كلمات في العقيدة حوار من القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خروج النبي من المسجد مُسْرِعاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          شرح دعاء: اللهم اجعلني يوم القيامة فوق كثير من خلقك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ثلاث حالات للناس عند الابتلاء؛ تحدث في آن واحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          كيف تؤثر الصلاة في حياتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          طارق بن زياد.. والعبور إلى الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          أنماط الشخصية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          التعريف بكتاب الإحكام لابن حزم رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          اليقين ضد الشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 681 )           »          الدعاة وقواعد الحكم على المخالفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الصمد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2024, 03:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,692
الدولة : Egypt
افتراضي كلمات في العقيدة حوار من القرآن

كلمات في العقيدة حوار من القرآن (1)




- (الحور).. الرجوع إلى الشيء وعنه، والمحاورة: مراجعة الكلام، حاورت فلانا وأحرت إليه جوابا، والحوير: المحاورة وكذلك الحوار والحِوَر والمحورة.
بعد عشاء الخميس في منزل العائلة.. سألني أخي الأصغر عن أصحاب الأعراف.
- ورد ذكر أصحاب الأعراف في سورة الأعراف.. في قوله عز وجل: {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} (الأعراف: 46-49).
وهذا الحوار يجب أن نفصله حتى يتضح المعنى، فإن الأعراف حاجز مرتفع بين الجنة والنار عليه أناس هم (أصحاب الأعراف) يرون أهل الجنة وأهل النار.. فينادي أصحاب الأعراف أهل الجنة:
- سلام عليكم.
ويأمل أصحاب الأعراف أن يأمر الله بهم إلى الجنة فلم يفقدوا الأمل في ذلك. وإذا التفتوا فرأوا أصحاب النار قالوا:
- {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين}.
وبينما هم ينظرون إلى النار رأوا رجالا كانوا في الدنيا من ذوي الأبهة والشرف والمكانة.. فقالوا لهم:
- {ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون}.
فيعايرهم هؤلاء الذين في النار بأنهم -أي أصحاب الأعراف- لم يدخلوا الجنة.. مع ما كانوا فيه من بعض الصلاح.
وهنا ينادي الملائكة أصحاب النار:
- {أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة }(أي أصحاب الأعراف)؟{ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
فينتهي هذا المشهد بفرحة أصحاب الأعراف أن دخلوا الجنة وغيظ أصحاب النار أن خاب ظنهم.
قاطعني ابن أختي:
- ومن أصحاب الأعراف هؤلاء؟
- هؤلاء قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم.. فلم يؤمر بهم إلى الجنة أو إلى النار.
سأل زوج أختي:
- ألم يرد قول غير هذا في أصحاب الأعراف؟
- هذا قول أكثر علماء التفسير، وورد تفصيل لذلك أنهم قوم خرجوا للغزو دون إذن آبائهم أو أنهم أناس رضي عنهم آباؤهم دون أمهاتهم أو أمهاتهم دون آبائهم.. وأقوال أخرى، ولكن الصحيح هو القول الأول وهو ثابت عن ابن عباس وابن مسعود.. وغيرهما من كبار علماء الأمة.
- وبعد أن يدخل أصحاب الأعراف الجنة؟!
- بعدها يبدأ بعض من كان في النار بالخروج منها.. إما بأنهم نالوا جزاءهم.. فيخرجون.. أو بشفاعة الأنبياء.. فيخرجون.. أو بشفاعة الملائكة.. فيخرجون.. أو بشفاعة إخوانهم المؤمنين فيخرجون.. وهكذا تخرج أفواج عظيمة من النار.. حتى يخرج آخرهم.. يحبو حبوا في حديث مفصل صحيح.. بعد ذلك.. كما في الحديث المتفق عليه.. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد، يأهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا، فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يأهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيُذبح، ثم يقول: يأهل الجنة خلود فلا موت، ويأهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة} وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا {وهم لا يؤمنون}».



اعداد: د. أمير الحداد






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-04-2024, 03:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,692
الدولة : Egypt
افتراضي حوارات الآخرة

حوارات الآخرة (2)



من الإيمان بالآخرة الإيمان بما أخبرنا الله به من حوارات بين أهل الجنة بعضهم مع بعض.. وأهل النار بعضهم مع بعض.. وأهل الجنة مع أهل النار.. وأهل الجنة والملائكة.. وأهل النار والملائكة.. وغير ذلك من حوارات:
فقبل أن توصد الأبواب على أهل النار يناديهم أهل الجنة:
- {أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا} (الأعراف:44).
- قالوا: نعم.
فينادي مناد:
- لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون.
هذا الحوار ينتقل بين الدنيا والآخرة ويربط بينهما كأن الزمن تلاشى.
كنت وصاحبي في الحرم المكي بعد أن أدينا صلاة المغرب ننتظر العشاء.
- قبل الحوار.. مع أهل النار.. يكون أول ما يقوله المؤمنون بعد أن يدخلوا الجنة: {الحمد لله الذي صدقنا وعده..} {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق}(الأعراف:43)، {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} (فاطر: 34-35)، وبعد الاستقرار والاطمئنان يزداد شعورهم بالنعمة أن يروا ما آل إليه أصحاب النار.. فيحاوروهم بأمر الله.. زيادة في حسرتهم.
- هذه الآية من سورة الأعراف (44) ألم ترد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟
- نعم.. بعد غزوة بدر.. وقف النبي صلى الله عليه وسلمعلى البئر هناك ونادى: «يا فلان بن فلان.. يا فلان بن فلان.. أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله.. فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟»، فقال عمر رضي الله عنه: ما تكلم إلا أجسادا لا أرواح لها.. فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم» صحيح مسلم.
أما في حوار الآخرة فيكون رد الكافرين:
- نعم.
فيصدقون يوقنون أن البعث حق.. والحساب حق.. والنار حق.. {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} (الأحقاف:34)، {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} (الأنعام:30).
ويكون للملائكة نصيب من هذا الحوار.. فيوبخون الكافرين ويذكرونهم بما كانوا عليه في الدنيا.. وانظر إلى صيغة الفعل {الذين يصدون عن سبيل الله}.. صيغة المضارع، وكأنهم يفعلون هذا الأمر في ذلك الوقت مع أنهم عملوه في الدنيا.
- ألم تلاحظ أن إجابات أهل النار: «نعم».. «بلى وربنا».. لا أكثر من هاتين الكلمتين؟
- صدقت؛ وذلك لما هم فيه من بدايات العذاب والضيق.. وما هو قادم لهم من عذاب مقيم.. شديد.. أليم.
- ثم ملاحظة أخرى.. أن الحوار بين أهل الجنة.. والكافرين من أهل النار.. وليس من يدخل النار من المسلمين.
- نعم.. ملاحظة جميلة.. وذلك أن هؤلاء هم الذين سيخلدون في نار جهنم.. ولن يخرجوا منها أبدا.. أما من يدخلها من المسلمين الذين رجحت سيئاتهم على حسناتهم ولم تغفر ذنوبهم مع أنهم من أهل التوحيد.. فهؤلاء ليسوا طرفا في هذه الحوارات الثابتة بين من دخل الجنة دون عذاب وبين من لن يخرج من النار أبدا.


اعداد: د. أمير الحداد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-04-2024, 07:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,692
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حوارات الآخرة

حوارات الآخرة (3)



جاء في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: ياأهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: ياأهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيُذبح، ثم يقول: ياأهل الجنة خلود فلا موت، وياأهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة} وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا {وهم لا يؤمنون}» متفق عليه.
- لا شك أنها «لحظة حسرة» لأهل النار؛ وذلك أنهم يفقدون الأمل في تغير الحال.. فالعذاب دائم لا ينقطع.
كنت وصاحبي نتصفح الكتب في (الآيباد).. بعد أن أتممنا تنزيل المكتبة الشاملة بأكملها على جهاز بحجم كف اليد.
- ومع ذلك فإن الكافرين ينسون هذه الحقيقة من شدة العذاب كما قال الله تعالى: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون..} (الزخرف:77)، وبين طلبهم وإجابة مالك عليهم عدد من السنين يعلمه الله عز وجل.. ثم تزيد النكاية بهم: {لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون} (الزخرف:78).. ويأتي هذا الطلب بأن يُقضى عليهم بالموت بعد يأسهم من تخفيف العذاب: {وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} (غافر:50).
- هذا التوبيخ والتذكير بأحوالهم في الدنيا وعنادهم ورفضهم للحق.. يبدأ من لحظة الدخول: {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} (الزمر:71).
- الغريب أنهم لا ينكرون أن الله بعث الرسل.. وأن الرسل بينوا لهم.. وأنذروهم.
قاطعته:
- منذ اللحظة الأولى لمغادرة الدنيا والإقبال على الآخرة يفقد العبد السيطرة على أعضائه.. فلا تأتمر بأمره.. فلا ينطق اللسان كما يريد.. ولا تتحرك الأصابع بما يريد.. وترجع الجوارح للعمل بأمر الله.. فمن كان من أهل الطاعات يوفقه الله للنطق بالشهادة في هذه اللحظات.. بل يُنطق الله الجوارح بما كانت تعمل: {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} (يس:65).. {حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون} (فصلت:20-21).
وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو تبسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تسألوني من أي شيء ضحكت؟» قالوا: يا رسول الله عن أي شيء ضحكت، فقال: «عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة، يقول: يا رب أليس وعدتني ألا تظلمني؟ فقال: بلى، قال: فإني لا أقبل علي شهادة شاهد إلا من نفسي، فيقول: أو ليس كفى بي شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين؟ قال: فيردد هذا الكلام مرات، فيختم على فيه، وتكلم أركانه بما كان يعمل فيقول: بعدا لكن وسحقا، عنكن كنت أجادل» (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».

اعداد: د. أمير الحداد
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-04-2024, 11:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,692
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في العقيدة حوار من القرآن

حوار من القرآن (4)



- من أول ما ينطق به الكافرون عند البعث: {يا ولينا من بعثنا من مرقدنا..}، فيُرد عليهم: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} (يس: 52)، {وقالوا ياويلنا هذا يوم الدين..}، فيجاب عليهم: {هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون} (الصافات: 20 - 21).
ويبدأ أهل الكفر يتحاجون حتى قبل أن يدخلوا النار {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون فأغويناكم إنا كنا غاوين فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين} (الصافات: 27 - 34).
{ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} (سبأ: 31 - 33).
أما في النار فإنهم يتخاصمون ويتلاومون، ويتبرأ بعضهم من بعض، ويلعن بعضهم بعضا.
{وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد} (غافر: 47 - 48)، {إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار} (البقرة: 166 - 167)، {وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا} (الأحزاب: 67 - 68)، {هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذاباً ضعفاً في النار وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار} (ص: 59 - 64).





اعداد: د. أمير الحداد
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 29-04-2024 الساعة 09:44 PM.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-04-2024, 04:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,692
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حوارات الآخرة

الحوارات الآخرة (5)




كيف نوفق بين قول الله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} (البقرة:174)، وبين قوله عز وجل: {ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادّين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} (المؤمنون: 105-117)، حيث أخبر الله عز وجل في آية البقرة أنه لا يكلمهم.. وفي الآيات من سورة (المؤمنون).. حاورهم عز وجل؟
كان نقاشنا مستمرا من بعد صلاة العصر.. ولم يتبق إلى المغرب سوى عشرين دقيقة.
- إن نفي الكلام في الآية من سورة البقرة.. وكذلك وردت آية مماثلة في سورة آل عمران: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في ا‏لآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}، هذا النفي للكلام إنما هو نفي لتكليم الرضا والقبول، فالنفي ليس نفيا لمطلق الكلام، وهذا ما تؤكده الآيات من سورة المؤمنون.. يقول الله لهم: {اخسؤوا فيها ولا تكلمون}.. وأيّ عذاب أشد من كلام الغضب من الله؟! يوبخهم.. ويذكرهم بسوء عملهم في الدنيا.. وفي المقابل.. يخبرهم بحسن جزاء المتقين: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون}.. ثم الحوار الآخر.. أيضا يزيد من معاناتهم.. حيث يذكرهم الجبار بأنهم لم يكونوا يؤمنون بالبعث: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}، كل هذا الكلام.. إنما هو عذاب لأهل النار فوق ما هم فيه من العذاب.
- وهل هناك حوارات أخرى لأهل النار مع الجبار عز وجل؟!
- نعم وكلها في إطار الزجر والتوبيخ.. اقرأ قول الله تعالى: {وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير} (فاطر:37)، وقول الله عز وجل: {قالوا ربنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير} (غافر: 11-12).
ولاحظ في هذه الآية.. أن الجواب على طلبهم {فهل إلى خروج من سبيل}؟.. لم يأت صريحا.. وإنما تذكيرا لهم بما كانوا عليه في الدنيا من الشرك بالله.. الذي أدى إلى خلودهم في نار جهنم والعياذ بالله.



اعداد: د. أمير الحداد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29-04-2024, 09:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,692
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في العقيدة حوار من القرآن

كلمات في العقيدة

-حوارات من الآخرة (6)




لا أحد يمكن أن يتصور مدى رحمة الله عز وجل في الآخرة.. رحمة كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم: «... ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد» مسلم.


وعلى عكس حوارات الكفار فإن الله عز وجل «يطمئن» عباده.. المسلمين.. حتى أصحاب المعاصي منهم.. ففي الحديث عن ابن عمر.. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم يا رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال عز وجل: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته...» متفق عليه.
- الحمد لله... الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، نسأله أن يسترنا ويغفر لنا ويرحمنا في الآخرة.
كنت وصاحبي بين العشائين نتحاور في زاوية المسجد الخلفية بعد أن خلا المسجد من المصلين.. ننتظر صلاة العشاء.
- بل اسمع هذا الحوار: «يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه.. قال: فتعرض عليه ويخبأ عنه كبارها، فيقال: عملت كذا وكذا، وكذا وهو مقر لا ينكر.. وهو مشفق من الكبار.. فيقال: أعطوه مكان كل سيئة حسنة.. فيقول: إن لي ذنوبا ما أراها هنا..» قال أبو ذر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه.. السلسلة الصحيحة.
وفي رواية أن هذا هو آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا.
استدرك عليَّ صاحبي:
- ولكن أذكر أن هناك حديثا آخر فيه تفصيل آخر لهذا الذي يكون آخر أهل الجنة دخولا.
- نعم.. نعم، الحديث في البخاري.. وهو جزء من حديث طويل يرويه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «... ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنة والنار، وهو آخر أهل النار دخولا الجنة، مقبلا بوجهه قِبل النار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فيقول: هل عسيت إن فُعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا وعزتك، فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق؛ فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم قال: يا رب قدمني عند باب الجنة، فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والمواثيق ألا تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول: يا رب لا أكوننّ أشقى خلقك، فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك ألا تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسأل غير ذلك، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول الله: ويحك يا بن آدم ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهود والمواثيق ألا تسأل غير الذي أعطيت؟ فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله عز وجل منه، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمنّ، فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته، قال الله عز وجل: من كذا وكذا، أقبل يذكّره ربه، حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه».
- حقا.. ما أغدر ابن آدم.. إذا نزلت المصيبة لجأ إلى الله يدعو ويستغفر .. فإذا انكشفت رجع إلى ما كان عليه ونسي المصيبة.. وإذا سقم وتمكن منه المرض وعجز عن التداوي ذكر الله.. واستغفر.. وتاب.. ودعا.. وأناب.. فإذا شفي.. رجع إلى سابق عهده.. وهكذا ابن آدم عموما.. إلا من رحم الله.. ودائما أذكر حديثا رواه سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس» حسن لغيره.


اعداد: د. أمير الحداد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.82 كيلو بايت... تم توفير 4.00 كيلو بايت...بمعدل (4.46%)]