسك السؤال السابق: لو كنت معهم تصلي هل بالضرورة تصل إلى ما يأملون؟! فتأتي الإجابة أنك إذا كنت معهم قلباً وقالباً وحققت شروط قبول العبادة فأبشر بوعد الله الذي لا يخلف الميعاد كما قال تعالى: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}(الأنعام/160)، وكما جاء في الحديث القدسي: يقول الله عز وجل: «من عمل حسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن عمل سيئة فجزاؤها مثلها أو أغفر، ومن عمل قراب الأرض خطيئة، ثم لقيني لا يشرك بي شيئاً، جعلت له مثلها مغفرة، ومن اقترب إلي شبراً اقتربت إليه ذراعاً، ومن اقترب إلي ذراعاً اقتربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هـــرولة» (رواه مسلم). وأما إذا كانت الإجابة الأخرى: وهي أنك قد سرحت في صلاتك ولم تخشع، فأنت كذلك على خير، فأنت على الأقل في طاعة ولست في معصية، وأنت وإن لم تستثمر وقت الصلاة 100% فعلى الأقل استثمرته بقدر خشوعك في صلاتك وبقدر قبولها عند الله، ولا تنس أنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله، إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده» (رواه ابن حبان، صحيح الجامع الصغير). وقد تأتي الإجابة: إني لم أستطع إكمال الصلاة معهم لأني كنت متعباً ومجهداً أو أصابني مرض وصداع (كحال ما أصابك في المشهد الأول)، فعلى الأقل كنت على خير وشاركتهم أجر النية وان لم تكمل الصلاة معهم، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم فيه وهم بالمدينة، حبسهم العذر» (رواه البخاري)، فهم في المدينة ولم يشاركوا الصحابة في الغزو والجهاد ولكنهم نالوا ما نالوا لمشاركتهم لهم في النية والإخلاص، ثم أخيراً إذا عدت أدراجك إلى مسكنك تعود وأنت مرتاح البال مطمئن النفس؛ لأنك لم تكن في معصية، وقد يرزقك الله المتعة مع زوجتك بأفضل مما يتمتع به الأولون بالحرام؛ لأن المتعة والقدرة الجنسية فضل من الله يؤتيه من يشاء وليست بالرقص والمجون. وان كنت غير متزوج فعلى الأقل لا تأنيب ضمير ولا محاسبة نفس. وأخيرا فالآن أي الفريقين وأي المشهدين تريد أن تكون معهم؟! أترك لك الإجابة لتجيب عنها بنفسك. اعداد: خالد بن صالح الغيص
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |